دمشق الاموية و بغداد العباسية 2

علي هادي

بيلساني ماجستير

إنضم
Feb 9, 2010
المشاركات
820
مستوى التفاعل
10
المطرح
العراق - بغداد
دمشق الاموية و بغداد العباسية 2



السؤال الثالث :
قوة الخلفاء ومدى استقلالية الرأي والتبعية.. سواء للوزراء أو القوى المؤثرة للدولة ؟



تختلف الأموية عن الدولة العباسية بشيء جوهري لابد من توجيه الضوء عليه وهو القرب من عصر ما قبل الإسلام , فمن المستحيل الإقرار بأن الإسلام نجح في تصفية نفوس العرب من عادات و تقاليد , وبلغة أخرى ثقافة عصر ما قبل الإسلام أو مايعرف بالعصر الجاهلي , والذي عرف بهذا الاسم لغلبة الجاهلية كثقافة عليه , وهي ما يعنى بالعصبية القبلية التي تمنع الأفق الإنساني من الانفتاح على الأخر وتقيده بالقبيلة وأعرافها وتقاليدها والتعصب لها , في حين أن الإسلام جاء بثورة ثقافية أطلقت فيها الروح القبلية من أسرها وجعلت من العربي (البدوي الثقافة ) المحدود الأفق والمرتبط بالبيئة الصحراوية الفقيرة والتي تعيش ما شاء لها , تكرر في نفسها ما تملك دون أبداع أنساني , جعلت من هذا البدوي , إنسان حامل لرسالة عالمية تحرر الإنسان من العبودية وتخرجه من الظلمات إلى النور .
ومن هنا كان تمسك خلفاء الدولة الأموية بالروح القبلية وبالعروبة وعادتها كان قويا , وقد عكست السياسة الأموية ذلك من خلال التفريق بين العرب والموالي , باعتبار أن العرب هم أولي الشأن الأول , لذلك لا نجد من الموالي من وصل إلى منصب خطير ومؤثر في الدولة في حين أن الدولة العباسية وخصوصا في الدور العباسي الثاني الذي يبدأ بالمعتصم حين تغلب الجنس التركي على جيش الدولة وأصبح للأتراك في مقاليد الأمور وهو ما مهد لغيرهم السيطرة على الدولة من بويهيين وسلاجقة وغيرهم وفي ذلك ضاعت هيبة الدولة ووصل حكم الخليفة العباسي بعدها لا يتعدى جدران قصر الخلافة , وكان إعلان خليفة جديد أو أبعاد خليفة أو قتله يتم بإرادتهم , وهذا ما ساعد على استقلال الأقاليم البعيدة عن مركز الخلافة وانفصالها مثل الدولة السامانية في المشرق والأموية في الأندلس والفاطمية في مصر مما مهد لانحلال الدولة العربية وسقوطها بيد المغول , في حين استطاعت مصر وهي تحت حكم المماليك وبقيادة بيبرس وقطز الوقوف أمام المغول وكسر شوكتهم ومنعهم من دخول مصر .

السؤال الرابع:

الفتوحات والغنى والرفاهية وعدالة توزيع الثروات !!!

مهما حاولنا في التاريخ العربي الإسلامي أبراز الجوانب الايجابية وإخفاء الجوانب السلبية لي سبب كان فأن النظرة الموضوعية تفرض علينا أن نعتبر أن الدولة الأموية هي انقلاب جذري على طريقة الخلفاء الراشدين في الحكم .

أن هذا الانقلاب سلبيا كان أ ايجابيا , فرضته ظروف زمانية أو موضوعية أو حدث بإرادة شخصية , قد حدد مسار هذه الدولة ورسم خطواتها , وقد اعتمدت الدولة على قيم وعادات قبلية لها صلة واهية بالإسلام كشريعة وعقيدة , والأدلة التاريخية كثيرة مثل معاملتهم لغير العرب والذين عرفوا بالموالي , عدم التزام بعض الخلفاء بالأوامر والنواهي الشرعية و المجاهرة بارتكاب المعاصي وكتب التاريخ مليئة بمثل هذه الإعمال .

لقد تميزت الدولة العباسية بالغنى والرفاهية أكثر من الدولة الأموية لسباب موضوعية بحتة أهمها التطور الكبير في الاقتصاد , حيث توسعت رقعة العالم الإسلامي الذي أخذت بغداد عاصمة الدولة تجبى إليها واردات كبيرة جدا نتج عنها تأنق زائد في ملبس و مأكل الخلفاء فضلا عن بناء القصور والسفن وغير ذلك .

وقد نقلت لنا الكثير من المصادر التاريخية صورا عن الفخامة التي عاشها أغلب الخلفاء العباسيين .

في حين أن الغنى والرفاهية بالعصر الأموي لم توازي العصر العباسي لكون إن الأمويين كانوا أقرب إلى عادات وتقاليد العرب وليس هذا يعني أنهم عاشوا بعيدا عن الرفاهية ولكنها لم تبلغ مبلغ ما وصلت إليه في العصر العباسي .

أما الحديث عن عدالة التوزيع فأقول أن الدولة العربية نشأت وما زالت وهي ( دولة الاستبداد الشرقي ) كما يعبر عن ذلك بكلاسيكيات المصادر السياسية ,

شكرا
 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

سلمت يداك

:Albilsan (115):
 

علي هادي

بيلساني ماجستير

إنضم
Feb 9, 2010
المشاركات
820
مستوى التفاعل
10
المطرح
العراق - بغداد


دموع الورد


وردة بيضاء
 
أعلى