Gabriel
بيلساني مجند
- إنضم
- Jul 15, 2010
- المشاركات
- 1,320
- مستوى التفاعل
- 67
- المطرح
- مرة هون ومرة هنيك حسب
دمعة الفرح و دمعة الحزن
هكذا شاءت الأقدار ، أن يغشى نور الصباح ظلمة الليل التائه ، وتومض الذكريات الجميلة بألقها الباعث على الحياة لتفجّر الأمل
في واقع الحاضر الكئيب ، فيتجلّى بنور تداخل تلك المشاعر الصامتة ، لقاء يشهد له الخيال بندرة الوجود على سهول هذه الأرض ،
لكنّه يأبى إلا أن يتمّ على ملامح خدٍّ احتضن سحر تلك المواجهة.
لقاء بين دمعتين حائرتين متوازيتين في حوارٍ غريب ، كلؤلؤتين فريدتين و متشابهتين في الصفاء والبريق ، لكنّهما متباينتين في
الانفعالات و المشاعر ، إنهما دمعتي الحزن والفرح..
نظرت كلّ واحدةٍ إلى الأخرى بدهشةٍ وحيرة حتى تفجّر الصمت بهمسات الحوار الخافتة..
دمعة الحزن:
سمعت عنك الكثير يا دمعة الفرح ولم تسنح لي الفرصة بشرف لقائك من قبل ، وإن كنت تماثليني بخواصك السائلة الرشيقة فاعلمي
أنّ ما بداخلي من العواطف الغارقة ما يخفى عن أعماقك أيتها القطرة الصغيرة الصافية.
دمعة الفرح:
والله ما أكون يا دمعة الحزن سوى عصارة لقاء أحاسيسٍ رقيقة تمازجت بنسائم الروح المضطربة وارتقت بها إلى حدود الخفّة والسموّ
حتى انفرجت أسارير الجسد ، فكنت اللؤلؤة البرّاقة على الخدود النضرة والمنارة الدالّة على إشراقة السعادة ، أتدحرج بلا تمهّل
حتى أغرق في ثنايا نفسٍ مطمئنّة لأسّتمدّ منها النّور وأمدّها بالفرح من جديد.
دمعة الحزن:
إنني رمز الحقيقة أيتها الدمعة المتفائلة ، وإنّ مشاعر القلق والخوف والألم التي أوجدتني أودعت في داخلي أسرارا" عصيّة"
على العقول ، حتى استغاث البحر من غموضها و اعتذرت أعماقه عن ضمّها إلى أسراره ، فأنا القطرة العجيبة التي تحتضن من ألوان
الأحاسيس ما يعجز عنه الإحصاء والعدد ، أسيل ببطءٍ وشرود على خدّ إنسانٍ ممزّق ، لتغوص في ذاكرتي صور الحزن القاتمة التي أرتشفها
من معالم بشرته اليائسة حتى ألامس تراب الأرض فيستجير بلهيبي الحارق..
دمعة الفرح:
أتيت إليك من ذكريات الماضي الجميلة يا دمعة الحزن ، أخبّئ بين جوانحي نورا" يتلألأ في عالمي الصغير ، لكنّه ينتثر كأشعة شمس
الربيع الدافئة ليبدّد ظلماتك الحالكة الموحشة ، فننير معا" درب الحاضر والمستقبل..
اقتربت دمعة الفرح من صديقتها الحزينة واستأذنتها بالمرافقة إلى المجهول ، فانصهرت الدمعتان بعناقٍ حميم ، لتتغلّب قبسات نور
ذكريات الماضي المشرقة على ظلمات الحاضر،فأضحى الطريق إلى المستقبل ممهّد بزهورٍ ذات ألوانٍ شتّى تتفتّح عند كلّ ميلادٍ لهذا اللقاء
، وأشواكٍ جارحةٍ دامية عند كلّ لحظةٍ من لحظات الفراق التي تسقى بدموع الحزن والألم.
من صندوق الوارد