(( ذات صباح ما ))
يزداد جموحاً
صوتك حين يمر على جسدي المفتر
يفترش حدودي
يشطرني نصفين
ماضي كجواد أدهم متئد الخطوات مساء يعبر بهو الريح
ما زلت أراك على صمتي
كغيوم الفجر تراودها الصحراء
من أنت أيا امرأة تتسكع بين شراييني
في آخر وجعي النائي ناب يفرغ سكره
أنا لم أعهد كوب القهوة إلا مرا
لم أعرف قبلك طعم الموت
ولا فكرت بيوماً قبل مجيئك
أي شهور العام يصادف ميلادي
فوضى كتناثر عقد امرأة غجرية
أتأمل كل ثمار التينة ناضجة
من أعلى صوتك تتهاوى
و أنا كالطفل النهم الخائف أتلفت حولي
أخشى أن تسقط حبات في مجرى النهر فيجرفها
أو أغفى قليلاً في دغلك
يسرق سنجاب الغابة إحداها
هل أنت الوعد الآتي من حلمي
هل ثم منار في عينيك لتستهدي سفني
أتذكر وجهي
كنت صغيراً إذ صادفت عجوز تجمع بعض شظايا ذكراها
وعلى طرف الجرف المنهار تقيم طقوس وثنية
تتعكز ظل بقايا هامتها
لتفك طلاسم ما ترك المجهول على صهوات الغيب
قالت يا ولدي رفقاً
لست بهذا القبح لتتماهى و الحزن
في رسم خطوط يديك مواسم أمطار و ربيع
يوماً ستشب على جنبات دروبك سوسنة
وعداً
ستعشعش فوق شفاهك قبرتان
لا تطفئ كل شموسك قبل الفجر
هنا يمناك تحاول جاهدة إفشاء السر
تحت رماد أفولك جمر متقدا
لملم أوراقك
ذات صباح ما
سيجيئك صوت امرأة
عبر تهدج هذا الصدع الموغل فيك كوشم اليأس
سيجيئك موج يتهادى
كصهيل جواد أدهم يعبر بهو الريح
سيزلزل تحتك زيف الوهم
ترف على أنقاض هزائم نبضك آلاف الرايات
ترتج الأرض لتكمل دورتها
وحدك ستعود كيوم ولدت
بلا أصداء كزر الثوب
صغيراً تسقط بين ذراعيها .
.............