فــي كل سنة ... ترادفني الذكريات.. تلحقني... تجلدني بسوط الماضي... وتعبث في فكري... واهمهم.. على الرحيل من جديد... لأهيء نفسي لحالة من اللاوعي.. كي انسى هموم دنياي.. واشترك مع الاخرين... الغائبــن في عالمنا الحاضرين في عالمهم... وكم ... هو أجمل واروع ذلك العالم... كم هو نقي حد طهر الصالحين... وقدسية العابدين...
انك لله... وانهم لله... وقرارك من فوق سبع سموات تؤرخه الاقدار ليكون متزنا يدفعك للاختيار بين ان تعيش بوضوح او تختار غباش الحياة... ثم تبدأ تيهاً من جديد..
هذه المرة...
أجلت يومي الى غد... وبدأت انسف مواعيدي تلو الاخر... ولا اكرس لها اهتماما كما سأهتم بالقادم كموعد اخر مع.. صاحبي القلوب البيضاء...
وراء ظهري كل امور الدنيا الا امرا واحدا... لحظات سأعيشها مع الساكنين في باب الصمــت.. وانا اسمع من وراء شواهدهم... ابتسامة الذي لن تعيده الحياة الا بعد حين..
اجيال تلو اخرى وحضارات وامم واخرى... وهؤلاء يستمعون لاهات البشرية جمعاء... ويدركون مسبقا.. بعد ان نزلوا منازل.. من سبقهم ثم هم سيكونون من سبقنا لنصور للقادمين فوق شواهدنا... حالة هؤلاء من جديد..
كانت الشواهد هذه المرة... متعبة حد ثقل اعباء اهل الارض... ان عبثية الناس تودي بهم الى المهالك.. وان حد السيف لا يختصم اثنين في حدته ليقتسم بيننا وبينهم خيط صغير جدا في ذهنيتنا... وكبيرٌ بالمفارقه بيننا وبينهم... مثل مسافة الشمس والارض...
مشيت مسافة 100 متر... متهيئا في بديهة الذي يعرف ضمنيا انه سيلحق في ركب من سيزور يوما من الايام.. لعلي ولعلك لا تدري متى سيكون حدا لنهايتنا في حالة قد تكون مختلفه او شبيهة تلتصق بقدرك متى واين ذهبت..
.
كأنني هذه المرة لا ارى اسواراً للمقبرة... التي اعتدت عليها منذ صغري في لعبي وطفولتي...وكأنها اختفت ليطل علي الف الف قبر... بلون اكفانهم يرقدون..
تهادنني.. أخبئ بها اسراري.. خلف الشواهد.. وتلك الاضرحة.. تهتم بطفولتك اذا كنت لا تعرف اساسا معنى للطفولة الا ضمن دخان النار وروائح الكبريت الثوري..
دخلت... هذه المرة... ليس كمثيلتها... احمل في جيبي كثيرا من النقود .. مترفاً.. اعيش لحظات دسمة تملؤ جيوبي النقود... لست فرحا بها بقدر ما أنني .. احببت ان ارشق بها... كل عناوين الفقر في بلدي ومدينتي وعالمي...
القيت السلام على... الذين... انتظروا كل عيد زيارة احدنا ليطمئنوا هم هذه المرة علينا وقد اسعفهم حضوري... كأنني في جعبتي اخبارا تنثر نفسها بطريقة هامسه في اذانهم... نحـــــن بخيـــــــــــــــــــــــــر...
هم يعرفون مدى شوقي لأن ارقد معهم... حد الجنون... بعد رحلة اطمأن بها لأن التقي من احببتهم ومشيت معهم مسافة الوصول دون وصول ... وهل انني اعيش مرحلة تلو الاخرى في حالة مبهمة لا استطيع تفسيرها ولا التأقلم معها....
بعد ان سلمت على والدي. ودعوت له الله ورجوته بكرمه وعفوه بأن يغفر له... همست عند قبره وابلغته أننا ... معك نحن ... بخيـــــــــر. ثم اخي الشهيد والعزيز على قلبي كم تركت فراغا في بقعة صغيرة قد ملأتها حباً وكرما. .رحمه الله... سرت قليلا باتجاه بعض الذين كنت ابادلهم الحديث قبل يوم او يومين او اكثر او سنه او اكثر... هناك استاذي العزيز ... كنت اناقشه في صفي عن امور كثيرة .. وكثيرا ما كان يهتم بان يسمعني ويشجعني... هنا رقد بسلام وجنبه الاخر ابنه الشهيد...حنيت رأسي قليلا اربت على شواهدهم... وقد قلت في نفسي هذه الدنيا... مسافة قصيرة ورحلة عمر اقصر بكثير... انتم السابقون ونحن بكم لاحقــــون..
هناك قبورا كثيرة... لمن أعرفهم ومن لم الحق به وقد رحل قبل مجيئي الى الارض...وهناك قبورا اشد وضوحا من غيرها... هي قبور الشهداء من... ماتوا في سبيل نصرة دينهم ووطنهم... القيت على لحودهم تحيتي ووقفت بصمت... وبيني وبين بعضهم حديث طويل طويل... لم نكمله وهم فوقها...فقد يكون لنا متسعا .. تحتهــا لنستمر في الحديث دون تعب...
كثيرٌ من الاطفال.. من ابناء الفقـــراء... اعتادوا زيارة المقابر كل عيد... وقد اعتاد عليهم اهلها اكثر.. وهم يؤنسون في قفزتهم من قبر الى اخر اهل القبور كلها... يثني الله برحمته وفيضه على هؤلاء بوجود هؤلاء ابناء الفقراء... يلتمسون... من ينجدهم ويشضاركهم او يصنع الفرحه على شفاههم... هم ليسوا بحاجه الى المال بقدر حاجتهم الى من يستطيع ان يكون السعادة في قلوبهم بناءا يستمر للعيد القادم او يعيش في اجسادهم برهة قصيرة ..
اكتفيت بأن استعرضت في ذهني..... قصة الحياة في مقبرة... لا يحييها الــموت...
حمدت الله كثيرا .. انني بخيـــر...
واهتم بأن يكون الاخرون بخير
لكننا حقيقة تباعد الدنيا بيننا وبين الخير بسلوكنا مسافة كبيرة وفجوة من الصعب ان نغلقها ...
في صباح يوم العيــد... كان ذلك يوما... في دفتر الذكريات...
وقد قنعت بحالتي.. التي اتهيأ لها كل عام..
وقنعت أكثر بأن هناك من سيعيشها فوق التراب غيري ليرثي وجودي...
قبل خـــروجي من المقبــــرة...
ابتسمت وقد غمرني بعض الفرح... وقد اكسبت كثيرين بعض سعادتي... وعند بوابة الشواهد... أخبرتهم مرة أخرى ... نــحــــن بخيــــر....
فأجابني صوت همس في اذناي وقلبي... كذلك اننا بخيـــــر..
حرج الوطن
انك لله... وانهم لله... وقرارك من فوق سبع سموات تؤرخه الاقدار ليكون متزنا يدفعك للاختيار بين ان تعيش بوضوح او تختار غباش الحياة... ثم تبدأ تيهاً من جديد..
هذه المرة...
أجلت يومي الى غد... وبدأت انسف مواعيدي تلو الاخر... ولا اكرس لها اهتماما كما سأهتم بالقادم كموعد اخر مع.. صاحبي القلوب البيضاء...
وراء ظهري كل امور الدنيا الا امرا واحدا... لحظات سأعيشها مع الساكنين في باب الصمــت.. وانا اسمع من وراء شواهدهم... ابتسامة الذي لن تعيده الحياة الا بعد حين..
اجيال تلو اخرى وحضارات وامم واخرى... وهؤلاء يستمعون لاهات البشرية جمعاء... ويدركون مسبقا.. بعد ان نزلوا منازل.. من سبقهم ثم هم سيكونون من سبقنا لنصور للقادمين فوق شواهدنا... حالة هؤلاء من جديد..
كانت الشواهد هذه المرة... متعبة حد ثقل اعباء اهل الارض... ان عبثية الناس تودي بهم الى المهالك.. وان حد السيف لا يختصم اثنين في حدته ليقتسم بيننا وبينهم خيط صغير جدا في ذهنيتنا... وكبيرٌ بالمفارقه بيننا وبينهم... مثل مسافة الشمس والارض...
مشيت مسافة 100 متر... متهيئا في بديهة الذي يعرف ضمنيا انه سيلحق في ركب من سيزور يوما من الايام.. لعلي ولعلك لا تدري متى سيكون حدا لنهايتنا في حالة قد تكون مختلفه او شبيهة تلتصق بقدرك متى واين ذهبت..
كأنني هذه المرة لا ارى اسواراً للمقبرة... التي اعتدت عليها منذ صغري في لعبي وطفولتي...وكأنها اختفت ليطل علي الف الف قبر... بلون اكفانهم يرقدون..
تهادنني.. أخبئ بها اسراري.. خلف الشواهد.. وتلك الاضرحة.. تهتم بطفولتك اذا كنت لا تعرف اساسا معنى للطفولة الا ضمن دخان النار وروائح الكبريت الثوري..
دخلت... هذه المرة... ليس كمثيلتها... احمل في جيبي كثيرا من النقود .. مترفاً.. اعيش لحظات دسمة تملؤ جيوبي النقود... لست فرحا بها بقدر ما أنني .. احببت ان ارشق بها... كل عناوين الفقر في بلدي ومدينتي وعالمي...
القيت السلام على... الذين... انتظروا كل عيد زيارة احدنا ليطمئنوا هم هذه المرة علينا وقد اسعفهم حضوري... كأنني في جعبتي اخبارا تنثر نفسها بطريقة هامسه في اذانهم... نحـــــن بخيـــــــــــــــــــــــــر...
هم يعرفون مدى شوقي لأن ارقد معهم... حد الجنون... بعد رحلة اطمأن بها لأن التقي من احببتهم ومشيت معهم مسافة الوصول دون وصول ... وهل انني اعيش مرحلة تلو الاخرى في حالة مبهمة لا استطيع تفسيرها ولا التأقلم معها....
بعد ان سلمت على والدي. ودعوت له الله ورجوته بكرمه وعفوه بأن يغفر له... همست عند قبره وابلغته أننا ... معك نحن ... بخيـــــــــر. ثم اخي الشهيد والعزيز على قلبي كم تركت فراغا في بقعة صغيرة قد ملأتها حباً وكرما. .رحمه الله... سرت قليلا باتجاه بعض الذين كنت ابادلهم الحديث قبل يوم او يومين او اكثر او سنه او اكثر... هناك استاذي العزيز ... كنت اناقشه في صفي عن امور كثيرة .. وكثيرا ما كان يهتم بان يسمعني ويشجعني... هنا رقد بسلام وجنبه الاخر ابنه الشهيد...حنيت رأسي قليلا اربت على شواهدهم... وقد قلت في نفسي هذه الدنيا... مسافة قصيرة ورحلة عمر اقصر بكثير... انتم السابقون ونحن بكم لاحقــــون..
هناك قبورا كثيرة... لمن أعرفهم ومن لم الحق به وقد رحل قبل مجيئي الى الارض...وهناك قبورا اشد وضوحا من غيرها... هي قبور الشهداء من... ماتوا في سبيل نصرة دينهم ووطنهم... القيت على لحودهم تحيتي ووقفت بصمت... وبيني وبين بعضهم حديث طويل طويل... لم نكمله وهم فوقها...فقد يكون لنا متسعا .. تحتهــا لنستمر في الحديث دون تعب...
كثيرٌ من الاطفال.. من ابناء الفقـــراء... اعتادوا زيارة المقابر كل عيد... وقد اعتاد عليهم اهلها اكثر.. وهم يؤنسون في قفزتهم من قبر الى اخر اهل القبور كلها... يثني الله برحمته وفيضه على هؤلاء بوجود هؤلاء ابناء الفقراء... يلتمسون... من ينجدهم ويشضاركهم او يصنع الفرحه على شفاههم... هم ليسوا بحاجه الى المال بقدر حاجتهم الى من يستطيع ان يكون السعادة في قلوبهم بناءا يستمر للعيد القادم او يعيش في اجسادهم برهة قصيرة ..
اكتفيت بأن استعرضت في ذهني..... قصة الحياة في مقبرة... لا يحييها الــموت...
حمدت الله كثيرا .. انني بخيـــر...
واهتم بأن يكون الاخرون بخير
لكننا حقيقة تباعد الدنيا بيننا وبين الخير بسلوكنا مسافة كبيرة وفجوة من الصعب ان نغلقها ...
في صباح يوم العيــد... كان ذلك يوما... في دفتر الذكريات...
وقد قنعت بحالتي.. التي اتهيأ لها كل عام..
وقنعت أكثر بأن هناك من سيعيشها فوق التراب غيري ليرثي وجودي...
قبل خـــروجي من المقبــــرة...
ابتسمت وقد غمرني بعض الفرح... وقد اكسبت كثيرين بعض سعادتي... وعند بوابة الشواهد... أخبرتهم مرة أخرى ... نــحــــن بخيــــر....
فأجابني صوت همس في اذناي وقلبي... كذلك اننا بخيـــــر..
حرج الوطن
