رهان مع الشيطان (قصة في حلقات)

LOoLoO

بيلساني سنة ثالثة

إنضم
Oct 11, 2009
المشاركات
671
مستوى التفاعل
4
المطرح
بهالدنيا الصغيرة
متابعــــــــــــــهـ :Albilsan (115)::Albilsan (115):
 

Black Hawk

بيلساني سوبر

إنضم
May 11, 2009
المشاركات
2,057
مستوى التفاعل
35
المطرح
!!.. على شط الفرات ..!!!
بانتظار ما سيحدث بين ام فاطمة والشيطان ومن سيربح الرهان

دموع الورد مميزة كعادتك في انتقاء كل ما هو جميل :25:

ودي وتقديري :24:

متابع وبشغف
 

GaZoOoooL

بيلساني لواء

إنضم
Jul 20, 2008
المشاركات
3,830
مستوى التفاعل
43
المطرح
بين كتبي
:Albilsan (115)::Albilsan (115)::Albilsan (115):

كملي
 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

الحلقة الثالثة


وافقها الشيطان على ما جاءت ساعية من اجله.. على أن يلتقيا في نهاية الشهر في نفس هذا المكان.. ضمت إلى صدرها اتفاقية الرهان بينهما، الممهورة بقسم لا يستطيع معه الفكاك أو الانسحاب لاحقا.. كانت الغبطة تملأ قلبها عندما عادت أم فاطمة أدراجها، تطوى بأقدامها طرقات زراعية ممتدة ومتلوية بين الحقول كثعبان الأساطير، حتى اختفى بين الأشجار بيته،عندها ضحكت مع نفسها مزهوة بأولى خطوات النصر.. فطالما كتمت ضحكاتها أمامه، بينما كان يقهقه في كل وقت، دون أن يستطيع استفزازها بقهقهاته المتتالية، استهزاء وغرورا...

مع إشراقة خيوط الشمس الأولى، كان الغريب بهيبته المعهودة، وشخصيته النافذة بين عقول مغيبه تائهة من أهل القرية، قد وصل قاصدا ديوان المختار، مطالبا إياه بعقد اجتماع عاجل مع أعيان وكبار رجالات القرية، فكان له ما أراد.. فكلماته دوما مستجابة ومسموعة، لا يرد له طلبا أو أمنية حتى تلبى له في الحال.. وهذا ما دعاه إلى قبول الرهان وشرطه، مستخفا بأم فاطمة وسذاجتها !.
عندما انفض الجميع بعد استماعهم للراوي، بقيت مجموعة المدعوين المختارة، والمنتقاة بعناية ممن كانوا أصحاب الشيخ حسان أو من اللذين تربطهم به مصالح تجارية، اتجهوا جميعا إلى مضافة المختار الخاصة، للاستماع إلى دعوة الغريب العاجلة، وما أرادهم من اجله، استهل حديثه قائلا:

- أيها الجمع الكريم، أعيان القرية الكرام، هدفنا كما تعلمون هو الخير والإصلاح أولا وأخيرا في هذه الدنيا الفانية ! ثم أردف: بصحبة المختار، سنتوجه غدا بعد صلاة العصر إلى منزل حبيبنا الشيخ حسان، فقد بلغنا انه طرد زوجته بلا أسباب معروفة، وأهمل تجارته، واقفل دكانه، حيث يقبع الآن مريضا في بيته.. سأسبقكم إلى هناك، حيث سأكون منتظركم جوار النخلة الواقعة قرب بيت الشيخ، فعندي مصلحة خاصة لابد من قضائها بشكل عاجل،لهذا لن أتمكن من أداء الصلاة معكم .. كان يحاول الالتفاف بان لا يصطحبوه للمسجد معهم! فحتى الآن لم يتساءل احد ، لماذا لم يروه ساجدا في يوم من الأيام؟ لكن بصائرهم المغيبة، لم تجعلهم في وضع يسمح لهم بالسؤال .

في الميعاد المحدد، تقابل الجميع جوار تلك النخلة.. كان يتقدمهم المختار عندما وصلوا بيت الشيخ ..قاصدين الإصلاح والتوفيق وفعل الخير، إلا واحد منهم، كانت نواياه على غير مقصد.
- من بالباب؟
بدت نبراته ضعيفة، فقد أتعبه المكوث في البيت طويلا، مما زاد من أوجاعه وهزاله الذي لم يكن في حقيقة الأمر مرضا عاديا، وإنما هواجس تملكت عقله، واضطرابات نفسية سيطرت عليه، فاردته في براثن الشك القاتل، وعدم الرغبة في فعل اى شيء ..فكلما فكر في خيانة زوجته له! وتشتت أسرته، وكساد تجارته، تفاقمت أحواله سوءً يوما بعد يوم.
- نحن يا شيخ حسان.. مختار القرية وبرفقتي جمع كريم من أصحابك وأعيان القرية.
فتح الباب مرحبا:
- تفضلوا على الرحب والسعة.. يا مرحبا، أهلا وسهلا بالضيوف الكرام، أجابهم.
كان يحاول جاهدا الابتسام وإخفاء سره في قلبه، فحتى الآن، لم يستطع احد معرفة ماذا حدث، لان الصمت كان عنوان الشيخ الدائم، كلما حاول احدهم فتح الموضوع معه عند زيارته للاطمئنان عليه، كان لسانه ينعقد عن الكلام والنطق.

نظر الغريب إلى المختار كأنه يريد الحديث أولا.. فعرف مغزى نظراته وتحفزه للحديث، فهو الذي طلب هذا اللقاء، فسمح له المختار بالتحدث بداية:

- يا شيخ.. جئناك في أمر فيه الخير لك ولجميع أهالي القرية، ولا نعتقد بأنك ستُفشل الجاهة الطيبة هذه.. جئناك بأمر يعود بالنفع على أسرتك وعليك شخصيا، أن ترد زوجتك المصون إلى بيتك وأطفالها.. ويعود على الجميع بالخير لأننا نحتاج تجارتك، فلا يعقل أن تغلق دكانك طويلا، فتحرمنا بضاعتك الفاخرة، التي نحتاجها في المناسبات والأفراح .
اعتدل الشيخ حسان كأن سوطا قد لسعه على ظهره، قطب ما بين حاجبيه، وتغيرت معالم وجهه فقال: أرجوكم يا أصدقائي وأحبتي.. مجيئكم عندي شرفني، وقولكم هذا أحييه واقدره كثيرا ..لكنى أقسمت بالله وقد حججت بيت الله هذا العام للمرة الرابعة، بان لا أتحدث ولا استمع لأي كان في هذا الموضوع بالذات.. فالبيوت أسرار، وأستسمحكم الأعذار.
كانت كلماته حازمة جازمة، لم تجعل للغريب منفذا، أو لأحد آخر من التدخل بالحديث، فصمت الجميع.. واكفهر وجه الغريب حتى ازرق، فعاد للونه الطبيعي دون اكتراث أو انتباه من الحاضرين؟ قطع الهرج الحاصل بين الضيوف، داخلا الابن الأكبر للشيخ ومعه صينية الضيافة، كانت تعج بفواكه كثيرة من كل صنف.. وعصير التمر والقصب، ثم شراب التوت.. أكلوا وشربوا، ثم انصرفوا، وتفرقوا كل إلى بيته...

لم يستسلم الشيطان بسهولة، لم يرفع بعد رايته البيضاء، فقبل انقضاء مدة الرهان، حاول جاهدا التوسط عند الشيخ، بإرسال آخرين قريبين على قلب الشيخ، أو بإغرائه بتجارة مشتركة فيما بينهما، وبأموال سيجنونها لا عدد لها ولا حصر .. وعلى قدرته من استحضار الحرير من الهند مباشرة عبر سفن في البحر، تأتيهم خصيصا من تجار كبار هناك ، فيستأثروا بتجارة الحرير لا سواهم .. لكن دون فائدة، بالرغم من كل هذه الإغراءات التي فاقت حدود الخيال..فالأمر بالنسبة للغريب يتعلق بمسألة مصيرية، يتقرر فيها بقاءه أو خسارته للرهان المشفوع بقسم الشياطين؟ وبالتالي في إبعاده واختفاءه نهائيا.. أما بالنسبة للشيخ، فالأمر يتعلق بالشرف والعفة التي لا تقدر بمال، أو تقاس بمقاييس، فأغلق الأبواب أمام كل الوجوه الساعية عن حسن نية إلى إصلاح ذات البين وراب الصدع، بإعادة زوجته.. ولم ينبس بكلمة واحدة لأي كان، فقد بقى على صمته المطبق كاتما سره في قرار قلبه؟ لا يعلمه سواه وزوجته، ولم يكن يدرى عن أم فاطمة أنها على علم بكل التفاصيل التي يجهلانها معا حتى الآن ؟.

في الميعاد المحدد على آخر الشهر، وصلت أم فاطمة .. كان بانتظارها مكفهر الوجه، عابسا، وقد اشتدت زرقته حتى تفحم وجهه .. كان الشرر يتطاير من عينيه.. يضرب الأرض بذيله وهو جالس القرفصاء، بينما كانت أم فاطمة واثقة الخطوات، تمشى بثبات وهى تمعن النظر إليه، وتنقر الأرض بعكازها، بإيقاع متناغم مع خطواتها الحثيثة باتجاهه، حتى دنت منه، وأصبحت على بعد ذراع لا غير..عيناها في عينيه، بادرته قائلة:
- فشلت يا سيد الشياطين.. خسرت ورجعت خائبا.. يا لقلة حيلتك وضعف حجتك، ونهاية قدراتك الخارقة ..والآن جاء دوري أنا.. فحسب الرهان المبرم، لقاؤنا هنا ثانية على انتصاف الشهر، وحين يصبح البدر مكتملا في السماء.
- نعم أيتها الداهية الماكرة، لنر ماذا أنت فاعلة.؟ فلا نستبق الأحداث، فالشيخ حسان لن يكون سهلا حيث فشل الجميع.. وهل يتساهل معك أنت؟ ..أنت يا خرقاء!!
- هل عدت لوصفي بالخرقاء؟ قهقهت أم فاطمة بحضرته لأول مرة، ثم رمقته بنظرة تحد: سنرى لاحقا العجوز الخرقاء كما تدعى ما هي فاعلة؟.. ثم أدارت ظهرها وهى تنقر بعكازها الأرض، بدبيب كأنها تنقر في أذنيه، مما جعلته يغمض عيناه واضعا أصابعه فيها، أملا في التخلص من نقر عكازها الذي تحول إلى أجراس تقرع في رأسه، من شدة حنقه وقهره وخيبته .

بينما كانت تبتعد أم فاطمة وتختفي بين أشجار الحقول، سمع صدى ضحكاتها تجلجل الفضاء المتسع، فانكب على الأرض باكيا، صارخا، يتخبط بذيله ذات اليمين وذات الشمال...






- يتبع -
إلى اللقاء في الحلقة الأخيرة.
:7:
 

THE FALCON

بيلساني سنة رابعة

إنضم
Feb 16, 2010
المشاركات
784
مستوى التفاعل
8
المطرح
سوريا _ حماة
عنجد القصة رائعة
وانا بانتظار الحلقة الاخيرة
يعطيكي العافية
 

Black Hawk

بيلساني سوبر

إنضم
May 11, 2009
المشاركات
2,057
مستوى التفاعل
35
المطرح
!!.. على شط الفرات ..!!!
بانتظار الحلقة الاخيرة

وانتظار ام فاطمة وماذا ستفعل بعد ان فشل الشيطان في الاصلاح بين الزوجين

:24::24::24:
 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

الحلقة الرابعة


وصلت بيت الشيخ حسان بصعوبة بالغة، فقد أعياها كثيرا ما لاقته طوال أكثر من شهر من معاناة وإرهاق، حتى فتك بجسدها النحيل.. بدا لها الشيخ بحالة تزداد سوء يوما بعد يوم، جراء صمت رهيب عصف براحته وأعصابه كاد أن يطيح بما تبقى من عقله.. رحب بها، فهي أم فاطمة التي تلقى احتراما وتقديرا لأعمالها الصالحة لأهالي القرية والمجاورات من القرى القريبة.كان ترحيبه حذرا؟ فقد اعتاد مؤخرا استقبال أناس من كل لون، يطرقون بابه من اجل إرجاع زوجته؟ عارضين وساطتهم لفعل الخير، مما جعله في حيرة من أمره على هذا الاهتمام البالغ بحالته دون سواه! في قرية اختلف معظم رجالها مع نسائهم،فزخرت وتشابهت حالات كثيرة، حتى بات يتوجس كل قادم إليه.
عندما أحضرت ابنة الشيخ صينية القهوة على عجالة، امتثالا لرغبة أم فاطمة، كانت ما تزال تجوب بنظرها أركان البيت قائلة: أتذكرين بنيتي قبل أكثر من شهر؟ عندما حضرت إلى هنا، وكنت في وضع صحي سيء، حيث لجأت إليكم، فوجدت أمك من أطيب وأنقى النساء، فأكرمتني حتى استعدت عافيتي.. وصليت على سجادتها المزركشة بالون شتى، ومرسوم عليها صورة الكعبة المشرفة..كان الشيح يستمع باهتمام بالغ إلى ما تقوله أم فاطمة.. وهو يرقب ابنته التي أومأت برأسها دليل صدقها على ما تقوله، ثم اتجهت بحديثها إلى الشيخ: ولى بحوزتكم أمانة! نسيتها، ولم استطع الحضور لاحقا لأخذها لانشغالي الكبير في أمر هام، سترون نتائجه لاحقا على القرية ؟.
- أي أمانة بحق السماء؟ لا اعلم بهذا الأمر إلا اللحظة !
- كنت قد نسيت في غرفة زوجتك كيس اصفر اللون، بداخله قطعة قماش من الحرير الاحمر، كنت قد دفعت ثمنها لابن أبو مرعى، الذي تزوج دون أن اهديه إياها كما وعدت أمه صديقتي، وصانعة معروف معي، و....
- ماذا تقولين ؟؟ أعيد بالله عليك ما قلتيه، وقد وقف على قدميه مستنفرا،لا يصدق ما تقوله.. يتساءل اهو في علم أم في حلم؟ بسرعة البرق انفرجت أساريره واستبشر خيرا .. كان يرمق ابنته الجالسة والواجمة، لا تدرى ما الذي يحدث من حولها، تراقب أبيها مذهولة لا تجد تفسيرا، وقد عادت إليه روحه الغائرة عميقا قبل لحظات في حزنها.
- نعم يا شيخ حسان، كما قلت لك تماما، لقد نسيت الكيس في غرفتها بعد أن صليت على سجادتها المزركشة.. لقد كانت سيدة كريمة، صاحبة خلق وشرف وأمانة، بارك الله بك فيها.

يمسك بابنته، يطيرها في الهواء.. يهلل كمن مسه جنون، يرجها فرحا، ضاحكا، في مشهد غريب ،ثم يستأذنهما، لحظات مرت .. يعود حاملا دليل أخفاه عن عيون الجميع، واحتفظ به لنفسه، ليكون دليل خيانة زوجته كما كان معتقدا، والآن يصبح نفسه دليل براءتها.
- أهذا هو الكيس؟ أهذه هي قطعة القماش يا أم فاطمة ؟ أهذه هي الأمانة؟ تأكدي بالله عليك !
- نعم هي .. حفظكم الله، حفظتم الأمانة، وها هي تعود إلى أصحابها.
يرفع يديه إلى السماء..يبكى.. يتضرع، يصلى ركعتي شكر، ثم يعود إليهم، يضحك فرحا، يبتهل إلى الله على هذا الكرم، وهذا الخير الوفير الذي منحه له ولأسرته فقد ظهر الحق أخيرا.
- أم فاطمة لا اعرف كيف أشكرك؟ لكنى مدين لك الآن بكل ما تتمنيه.. وأي شيء تطلبينه سيكون ملبي لك بإذن الله .. فأنت قد فرجتي كربتنا، واعدتي البسمة إلى نفسي وأسرتي.. لن اشرح أكثر من هذا؟ لكن سأسرع إلى أهل زوجتي، استردها إلى ذمتي، أعيدها إلى بيتها الآن وفورا.. ستبيت أمك الليلة في بيتنا يا ابنتي الحبيبة ..كان يقبل ابنته، يخاطبها كأنه يمسك بالحياة بقبضته من جديد.

تركت أم فاطمة البيت،غارقا بالفرح والسعادة، تحمل أمانتها تحت إبطها، قبل أن يهرول الشيخ إلى حيث تسكن زوجته في بيت أهلها.. يطرق الباب، يؤذن له بالدخول.. كان يطير فرحا ، حيث بادرهم قائلا: أين أم قاسم؟ أين زوجتي المصون، لقد انعم الله على قبل ساعة فقط بفرجه، وظهرت براءتها، واني هنا لأردها إلى بيتها وأطفالها سيدة مكرمة ،عزيزة كما دوما، شريفه كشاش ناص البياض.. فكان له ما أراد بعد أن قبل يديها وجبهتها وانهمرت منهما دموع ساخنة!.
لم يمض أسبوع عليه حتى استعاد نشاطه وحيويته، وزادت بضاعته وانتعشت تجارته من جديد، وبدأت حياته كسابق عهدها. ذاع خبر شفاء الشيخ وعودته لتجارته من جديد أرجاء القرية والمناطق المجاورة ..حتى هلت وفود المهنئين أفواجا من كل مكان، إلا واحد قد اختفت أخباره ولم يظهر حتى الآن ؟.

وصل الغريب إلى القرية يتأكد بنفسه الأخبار السيئة والقاتلة التي وصلت مسامعه.. كان يتجول سريعا دون أن يتحدث مع احد، أو يدخل إلى أي محل أو دكان لكبار التجار كما كانت عادته.. كان سريع الخطى، يكاد يقفز في الهواء! وسرعان ما اختفى عن العيون...

بعد أسبوع على اختفاء الغريب المفاجئ، وغيابه على مباركة وتهنئة الشيخ حسان.. حضر لديوان المختار الحاج أبو مرعى راكبا على ظهر حماره، فهو يسكن أطراف القرية، وعلى لسانه كلام خطير يريد أن يقوله! مستأذنا المختار للحديث: يا رجال القرية ومختارها.. قد شاهدت أمرا عجبا..صمت الجميع وقد حبسوا الأنفاس.. شاهدت الغريب قرب بيته، يقف مرتعدا أمام أم فاطمة، وقد خلع ملابسه وقبعته.. كان له ذيل طويل مدبب، وقرنين يبرزان من جانبي رأسه..كان يتحدث معها مرتبكا حائرا، وقد تقلص حجمه؟.. ثم اختفى ! ولم يعد يظهر! وكنت ارقب المشهد عن قرب مختبئا بين الأشجار.. هذا ما شاهدته بعد إتمام زيارة لأبنى الذي تزوج حديثا كما تعلمون، فلكم أن تصدقوا أو تكذبوا ما رأيته بأم عيني ، لكنها الحقيقة.. وبقيت أم فاطمة واقفة مكانها، تتمتم بكلمات لم أتبينها، كانت المسكينة ترتجف، تشجعت و اقتربت منها، بعد أن استجمعت شجاعتي، سألتها عما رأيته؟... فابتسمت ولم تجبني بأي كلمة .. ثم بدأت تمشى متثاقلة باتجاه بيتها...لكنها أبلغتني رسالة إليكم وهذا سبب قدومي الآن:
هاج وماج الرجال.. يتحدثون فيما بينهم.. مبهورين ومذهولين بما سمعوه عن الغريب..
- كلنا أذان صاغية أبا مرعى، قل يا رجل ولا تنس شيئا، أجابه المختار..وساد صمت مهيب أركان الديوان من جديد..
قالت: أن أخبركم بان اللعنة قد زالت عن قريتنا، وان تمسحوا الغشاوة عن قلوبكم، وتفتحوا عقولكم، فقد زال الشر من بينكم ..وان الحب والوئام سيسود قريتكم من جديد كما كانت قبل قدوم الغريب، وان الفرحة والسلام سيعم ربوع قريتنا وطالبت أن تحتفلوا معا وتكونوا يدا واحدة وان تذكروها بالخير!!
تلقى المختار ورجالات القرية الرسالة ..كانوا يومئون برؤوسهم .. يضربون كفا على كف ويستعيذون بالله من الشيطان الرجيم.

قبل مغادرة الرجال ديون المختار، كان خبر وفاة أم فاطمة قد وصل مسامعهم ، فارتبكوا وذعروا وساد صمت مترقب من الجميع .. ينظرون إلى المختار والدهشة والذهول في عيونهم.. كسر هذا الذهول والحزن صوت المختار: على جميع الرجال اصطحاب نسائهم وزوجاتهم الآن فورا، والتحرك جميعكم إلى بيت أم فاطمة، والبقاء جوار جثمانها الطاهر حتى الصباح، وليقمن النساء بواجب العزاء لثلاثة أيام متتالية..وستكون جنازتها وعزاءها وضريحها على نفقة المختار واعيان القرية لينالوا شرف المشاركة بواجب اقل ما يكون.. عرفانا للفضل العظيم الذي قامت به من اجلنا وأجيالنا القادمة..
نادي من بينهم الشيخ حسان قائلا: سأكون من أول المتبرعين بسخاء، ولولا خجلي منكم لأخذت على عاتقي كل التكاليف.. فوافقوه جميعا وبدئوا بالعودة إلى بيوتهم، منفذين ما قاله المختار من قول الصواب.

في الصباح .. كان البنائين يشيدون ضريحا في وسط بيتها، وتم تشييع جنازة أم فاطمة بعد صلاة الظهر بحشود غفيرة، حيث خرجت القرية عن بكرة أبيها، بشيبها وشبابها دون أن يتخلف احد، في جنازة مهيبة لم تعهدها القرية من قبل.. ووري جثمانها في ضريح وسط بيتها، ليصبح مزارا فيما بعد، يعمه أهل القرية، وكل القرى المجاورة جيلا بعد جيل.




- تمت -


:Albilsan (115)::Albilsan (115):

:Albilsan (115):
 

Black Hawk

بيلساني سوبر

إنضم
May 11, 2009
المشاركات
2,057
مستوى التفاعل
35
المطرح
!!.. على شط الفرات ..!!!
وفي النهاية انتصرت ام فاطمة ولكن الكاتب ابى الا وان يجعل نهاية حياتها نهاية للقصة


دموع الورد شكرا للنقل المميز

:24::24::24:
 

ندوش

بيلساني سنة رابعة

إنضم
Jan 25, 2009
المشاركات
722
مستوى التفاعل
22
المطرح
كل سوريا منزلي
رسايل :

where ever you go what ever you do.......I will be right here waiting for you

شكرا" جزيلا"
قصة معبرة
:24::24::24:
 

- ]Safee[ -

بيلساني عميد

إنضم
Feb 21, 2010
المشاركات
3,307
مستوى التفاعل
69
المطرح
وين ما كان
رسايل :

همسه لمن أحبهم .. !! تذكر دائماً وانقشها على قلبك .. مادمت حيا كن لله كما يريد .. يكن لك فوق ماتريد .. الكل يريدك لنفسه الإ الله يريدك ... لنفسك..

قصة مشوقة:65::65:




استمتعت بيها:Albilsan (115):
 

mahmoud salih

Attorney General

إنضم
Jun 24, 2008
المشاركات
7,926
مستوى التفاعل
97
المطرح
الياسمين
رسايل :

ودموعي كالنجوم تأبى السقوط

شكرا لهذه القصة الرائعة :24:


 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

رائــــــــــــــــــــعة هذه القصة قرأت البداية فقط
فأسلوبب التعبير الادبي فيها أعطها جمالية ساحرة
لمن الكاتب ..؟؟
القصة تستحق التثبيت

 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

رائــــــــــــــــــــعة هذه القصة قرأت البداية فقط
فأسلوبب التعبير الادبي فيها أعطها جمالية ساحرة
لمن الكاتب ..؟؟
القصة تستحق التثبيت




الكاتب هو الاديب زياد صيدم

شكرا لك صديقتي وردة*
 
أعلى