ربيــــــع
بيلساني سنة رابعة
- إنضم
- Jul 29, 2010
- المشاركات
- 744
- مستوى التفاعل
- 29
ساحة جمال عبد الناصر في حمص
فضاء مفتوح على الناس والمكان والتاريخ !
الميادين أوالساحات العامة ظاهرة حضارية لا تخلومنها مدينة في العالم ، وهي ليست مجرد حيِّزمكاني صاخب بل فضاءات مفتوحة على الناس والمكان والتاريخ وهي أشبه برئات تمنح المدن الحياة وتجعلها تنبض بالحركة والحيوية والنشاط . فضاء مفتوح على الناس والمكان والتاريخ !
ومن الساحات الشهيرة في العالم ساحة سان جرمان في فرنسا والساحة الحمراء في موسكو وميدان باربيريني في روما وساحة مانهاتن في الولايات المتحدة الأميركية وساحة السلطان أحمد في اسطنبول وساحة المرجة في دمشق وساحة الفنا في المغرب وساحة النجمة في الوسط التجاري لبيروت وساحة التحرير في القاهرة .
وفي مدينة حمص الكثير من الساحات الشهيرة التي ارتبطت بأحداث ووقائع هامة وكانت شاهداً على الكثير من التحولات التي شهدتها المدينة خلال العقود
الماضية ومن أهم هذه الساحات ساحة جمال عبد الناصر في حمص التي تتكون من التقاء مجموعة من الشوارع ومنها شارع الدبلان الشهير وشارع القوتلي وشارع عبد الحميد الدروبي ويشرف على الساحة من ناحية الجنوب مبنى السراي الذي أنشىء قبل أكثر من قرن وهو يختزن الكثير من الذكريات والأحداث التي مرت على المدينة ويضم هذا المبنى القصر العدلي ومبنى المحافظة ، وإلى جهة الشرق كان يشرف على الساحة مبنى السراي القديم الذي شيد سنة 1886 م 1304 هـ وهو مؤلف من طابقين يعلوهما سقف قرميدي من خمسة مقاطع مدببة أما واجهته الشرقية والغربية فهي مؤلفة من ثلاثة مقاطع ومشيدة بالحجارة البازلتية المحلية المصقولة وقد قام بهندسة هذا البناء ( باش مهندس السلطنة العثمانية محمد أنيس حسين آغا أو" قامش " كما كان أهل حمص يدعونه تحبباً وأزيل هذا البناء للأسف سنة 1950 ليشيد مكانه مجمع الميتم الإسلامي كما أزيل قبل عقود قصر الباشا عبد الحميد الدروبي الذي كان نموذجاً معماريا ً فريدا ً في البناء والزخرفة واختيار الموقع الجميل وقد أُزيل هذا الموقع الأثري الجميل في الثمانينات من القرن الماضي وأُقيم مكانه مجمع بناء البلازا الحديث بواجهته الزجاجية ونمطه المعماري الهجين وهو يطل على ساحة جمال عبد الناصر من جهة الجنوب - كما يقول الأستاذ غازي حسين الآغا -
كما كانت الساحة تضم مبنى موقع مدينة حمص الذي شيد في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وهو يتميز بفنه المعماري الجميل وقد أطل من شرفة هذا المبنى العديد من الرؤساء ورجال الدولة في القرن الماضي ومنهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي أخذت الساحة أسمه فيما بعد كما تنتصب في وسط الساحة ساعة كرجية حداد وهي مغتربة حمصية زارت حمص عام 1951 ضمن وفد سوري برئاسة الوزير المفوض في البرازيل آنذاك الشاعر المعروف عمر أبو ريشة وخلال تلك الزيارة تبرعت هذه المغتربة بمبلغ 30 ألف ليرة سورية لبلدية حمص لإقامة ساعة كبيرة في ساحة جمال عبد الناصر وسط المدينة ورفعت المبلغ فيما بعد إلى 60 ألفاً لاستكمال المشروع ، وتم تشييد الساعة سنة 1958 على نفقة هذه المغتربة الحمصية وحملت اسمها إلى الآن . ويمتاز بناء الساعة بنموذجه الفريد الذي ليس له مثيل في العالم فهو أقرب إلى شكل المأذنة ذات الطراز المربع وتبدو الساعة من الأعلى على شكل قبة مربعة عليها أربعة أقواس وكل قوس منها عبارة عن باب وفي منتصف الأقواس توجد أقراص الساعة وعددها أربعة تعمل كلها بتوقيت واحد التوقيت المحلي فقط ، أما برج الساعة فهو مبني من الحجر الكلسي الأبيض والرخام الأسود على نمط العمارة الأبلقية المعروفة في حمص .ويحيط بساحة عبد الناصر أيضا العديد من المعالم الأثرية ومنها مقهى الفرح الذي عاصر دخول الفرنسيين إلى حمص كما يقول صاحبه السيد طلال طعمة - ويُذكر أن الجنرال ديجول عندما زار بلدية حمص وثكنة الدبويا ألقى خطاباً أمام واجهة المقهى ، كما خطب أمام المقهى العديد من رؤساء سوريا السابقين ومنهم شكري القوتلي وهاشم أتاسي والرئيس اليوغسلافي جوزيف بروس تيتو والرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي يُقال أن سيارته حُملت على الأكتاف في الساحة التي سميت باسمه يوم جاء إلى حمص أيام الوحدة بين سوريا ومصر .
التعديل الأخير:
.gif "وردة وردة*")
