الشام هي رائحة البن بالبزورية
وعجقة سوق الحميدية
وصلاة العيد بالاموي
وزيارة قصر العظم
هي أكل الذرة المشوي بالروضة
والبوظة عند دامر
هي ثلجات بلودان
وزهر الغوطة
وشط اللاذقية
هي سيران الشادروان
والمشاوي بالفيجة
والبطيخة بالنبع
وكرز مضايا وسفرجل الاشرفية وجانرك بسيمة ووادي بردى
هي النومة بأرض الديار بعد الشطف
والياسمين والنارنج والكباد
هي شرب ماء الفيجة الباردة من الحنفية بيوم صيف
وعرقسوس رمضان والتمر الهندي وتوت الشام
سورية هي اجتماع العيلة وسكوت الجميع بالبيت والمحلات ولايبقى سوى الراديو لنسمع المساعد جميل والرائد هشام وطبعا الأستاذ مصباح المتهم بمعظم القضايا في حكم العدالة كل يوم ثلاثاء
هي مايطلبه الجمهو يوم الأربعاء لمشاهدة ... أحدث الأغاني
هي موسيقى (غدا نلتقي) يوميا قبل النوم
هي سوق الجمعة آخر الليل وخبز التنور مع الفول عند
الجدي وجمعة الشباب الحلوة
هي روحة الشلة على حمام السوق وأكلة التسقيية بالسمنة مع الصنوبر..... جووات الحمام
هي طلعة مضايا مع الشلة والرعبة من دوريات التفتيش أن تكشف البواط الإيطالية وجاكيتات الجلد..... يللي لابسينها
هي الكنافة النابلسية عند أباظة
هي شاورمة أبو العبد يللي بدك تاكللك شي عشرة ولسا بدك أكتر
هي الشوكلامو بالتوليدو جنب جنينة الجاحظ .....أيام ماكان.. توليدو
كنان
لكل سوري
كلمات رائعة بتوصف الأم الحنون سوريا
سوريـــــــــــــــــــــــــــــا
وما أدراك ما الوطن
بالنسبة للسوريين سورية هي تلك الرغبة التي تعتريك لتناول كأس
شاي وأنت تأكل الجبنة البيضاء
البلدية،وذاك الخمول الذي يدفعك بعد وجبة
الغذاءالدسمة إلى قيلولة
غالية،
هي ذاك المزيج الفوضوي الذي يجري في شوارع
العاصمة،من آلاف السيارات والبشر المختلطة لا
وفق منظومة
معقدة تستطيع أن تدركها أو تفهم آلية
عملها....ولكنها في النهاية تعمل، تمتزج، تتحرك،
وتنفصل وتتلاشى الحركة في الشوارع لتبدأ الحياة في المنازل
التي تحب
السهر،
وتبقى البيوت المتراكمة المتسلقة جبل قاسيون مضاءة حتى
يطفئوها
الفجرالذي يعلنه صوت
الآذان..
سورية هي فيروز في الصباح... و (سيرة الحب) في ليل
دمشقي طويل..أو موال شجي عتيق على أنغام قد حلبي
سورية.. نشرة الأخبار بين عشق الرجال وكره
النساء،هي السياسة التي ندمنها دون أن نتعاطها
هي .. خوف
صبية عائدة إلى البيت في مساء متأخر
،هي حب مراهق لبنت
الجيران
..وقصص البيوت التي تناقلناها
، هي وجوه
الناس التي ألفناهاهي النميمة بين قعدة رجالية في مقهى
و
.. '
نسوان 'في صبحية
هي طاولة
الزهر وعبق الدخان..سورية هي جلسة حول أركيلة
،
'
بحرة ' في
دار قديم تجمعنا '
قرقعة '
هي عدوى الضحك على طرفة
'
بايخة ' تنتشر بين الأصحاب وتتمادى
لتصبح قهقهة عالية لا تعبأ لا بالمكان والزمان
سورية هي محجبة وسافرة تعيش في بيت واحد،
وطبخة شاكرية
على مائدة كريم دعا إليها كل
الجيران،مسيحي ومسلم الكل يحمدون الله على النعمة ويدعون أن
يحفظها من
الزوال ..سورية هي نزعة طفل للتسرب إلى الشارع واللعب مع
أولاد
الجيران،
هي رائحة طبيخ تفوح عند باب كل دار وقت
الغذاء ...وجلسة دافئة لأفراد العائلة حول مدفأة المازوت في ليلة
باردة
سورية هي
الحارة والأصحاب،المدرسة والطريق الذي تسكعناه مئات المرات
،هي الطاولة التي درسنا عليها والغرفة التي تشاركنا بها
إخوة
وأخوات،هي همومنا الصغيرة التي كبرت وأحلامنا الكبيرة التي
تضاءلت،
سورية
هي الحب القديم، هي القلب الذي خفق في صدورنا أول مرة
،هي الغيرة التي اشتعلت على فتاتنا تضحك لرفيق لتترك
في النفس حرق لذيذ
..
هي حلاوة اللقاء الذي كان وربما لن
يتكرر،هي الحياة التي انتزعناها من عمر مضى واحتفظنا بها
مجردذكريات..
هي ضحك، بكاء، مئات الكلمات، أحاديث وصور تبعثرت في
ذاكرتنايستحضرها الحنين ويحفظها الشوق ونحن نعرف بأنه لا أمل
لنا في
اللقاء .
سورية هي أيام
عشناهافي وطن.. نخاف أن يضيع
،
سورية هي
الحبيب الذي هجرناه ولم نستطع أن نعشق
سواه،سورية هي الماضي الذي منه ولدنا
وعلينا أن
نحرص لكي يكون المستقبل الذي يحيا أولادنا
فيه
سورية كلمة عندما نسمعها، تشتعل قلوبنا بالمحبة، وتدمع
عيوننا
الحائرة فرحا
وحزنا،وتتلعثم ألسنتنا مثل مراهق يريد أن يبوح لفتاته بكلمة
أحبك
...