عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
شجرة التوت بين سماحة سميح وبركة بركة
أخلاق سياسية أخلاق عربية أخلاق دينية أخلاق مبدئية أخلاق إنسانية , هل كلها واحدة , مسميات كثيرة لبضاعة واحدة ؟ هل هناك علاقة وارتباط بينها ؟ ما علاقة الأخلاق بالمواقف السياسية والوطنية ؟
فعل هتلر ما فعل , وقتل من اليهود وغيرهم من قتل , اعترفنا بوقوع الجريمة تاريخيا , إشمأزينا واستنكرنا فعلها وشجبنا فاعلها , تضامنّا من " إخواننا " اليهود بمصابهم الجلل , دون ملل أو كلل , سافرنا لبلاد الأجانب , وأحطنا بأوشفتس ومعسكرات الاعتقال من كل جانب , فهل بأكثر من هذا أحد مطالب ؟! ربما ينتظرون منّا الاعتراف بالذنب , وبأن الفلسطينيين هم السبب , فنحاول دفع الشبهات , باستعادة الذكريات , هل هي ذكرياتنا أم ذكريات اليهود والتاريخ , هل لزاما علينا أن نشاركهم في ذكراهم كل عام , لست أنت فقط بل أي شخص " هام " , لنُظهر الولاء , فتمطر علينا السماء , رحمة وعفوا وبراء , لماذا لا يعاملوننا بالمثل , فيشاركوننا إحياء ذكرى نكبتنا , وتهجيرنا من بيوتنا , من قرانا , من بلادنا , لماذا نشاركهم هذه الذكرى , وندرّس تاريخها , ويفقدون أعصابهم لكلمة " النكبة " في كتاب مدرسي لدينا , وكأن تهجير 700 ألف فلسطيني لم يحدث , وطالبوا يومها بعزل يولي تمير أتذكُر يا أخي ؟! أنت تعلم بالطبع ماذا قال نتنياهو يومها : " هل سننشر الدعاية العربية في مدارسنا بأيدينا " لا تعليق - بفهمي المتواضع أقول بأن السياسة الصهيونية تُنكر حدوث النكبة , وتتهم الفلسطينيين بالجُبن , لذلك هربوا من بيوتهم لوحدهم , وتهدف لجعل العالم ينسى النكبة , - أذكر قبل حوالي ثلاثين سنة , عارضت الرقابة عرض فيلم " خربة خزعة " فتم استصدار أمر من المحكمة العليا بعرضه , حيث يروي ويعرض عملية تهجير أهل القرية - وأسأل نفسي , في يومي وأمسي , كيف أشاركهم بإحياء ذكرى , وهو يمحون لي ذكرى , كيف يُسجن من أنكر محرقتهم , وهم يحاولون سجن من أحيا ذكرى محرقتنا ؟! ( حتى وإن سقط مشروع القانون لمنع إحياء ذكرى النكبة , فالفكر العنصري ما زال في تلك الرؤوس العنصرية , أليس كذلك ؟! ) . أنسيت بأنهم لا يكلّون ولا يملّون من تجربة منعك أن تجلس قي ظل شجرة التوت أنت وأبيك في صفورية؟
إذا تصرفت معك بأخلاق , سمّها ما شئت , عربية دينية سياسية , إنتقِ من سلة المسميات ما شئت , ثم عدتُ وتصرفت معك بأخلاق ثم عدت وعدت وعدت , فكيف أستطيع أن أستمر بالتصرف بأخلاق مع أناس قد فقدوا الأخلاق ؟! فالعين بالعين والسن بالسن وذكرى محرقة بذكرى محرقة وذكرى نكبة بذكرى نكبة ,
فـ " الناس سواسية كأسنان المشط " و " لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى " .
المؤرخ اليهودي الإسرائيلي إيلان بابي , الذي هاجر قهرا لبريطانيا , نشر كتابا تحت اسم ( التطهير العرقي في فلسطين ) يتناول المأساة الفلسطينية منذ بدايتها مع البريطانيين ثم يسرد كامل التفاصيل من تدمير وتقتيل وتهجير للفلسطينيين على أيدي العصابات الصهيونية كذا يسميها الكاتب منتهيا بفصول المأساة الفلسطينية المستمرة دون توقف حتى الآن , مهلا , لا تتفاءل ولا تتفاعل , فإن الكاتب هجر إسرائيل إلى بريطانيا بسبب إحساسه بالمشاعر القاتلة الخانقة المحيطة به في إسرائيل , فلقد استمر بإقناع نفسه بأنه في دولة ديمقراطية تقبل الرأي والرأي الآخر , وأنه من الممكن أن يتقبل الحقائق كما هي دون زيف أو تحريف , ولكنه وحسب قوله, لم يجد من الإسرائيليين من هو على استعداد للاعتراف حقيقة بالمأساة الفلسطينية والتي وثّقها هو نفسه بوثائق لا يستطيع أحد إنكارها , أقله في السياق التاريخي للأحداث .
إن إصرار السياسات الإسرائيلية على تجريد المواطنين الأصليين حتى من صفتهم التاريخية كأصحاب حقوق على هذه الأرض, بل لتجريد التاريخ من سلاسته السردية الواضعة النقاط على الحروف , تماما كما اهتم ويهتم الإسرائيليون بإغراق العالم بعرضه وطوله وعلوه بالمحرقة التي تّظهر مأساة اليهود ومحنتهم التي عاشوها والإبادة الجماعية التي تعرضوا لها والتي أجمع الفلسطينيون على بشاعتها واستنكارها كفعل إجرامي لا يمكن تقبّله إنسانيا .
غني عن القول بأن الإسرائيليين قد أبدعوا إعلاميا بتزوير وتحريف الحقائق بما يخص القضية الفلسطينية بكل أبعادها السياسية والتاريخية والإنسانية , وكل الألام والمعاناة التي تطال أجيال وأجيال من الفلسطينيين .
أقول والقول هنا يأتي من باب الحق , تتزايد الدعاية الإسرائيلية وبتحالف عارم جارف مع الإعلام الغربي , "وبمساعدة" من شخصيات ذات شأن من وسطنا العربي قبل أربعين عاما وحتى قبل يومين وما بينهما , على تعميق تفاصيل المأساة اليهودية في الوعي العالمي والتي جعلت العالم " المتحضّر المتنوّر التقدمي العلماني " يغضّ الطرف عن كل ما يمارس ضد أي جانب , إذا كان الجانب الآخر إسرائيليا , ويتنكّر للمأساة الفلسطينية في سياق مدروس , ويلغي حق الشعب الفلسطيني حتى بالوجود الإنساني , لقد أثبت هذه الدعاية بما لا يقبل التساؤل أو الشك دفعها العالم لتناسي بل نسيان أي شيء اسمه المأساة الفلسطينية , ولا ننسى هنا دورنا المشاركين بوفود كتلك "بالمساعدة " الغير مقصودة بأفعالنا الآنفة الذكر .
أظنّ بأن أحد أهداف الصهيونية من تسفير الوفود الغير يهودية , وخاصة العربية ,لإحياء مثل هذه الذكرى , تذكير العالم بمأساتهم مما يؤدي بالضرورة للتعاطف مع اليهود وبالتالي يتغاضَون عن الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بحجة الدفاع عن النفس , وما مقاومة الفلسطينيون للاحتلال إلا نوع من أنواع الإرهاب الذي يجب أن يُحارب وبشدة .
لهذا أرى بأن من كانت لدية مواقف سياسية أو مبادئ قومية أو شعور بالوطنية أو إحساس بالإنسانية , أن يقف ويفكر في خطواته وإقدامه على أفعال يطال تأثرها المجتمع الفلسطيني كله .
فعل هتلر ما فعل , وقتل من اليهود وغيرهم من قتل , اعترفنا بوقوع الجريمة تاريخيا , إشمأزينا واستنكرنا فعلها وشجبنا فاعلها , تضامنّا من " إخواننا " اليهود بمصابهم الجلل , دون ملل أو كلل , سافرنا لبلاد الأجانب , وأحطنا بأوشفتس ومعسكرات الاعتقال من كل جانب , فهل بأكثر من هذا أحد مطالب ؟! ربما ينتظرون منّا الاعتراف بالذنب , وبأن الفلسطينيين هم السبب , فنحاول دفع الشبهات , باستعادة الذكريات , هل هي ذكرياتنا أم ذكريات اليهود والتاريخ , هل لزاما علينا أن نشاركهم في ذكراهم كل عام , لست أنت فقط بل أي شخص " هام " , لنُظهر الولاء , فتمطر علينا السماء , رحمة وعفوا وبراء , لماذا لا يعاملوننا بالمثل , فيشاركوننا إحياء ذكرى نكبتنا , وتهجيرنا من بيوتنا , من قرانا , من بلادنا , لماذا نشاركهم هذه الذكرى , وندرّس تاريخها , ويفقدون أعصابهم لكلمة " النكبة " في كتاب مدرسي لدينا , وكأن تهجير 700 ألف فلسطيني لم يحدث , وطالبوا يومها بعزل يولي تمير أتذكُر يا أخي ؟! أنت تعلم بالطبع ماذا قال نتنياهو يومها : " هل سننشر الدعاية العربية في مدارسنا بأيدينا " لا تعليق - بفهمي المتواضع أقول بأن السياسة الصهيونية تُنكر حدوث النكبة , وتتهم الفلسطينيين بالجُبن , لذلك هربوا من بيوتهم لوحدهم , وتهدف لجعل العالم ينسى النكبة , - أذكر قبل حوالي ثلاثين سنة , عارضت الرقابة عرض فيلم " خربة خزعة " فتم استصدار أمر من المحكمة العليا بعرضه , حيث يروي ويعرض عملية تهجير أهل القرية - وأسأل نفسي , في يومي وأمسي , كيف أشاركهم بإحياء ذكرى , وهو يمحون لي ذكرى , كيف يُسجن من أنكر محرقتهم , وهم يحاولون سجن من أحيا ذكرى محرقتنا ؟! ( حتى وإن سقط مشروع القانون لمنع إحياء ذكرى النكبة , فالفكر العنصري ما زال في تلك الرؤوس العنصرية , أليس كذلك ؟! ) . أنسيت بأنهم لا يكلّون ولا يملّون من تجربة منعك أن تجلس قي ظل شجرة التوت أنت وأبيك في صفورية؟
إذا تصرفت معك بأخلاق , سمّها ما شئت , عربية دينية سياسية , إنتقِ من سلة المسميات ما شئت , ثم عدتُ وتصرفت معك بأخلاق ثم عدت وعدت وعدت , فكيف أستطيع أن أستمر بالتصرف بأخلاق مع أناس قد فقدوا الأخلاق ؟! فالعين بالعين والسن بالسن وذكرى محرقة بذكرى محرقة وذكرى نكبة بذكرى نكبة ,
فـ " الناس سواسية كأسنان المشط " و " لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى " .
المؤرخ اليهودي الإسرائيلي إيلان بابي , الذي هاجر قهرا لبريطانيا , نشر كتابا تحت اسم ( التطهير العرقي في فلسطين ) يتناول المأساة الفلسطينية منذ بدايتها مع البريطانيين ثم يسرد كامل التفاصيل من تدمير وتقتيل وتهجير للفلسطينيين على أيدي العصابات الصهيونية كذا يسميها الكاتب منتهيا بفصول المأساة الفلسطينية المستمرة دون توقف حتى الآن , مهلا , لا تتفاءل ولا تتفاعل , فإن الكاتب هجر إسرائيل إلى بريطانيا بسبب إحساسه بالمشاعر القاتلة الخانقة المحيطة به في إسرائيل , فلقد استمر بإقناع نفسه بأنه في دولة ديمقراطية تقبل الرأي والرأي الآخر , وأنه من الممكن أن يتقبل الحقائق كما هي دون زيف أو تحريف , ولكنه وحسب قوله, لم يجد من الإسرائيليين من هو على استعداد للاعتراف حقيقة بالمأساة الفلسطينية والتي وثّقها هو نفسه بوثائق لا يستطيع أحد إنكارها , أقله في السياق التاريخي للأحداث .
إن إصرار السياسات الإسرائيلية على تجريد المواطنين الأصليين حتى من صفتهم التاريخية كأصحاب حقوق على هذه الأرض, بل لتجريد التاريخ من سلاسته السردية الواضعة النقاط على الحروف , تماما كما اهتم ويهتم الإسرائيليون بإغراق العالم بعرضه وطوله وعلوه بالمحرقة التي تّظهر مأساة اليهود ومحنتهم التي عاشوها والإبادة الجماعية التي تعرضوا لها والتي أجمع الفلسطينيون على بشاعتها واستنكارها كفعل إجرامي لا يمكن تقبّله إنسانيا .
غني عن القول بأن الإسرائيليين قد أبدعوا إعلاميا بتزوير وتحريف الحقائق بما يخص القضية الفلسطينية بكل أبعادها السياسية والتاريخية والإنسانية , وكل الألام والمعاناة التي تطال أجيال وأجيال من الفلسطينيين .
أقول والقول هنا يأتي من باب الحق , تتزايد الدعاية الإسرائيلية وبتحالف عارم جارف مع الإعلام الغربي , "وبمساعدة" من شخصيات ذات شأن من وسطنا العربي قبل أربعين عاما وحتى قبل يومين وما بينهما , على تعميق تفاصيل المأساة اليهودية في الوعي العالمي والتي جعلت العالم " المتحضّر المتنوّر التقدمي العلماني " يغضّ الطرف عن كل ما يمارس ضد أي جانب , إذا كان الجانب الآخر إسرائيليا , ويتنكّر للمأساة الفلسطينية في سياق مدروس , ويلغي حق الشعب الفلسطيني حتى بالوجود الإنساني , لقد أثبت هذه الدعاية بما لا يقبل التساؤل أو الشك دفعها العالم لتناسي بل نسيان أي شيء اسمه المأساة الفلسطينية , ولا ننسى هنا دورنا المشاركين بوفود كتلك "بالمساعدة " الغير مقصودة بأفعالنا الآنفة الذكر .
أظنّ بأن أحد أهداف الصهيونية من تسفير الوفود الغير يهودية , وخاصة العربية ,لإحياء مثل هذه الذكرى , تذكير العالم بمأساتهم مما يؤدي بالضرورة للتعاطف مع اليهود وبالتالي يتغاضَون عن الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بحجة الدفاع عن النفس , وما مقاومة الفلسطينيون للاحتلال إلا نوع من أنواع الإرهاب الذي يجب أن يُحارب وبشدة .
لهذا أرى بأن من كانت لدية مواقف سياسية أو مبادئ قومية أو شعور بالوطنية أو إحساس بالإنسانية , أن يقف ويفكر في خطواته وإقدامه على أفعال يطال تأثرها المجتمع الفلسطيني كله .
عمر رزوق
أبوسنان
أبوسنان