عماد الساهر
بيلساني سنة أولى
- إنضم
- Oct 1, 2010
- المشاركات
- 444
- مستوى التفاعل
- 8
- المطرح
- المملكة الساهرية
عدنا ........ و العود أحمد
صباح الخير إن كان صباحاً
و مساء الخير إن كان مساءاً
تحياتي للكل ..و الله اشتقنا
هي آخر شي جديد بيكتبو حبر العشق..على جدار الأندلس..اتمنى أن ينال الإعجاب
........................................................................................................
شكراً
تخيل معي لو أنك بقيت سنين طوال تجمع اموالك,كل يوم بيومه و كل شهر بشهره,ثم تشتري بثروتك جوهرة نفيسه,تحميها و تحرص عليها فتقفل عليها سبعة أقفال موصدة,تحافظ عليها كي لا تتسخ و تلقي عليها نظرة في الصباح و أخرى في المساء لتطمئن عليها,ثم تأتي تلك الساعة المشؤومة لتجدها اختفت!
كيف و لماذا لا تدري,فما هي ردّة فعلك حينها؟ و إلى من ستلجأ؟,أستشتكي للشرطة؟ ... ربما.
و بعد ظهور علامات اليأس عليك تجدها في حوزة جارك..لكن تعجز عن استردادها ! ! ! ,حقيقةً تبقى الأمور المادية ميسور همها أمام هم الروح و جرح القلب الذي لا دواء له ولا طبيب سوى تتالي الايام و النسيان.فقد تحاول جاهداً استرداد الجماد و لكنك كيف ستسعى استرداد الروح و القلب المفقود؟
فلنفترض أنك جرحت من معشوقك ,أتظن أنك ستنسى ذاك الجرح بسهولة؟ ,بعد أن فقدت ذلك الصدر الحنون الذي كنت ترتمي عليه لتسنى,بعد أن تملك حبه كل ذرة من كيانك.
بعد أن تجده فجأه باعك! , فتجد أنه رخيص لا يصلح, عندها.....
هل يا ترى سيعقد العشق و الحسرة لسانك؟ أم أنك ستنسى و تطوي على جرحك و كأن شيئا لم يكن!, كثيرا ما يدور في خاطري سؤال ( هل كل عاشق فكر بمعشوقة بطريقة مختلفة؟ من منظور آخر؟,و كيف سيكون لو باعه ؟,أظن أنه سيكون أشد وطأ من جوهرة أضعتها أو غششت بها.
تُرى............
أين أنتِ الآن يا معشوقتي؟ أين أنتِ يا نشوة الكأس؟ أين أنتِ من سهر الليالي؟
أما أنا فقد ضاع سؤالي.
أتذكرين..............
حين كتبت بدمي أحبك على سطح القمر,حين كتبت سبع معلقات في وصفك على ثياب الغجر, و عندما أحرقتها بتنهد أنفاسك.
أتذكرين ................
لوعة القلب على فراقك, و فرحته بلقائك حبيبتي.
أتذكرين.................
يوم التقينا و رقصنا معاً, يوم ثملنا معاً
أتذكرين..................
العهد ,عندما أخذتني و قلبي لقفص(عشق) و أوصدت بابه و كسرت المفتاح.
نعم!
كنت أنتِ أول رائعة أعهدها, أول من حرك مشاعري, أول من تطأ أرض مملكتي.
و أول من ............. .
و عندما نظرت إلى مرآتي لم أر إلا دموع تتسابق من ستجري أولاً,لا حزناً عليكِ,بل حزنا على الوقت الذي هدر و الجرم الذي أقترفته يدك بحقي, لم أحسن اختياري هذه المرة و كل مرة !
و بالرغم من ذلك ذللت الصعاب و غفرت.
بعدك يا ظالمة... تاهت مشاعري و ضلت طريقها,إذ لم يعد لها قيمة في سوق البشر.
أشعر أنك مجرد سيجارة استللتها في لحظة ضجرمن علبة السجائر و دخنتها بتمهل لأستمتع بكل ثانية بها, ولكن في النهاية لم تجلب لي سوى حرق الأعصاب و الضرر.
بت الآن أجمع أوراق قصتنا و ألملمها من هنا و هناك و أحتسي كاس الخمر و أنا أقرأها حتى الثمالة,أقرأها و أعيد قراءتها و أكرر طيلة الليل كالببغاء,ليس حباً و وفاء, إنما لأذكر غرورك اللامتناهي و يداك الداميتين و سكينك التي أورثتني طعنة بالقلب,كي لا أدع فرصة للحنين و رغبة الوصال رغم استحالته.
و بقيت على هذا الحال شهور و شهور حتى قررت,قررت أن أحفر قصتنا على إحدى قصور الأندلس الشامخة,ليس إكراماً لكِ , بل لأجلي فكبريائي حال دون دخول عطفك إلى القلب ثانية,و كي يقرأها كل من هبّ و دَب, فيلعنك كلما شرقت شمس عليكِ, و يقبّح فعلك كلما غربت,
فأمسكت المسمار و المطرقة و كتبت:
شكراً........ إلى من صبرت و ساندت معشوقها كي يقف على قدميه من جديد
شكراً....... إلى من ضحّت و بذلت
شكراً....... إلى من استمعت و نصحت
شكراً...... إلى من تحملت حماقاتي كلها
شكراً ..... إلى من أحبتني بطهري و بأخطائي
و شكراً..... و ألف ألف شكر إلى من باعت و رخّصت الثمين في آخر جولة
و شكرا..... و ألف شكر إلى من لقنتني درساً مهماً بالحياة, و أعتطني العبرة.
ترى.. هل ممنوع على الفقير أن يعشق؟
و هل ممنوع أن يمتلك المشاعر و الإحساس,لانشغاله بشظف العيش؟
و هل ممنوع عليه الصبر و طلب يد العون و المساعدة من معشوقه؟
رغم عجز امتلاكي للقصور و الذهب,لكنني مسروراً بهدوئي و راحة بالي, فأنا من أنصار تلك المقولة(الراحة مو بالمال و الذهب, الراحة راحة البال).
أذكر عندما:
بدأت تلك القصة على باب الجامعة,عندما استوقفني قمر منير بين زحمة البشر,تسللتِ إلى القلب الكهل لتعيد شبابه برونقها و جمالها, أو على الاقل هكذا اعتقدت!
في تلك اللحظة لم أعد أطيق صبراً, و اقتربت منها و ألقيت السلام بحجة استعارة قلم منها لحاجة,فاقتطعت ورقة و كتبت عليها رقمي و اسمي و أعطيتها إياها مع القلم, و اختفيت في زحمة السير على عجل, راجياً الله أن تتصل بي, و ما أن ظهر البدر حتى اتصلت,رغم عدم توقع ذلك.لكن جُلّ ما نطقت به هو لومي على الورقة و الطريقة (الغير لائقة) كما وصفتها كي أتعرف عليها,فقررت أن اعتذر منها عندما أقابلها في اليوم التالي,و حدث بالفعل,لكنها تجاوزته بمواصلة حديثها عندما جلسنا في إحدى مقاهي الجامعة,ثم تكررت زيارتنا كثيرا حتى باتت يومية ,كنت اظن أنه مجرد إعجاب لكن لم استطع مقاومة نشوة العشق الشبيه بالرمال المتحركة كلما تحركت غرقت.
و أذكر:
أن هذه العلاقة المحمومة دامت حتى جاء الصيف الذي فرقنا بسفرها,ثلاثة أشهر من اللوعة المستمرة,ثلاثة أشهر من النكد و المقت الشديد,كل ساعة تمر كالسف يحتز ذاك العصفور المسكين,فعندما أخبرتني بسفرها أحسست بمرارة الفراق قبل الفراق,ومع بداية أول يوم من الفراق دخلت المعتزل ,صرت أصل الليل بالنهار سهراً, أكتب و أكتب و أكتب رغبة بهدر الوقت,و بعد الهجر المنهك قابلت معشوقتي و في جعبتي 120 قصيدة أقصرها أطول من معلقة أمرؤ القيس, أو هكذا أظن!
قلتِ : نديم حبيبي اشتقت إليك,رغم اتصالاتي المتواترة بك طيلة الصيف,يبقى للقاء طعم مختلف ! كيف قضيت وقتك,حدثني بالتقصيل عنك ؟,ما بك ؟ لما وجهك شاحب و جسدك نحيل؟ , تكلم ؟
_ صبراً سيدتي,دعيني أرتوي من ماء عينك ,فقد أنهكني عطش البعد.
و مرّت دقائق صمت , كسرتها بقصيدة نظمتها بلوعة القلب المشتاق,و حدثتها عن حالي و سهري,كانت تنصت و تكتفي برسم ابتسامة باردة على ثغرها,دون تعليق.
و عاد الشوق و الحنين يخييم على حياتي الممزوجة بالعشق و روعته و بقليل من الهموم التي كنت أتجاوزها باسم الحب,إلى أن جاء ذلك اليوم الأسود الذي كان نتيجة تراكم آهات استعصى علي علاجها,يومها فقدت والدي الحبيب ,سندي و معيلي ,الذي غيبه الموت بعد صراعة مع المرض,و لم يكن سواي معيل لأسرتي الصغيرة,فاضررت للعمل بعد الدوام كي لا أمدّ يد العون لأحد.
و رغم تذليل كل الصعاب,بدأ التمرد يظهر على معشوقتي,و حاولت قناعها جاهداً أن وراء كل عسر يسراً لكن عبثاً,لأنها لم تكن تنظر أبعد من أنفها ! ! !
و أذكر:
عندما قابلتها على لوحة الإعلانات في الجامعة و هي تضحك بسخرية لتعلمني أني رسبت في تلك السنة الدراسية.لا ألوم نفسي و لا ألوم القدر,فحملي يفوق تحملي,و وقفت أمام قرارين أحلاهما مر,فإما أن اترك أسرتي لتموت جوعاً وقهراً, أو أترك مستقبلي و دراستي, و الذي زاد لوعتي أن مولاتي اكتفت بالوقوف مكتوفة الأيدي متفرجة,لم تسند كتفها إلى كتفي, النتيجة أن بدأت أركان الوصال تتهدم شيئاً فشيئاً,علمت أنها تود الإنسحاب من حياتي,لكن لم تقلها بل فعلتها.
في أزمتي جّل ما كنت أستطيع تقديمة بضعة أوراق تحمل في طياتها مئات أبيات الشعر,أرقى ما استطيع فعله ,إذ كان الشعر نديمي في وحشتي و غربتي,و بالرغم من كل تلك الهموم و المشاكل المتربصة بي كنت أرى بارقة الأمل من مشكاة غرفتي الصغيرة,و الصبر تاج الفرج فليت معشوقتي أدركت مبتغاي .عندها تحول حنانها قسوة,و صبرها ضجر و ملل و جمالها قُبح,و عندما طلبتها لم أجدها قربي,طلبتها و الفرحة تملأ تفاصيل حياتي بالأمل المنعش,لكن وجدتها مع شخص آخر على طاولتنا في نفس المقهى الذي كنا نرتاده سابقاً,جئت أحمل نبأ نجاحي و إكمالي لمستقبلي, لكن أكملته وحيداً إذ لم تكن بانتظاري ! !
فشكراً....... و ألف شكر
شكرًا إلى هذا الذي
احتل في وضح النهار مكاني
وأزاحني عن عرش قلبكِ بعدما
رآكِ في صوتي وفي وجداني
هل يا ترى هو طيبٌ ومغفّلٌ مثلي أنا
أم مثلكِ جاحدًا وأناني
ماذا تقولين له غدًا
لو لم يكن في رقتي وحناني
قالوا القرين إلى المقارن ينتمي
حسنًا فعلتِ فلستِ من أقراني
كفوًا له كنتِ وليس لغيره
أما أنا فعزائي في نسياني
راهنت نفسي فيكِ دون تحفظ
فخسرت في الشوط الأخير رهاني
وأضعت عمرًا في هواكِ وليتني
قد عشت مما ضاع بضع ثوانٍ
وكظمت غيظي يومها في داخلي
وقلت أشهد أنني كنتُ الضحية دائمًا والجاني
وكنت إن آتي إليكِ معاتبًا
كفرتِ عن ذنب بذنب ثانٍ
بأم عيني قد رأيت مُصيبتي
لكن قلبي دونها أعماني
فمن الذي أشكو إليه فجيعتي
وإليه أشكو لوعتي وهواني
سأدير ظهري للعتاب وقبلها
سأصمّ عما قلتِه آذاني
هذا هو الحل الأخير فطمئنيه بأنني
إن لم أمتْ من قبل فيكِ فإنكِ قد متِّ منذ الآن في وجداني
......................................................
Emad Alsaher
5:01 am 6/2/2011
صباح الخير إن كان صباحاً
و مساء الخير إن كان مساءاً
تحياتي للكل ..و الله اشتقنا
هي آخر شي جديد بيكتبو حبر العشق..على جدار الأندلس..اتمنى أن ينال الإعجاب
........................................................................................................
شكراً
تخيل معي لو أنك بقيت سنين طوال تجمع اموالك,كل يوم بيومه و كل شهر بشهره,ثم تشتري بثروتك جوهرة نفيسه,تحميها و تحرص عليها فتقفل عليها سبعة أقفال موصدة,تحافظ عليها كي لا تتسخ و تلقي عليها نظرة في الصباح و أخرى في المساء لتطمئن عليها,ثم تأتي تلك الساعة المشؤومة لتجدها اختفت!
كيف و لماذا لا تدري,فما هي ردّة فعلك حينها؟ و إلى من ستلجأ؟,أستشتكي للشرطة؟ ... ربما.
و بعد ظهور علامات اليأس عليك تجدها في حوزة جارك..لكن تعجز عن استردادها ! ! ! ,حقيقةً تبقى الأمور المادية ميسور همها أمام هم الروح و جرح القلب الذي لا دواء له ولا طبيب سوى تتالي الايام و النسيان.فقد تحاول جاهداً استرداد الجماد و لكنك كيف ستسعى استرداد الروح و القلب المفقود؟
فلنفترض أنك جرحت من معشوقك ,أتظن أنك ستنسى ذاك الجرح بسهولة؟ ,بعد أن فقدت ذلك الصدر الحنون الذي كنت ترتمي عليه لتسنى,بعد أن تملك حبه كل ذرة من كيانك.
بعد أن تجده فجأه باعك! , فتجد أنه رخيص لا يصلح, عندها.....
هل يا ترى سيعقد العشق و الحسرة لسانك؟ أم أنك ستنسى و تطوي على جرحك و كأن شيئا لم يكن!, كثيرا ما يدور في خاطري سؤال ( هل كل عاشق فكر بمعشوقة بطريقة مختلفة؟ من منظور آخر؟,و كيف سيكون لو باعه ؟,أظن أنه سيكون أشد وطأ من جوهرة أضعتها أو غششت بها.
تُرى............
أين أنتِ الآن يا معشوقتي؟ أين أنتِ يا نشوة الكأس؟ أين أنتِ من سهر الليالي؟
أما أنا فقد ضاع سؤالي.
أتذكرين..............
حين كتبت بدمي أحبك على سطح القمر,حين كتبت سبع معلقات في وصفك على ثياب الغجر, و عندما أحرقتها بتنهد أنفاسك.
أتذكرين ................
لوعة القلب على فراقك, و فرحته بلقائك حبيبتي.
أتذكرين.................
يوم التقينا و رقصنا معاً, يوم ثملنا معاً
أتذكرين..................
العهد ,عندما أخذتني و قلبي لقفص(عشق) و أوصدت بابه و كسرت المفتاح.
نعم!
كنت أنتِ أول رائعة أعهدها, أول من حرك مشاعري, أول من تطأ أرض مملكتي.
و أول من ............. .
و عندما نظرت إلى مرآتي لم أر إلا دموع تتسابق من ستجري أولاً,لا حزناً عليكِ,بل حزنا على الوقت الذي هدر و الجرم الذي أقترفته يدك بحقي, لم أحسن اختياري هذه المرة و كل مرة !
و بالرغم من ذلك ذللت الصعاب و غفرت.
بعدك يا ظالمة... تاهت مشاعري و ضلت طريقها,إذ لم يعد لها قيمة في سوق البشر.
أشعر أنك مجرد سيجارة استللتها في لحظة ضجرمن علبة السجائر و دخنتها بتمهل لأستمتع بكل ثانية بها, ولكن في النهاية لم تجلب لي سوى حرق الأعصاب و الضرر.
بت الآن أجمع أوراق قصتنا و ألملمها من هنا و هناك و أحتسي كاس الخمر و أنا أقرأها حتى الثمالة,أقرأها و أعيد قراءتها و أكرر طيلة الليل كالببغاء,ليس حباً و وفاء, إنما لأذكر غرورك اللامتناهي و يداك الداميتين و سكينك التي أورثتني طعنة بالقلب,كي لا أدع فرصة للحنين و رغبة الوصال رغم استحالته.
و بقيت على هذا الحال شهور و شهور حتى قررت,قررت أن أحفر قصتنا على إحدى قصور الأندلس الشامخة,ليس إكراماً لكِ , بل لأجلي فكبريائي حال دون دخول عطفك إلى القلب ثانية,و كي يقرأها كل من هبّ و دَب, فيلعنك كلما شرقت شمس عليكِ, و يقبّح فعلك كلما غربت,
فأمسكت المسمار و المطرقة و كتبت:
شكراً........ إلى من صبرت و ساندت معشوقها كي يقف على قدميه من جديد
شكراً....... إلى من ضحّت و بذلت
شكراً....... إلى من استمعت و نصحت
شكراً...... إلى من تحملت حماقاتي كلها
شكراً ..... إلى من أحبتني بطهري و بأخطائي
و شكراً..... و ألف ألف شكر إلى من باعت و رخّصت الثمين في آخر جولة
و شكرا..... و ألف شكر إلى من لقنتني درساً مهماً بالحياة, و أعتطني العبرة.
ترى.. هل ممنوع على الفقير أن يعشق؟
و هل ممنوع أن يمتلك المشاعر و الإحساس,لانشغاله بشظف العيش؟
و هل ممنوع عليه الصبر و طلب يد العون و المساعدة من معشوقه؟
رغم عجز امتلاكي للقصور و الذهب,لكنني مسروراً بهدوئي و راحة بالي, فأنا من أنصار تلك المقولة(الراحة مو بالمال و الذهب, الراحة راحة البال).
أذكر عندما:
بدأت تلك القصة على باب الجامعة,عندما استوقفني قمر منير بين زحمة البشر,تسللتِ إلى القلب الكهل لتعيد شبابه برونقها و جمالها, أو على الاقل هكذا اعتقدت!
في تلك اللحظة لم أعد أطيق صبراً, و اقتربت منها و ألقيت السلام بحجة استعارة قلم منها لحاجة,فاقتطعت ورقة و كتبت عليها رقمي و اسمي و أعطيتها إياها مع القلم, و اختفيت في زحمة السير على عجل, راجياً الله أن تتصل بي, و ما أن ظهر البدر حتى اتصلت,رغم عدم توقع ذلك.لكن جُلّ ما نطقت به هو لومي على الورقة و الطريقة (الغير لائقة) كما وصفتها كي أتعرف عليها,فقررت أن اعتذر منها عندما أقابلها في اليوم التالي,و حدث بالفعل,لكنها تجاوزته بمواصلة حديثها عندما جلسنا في إحدى مقاهي الجامعة,ثم تكررت زيارتنا كثيرا حتى باتت يومية ,كنت اظن أنه مجرد إعجاب لكن لم استطع مقاومة نشوة العشق الشبيه بالرمال المتحركة كلما تحركت غرقت.
و أذكر:
أن هذه العلاقة المحمومة دامت حتى جاء الصيف الذي فرقنا بسفرها,ثلاثة أشهر من اللوعة المستمرة,ثلاثة أشهر من النكد و المقت الشديد,كل ساعة تمر كالسف يحتز ذاك العصفور المسكين,فعندما أخبرتني بسفرها أحسست بمرارة الفراق قبل الفراق,ومع بداية أول يوم من الفراق دخلت المعتزل ,صرت أصل الليل بالنهار سهراً, أكتب و أكتب و أكتب رغبة بهدر الوقت,و بعد الهجر المنهك قابلت معشوقتي و في جعبتي 120 قصيدة أقصرها أطول من معلقة أمرؤ القيس, أو هكذا أظن!
قلتِ : نديم حبيبي اشتقت إليك,رغم اتصالاتي المتواترة بك طيلة الصيف,يبقى للقاء طعم مختلف ! كيف قضيت وقتك,حدثني بالتقصيل عنك ؟,ما بك ؟ لما وجهك شاحب و جسدك نحيل؟ , تكلم ؟
_ صبراً سيدتي,دعيني أرتوي من ماء عينك ,فقد أنهكني عطش البعد.
و مرّت دقائق صمت , كسرتها بقصيدة نظمتها بلوعة القلب المشتاق,و حدثتها عن حالي و سهري,كانت تنصت و تكتفي برسم ابتسامة باردة على ثغرها,دون تعليق.
و عاد الشوق و الحنين يخييم على حياتي الممزوجة بالعشق و روعته و بقليل من الهموم التي كنت أتجاوزها باسم الحب,إلى أن جاء ذلك اليوم الأسود الذي كان نتيجة تراكم آهات استعصى علي علاجها,يومها فقدت والدي الحبيب ,سندي و معيلي ,الذي غيبه الموت بعد صراعة مع المرض,و لم يكن سواي معيل لأسرتي الصغيرة,فاضررت للعمل بعد الدوام كي لا أمدّ يد العون لأحد.
و رغم تذليل كل الصعاب,بدأ التمرد يظهر على معشوقتي,و حاولت قناعها جاهداً أن وراء كل عسر يسراً لكن عبثاً,لأنها لم تكن تنظر أبعد من أنفها ! ! !
و أذكر:
عندما قابلتها على لوحة الإعلانات في الجامعة و هي تضحك بسخرية لتعلمني أني رسبت في تلك السنة الدراسية.لا ألوم نفسي و لا ألوم القدر,فحملي يفوق تحملي,و وقفت أمام قرارين أحلاهما مر,فإما أن اترك أسرتي لتموت جوعاً وقهراً, أو أترك مستقبلي و دراستي, و الذي زاد لوعتي أن مولاتي اكتفت بالوقوف مكتوفة الأيدي متفرجة,لم تسند كتفها إلى كتفي, النتيجة أن بدأت أركان الوصال تتهدم شيئاً فشيئاً,علمت أنها تود الإنسحاب من حياتي,لكن لم تقلها بل فعلتها.
في أزمتي جّل ما كنت أستطيع تقديمة بضعة أوراق تحمل في طياتها مئات أبيات الشعر,أرقى ما استطيع فعله ,إذ كان الشعر نديمي في وحشتي و غربتي,و بالرغم من كل تلك الهموم و المشاكل المتربصة بي كنت أرى بارقة الأمل من مشكاة غرفتي الصغيرة,و الصبر تاج الفرج فليت معشوقتي أدركت مبتغاي .عندها تحول حنانها قسوة,و صبرها ضجر و ملل و جمالها قُبح,و عندما طلبتها لم أجدها قربي,طلبتها و الفرحة تملأ تفاصيل حياتي بالأمل المنعش,لكن وجدتها مع شخص آخر على طاولتنا في نفس المقهى الذي كنا نرتاده سابقاً,جئت أحمل نبأ نجاحي و إكمالي لمستقبلي, لكن أكملته وحيداً إذ لم تكن بانتظاري ! !
فشكراً....... و ألف شكر
شكرًا إلى هذا الذي
احتل في وضح النهار مكاني
وأزاحني عن عرش قلبكِ بعدما
رآكِ في صوتي وفي وجداني
هل يا ترى هو طيبٌ ومغفّلٌ مثلي أنا
أم مثلكِ جاحدًا وأناني
ماذا تقولين له غدًا
لو لم يكن في رقتي وحناني
قالوا القرين إلى المقارن ينتمي
حسنًا فعلتِ فلستِ من أقراني
كفوًا له كنتِ وليس لغيره
أما أنا فعزائي في نسياني
راهنت نفسي فيكِ دون تحفظ
فخسرت في الشوط الأخير رهاني
وأضعت عمرًا في هواكِ وليتني
قد عشت مما ضاع بضع ثوانٍ
وكظمت غيظي يومها في داخلي
وقلت أشهد أنني كنتُ الضحية دائمًا والجاني
وكنت إن آتي إليكِ معاتبًا
كفرتِ عن ذنب بذنب ثانٍ
بأم عيني قد رأيت مُصيبتي
لكن قلبي دونها أعماني
فمن الذي أشكو إليه فجيعتي
وإليه أشكو لوعتي وهواني
سأدير ظهري للعتاب وقبلها
سأصمّ عما قلتِه آذاني
هذا هو الحل الأخير فطمئنيه بأنني
إن لم أمتْ من قبل فيكِ فإنكِ قد متِّ منذ الآن في وجداني
......................................................
Emad Alsaher
5:01 am 6/2/2011
!!!!!!!!!
.gif "وردة وردة*")
.gif "Albilsan (88) :Albilsan (88):")
.gif "Albilsan (122) :Albilsan (122):")
