عادات غذائية تزيد الوزن


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

تقول خبيرة تغذية أميركية إن الإنسان في أيامنا هذه يتناول معظم طعامه وكأنه تحت تأثير منوّم مغناطيسي. يمر بالقرب من الثلاجة فيقضم بضع لقيمات من هذا الطبق ويخطف بضع لقيمات من ذاك الصنف. وحين يكون غارقاً في عمله يلتهم وجبته الجاهزة وفكره مشغول بالعمل. أما بعد عودته منهكاً إلى البيت، فيتناول عشاءه وهو مشغول بمتابعة ما يعرضه التلفزيون أو متنقلاً بين قنواته.

تصف الخبيرة جون بلاتنر هذه التصرفات بالعادات اللاعقلانية أو اللاشعورية، لأنها تلعب الدور الرئيسي في زيادة الوزن والوصول بالمرء إلى البدانة، وما يتبعها من أمراض قاتلة مثل أمراض القلب والشرايين والسكري والكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
وتضيف أن المشكلة تكمن في أن الكثيرين يستصغرون مثل هذه العادات ولا يعيرونها ما تستحقه من اهتمام، معتقدين أن لقمة هنا ولقمة هناك لن «تخرب الدنيا»، وحين يكتشفون أنهم باتوا في دائرة الخطر أو على مشارف البدانة يحاولون التبرؤ من المسؤولية، مؤكدين أنهم لم يرتكبوا جريمة ولم يفعلوا شيئاً يستحق الذكر، وبالتالي يلقون هذه المسؤولية على الظروف أو الجينات الوراثية أو أي شيء آخر.
إذا فكرنا قليلاً في ما يقولون، فسنجد أن فيه بعض الصحة، فهم فعلاً لم يرتكبوا جريمة يعاقب عليها القانون ولم يفعلوا شيئاً خطراً، لأن اكتساب عشرة كيلوغرامات أو عشرين كيلوغراماً زيادة في الوزن لا تحتاج إلى ارتكاب جريمة وفق توصيفهم، فهذه الكيلوغرامات لم تأت دفعة واحدة، كما أن زيادة عشرة سنتمترات في محيط الخصر لا تأتي فجأة أو بين ليلة وضحاها بل ملليمتر بعد ملليمتر، أو على الأصح بعد قضمة صغيرة هنا وقضمة أصغر هناك.
وفي ما يلي بعض العادات اللاشعورية التي يمارسها الكثيرون ولا يكتشفون أضرارها في الغالب إلا بعد فوات الأوان:

الأكل بذهن مُشَتت
من الطبيعي أن تناول الطعام والذهن مشتت أو لاهٍ بأمور أخرى ليس بمثل خطورة قيادة السيارة بذهن مشتت على سبيل المثال، ولكنه يمثل خطراً حقيقياً على الصحة وعلى القوام، أيضاً، إذا كنا حريصين على الرشاقة.
فإذا كنت ممن يتناولون طعامهم وهم يقرأون الجريدة أو الكتاب أو ممن يأكلون وهم يتابعون برامج التلفزيون، فكل الدلائل تؤكد أنك تنطلق على الطريق السريع إلى البدانة التي تجلب معها الأمراض القاتلة.
يقول المتخصصون إنك حين تتناول طعامك وأنت مشغول بشيء آخر، تأكل كميات أكثر مما تريد، بل وأكثر مما يحتاج إليه جسمك، والغريب في الأمر هو أنك لا تدرك حقيقة ما تفعل إلا بعد أن تتوقف عن الأكل ويبدأ ثقل المعدة والمغص والتلبك، وساعتها لا ينفع الندم.
يفسر هؤلاء ما يحدث بالقول إن القيام بأكثر من عمل في وقت واحد يشتت الفكر ويجعل من الصعب علينا أن نشعر بالامتلاء والشبع.
ليس هذا فقط، فقد أكدت العديد من الدراسات أن لتناول الطعام والذهن مشتت ومشغول بأمر آخر نتيجتين: الأولى عدم الرضا الكافي عن الطعام نفسه، وبالتالي الإسراف في الأكل وهذه هي النتيجة الثانية.
ما الحل إذن؟
أثناء تناول الطعام يجب تركيز الذهن والتفكير في الأصناف الموجودة أمامنا وحدها وليس في أي شيء آخر، ومن المهم جداً الامتناع عن تناول أي وجبة كبيرة كانت أو صغيرة ما لم تكن جالساً إلى مائدة الطعام لأن الأكل «على الماشي» هو أساس المشكلة، فالكثيرون لا يعتبرون النوع الأخير من الأكل «أكلاً» بل مجرد تسلية ونقرشة.

مَرَق التوابل
في الماضي كان الآباء والأجداد يضيفون الخل ووزيت الزيتون إلى السلطة لإعطائها المذاق المحبب، أما اليوم، فقد تغيرت الأمور وبات مرق التوابل «الدريسينغ» بالعشرات من أنواعه هو الحل بالنسبة للكثيرين، فهل يعلم هؤلاء أن مقدار ملعقة صغيرة فقط من مرق التوابل المعروف باسم «رانش» على سبيل المثال يحتوي على مائة سعر حراري (كالوري).

ما هو البديل إذن؟
الجواب بسيط ففي الأسواق أنواع ممتازة من مرق التوابل خالية من الدهون أو قليلة الدهون يمكن أن تؤدي الغرض ذاته، وتعطي الطعام ذلك المذاق اللذيذ.
بديل آخر، قليل من عصير الليمون والخل، أو صلصة على الطريقة التقليدية القديمة، وهي خليط من البندورة والبصل والليمون، ويمكن إضافة الكزبرة الخضراء والخيار والفجل كلها أو بعضها حسب الرغبة.
البعض «يُدَلِّع» السلطة، فيضيف إليها الجبن المبشور والمكسرات والخبز المحمص واللحم المقدد، ويتجاهل هؤلاء أن هذه الإضافات ستضيف بضعة كيلوغرامات إلى أوزانهم وبضعة سنتمترات إلى خصورهم، وبالتالي تتهدل الكروش أمامهم.

السندويتش اليتيم
في الماضي، أيضاً، كان السندويتش يتيماً، خبز وبعض اللحم أو الدجاج أو الفلافل ولا شيء آخر. أما اليوم، فاللحم أو الدجاج أو الفلافل باتت مجرد بعض المكونات، فهناك مكونات إضافية، ولكنها رئيسية مثل الأجبان بأنواعها المختلفة والمكسرات والصلصات والمايونيز والفواكه المجففة وغير ذلك الكثير.
تقول الاختصاصية بلاتنر إن كل هذه الإضافات لا تضيف شيئاً يستحق الذكر إلى مذاق السندويتش، بل تضيف كميات كبيرة من السعرات الحرارية.
تقترح اختصاصية التغذية الاكتفاء بنوع واحد من هذه الإضافات والتخلي عن الأصناف الباقية، حتى ولو كان المطعم يعرض هذه الأصناف لمن يريد من الزبائن.

فلتان نهاية الأسبوع
البعض يطبق نظاماً غذائياً ممتازاً طوال أيام الأسبوع، ولكنه يعطي نفسه إجازة يوم العطلة الأسبوعية، إجازة من النظام الغذائي، فيروح يلتهم كل ما لذ وطاب، وكأنه قادم من مجاعة.
يقول المتخصصون إن «إجازة» اليوم الواحد كفيلة بتدمير كل ما يمكن بناؤه طوال شهر كامل من التزام نظام غذائي جاد، فهل العملية تستحق هذه النهاية؟
تشبه بلاتنر الشخص الذي يطلق عقال شهيته ويحررها من كل القيود في العطلة الأسبوعية بالتلميذ الذي يحصل على درجات كاملة طوال ستة أيام ويرسب في اليوم السابع، وتتساءل: أليس في الإمكان الاعتدال والوصول إلى حلول وسط بين الدرجات الكاملة والرسوب؟

تنظيف الطبق
يحرص البعض على «تنظيف» الطبق أمامه، ولا يترك فيه شيئاً، وهي صفة جيدة بل ممتازة، أيضاً، ولكن هل من المطلوب تنظيف الطبق حتى ولو كانت معدتك قد امتلأت عن آخرها؟
بداية، يستحسن ألا تضع في طبقك أكثر مما تستطيع تناوله، ولكن إذا حدث وشبعت قبل أن تأتي على كل ما في الطبق، فلا بأس، توقف عن الأكل وإذا كانت الكمية الزائدة كبيرة نوعاً ما فيمكنك تناولها حين تجوع أو في اليوم التالي.
تذكر أن حشو المعدة بأكثر من طاقتها يرهقها ويجلب لها الأمراض والأوجاع، المطلوب أن ترحم هذه المعدة.

الحلويات
توجد في الأسواق حلويات من كل الأصناف يقول صانعوها إنها خالية من السكر أو إنها قليلة السعرات الحرارية، بل إن البعض يحدد عدد السعرات الموجودة في هذا الصنف أو ذاك، ولكن من المهم أن تدرك أن جميع هذه التقييمات مخادعة بهدف إغراء المشترين، فهذه الأصناف خالية بالفعل من السكر الذي نعرفه، ولكنها مترعة بأنواع أخرى من المواد السكرية.
يقول المتخصصون إن لوحاً من «الشوكولاتة الخالية من السكر» كما يؤكد صانعوها يحتوي على مائة سعر حراري، فهل هذا ما يريده الباحثون عن الرشاقة أو أولئك الراغبون في تخفيف أوزانهم.
النصيحة تكون بالتعامل مع الحلويات على اختلاف أنواعها على اعتبارها صنفاً نتناوله مرة في الأسبوع أو كل أسبوعين، أو ربما في المناسبات فقط، مع مراعاة عدم الإسراف في كمية ما نتناوله منها، والتوقف نهائياً عن تناولها بصورة يومية.
وللعلم، فتناول لوح صغير من الشوكولاتة يومياً، أو أي نوع آخر من الحلويات، يزيد وزنك بما يتراوح بين عشرة أرطال وخمسة عشر رطلاً في السنة.

حسب التساهيل
عندما تكون خلف مقود السيارة في الطريق إلى العمل أو إلى أي مكان بعيد تريد الوصول إليه، ومعدتك الخاوية تصرخ طالبة الطعام، فعلى الأغلب أنك ستتوقف عند أقرب مطعم للوجبات السريعة. وبعد الانتهاء من الأكل سوف تشعر بالندم حتماً كما تقول اختصاصية التغذية كارين أنسيل وهي، أيضاً، المتحدثة الرسمية باسم الجمعية الأميركية لاختصاصيي التغذية.
تنصح هذه المتخصصة بتحضير الطعام الذي تريد تناوله أثناء الرحلة قبل الانطلاق، ويستحسن في هذه الحالة الإكثار من الخضروات والفواكه، أما إذا كنت راغباً بالفعل في تناول الطعام في المطاعم، فمن الأفضل وضع خطة مسبقة تحدد الوقت الذي تريد تناول طعامك فيه، وعدم ترك الأمور «حسب التساهيل».
وإلى جانب الطعام يستحسن اصطحاب براد صغير للماء والفواكه، و«ثيرموس» للقهوة أو الشاي.


القهوة.. لغم
يحتوي فنجان القهوة الأميركية السادة على سعرين حراريين فقط، في حين أن إضافة القشطة أو الكريم المخفوق إلى هذا الفنجان يحوله إلى ما يشبه لغماً أرضياً يغص بما يتراوح بين 80 و130 سعراً حرارياً، ومع هذه السعرات كمية من الدهون تتراوح بين ثمانية غرامات واثني عشر غراماً.
المسألة لا تنتهي عند هذا الحد، فإذا أضفت مقدار ملعقة سكر فهذا يضيف إلى فنجان القهوة خمسين سعراً حرارياً أخرى، وفي حال إضافة الحليب كامل الدسم، فأنت تثقل فنجان القهوة بمائة وأربعين سعراً حرارياً إضافية. فهل تقوم بعملية حسابية بسيطة لمعرفة مدى الجريمة التي ترتكبها بحق وزنك وبحق محيط خصرك إذا كنت ممن يهتمون بعدم الوصول بصحتك إلى حافة الهاوية. الحل كما يراه المتخصصون بإضافة بعض بدائل السكر، وإذا كان لا بد من الحليب أو الكريم، فالحليب خالي الدسم أو قليل الدسم هو الخيار الأفضل.


الأكل على الواقف
يحلو للبعض الأكل على الواقف في المطبخ أو في المكتب، يتناول شيئاً من الثلاجة فيلتهم ما وصلت إليه يداه من دون تفكير. هذا النوع من التصرف تشبّهه خبيرة التغذية أنسيل بالجنون أو «الأكل الذي لا ينتهي» وتقول إن المعدة في هذه الحالة لا تعود تعرف متى ستقع على رأسها الوجبة التالية، ولا يعود الجسم يعرف متى سيتوقف صاحبه عن الأكل أو متى يريد استئناف حفلة الأكل من جديد.
الحل بالنسبة للشخص العادي يكون بتناول ثلاث وجبات رئيسية في اليوم مع وجبتين صغيرتين. واحدة بين الفطور والغذاء والثانية بين الغداء والعشاء، وبالطبع فالأمر مختلف بالنسبة للشخص الذي تتطلب حالته الصحية وبأمر من الطبيب التزام نظام غذائي مختلف.
 
أعلى