عام 1935 تفرد سوريا بتدريس العلوم والطب في جامعاتها باللغة العربية

The Hero

الأســــــــــــــطورة

إنضم
Jun 29, 2008
المشاركات
20,104
مستوى التفاعل
69
المطرح
في ضحكة عيون حبيبي
رسايل :

شكرًا للأشواك علَّمتني الكثيرَ

عام 1935 تفرد سوريا بتدريس العلوم والطب في جامعاتها باللغة العربية

في العام 1935 عقدت الجمعية الطبية المصرية مؤتمرها الثامن في دمشق ... وعلى هامش المؤتمر ، وفي ظل الحفاوة العالية التي قوبل بها الوفد زاصل معهد الطب العربي جهوده لاقناع المصريين والعرب بضرورة الاعتراف بالشهادة التي يمنحها معهد الطب العربي في دمشق لطلابه .







وكانت حجة عدم الاعتراف تقوم على أن هذا المعهد هو الوحيد الذي يدرس كل مواده باللغة العربية ، وقد حول الدكتور منيف العائدي هذه الحجة التي أخذت عليه لصالح المعهد من خلال ( مرافعته ) التي قدمها في هذه الكلمة ... وقد أصر اساتذة الجامعة السورية على اشقائهم باختبار الطلبة السوريين في كافة المواضيع لاثبات صحة قرارهم باعتماد اللغة العربية لتدريس المواد الطبية والعلمية ، وقد نجح الطلبة نجاحاً باهراً في الاختبارات التي اقيمت لهم ، الأمر الذي عجل قرار الاعتراف بالشهادات التي تمنحها الجامعة السورية فاعترفت مصر بها في العام 1935 ثم تلتها السودان في العام 1936 ،




وسنقدم في سيريانيوز مقتطف للخطاب الذي ألقاه الدكتور منيف بك العائدي كما نشر في مجلة المناهج عام 1935.

مقتطفات من خطاب الدكتور منيف بك العائدي :
سادتي الزملاء ،
شاء معهد دمشق أن أكون لسانه الناطق في هذه الآونة السعيدة فلم أجد أحق من هذه الكلمة التي سأتلوا بها خطابي .
لقد قرأتم أن دمشق شيدت في عهد الخلفاء الأمويين وفي زمن ازدهار الحضارة الإسلامية تسعة معاهد للطب .
كما سمعتم أن في عاصمة الأمويين قد شيدت المدرسة الدينسرية غربي البيمارستان النوري .
وعرفتم أن أبا عبد الله عماد الدين الدينسري من أهل القرن السابع للهجرة قد أنشأ مدرسة طبية دعاها الصلاحية .

إن معهدنا الطبي الذي دأب منذ انقلب عربياً على رفع مستوى الثقافة العربية العلمية العالية وقدمت إليه جميع الحكومات التي توالت على قطرنا بعد الهدنة مع الحكومة الانكليزية إلى العربية الفيصلية إلى الحكومة الفرنسية والحكومات المحلية أيدي المساعدة وكانت تنظر إليه نظرة منرة مشعة تبعث بأنوارها مختلف الاقطار العربية .

إن معهدنا الشاب أكبر أداة في نقل العلوم الحديثة إلى لغة الضاد إن لم أقل الأداة الوحيدة فلا المجامع العلمية مع كثرتها ولا الأفراد مع غيرتها وافتتانهم بلغة جدودهم بقادرين على القيام بهذه المهمة التي تستدعي جلداً طويلاً ولولا الواجب الذي يدعونا إلى نقل هذه العلوم إلى تلامذتنا الذين عهد إلينا بتثقيفهم تثقيفاً ينطبق على أحدث البرامج في ارقى جامعات أوروبا كما نحن أيضاً نقوم بمثل هذا العمل الشاق .
فمعهد هذا شأنه وهذه خدمته للغة الضاد ولأبناء العرب . معهد نظرت إليه الحكومات التي تعاقبت على البلد نظرة العطف والمساعدة معهد ينشر الثقافة ويخدم العرب أنه لمستحق على ما أرى أن يلقى من إخوانه العرب مالقيه سواهم .




والآن بعد أن زفرت هذه الزفرة التي أعادت إلي بعض الهدوء والسكينة فاسمحو لي أن أناشدكم باسم اللغة التي تربط أقطارنا باسم العواطف والمشاعر الواحدة التي توحد قلوبنا ، باسم الهدف الأسمى الذي تطمح إليه نفوسنا أن تشعروا نحو وليد العرب بماتشعرون نحو المعاهد الأخرى وأن تثقوا بأن المدينة التي تفيئت أرضها ظل تسعة معاهد للطب في العهد القديم ولا تظل سماؤها اليوم إلا معهداً واحداً ستجعل من هذا المعهد العربي الوحيد صرحاً يحي الطب العربي ويرفع اسم العرب .

هذه أمنيتنا وهذا أملنا فلا خابت أمنيتنا ولا خاب أملنا وأنتم تديرون دفة الحركة العلمية في أكبر قطر عربي وقد اتصفتم بأصالة الرأي وبعد النظر والله الموفق في كل حال .

وفي الختام أرفع باسم المعهد الطبي العربي بدمشق لأعتاب جلالة الملك المعظم فؤاد الأول أخلص عواطف الإخلاص سائلاً لجلالته ملكاً سعيداً ولولي العهد أمير الصعيد المحبوب حياة رغيدة لإحيائها العلوم واللغة العربية في القطر الشقيق .
مرحبا بزملائنا وضيوفنا الكرام أجمل ترحيب والسلام .

مجلة المناهج تموز 1935

 
أعلى