عرش الأنوثة


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

لحياء الفتاة جمال وفتنة، وسحر وبهاء. الحياء رمز الفطرة الأنثوية والرقة واللطف دون تصنّع وادّعاء.
وتخرج الأنثى عن فطرتها حين تحاكي الذكر. كما يخرج الذكر عن فطرة الذكورة حين يحاكي الفتاة فيصبح خنثى، لا ذكراً ولا أنثى.
والذكورة لا تعني الفظاظة والخشونة. الذكر ليس كالأنثى... وكفى!
ما رأيكم في مسابقات (ملك) جمال العالم؟ وما مقياس جمال الرجولة؟ القد الأهيف؟ العينان والأرداف؟ الشفاه والأكتاف؟ الشعر الهفهاف؟
لماذا تستسيغ المرأة الصلع في الرجال، أو لا ترى فيه عيباً يعيب الرجولة؟
وهل يستسيغ الرجل صلع النساء؟ هل يرى فيه حسناً يَزِين المرأة؟
هل في عضلات النساء، في بطولات كمال الأجسام، جمالٌ؟ إنه انتقاص للكمال والجمال. وهل هناك جمال حين تتحول عضلات الذكر الرخوة، الغضّة، البضّة، إلى «زنود سِت»!
للجمال مقاييسه ومعاييره ووظائفه الفطرية في الحيوان والإنسان والطير والنبات؟ تصورْ كلبَ صيدٍ سميناً بديناً يُغَسَّل بالشامبو صباح مساء؟ وتصور وردة جورية أو ياسمينة دمشقية بلدية ورائحتها... كرائحة الفجل؟ وتصور أيضاً نسراً جارحاً كاسراً نظراته تثقب الأفق، وهو في قفص مذَهّب داخل حجرتك، تتوهّم فيه عذوبةَ كنارِ مي زيادة الشهير! جمال النسر في الأفق فوق القمة الشمّاء، أو في انقضاضه كالبرق على فريسته. وجمال الكنار فوق غصن الأيك يعزف سمفونية الأغاريد.
الحياء الأنثوي يضفي على الفتاة أبعاداً جمالية فاتنة، حتى لو لم تكن جميلة المظهر.
ويروع المرء هذه الأيام المقايضة أو الاقتراض الفطري بين الذكر والأنثى، حين تسترجل الأنثى، ويتأنث الذكر في اللباس، والحركات، والحديث، والشَّعر، ونفخ الخدود والنهود... وغير ذلك مما لا يُباح عندنا ذكْرُه، ويباح عند غيرنا أمرُه!
ترى الفتاة تمارس التدخين الجهري، سيجارة أو أركيلة، على أرصفة المقاهي بأسلوب ذكوري فظّ كمراهق وهو يتوهم، نافثاً دخان قطاره، أنه قد دخل عالم مارلبورو حيث النكهة الفريدة، أو عالم «ميريت» حيث النكهة الأكثر والنيكوتين الأقل! أوتقوم بحركات سينمائية مفتتعلة وكأنها نادية لطفي «ذات النظارة السوداء»!
وقد تراها تناقش زميلاً لها بصوت جهير، ونبرات مسترجلة كنبرات مارغريت تاتشر المرأة الحديدية في مجلس العموم وهي تهدّد وتتوعّد!
هل تستسيغون امرأة أنثى في برنامج الاتجاه المعاكس وهي تصرخ منتفخة الأوداج تسب وتلعن وتشتم، أو تحمل الكرسي لتضرب محاورها، أو ترشقه بكأس ماء؟
هذا لا يليق بالرجال، فكيف بالنساء؟
وقد تراها بمظهر (شيك أوي) وهي جالسة مع شلة من الشباب في حديقة الجامعة، أو رواقها، أو على مقاعدها جلوساً ذكورياً لتُدلِّل على أنها قد بلغت مبلغ الرجال!
الحياء جمال وفطرة لا تعرف المقايضة بين الذكر والأنثى. الثقافة جمال. حسن الحديث جمال. فن الإصغاء جمال. وكل ما خالف الفطرة فهو قبيح مسترذل.
يقول المتنبي عن الفرق بين جمال المرأة في البداوة وجمالها في الحضارة:
روحي فداء ظباءٍ ما عرفن بها/ مضغَ الكلام ولا صبغَ الحواجيبِ
حُسنُ الحضارة مجلوبٌ بتطريةٍ/ وفي البداوة حُسنٌ غير مجلوبِ
ونحن نقول: حُسن « الذكورة « مجلوب بتطريةٍ/ وفي «الأنوثة» حسنٌ غير مجلوبِ
أخيراً لنا همسة في أذن الفتاة الأنثى: إن الحياء تاج على جبين الفتاة، إنْ سقط عنه سقطتْ هي عن عرش الأنوثة.
 
أعلى