عصر الدولة الاموية في الاندلس

المارد

بيلساني عميد

إنضم
Dec 3, 2008
المشاركات
3,270
مستوى التفاعل
34
المطرح
سوريا


الأندلس.. الحلم الذى كان حقيقة

الخميس، 18 سبتمبر 2008 - 04:14

كتب أحمد أبوغزالة
كان دخول المسلمين الأندلس، حلما راود كل المسلمين على حد سواء، وعندما حدث هذا فى عهد الخلافة الأموية، كان ذلك دليلاً على وصول الدولة الإسلامية إلى أوج ازدهارها وقوتها، وظل هذا الحلم حقيقة، حتى كان سقوط غرناطة آخر ممالك الأندلس الباقية عام 1492 م .

اسم الأندلس يطلق على الدولة التى أسسها المسلمون فى شبه جزيرة أيبيريا، وهى أسبانيا والبرتغال حالياً، فى الفترة بين 711 حتى 1492 م، ويعود أصل تسمية الأندلس إلى قوم "الوندال"، وهم الشعب الجرمانى الذى نزح من جرمانيا (ألمانيا وبولندا حالياً) إلى أيبيريا، و قد انتقل جزء كبير من الوندال إلى شمال أفريقيا أيضاً بعد أن غزا "القوط الغربيون" أيبيريا، وكان القوط قبائل آرية تسكن منطقة البحر الأسود، وعن سبب تسمية المنطقة بذلك الاسم يقول ابن عذارى المراكشى فى كتابه، (البيان المغرب فى أخبار الأندلس والمغرب) "وقيل إن أول من نزل الأندلس بعد الطوفان، قوم يُعرفون بالأندلش (بشين معجمة)، فسميت بهم الأندلس (بسين غير معجمة)".

فتح المسلمون الأندلس فى عهد الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك عام 92 هـ، الموافق 711 م. أرسل موسى بن نصير والى أفريقيا قائده الشاب طارق بن زياد، من طنجة، والتى كانت أصبحت فى عهد بن نصير مركزاً لتمويل الحملات للمناطق المجاورة فى جيش صغير من العرب والبربر، أهل شمال أفريقيا فى ذلك الوقت، يبلغ قرابة 10 آلاف مقاتل عبر مضيق جبل طارق (الذى سمى باسمه)، ثم استطاع أن يهزم جيش القوط الغربيين الذى كان قوامه حوالى 40 ألفاً، وقتل ملكهم لزريق فى معركة جواداليتى أو معركة وادى لكة، فى 19 يوليو 711 م 28 رمضان 92 هـ، وقد سميت أيضاً بمعركة وادى برباط.

بعد ذلك واصل المسلمون التوسع حتى وصلوا إلى وسط فرنسا وغرب سويسرا، واستطاعوا السيطرة على معظم أيبيريا فيما عدا جيب صغير فى الركن الشمالى الغربى، حيث أسس النبيل القوطى بيلايو مملكة أستورياس عام 718 م، واستطاع بيلايو الدفاع عن مملكته فى وجه المسلمين فى معركة كوفادونجا عام 722م.

كانت الأندلس عبارة عن إمارة للدولة الأموية ، وبعد سقوط الدولة الأموية، وقيام الخلافة العباسية مكانها، جاء عبد الرحمن الداخل قادماً من دمشق، عابراً لشمال أفريقيا ودخل الأندلس، ولذا سمى عبد الرحمن الداخل، وقد كان من الأمراء الأمويين القلائل الذين نجوا من مذابح العباسيين لهم فى دمشق، واستطاع تجميع كل الأمويين ومحبى الأمويين والبربر، فدخل الأندلس فاتحاً، ووحدها تحت رايته بعد أن كانت تحولت إلى إمارات، وبعد دخوله العاصمة، قرطبة، أعلن قيام الدولة الأموية فى الأندلس، واستطاع هزيمة الجيوش العباسية، فلقب عبد الرحمن بن معاوية بعبد الرحمن الداخل الأموى، لأنه أول من دخل الأندلس من بنى أمية حاكماً، وقد لقب أيضاً بصقر قريش لدهائه وحسن تدبيره وشدة عزمه.

أصبحت الأندلس دولة أموية على يد الداخل عام 136 هـ، وسميت تلك الدولة بالخلافة فى عهد عبد الرحمن الناصر (300 350هـ)، وكان آخر خليفة أموى فى الأندلس، هو المستكفى (416 هـ)، وكان العهد الأموى هو أكثر الفترات الزمنية استقراراً للمسلمين فى الأندلس.

ثم بدأ عصر ملوك الطوائف فى الأندلس، عندما أعلن الوزير أبو الحزم بن جهور، سقوط الدولة الأموية بالأندلس، والذى كان بمثابة إذن لكل أمير من أمراء الأندلس أن ينشئ مملكة صغيرة على مقاطعاته وأملاكه، ويؤسس أسرة حاكمة من عائلته، فتم تشتيت الأندلس إلى دويلات وممالك صغيرة، وبلغ عدد تلك الأسر الحاكمة أكثر من عشرين، أهمها دول بن عباد بإشبيلية، وبنى زيرى بغرناطة، و بنى ذى النون بطليطلة، وبنى جهور فى قرطبة.

سقطت طليطلة فى يد ألفونسو السادس ملك قشتالة، مما دعا ملوك الطوائف بقيادة أقواهم فى ذلك العصر، و هو المعتمد بن عباد ملك إشبيلية وقرطبة، للاستعانة بالأمير يوسف بن تاشفين قائد دولة المرابطين القوية بالمغرب، لإنقاذ الأندلس من سقوطها بالكامل فى أيدى الأسبان، وبالفعل استطاع المرابطون والأندلسيون هزيمة الأسبان هزيمة كاسحة، فى موقعة الزلاقة الحاسمة فى 23 أكتوبر 1086 م، ولكنهم فشلوا فى استرداد طليطلة بعد ذلك.

استطاع المرابطون بعد ذلك القضاء على حكم ملوك الطوائف بالأندلس، وأصبحت الأندلس تابعة لدولة المرابطين المغاربة، الذين نجحوا فى الدفاع عن الأندلس من الأسبان فى عدة مواقع، حتى فشلوا فى الدفاع عن سرقسطة، بسبب قيام ثورة الموحدين بالمغرب.

ثم أصبحت الأندلس خاضعة لحكم دولة الموحدين الذين نجحوا فى الدفاع عنها عدة مرات، أشهرها فى موقعة الأرك عام 1195 م، ثم بدأوا يهزمون فيما عرف بحروب الاسترداد، أشهرها موقعة حصن العقاب الشهيرة عام 1212 م، وذلك رغم كبر وضخامة جيوش الموحدين، ولم تقم لدولة الموحدين قائمة بعد هذه الموقعة، مما تسبب فى انهيار دولة الموحدين نهائياً بعد ذلك.

أصبحت الأندلس بلا حماية عسكرية بانهيار دولة الموحدين، فتساقطت الممالك الأندلسية واحدة تلو الأخرى، فلم يبق منها سوى مملكة غرناطة التى كان بها حاكماً قوياً هو ابن الأحمر، الذى استطاع أن يدافع عنها أمام الأسبان، وأن يحافظ على آخر الممالك العربية بالأندلس فى ذلك الوقت.

وكانت نهاية الوجود العربى فى أوروبا أو الأندلس فى عام 1492م، عندما سقطت غرناطة بعد حصارها من الملوك الكاثوليك، لينتهى الوجود العربى الإسلامى بالأندلس بعد ثمانية قرون من الزمان شهدت على عظمة الدولة الإسلامية وأوج ازدهارها فى التاريخ الإسلامى كله.يتبع ان شاء الله
 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
يعطيك العافية مروان مجهود رائع ذكرتنا بالعصور الذهبية
 
أعلى