عـــــدنان حـبــــال دور الــــفــن والثقــــافـــــة فــــي دعــــم الإعـــــلام والصحــــافـــــة

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
[h=3]إن الفن الأصيل والثقافة الحضارية مقياسان حساسان موثوقان لكشف ما تبثه الفضائيات المضللة المعادية لسورية من أكاذيب تعتمد على فن رديء وثقافة متخلفة، على عكس إعلامنا السوري الذي ما زال يعتمد على الفن الأصيل، وعلى الثقافة الحضارية العريقة في سورية العربية.[/h] [h=3]لا يكفي أن يكون الإعلام صادقاً ووطنياً شريفاً لكي يقنع بصدقيته المتلقي القارئ أو المستمع أو المتفرج على شاشات التلفزة ، إن على هذا الإعلام أن يكون فناناً أصيلاً ومثقفاً حضارياً وذا شخصية ودودة هادئة ومقبولة. هذا ما ينطبق بالطبع على الإعلامي سواء أكان محرراً أم مصوراً أم مذيعاً، فإذا كان فظاً غليظ القلب، انفض الناس من حوله وامتنعوا عن تصديق أي كلمة يقولها أو صورة يبثها.[/h] [h=3] رغم بعض الانتقادات التي مازلت أوجهها إلى هذا المذيع أو ذاك مثل ضعف الأداء اللغوي، والانفعال فيه حتى الصراخ ما يسيء إلى صدقية الخبر أو الجملة الإعلامية المنطوقة... مع أن جمهورنا صار يغفر للتلفزيون السوري هذه الأخطاء ويطمئن لصدق ما يذيعه من أخبار وبرامج، ولاسيما السياسية منها ويقارنها بما تدّعيه قنوات الفتنة على مبدأ قول الشاعر العربي:[/h] [h=3]جزى الله الشدائد كل خير[/h] [h=3]عرفت بها عدوي من صديقي[/h] [h=3]الفن إذاً سلاح ذو حدين، وكذلك الثقافة والعلم... ثمة أعمال فنية فاسدة، ومفسدة وأخرى رائعة ومفيدة، ثمة كتب وروايات مسيئة للذوق والضمير الإنساني وأخرى مفيدة غنية بمضامينها، وآثارها على العقل والروح، وكذلك الأمر في العلم، فمنه مفيد للإنسان ولحياته وإحساسه، ومنه ضار ومدمر وقــــــــاتل، بدءاً من اختراع الأبجــــــدية والآلـة البخارية إلى اختراع الديناميت والقنبلة النووية .[/h] [h=3]فماذا عن الفن والثقافة ودورهما الأساسي في نجاح الإعلام أو فشله؟ إن الفن إبداع إنساني جمالي، والثقافة عملية تربية وتحصين ضد أمراض الجهل والإجرام، وهي أمراض مجتمعية تتمثل في عدم أو سوء فهم المبادئ الأساسية الهامة في الحياة كالحرية والديمقراطية والكرامة، وبالتالي سوء استخدامها في شن حرب قذرة تعتدي على هذه المبادئ وتشوه مضامينها وتسمي نفسها معارضة أو ثورة ضد الوطن .[/h] [h=3]إن الفنان الأصيل والمثقف الحضاري محصنان ضد هذه الأمراض ويسألان مثل أي مواطن شريف ما هي هذه الحرية التي تبيح للإجرام والجهل أن يدمر البيوت والمؤسسات، وأن يقتل الرجال والنساء والأطفال بهذه الوحشية، كما تبثها الفضائيات المضللة المعادية نفسها؟ ما هي الديمقراطية، أليست سلطة الشعب الذي يتشدقون باسمه ويزورون إرادته؟ وما هي الكرامة، هل هي إحراق المدارس والمشافي وذبح الأطفال بالسكاكين أمام عيون آبائهم؟ إن كرامة المواطن في سورية مقدسة، وكذلك حريته ما لم يثبت للعدالة أنه مجرم أو خائن لوطنه، ثم إن سورية ولبنان هما البلدان السباقان إلى تطبيق الديمقراطية وترسيخها رغم ما مر عليهما من أحداث وانقلابات... الديمقراطية هي سلطة الشعب والشعب السوري يحكم نفسه بنفسه منذ الاستقلال والثورة السورية الكبرى .[/h] [h=3]وما دمنا نتحدث عن الفن والثقافة، فلنتحدث عن الفنانين والمثقفين السوريين ولنعترف بأنهم مقصرون في الدفاع عن شعبهم ووطنهم ضد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية منذ نحو عامين، إن نسبة ضئيلة منهم تشارك في هذه المعركة الدفاعية بأسلوب عفوي صادق، ونحن نسمع بعض الأغاني الجديدة الجيدة في ترسيخ حب الوطن والذود عن الأرض والأهل، ونقرأ مقالات متميزة ومقنعة ومفيدة في التوعية والصبر والصمود، ونعجب بتعليقات الإذاعة والتلفزيون بكل قنواته، وطريقة صياغة وبث الأخبار الميدانية وصدقية الصور المرافقة لها، ونخص بالذكر برامج قناة سما وقناة الدنيا والفضائية السورية، ولاسيما تلك البرامج التي تكشف بالحجة والبرهان أكاذيب المحطات المعادية، وفبركاتها اللئيمة، وتقنعنا بلسان شهود عيان حقيقـيين وليسوا مأجورين، كما في محطات العدو، إن أي مشاهد ذكي ومحصن بما يكفي من ثقافة وفراسة قادر على التمييز بين شاهد زور وشاهد صادق، نحيي بهذه المناسبة الصحفيين والصحفيات السوريين والسوريات واللبنانيين واللبنانيات الذين يساهمون عبر تقاريرهم الميدانية في إظهار للحقائق، وإزهاق للباطل، وأذكر بعض أسمائهم مثل شادي حلوة وشهيدة عجيب، وديما ناصيف وعباس مرتضى وأنس أزرق وأمل مهنا، وما دمنا نذكر الأسماء نتساءل بكثير من الأسف والعجب عما جرى لفنانينا مثل أصالة نصري وسميح شقير وهيثم حقي ومأمون البني وواحة الراهب ووليد قوتلي وعبد القادر المنلا وفارس الحلو ؟ إن شعوذتهم على الشاشات المضللة تثير الشكوك في عقولهم ووطنيتهم وتدل بوضوح على أنهم إما يكذبون ويرتزقون أو أنهم جاحدون ناكرون للجميل، كيف ينسون بلا سبب مقنع أن بلدهم سورية هي التي احتضنتهم وجعلت منهم نجوماً للفن الدرامي السوري؟ لماذا يدعون أنهم حوربوا وجرى إقصاؤهم أو محاربتهم؟ ألم يصبحوا خلال عدة سنوات من أصحاب الملايين، وعمت شهرتهم الوطن العربي؟[/h] [h=3]وكذلك الأمر بالنسبة للإعلاميين المنشقين " وأذكر منهم محمد منصور وأيمن عبد النور وإبراهيم الجبين وهاني الملاذي ومحمود الزيبق وأحمد فاخوري، وهؤلاء لا نأسف كثيراً عليهم كما لا نأسف على فنانين من الدرجة الثالثة مثل جمال سليمان وعبد الحكيم قطيفان ولويز عبد الكريم ومي اسكاف ومتسلقين على فن الكتابة الدرامية مثل خطيب بدلة وحكم البابا وريما فليحان وآخرين.[/h] [h=3]وأخيراً أكرر اقتراحي بتحويل قناة سورية دراما إلى قناة ثقافية شاملة تسهم برامجها الثقافية في الدفاع عن الوطن وإعادة أو ترسيخ حبه في قلوب المواطنين، لقد شاهدت على سبيل المثال برنامجاً يدعى "بلدي" على قناة سما جرى إعداده وإخراجه في قرية الشيخ بدر بطريقة ثقافية حضارية فنية ذات تأثير وطني إيجابي وفائدة علاجية غير مباشرة ضد القلق والخوف على مستقبل الوطن وتاريخه والإيمان بانتصاره على العدوان الإرهابي الذي يستهدفه.[/h] [h=3]إن على القناة الثقافية الشاملة المقترحة أن تركز مهامها على تعزيز اللحمة الوطنية والعيش المجتمعي المشترك بدلاً من تكرار عرض المسلسلات الضارة المملة، وافتعال البرامج السطحية حول صور الممثلين والممثلات، وشرح أدوارهم السابقة واللاحقة وقصص حياتهم، وكذلك مقابلة العاملين في الدراما وتمجيدهم وامتداح نجاحاتهم الشخصية التي لا تهم أحداً وخاصة في هذا الظرف الدفاعي الوطني الذي تعيشه سورية، ويتوجب على إعلامنا بجميع قنواته، وفعالياته التركيز عليه كما يتوجب على الفن والثقافة التركيز على دعم الإعلام والصحافة الوطنية والصديقة في مواجهة قنوات الإعلام الكاذب المعادي لسورية ولشعبها القوي في جيشه والعريق في فنه وثقافته.[/h]
 
أعلى