عين حنطها الأسى (الشام)

[البيلسان]

عين حنطها الأسى
.
.
.
بكتْ حتى ذرفتْ الملحَ أصدافاً
وانهالتْ على بردى تريدُ غسلَ الهم من وجه
تشققت حدقتهُ
فأخبروني
أين بردى كم أشتاق عناقها
وكم أشتاق فيها الحسن أطوقهُ
...............
بكتْ حتى الحمام تُحزنهُ
فضاعَ عن عش وضع فيه بيضهُ
كقشرِ البيضْ
يكسرُ قلبي
وآه مات القلب
وماتت كل الأماني
معهُ
...........................
بكت ويالَ البكاء
ينأَ في أنين الصمت
يشرخه
ليدمع قاسيون دماً
والدمُ من يستطيع أن
يغسلهُ
لأقترب من جدٍ يستغرب وقوفي
أحدثهُ
بالله عليك أرأيت شام مرت من هنا
عشقها في القلب ويا ليتني
أموت إن كنت لهذا العشق بائعهُ
فومى لي بعينه
لأرى نفسي في بؤبؤ عينهِ شائخ
وهذا الأنا
في الثلاثين أطعن نفسي حتى العظم
فيبكي جسد كم أنني أألمهُ
..........................
حسنائي مشمش غوطتك
مرٌ هذا العام
والحصرم دام في عناقيد عنب
رأيت الشحارير تغادرهُ
فمن أين أأتي لشعرك
بشحارير تلم أطرافهُ تجدلهُ
....................
مولاتي عرق جسدك جاف
أمات ضحكات الغزل
وما رأيت غريباً يمزمزهُ
فإن حرمت الأرض مبردها
فأخبريني
كيف يطيب المريض
إن لم نعالجهُ
...............................
دمشق
أهكذا تُنسي أطفالك العيد
وتعزفي الموت
والموت باتَّ فيك سهل
لطالبهُ
لم أُفرِح طفلي بأراجيحك
فلقد رأيت أرجوحة
تأخذ الطفل ولا ترجعهُ
.............................
إشتقناك
فتعالي داري نصنع الحلوى
وندفئ ماء لهذا الهم نحممه
نعيد صنع تسامحنا
قبل أن تري المجهول
يأتي تسامحنا فيقتله
.......................
إشتقناك
فبسملي بالله
وعودي لثوب النعمان
وهذا النعمان
لم يأته مزارع ويزرعه
بل هو كرمك على الجمال في أعيننا
فأهدينا الجوري
وهذا الجوري أنا
وكل سوري مع الياسمين
نزرعهُ
.........................
عودوا لياسميننا
نزرع مع رمزنا الخير
ونعاهدهُ
​