غريبُ أنا

سما الاكوان

بيلساني سنة ثالثة

إنضم
Nov 20, 2010
المشاركات
600
مستوى التفاعل
16


أشْبِهُ هذي التلالَ
التي تُطلّ
على فرحتي القادمة

أحب الضبابَ الذي
يصعدُ من آخرِ الأرضِ
حتى النوافذ

يقول لشرفتي الذابلة
أكثري منَ الوردِ
سأسقط ماءً
لو راودتْني الزهورْ

غريبٌ أنا ، ، ،
أشْبِهُ هذي النجومَ
التي تُدركُ النورَ
عندَ الغروبْ

في الحلمِ
أفرحُ حدّ البكاءْ
تكونُ الدروبُ بعيدةً
كالسماءْ

أسيرُ على أي دربٍ
لا فرقَ في الحلمِ
بين الدروبْ

أغني وألعبُ
مثل الفراشاتِ
أسافرُ كالنسمةِ التائهة
أدندنُ كالنحلِ
أشربُ كل الهواءِ
المحاصرِ
بيني وبين التلالْ

وأنسى ، ، ،
بأني سأصحو
إذا ما لمستُ جدارًا
أو إذا ، ، ،
أذهلتني السماءُ
بزخ المطرْ

غريبٌ أنا ، ، ،
كهذا الخريفِ المؤقتِ

يبعثر ما أنشأ الغصنُ
من أمنياتْ
كي يعيدَ الوريقاتِ
إلى أمها الأرضِ
سمادا جديدا

غريبٌ ، ، ،
أنامُ مع الليلِ
بنفسِ الإناءْ

لا تسعفني المرايا
حين تضيعُ ملامحي
في الطريقِ

ولا أعرفُ كيف
تعثرُ عقاربُ الساعةِ
على الفجرِ
في دورانِها
حولَ نفسِ الفراغْ

غريبة مثلي
مواسمُ الشتاءْ
تحط فوقَ كاهل الترابْ

تُتلفُ الأشجارَ
في المناقلْ

وتمنحُ البذورَ
جرعة من ماءْ

غريبةٌ
هي الأمنياتُ
تظل بعيدةً كالمسافاتِ
تصدّ وتُبدي
تحلقُ فوق التلالِ

فَتُنسى ، ، ،
وتُنسى ، ، ،
وتَحضرُ بعد الأوانِ
تؤبنُ ما ضاعَ خلفَها
من الوقتِ
والذكرياتْ

غريبُ أنا ، ، ،
أشْبِهُ هذي التلالَ
التي تحجزُ
عن أعينِ العابرينَ
ما خلفها
من بلادٍ
وما تحتها من جمارْ

وحيدٌ ، ، ،
وأمتعتي قليلة
فوق ظهري

جاهزٌ للذهابِ
طليقٌ
أسيرُ بأي اتجاهٍ
لا أعرفُ - مثل القطارات -
طريقَا وحيدًا

لا طوقَ يأسُرُني
ليحميني من الغرقِ

لا تمتلكُني المدينة
لا أسمعُ ما يقولُ الضجيجُ
هناكَ
تحتَ لوحاتِ الشوارعْ

وحيدٌ ، ، ،
على الشرفة القاحلة
أجالسُ نفسي
وفنجانَ قهوتي
والقصيدة

غريبٌ أنا ، ، ،
وكل الشوارعِ
حولي ، ، ،
غريبة . . !


لشاعر محمدمثقال
 
أعلى