فلسفه صغيره......لايمكنك اعطاء حياتك المزيد

ندى القلب

المحاربين القدماء

إنضم
Jul 14, 2009
المشاركات
16,493
مستوى التفاعل
151
رسايل :

كالسجناء نلتقي وعيوننا معلقة على الزمن الهارب _ العائم مثل طائرة ورقية يلهو بها طفل لا مبال


(لا يمكنك أن تعطي حياتك مزيدا من الأيام، لكن بمقدورك أن تعطي أيامك المزيد من الحياة).

لو تمعنتم بالمقولة السابقة لاكتشفتم الكثير من الأمور.

العمر له أجل معين وينقضي، ولكن ما نفعل بهذا العمر هو ملك أيدينا. والفرق بين السعداء وغيرهم ؛ أن السعداء يفعلون ما يريدون في حياتهم بشرط أن يكون ما يريدونه هو الأجمل و الأمتع والأكثر صوابا. وهم - أي السعداء - يتوافق داخلهم مع خارجهم. فلا توجد اضطرابات نفسية لديهم ولا أزمات على مستوى الثقة بالنفس وبالآخرين، ويجيدون فن التعامل مع الآخرين.

هم يعلمون أن أهدافهم تعترضها مصاعب وعقبات وبالتالي فهم لا ينتظرون تحقيق الهدف ليشعروا بالسعادة.

فقد لا يتحقق الهدف ، وحينها لا يجنون سوى التعب والإحباط.


لذلك قرروا ووطنوا أنفسهم على أن يسعدوا أثناء تحقيقهم لأهدافهم أي خلال تعرضهم للمصاعب والعقبات.

لاعبو الكرة يفرحون بالفوز أكثر إذا أتى بعد متعة ولو كان بصعوبة.

والطلاب الذين يتعاملون دراسيا خلال السنة بهذا المنطق يكونون أكثر تفوقا وراحة نفسية أثناء الاختبارات.

وهناك أمر آخر وهو أن من يستمتع بحياته لا يخشى الحياة بمصاعبها وأفراحها! نعم وأفراحها ، فهناك أناس يخشون الفرح ! ألا يوجد من بيننا من يقول إذا كان في جلسة ضحك وسعادة وفرح.. الله يستر من هذا الضحك وهذه السعادة !

ويقول أرجو أن لا تنقلب الأفراح إلى أتراح.

وهو لا يلام فهذا الشيء موجود في إرثنا الثقافي بسبب كثرة ربط الحزم بالوقار والفرح بالتصابي والانفلات والهزل.

فمن يفرح أمام الناس يعد وكأنه قام بجرم مشهود.

والحل إذا أراد الفرح فليفرح لوحده أما أمام الناس فليتجهم وليتصنع الصرامة إلى أن يموت صارما كئيبا!! على أمل أن يسعد في الآخرة.

رغم أننا نردد دوما الدعاء المأثور ((اللهم ارزقنا السعادة في الدارين ))

أصبح الفرح يتربص بنا بدلا من أن نتربص به! يحاول أن يوقعنا في شباكه فلا يستطيع لأننا أجدنا وأدمنا لعبة الانغماس في الحزن.

أصبحنا نرسم الحزن على وجوهنا مع ارتدائنا لثيابنا كل صباح.

بات الرضا بالقدر شعارنا إن كان القدر محزنا، ولا نرضى به إن كان مفرحا وجميلا وسعيدا!!

للأسف أصبحنا نكيل كل شيء بمكيالين. فنرى الجانب المظلم للقمر بل ومع مرور الوقت أصبح يعجبنا أكثر من الجانب المضيء!!!

أصبح من ثقافتنا وخصوصيتنا المزعومة ، حب الليل والظلام والغموض.

دون أن نشعر تدحرجنا نحو التشاؤمية في كل تعاملاتنا وكبر بؤسنا وشقاؤنا ، لأن التشاؤم كلما أدمنته نما بتسارع عجيب. وبعضنا برع في هذا الأمر وبات يستطيع أن ينقل تشاؤمه ومخاوفه للآخرين وهذه ميزة ننفرد بها عن غيرنا من المجتمعات.

لست متشائما ولكن كل ذلك حدث أو سيحدث بسبب خوفنا من الفرح وبسبب انقيادنا لمحبي الحزن.

تتلمذنا على تفسيرات خاطئة للكثير من النصوص . تفسر بشكل خاطئ وتفرض علينا وينسى المفسرون بأن الحبيب عليه السلام استعاذ من الهم والحزن والجبن. وأنه عليه السلام لم ير إلا مبتسما !

أطلقوا العنان لأفراحكم ، وعيشوا اللحظة بكل تفاصيلها ، واقتربوا أكثر ممن تحبون ، ولا تحرموا أبناءكم من طفولتهم بحجة العيب ( والحرام) غير المتفق عليه. وثقوا بأن الفرح معد، وهو أجمل أنواع العدوى.

ابحثوا فيمن حولكم عمن يصيبكم بالفرح ثم لازموه كظله!





 
التعديل الأخير:

ضجيج الصمت

بيلساني لواء

إنضم
Apr 1, 2009
المشاركات
3,670
مستوى التفاعل
84
المطرح
عينــاهــا .. بيتي و سريري ..
(لا يمكنك أن تعطي حياتك مزيدا من الأيام، لكن بمقدورك أن تعطي أيامك المزيد من الحياة)

تماما هذا ما نصنعه بأنفسنا
دائما ننتظر تحقيق حلم أو هدف معين لنشعر بالسعادة
فنعيش تعساء ريثما يتحقق
وغالبا يتحقق فلا نشعر بالسعادة المتوقعة
أو ربما نشعر بالسعادة بضعة ساعات أو أيام
ونعود لشعور التعاسة من جديد وعلى أمل تحقيق هدف جديد

لا تنتظر السعادة بل إذهب إليها
واجعلها ترافقك في جميع الأوقات


ندى القلب هذه ليست فلسفة صغيرة بل كبيرة جدا
شكرا لك :24:
 

The Hero

الأســــــــــــــطورة

إنضم
Jun 29, 2008
المشاركات
20,104
مستوى التفاعل
69
المطرح
في ضحكة عيون حبيبي
رسايل :

شكرًا للأشواك علَّمتني الكثيرَ

من الممكن أن يكون الجيل القادم هو الذي سيعمل على هذا على خلاف الجيل السابق الذي لا يملك سوى التدريس والعادات والتقاليد
ريثما نحنا نملك الكثير من الأمور التريهية في حياتنا وردة*
 

ندى القلب

المحاربين القدماء

إنضم
Jul 14, 2009
المشاركات
16,493
مستوى التفاعل
151
رسايل :

كالسجناء نلتقي وعيوننا معلقة على الزمن الهارب _ العائم مثل طائرة ورقية يلهو بها طفل لا مبال

(لا يمكنك أن تعطي حياتك مزيدا من الأيام، لكن بمقدورك أن تعطي أيامك المزيد من الحياة)

تماما هذا ما نصنعه بأنفسنا
دائما ننتظر تحقيق حلم أو هدف معين لنشعر بالسعادة
فنعيش تعساء ريثما يتحقق
وغالبا يتحقق فلا نشعر بالسعادة المتوقعة
أو ربما نشعر بالسعادة بضعة ساعات أو أيام
ونعود لشعور التعاسة من جديد وعلى أمل تحقيق هدف جديد

لا تنتظر السعادة بل إذهب إليها
واجعلها ترافقك في جميع الأوقات


ندى القلب هذه ليست فلسفة صغيرة بل كبيرة جدا
شكرا لك :24:



الف شكر لمرورك اخي معاذ


نوورتوردة*
 
أعلى