mr_ops
بيلساني محترف
- إنضم
- Jan 12, 2010
- المشاركات
- 2,777
- مستوى التفاعل
- 38
- المطرح
- شامي
كتير منا تعرضوا لضغوط بالحياة .. وفي منهم فقدوا الأمل .. تسكرت الدنيا بوجههم .. بس رب العالمين بيفتحها بوجههم مرة تانية .. سبحانك يا رب ..
شوفوا هالقصة مؤلمة .. حزينة .. وواقعية ..
تقول: قد تتعجبون عند قراءتكم لقصتي وقد تقولون إنها ضرب من الخيال ولكن لتعلموا أن كل حرف فيها ينبض بالصدق والحقيقة، فقد نسجتها لكم من خيوط معاناتي، لتعرفوا فقط أنني ما عانقت اليأس فيها يوماً لأنني توكلت على ربي سبحانه وفوضت أمري إليه فمنحني قوة الإيمان والأمل . . اللذين جدفت بهما حتى رسوت في النهاية على ميناء السعادة والحقيقة، فاقرأوها، لتزرعوا الأمل فيما بعد في جنبات حياتكم . . ولتطردوا منها كل طائر يأس قد يعشش فيها .
عشت طفولة بائسة أقل ما يقال عنها إنها كئيبة مظلمة وسط أسرة فقيرة لا تكاد تجد ما تسد به رمقها من الجوع . لم أعرف طعم الحلوى والسكاكر كبقية الأطفال في طفولتي البائسة تلك ومازلت أذكر كيف أننا كنا ننتظر الأعياد ومناسبات الأفراح لجيراننا وأهل الحارة بفارغ الصبر والترقب لأننا نتذوق من خلالها اللحوم والفواكه التي نحرم منها طوال العام . . كانت أسرتي أسرة مفككة لا يكاد الفرد فيها يشعر بالآخر، فلكل منا عالمه الخاص المغلق عليه هو فقط ولا يستطيع أي كان أن يدخل إليه لا لأن أبوابه موصده بقوة . . بل لأن أياً منا لم يكن ليهتم بدخول عالم الآخر فكل فرد من أسرتي للأسف كان لديه ما يشغله من أعمال وخصوصيات يخجل قلمي من ذكرها .
كان أبي يعمل مستخدماً في أحد المعارض وراتبه البسيط لايصل بالأسرة الكبيرة إلى نهاية الشهر بأمان . . بل كثيراً ما تتوقف بنا سفينة الحياة في منتصف الشهر . هذا بالرغم من بؤس عيشنا وشظف حياتنا .
كان والدي إنساناً سلبياً قانعاً من الحياة بعشرة أطفال مشردين في الشوارع أحياناً لايعلم عنهم شيئاً . وربما كان لاستخدامه المخدرات في بداية حياته وكثرة دخوله وخروجه من السجن آثار سلبية جعلته غير مبال بكل ما حوله . كنت أشفق عليه أحياناً وأنا أرى نبتة الأمل تخبو في نفسه يوماً بعد الآخر كان كثير الصمت والشرود لايحرك ساكناً ولو انهارت الدنيا من حوله . أو كأنما هو أحس بأن خيوط حياته قد أفلتت من بين يديه فآثر ألا يركض وراءها فأذعن لها بكل انهزامية واستسلام . أما والدتي واعذروني إن تحدثت عنها بهذه الطريقه المؤلمة، فالحقيقة أشد إيلاماً، فقد كانت تتسكع بين بيوت الحارة طوال يومها وكأنها لم تستوعب يوماً أنها زوجة وأم . . عليها واجبات تجاه زوجها وأبنائها وكانت دائماً تنظر إلي ما في أيدي الآخرين وتحسدهم على ما أنعم الله به عليهم، وتستجديهم وتريق ماء وجهها ليجودوا عليها ببعض الفتات . فكأن أمي وأبي قد اعتبروا أن هذه الأسرة مصيبة حلت عليهم فهم يخشون مواجهتها أو حتى التعايش معها . أما إخوتي فحدث ولا حرج فهم يعيشون بين جنبات الشوارع بلا هدف ولا معنى . وأغلبيتهم انحرفوا عن جادة الصواب والطريق القويم دون أدنى مساءلة من أبي وأمي . حتى أخواتي البنات لم يقمن وزناً للأخلاق ولا للشرف ولا حتى لنظرة المجتمع من حولهن . والكارثة العظمى أن إخوتي بمجرد وصولهم إلى الصف الرابع الابتدائي فإنهم يتسربون من مدارسهم بلا سبب سوى ضجرهم وعدم قدرتهم على النهوض صباحاً فيقررون هكذا الانقطاع عن المدرسة دون حسيب أو رقيب والاكتفاء بالتقلب داخل رحم التخلف والانحراف والتشرد . في ظل شرود أبي وتسكع أمي بين شوارع الحارة .
عشت هذه الطفولة الكئيبة وأنا كارهة لوضعي ناقمة على أمي وأبي اللذين تجردا من أشرف وأسمى لقب في الوجود . متشبثة بدراستي بقوة سمكة صغيرة مرتجفة تسبح ضد التيار الذي لا يرحم، وقد كنت من المتفوقات بالرغم من قسوة الظروف من حولي وتفكك أسرتي وانحراف أفرادها بلا استثناء . وسأحدثكم الآن عن اليوم الذي غيّر مسار حياتي للأبد وفيه بدأت مأساتي الحقيقية التي لولا إيماني بالله ورحمته بي لما تجاوزتها، فحين حصلت على شهادة الصف الثالث متوسط وأنا الوحيدة من أسرتي التي وصلت إلى هذا المستوى . تقدم رجل لخطبتي من أبي وكنت حينها في الخامسة عشرة من عمري، أما هو فكان في الستين من عمره مصاباً بالضغط المرتفع والسكري ومدمناً على الخمر وتاجراً للمخدرات مما يُدر عليه دخلاً مرتفعاً، وهكذا هو السبب الوحيد الذي جعل لعاب أمي وأبي يسيل ولا يكاد يقاوم الإغراء المادي الذي يتراقص أمامهما بكل بريق ولمعان، ومن دون تردد وافقا ودون حتى أن يأخذا موافقتي صرخت في وجهيهما: لا أريده أريد أن أكمل دراستي زوجوه أختي الكبرى، ولكن للأسف كان صوتي مجرد صدى يتردد من حولي من دون أن يسمعه أحد سواي، وكأنما كنت أحادث الفراغ اللا متناهي أمامي وليس والديّ فقد أصما عقليهما إلا من نداء المال، قبضت أسرتي ثمن البيعة الخاسرة وهي مسرورة بالرغم من علمهم بأنه من مصدر حرام . وتم زفافي وسط جو كئيب من التعاسة واللامبالاة . فتخيلوا أن أمي لم تفكر حتى توجيه أي نصيحة لي تلك الليلة أو حتى إلقاء نظرة على زينتي وماكياجي الذي وضعته أنا على وجهي أو حتى أن تتفقد أغراضي التي أحتاج إليها في بيتي الجديد . أتعلمون ما أول شي وضعته في حقيبتي، وضعت دروسي وكتبي التي كنت أتعلق بها كما يتعلق الطفل الصغير بثوب والدته خشية ضياعه منها في دروب الحياة الغامضة . دخلت داري الجديدة، عفواً أقصد سجني وبمجرد أن أغلق الباب وراءه بدأ بافتراسي كما يفترس الذئب ضحيته بكل وحشية ودموية حاولت الهرب منه، ولكنه لم يمهلني بل بدأ بتمزيق فستان زفافي ومعه مزق كل معنى جميل كنت أحاول رسمه لحياتي المقبلة، وبعد أن انتهى من جريمته تناول شرابه الكريه واستلقى على فراشه كثور ضخم متبلد الإحساس دون حتى أن يكلمني أو ينظر إلى وجهي وارتفع صوت شخيره البغيض وهو أشبه بصوت طرق عنيف على أذني، ولكم أن تتخيلوا فتاة في الخامسة عشرة من عمرها في هذا الموقف المروع الذي اغتال آدميتها ونقاءها أخذت أرتجف وأجفف جراحي النازفة وأهدئ من روعي المتصاعد من هذا الوحش الآدمي الذي يرتدي عباءة الزوج . خمس سنوات مرت من عمري دفعتها كفاتورة قاسية للجشع والطمع اللذين أعميا أبصار أهلي، خمس سنوات مرت من عمري دفعت ثمنها غالياً وذقت فيها ألوان العذاب من ضرب بالسياط والنعال- أكرمكم الله، والحبس وحتى الحرمان من الطعام وكأنني خادمة يتيمة في قبضة سيد اشتراها من ماله فهو يتحكم بها كيفما يشاء . . كل ذلك لم يقهرني بقدر ما قهرني وجعلني أنزف من داخلي، حرماني من الدراسة ورفضه التام لذهابي إلى المدرسة أو حتى انتسابي وأدائي للاختبار نهاية العام، أصبحت أشبه بهيكل عظمي نتيجة الهم والغم الذي أصابني بسبب حرماني من الدراسة ولكن الرزاق الرحيم يشاء أن يهبني أطفالاً يشغلوني عن كثرة التفكير بحرماني الدراسة التي أعشقها إلى درجة لا يتصورها إنسان،أنجبت ولدين وبنتاً خلال خمس سنوات فقط وأنا في العشرين من عمري لقد عاهدت نفسي أن أجنب أطفالي جميع ما مررت به في طفولتي من ألم الإهمال وعدم الإحساس بالأبناء . ولكن أنى ذلك وأبوهم إنسان متجرد من شرف الأبوة، فبمجرد أن يشرب الخمر ويصبح ثملاً فإنه يقوم بضربي وإياهم على أتفه الأسباب . أتدرون أنني في أغلب الليالي الطويلة كنت أحتضنهم وأنام وإياهم ونحن جالسون خوفاً من أن يقوم بقتلنا كما كان يتوعد دائماً . . أما حين يكون بحاجة للمخدر ولا يجده فإنه يقوم بتحطيم الأثاث وتكسير الأواني وطردي مع أطفالي إلى الشارع وكثيراً ما قام جيراننا الطيبون بإيوائنا رحمة وشفقة بنا، ولعلكم تتساءلون عن والديّ ودورهما في مساعدتي .
اسمحوا لي أن أصدمكم بقولي إنهما لم يحركا ساكناً تجاه ما يريانه من أحداث مؤلمه تحيط بي . وكاد اليأس أن يتسلل إلى نفسي من هذه الحياة السوداء التعيسة التي أعيشها، ولكن قوة إيماني بربي كانت تحول بيني وبين هذا الشبح البغيض . دعوت الله في تلك الليالي المدلهمة أن يفرج كربي ويزيل عني هذا البلاء الذي تعجز نفسي المرهفه على احتماله! واستجاب الله لدعائي . ففي ذات يوم سمعت صراخ الجيران من حولنا وهو ينادون علي يا أم فلان . زوجك . زوجك، ركضت أنا وأطفالي مسرعين خرجنا من الدار لنرى ما حدث . لقد قام زوجي السكير بالعراك مع رجل من زبائنه اختلف وإياه على ثمن قطعة هيروين فتطاعنا بالسكين، فطعنه زوجي طعنات قاتلة ومات على الفور . . شاهدت زوجي المجرم وقد تلطخت ملابسه بالدماء وهو يرتجف بين أيدي رجال الشرطة،كما يرتجف الفأر المذعور حين يقع في المصيدة، كانت شفتاه تميلان إلى اللون الأبيض من هول الموقف، وأطرافه بالكاد تحمله، أما عيناه فكانتا زائغتين ينظر إلى الناس من حوله بذهول أما أنا فلا تسألوني عن مشاعري المضطربه حينها، لا أدري أهي لحظات سعادة، أم شماتة انتظرها من زمن طويل، أم هي مشاعر ألم هيجتها ذكرياتي المؤلمة، لم أشعر إلا وأنا أردد لا شعورياً، الحمد لله . الحمد لله . تذكرت تلك الليلة الحزينة ليلة زفافي الأليمة حين وجه طعناته النافذة، واغتصبني بقسوة رجل سكير يحمل بين جنبيه قلباً من صخر لا رحمة فيه ولا شفقه . تذكرت جراحي النازفة وثيابي الممزقة، وارتجافي بين يديه بخوف، لم أكن أعلم إلى أين أفرّ، ولم يكن لي مهرب، تذكرت دموعي الساخنة في تلك الليلة السوداء، يا إلهي ها هو الزمن يعيد تصويره العجيب، إنه اليوم موقعي نفسه بالأمس، يا لها من دنيا عجيبة، وبعد أسبوع فقط من القبض عليه وقبل حتى أن تبدأ محاكمته، أصدرت عدالة السماء حكمها فمات بعد ارتفاع الضغط وإصابته بنزيف دماغي، أتتخيلون البلبل الصغير حين يفتح له باب القفص فجأة فيتردد في الانطلاق ظناً منه أن ذلك حلم، كنت أنا مثله تماماً، بصقت على دولاب ملابسه وعلى كؤوس خمره القذرة وعلى سوطه الذي ألهب جسدي وجسد أطفاله من ضرباته المؤلمة بصقت على كل شبر في منزلي سار عليه برجليه الكريهتين وجاءت أسرتي تعزيني بوفاته وأنا التي لم أرهم منذ سنتين، فكانت أول كلمة قالتها أمي حتى قبل أن تقبلني الله يرحمه . . هل عنده ورث؟ ولولا خوفي من الله لطردتها وطرتهم جميعاً، ومن تصريف رب القدر أن زوجي كان مديوناً وحين علمت أسرتي بذلك لم أعد أراهم، فقد خافوا أن أشكل عليهم عبئاً إضافياً أنا وأطفالي، شعرت بالألم الممزوج بالقهر، فيا لها من بيعة خاسرة تلك البيعة التي أبرمها أهلي مع ذلك الجلاد . خمس سنوات من عمري ضاعت . وحين كان أهلي يستعدون لجني الأرباح وجدوا أن الأسهم كانت خاسرة . . ففضلوا الهرب بعيداً، جلست أفكر ملياً فأنا الآن أمام مفترق الطرق، فأنا أرملة جميلة في العشرين من عمري لدي ثلاثة أطفال، وليس لدي مورد رزق . . ماذا أفعل؟ أمامي طريقان أسلكهما الأول هو طريق الكفاح والصبر . والأمل البعيد، والثاني طريق الكسب السريع حين أبيع أنوثتي للراغبين في امرأة جميلة ووحيدة، اخترت الطريق الأول بلا تردد . وانتقلت أنا وأطفالي إلى مدينة بعيدة وهناك استأجرت غرفة صغيرة بحمامها، واشتريت موقداً صغيراً وسريراً مستعملاً ليضمني أنا وأطفالي، وبعض الأواني القديمة المستعملة، أعترف أنها كانت غرفة حقيرة حتى في نظر الفقراء ولكن ما جعلها مثل حلم بنظري هو أنني وحدي فيها مع أطفالي، فأنا التي أحدد مصيري بعد إرادة الله طبعاً فلا أحد بعد اليوم سيرسم لي طريق حياتي البائسة . بدأت أبحث عن عمل شريف أعيش منه أنا وصغاري، ولقد سخر الله لي جيراناً طيبين ساعدوني كثيراً فقد كانوا يتصدقون علينا ببعض الطعام والملابس القديمة وأحسنوا إلي فجزاهم الله خير الجزاء، ووجدت عملاً حكومياً مستخدمة في إحدى المدارس الثانوية القريبة من بيتي، ولا أنسى أول راتب قبضته في حياتي، صحيح أنه كان بسيطاً ولكن دموعي انهمرت من عيني لحظه استلامه بكيت كثيراًوحمدت الله على رزقه وإعانتي على لقمة العيش الشريفة، اشتريت لأطفالي ملابس جديدة وألعاباً وطعاماً طيباً ولأول مرة منذ أربعة أشهر أطبخ لحماً ودجاجاً لأطفالي، واشتري لهم بسكويتاً وشوكولاتة، كنت أرى السعادة تتراقص في أعينهم وهم يتلذذون بما أحضر لهم خاصة حين هجرنا الخوف من ذلك المجرم الذي كان يضربنا في كل لحظة وكأننا كلاب شريرة، جاءت تتسول على بابه . مرت سنة كاملة علي وأنا في وظيفتي استطعت خلالها أن أكسب احترام مديرتي وتعاطف المعلمات وحب الطالبات بما منحني الله من تفان بالعمل وإخلاص، وذات يوم سألت نفسي لم لا أكمل تعليمي الثانوي، خاصة أنني في مدرسة ثانوية وعرضت الأمر على مديرتي فشجعتني كثيراً وفعلاً قدمت أوراق انتسابي، وكانت صدفة أن ابني البكر يدرس في الصف الأول الابتدائي وأنا في الصف الأول ثانوي . اجتهدت كثيراً في دراستي على الرغم من الأحمال الملقاة على عاتقي كأم وموظفة وطالبة،وفي خلال ثلاث سنوات حصلت علي شهادة الثانوية العامة بنسبة سبع وتسعين في المئة وكانت هذه النسبة مفأجاة لكل من حولي، بكيت كثيراً وأنا أرى ثمار جهدي بدأت تنضج . . انتقلت من عملي مستخدمة، وقدمت على وظيفة كاتبه في إحدى الدوائر الحكومية براتب جيد إضافة إلى تقديم أوراق انتسابي إلى الجامعة قسم التربية الإسلامية، استأجرت شقة صغيرة مكونة من غرفتين وصالة ومطبخ مستقل وحمام، ولأول مرة يدخل التلفزيون بيتنا بعد أن أخذت سلفة من بنك أثثت فيها شقة أثاثاً جديداً، مرت أربع سنوات عصيبة حصلت فيها على البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، ثم استقلت من عملي ككاتبة وتم تعييني معلمة في مدرسة ثانوية كان ابني الكبير في الثالثة عشر من عمره حين أصبحت معلمة احتضنني بقوه وهو لا يكاد يغالب دموعه قائلاً أمي أنا فخور بك وأنت أعظم أم في العالم، واحتضنتهم جميعاً وظللنا نبكي بلا شعور لساعات طويلة، ولأول مرة في حياتي أقبض مرتباً ضخماً، تصدقت بنصفه شكراً لله على نعمه المتوالية علي وبما يسر لي من أسباب الرزق وبنصفه الباقي اشتريت لأطفالي جميع ما يحتاجون إليه، وبدأت فيما بعد أدخر جزءاً كبيراً منه لبناء منزل خاص بنا، وقدمت على الماجستير وحصلت عليها خلال سنتين فقط بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبدأت في بناء منزلنا الكبير، وقدمت على الدكتوراه وكان مشوارها صعباً جداً خاصة أن أطفالي بدأوا يكبرون، ابتسمت الحياة لي بعد عبوس طويل فها أنا الآن لي مركزي الاجتماعي وأعيش في بيت فخم وعندي الخدم والسائقون وأبنائي جميعهم تخرجوا في جامعاتهم العلمية، فابني الأكبر أصبح طبيباً جراحاً والآخر مهندساً معمارياً والصغرى طبيبة أطفال، وقد زوجتهم جميعاً، وأصر ابني الكبير أن يعيش هو وزوجته معي فملآ علي البيت بالحياة وضحكات الأحفاد، وها أنا الآن في الخامسة والخمسين من عمري لا أزال أحتفظ بمسحة من جمالي برغم جميع الظروف التي مررت بها.
منقول من جريدة الخليج الشباب للكاتبة مريم راشد