{..كانت لمسة ..

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

tumblr_lwgcst38rM1r33bkto1_500.jpg





لمْ يكنْ اللقاء الأول الّذي جمعني بفراس _ في الصفِ الثاني الابتدائي _ مفرحاً لأيٍّ منا ,

مُدَرِّسة للرَسم , تَعني , دفترَ رسم ٍ , و علبة ألوانٍ , و التزام بإتمام الرسوم , و هو أمرٌ لا يكاد يطيقهُ الطالب المجتهدُ , فضلا عن طالب لا يبالي بالدراسة مثل فراس .

لمْ تكن تلك الندوبُ التي يحملها وجههُ تشجعكَ على التفاهمِ معه , و لم يكن صوتهُ القوي ُ , و صراخهُ في وجهِ رفاقه , يأذن لك بالحديث ِالناصح المنمق .

كانَ فراس أمامي كتلةً صماء .

سبب لي وجوده بين زملائه مشكلة حقيقية , فهو لا يتوانى عن رَكل هذا , و ضربِ ذاك , و العبثِ بأقلامِهم و رسوماتهم , و رَبما رميَها بعيدا , لأجد الصف في لحظات و كأنه مستشفى للمجانين .

و لم أملك حلا لضمان مسير الدرس إلا أن أقف بفراس على طاولتي , و أقدم له بعض أوراقي , و أستعير له أقلام التلوين , ثم آمُرهُ بالرَسم مع تقطيب الجبين , و أحرص بعدها على البحث عن مكان ما في لوحته يحمل بصيص أمل , فأشجعه و يبتسم هو بسرور .

و ما إن يلمح بصيص ابتسامتي حتى ينطلق بحديثه الذي لا ينتهي , و كنت استمع بدهشة تارة , و أرغم نفسي على الاستماع تارة أخرى , في محاولة لجعله يفتح تلك الأبواب المغلقة بيننا .

و شيئا فشيئا بدأت ملامح وجهي تتغير في مواجهة ذلك الوجه الصغير , و بدأت ألمح في زجاج عينيه ألوانا من البؤس , و من حديثه المتواصل أستشف الكثير من ألامه و معاناته , علمت أنه يتيم الأبِ منذ عامين و أن زوج والدته رجلٌ سكير , رأيت بعضا من أثارِ غضبه على جسد الغلام الصغير .

أخبرني عن أولاد الحي و محاولاتهم المستمرة للشجار معه ، و لم أزد على تقديم قطعة سكر له , أو أكتفي بالاستماع دون تعليق .


دخلت الصف فوجدته قرب الطاولة , و دفتر رسم جديد ينتظرني و ابتسامة وعلبة تلوين , كنت أدرك جيدا أنه حرم نفسه من قطعة حلوى ليرضيني بما اشترى
وجدتني أشرح موضوع اليوم و أسرع إليه لأجده يرسم بتطور ملحوظ
رفع رأسه نحوي مبتسما ينتظر كلمة مديح .

أحطت وجنتيه الصغيرتين بكلتا يديّ , ابتسمت , و قلت بفخر :
-
أحسنت يا بطل

عاد يلون بسرعة دون أن ينسى شروطي الصعبة , أقصد التي كانت يوما صعبة عليه
(ألون باتجاه واحد و أملئ كامل الصفحة باللون )
و كان نصيب اللوحة أن تعلق يومها في معرض المدرسة الدائم ,وسط فرحة و بريق عيني الصغير
في الصباح التالي دخلت المدرسة و وجدته يقترب مني , رافعا يده مستعدا للمصافحة .

مددت يدي مبتسمة , فضرب بكفه على راحتي بقوة كما يفعل الأشداء , لاحظت شعرا مسرحا, ووجها يشع نظافة و ابتسامة عذبة
قال و هو يساير خطواتي :
-
كيفَ حالكِ اليوم يا آنسة ؟



لـ عبير نحاس
 

STELLA

المحاربين القدماء

إنضم
Oct 24, 2008
المشاركات
9,614
مستوى التفاعل
155
المطرح
على ضفاف أحلامي الضائعه
رسايل :

Open your eyes a little bit Maybe You can see my heart

ما أجملها من قصة

أسلوبها جميل و سلس

يشدنا حتى النهاية

كم كنت محتاجة لنهايات سعيدة تفرح القلب

شكرا لنقلك الجميل ,, أيتها الرقيقة​
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

ستلا ذات الحرف العطر

لقلبك الطمأنينة والسلام وردة*

شكراً لحضوركِ الراقي
 

Miss Feeling

بيلساني فعال

إنضم
Oct 26, 2011
المشاركات
108
مستوى التفاعل
1
المطرح
دمشق
رسايل :

لَقَدْ كَآنَ لَديّ آلكَثِير مِنَ آلكَلآم لَكْ . لَكْ لِوَحدِكْ . وَ لَكِنَ قَسْوَتَكْ أخْرَسَتْنِي :((

قصة مؤثرة و المعلمة كتير مخلصة بعملها و منتبهة لطلابها يا ريت لو كل المدرسات هيك مخلصين كانت المدارس خرجت طلاب مستعدين لبناء دول و انشاء حضارة بس للاسف هي الايام المعلمات بروحوا بيعطوا الدرس شلف و بيقعدوا بيطقوا حنك
شكرا على النقل يا مبدعة
:24:
 
أعلى