عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
كتاب الدليل ودليل التشغيل
"أسست الديانة البهائية عام 1862 ،حيث يؤمن أصحابها في توحيد الديانات العالمية وفي السلام العالمي كما وينادي للمساواة بين الرجل والمرأة. "
هذا قسم من خبر قرأته في موقع العرب - , وكالعادة تُدخل قضية المساواة بين الرجل والمرأة بين كل الأخبار في الليل والنهار , تحدث ولا حرج , المساواة للمرأة حقوق المرأة لباس المرأة عمل المرأة الخ الخ الخ ...
خطر لي أن أتحدث عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة , وليست أية مساواة , إنما المساواة بين الجنسين لاحظوا , بين الجنسين .
وللحديث عن هذا الموضوع الشائك لم أجد الكثير من المسالك سوى اثنين لا ثالث لهما : إما أن نتحدث بصفتنا مسلمين " فقط أو أن نتحدث بصفتنا بشر " أي بشر " .
أما المسلك الأول , نحن نؤمن بأن الله تعالى هو الخالق وهو المصوّر , هو العارف هو العليم بمقدرتهم وقدراتهم وهو المقدّر وظيفة كل جنس وكل نوع خلقه . وكونه عزّ وجلّ الصانع والمانع , فقد أرسل مع هذا المنتج وهذه الصناعة كتاب دليل التشغيل وطريقة التفعيل , القرآن الكريم , إذا ليس أمامنا الكثير من المسالك والاختيارات ولا الطرق والامتيازات , إما أن نتّبع تعليمات وإرشادات وأوامر الصانع الخالق , فتكون قدرتنا للقيام بوظائفنا التي خلقنا جلّ في علاه من أجلها في أكمل وأتمّ صورها أو نخالف تعليماته وإرشاداته وأوامره الواردة في دليل التشغيل لكل من الجنسين , كلُ حسب قدرته التشغيلية التي وضعها الخالق فيه .
إذاً , هذا هو الموضوع من وجهة نظر دينية وتعليمات إسلامية , مفروغ منه ولا يحتاج إلى الاجتهادات إلا في الأمور الشكلية وليس في الثوابت وما عليه الشرع ثابت , فالمرأة مرأة والرجل رجل !!!
المسلك الثاني , فلنتحدث بطريقة أخرى بعيدة عن الإسلام , دعوني أسأل هذا السؤال البريء : هل صنع الإنسان نفسه بنفسه ؟ هل خلق الإنسان إنسانا آخر ؟ ألجواب بكل تأكيد " لا " . ذلك لسبب بسيط صغير لا يحتاج لعقل كبير هو إن كل الناس كل الشر يحملون نفس المواصفات ونفس التركيبة والمركّبات التي تدل على إن الصانع " واحد " . إذا , هذا الصانع أياً كان ( الطبيعة أو قوة ما وراء الطبيعة أو الجن الأزرق ) لديه قدرة عجيبة وقوة غريبة على إتقان وإتيان الصناعة بهذه الدقّة المتناهية وهذه الصناعة الراقية المتجانسة المتناغمة والتي لا تستطيع كل هذه " المصنوعات " فهمها فهما كاملا ناهيك عن الإتيان بمثلها .
بما إن النتيجة في الحالتين ونهاية المسلكين , إن الصانع ماهر وقادر خبير وقدير وإنه " واحد " فقط , دعوني أسأل سؤالا آخر أكثر براءة من الأول :
لماذا صنع هذا الخالق جنسين من البشر ذكر وأنثى , ولم يخلق جنسا واحدا لا هو ذكر ولا هو أنثى ؟
كثيرون سيقولون,حتى تصبح عملية التكاثر ممكنة وطريقة الإنجاب ميسّرة .
لكن , ليس هذا هو الجواب السليم الصحيح , فإن هذه المهمّة أتت بعد أيجاد الجنسين وليس قبل وجودهما .
ولأن خالق بهذه القدرة وهذا الإتقان والمهارة لا يعجزه خلق نوعاً واحداً يتكاثر بالانشطار مثلا أو التبرعم أو طريقة أخرى لا تخطر لك على بال ولا بأي حال من الأحوال . إذاً فالهدف من خلق جنسين مختلفين ليس للتكاثر فقط , وإن صانع بهذه القدرة والحكمة لا يمكن أن يخلق جنسين من البشر لمجرد العبث . إذاً فبات من المؤكّد أن هناك وظيفة محددة وهدف مسدد لكل جنس لاختلافهما في الصناعة وفي القدرات , فكل جنس له قدرات غير موجودة عند الجنس الآخر , ومن المستحيل منطقيّا أن يكونا بكل هذه الاختلافات ويؤديان نفس الوظيفة !
إذاً فالدعوة للمساواة كما طُرحت في الماضي وكما هي مطروحة هذه الأيام , هي في الأصل فكرة وطرح غير منطقي وغير سليم ومخالف لنواميس الكون وقد تصل لحدّ الغباء لافتقادها الأساس المنطقي الطبيعي .
وفي النهاية , سواء كان تفكيرنا إسلاميا أو بأي طريقة أخرى , فلا بد أن نصل إلى نتيجة واحدة لا ثاني لها ثابتة غير قابلة للتغيّر وهي اختلاف الجنسين وهذا بدوره يقودنا إلى اختلاف الوظائف ومن ثم إلى اختلاف الواجبات حيث يكون اختلاف "الحقوق" . لا يجب أن يُفهم هذا الكلام بشكل جارف عارم عام , إنما هناك تفسير وتفصيل لكل الحالات ولكل ما قد يساء فهمه أو مقصده . وأستطيع القول إن الرجل الذي يحاول تقمّص دور المرأة هو مخلوق فاشل وضعيف , لأنه عجز عن القيام بدوره والمهمة المطلوبة منه والتي خُلق من أجلها , وكذلك المرأة التي تريد أن تكون كالرجل بدورة الذي خلق من أجله هي أيضا مخلوق فاشل وضعيف , عجزت عن القيام بالمهمة والدور التي خلقت من أجله .... وللحديث بقيّة .
عمر رزوق
أبوسنان
عكا
الجليل
