ماريو موصلي :تستهويني الطبيعة الوحشية البكر

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
[h=3]نغرق في فضاءات الحلم والساحات الرومانسية المختفية وراء أطياف اللون الأخضر المنسدل على لوحات ماريو موصلي، كما في لوحته الأخيرة التي عُرضت في معرض الخريف وصورت مشهداً من الطبيعة بأسلوب واقعي مظهراً الطريق الوعرة والحجارة الصغيرة المتناثرة تعلوها البيوت الطينية المقتربة من الأشجار الخضراء الباسقة، في حين انتشرت النباتات المتماوجة ما بين الأخضر والأصفر على الجانب الآخر .وفي حديث للبعث قال موصلي: [/h] [h=3]أخذتني مساحات ساحرة من الريف السوري، فجسدتها من زوايا مختلفة بأسلوب واقعي، فأنا أبتعد عن الطبيعة التي تكثر فيها الاستقامات والخطوط ، وأحب الطبيعة الوحشية التي تظهر فيها النباتات البرية ولم تصل إليها مستجدات الحياة ،ولا أميل إلى إقحام العنصر البشري إلا بحدود قليلة فأجسد الإنسان كعنصر بعيد يماثل البعد الثالث في اللوحة .وقد تمكنتُ من تصوير أماكن غامضة ويعود هذا إلى هواياتي المتعددة كالتصوير والتوغل في الأماكن البرية للصيد والعيش في مناطق غير مألوفة ،وبرأيي ليس من الضروري أن أرمز إلى الحياة بوجود الإنسان لأنني أجسده بشكل ضبابي وغير واضح. تجمع لوحات موصلي مابين الخيال والواقع ويفسر ذلك بقوله: يعود هذا إلى مخزوني البصري وذكريات طفولتي وشبابي التي أمضيتها في رحاب طبيعة الأرجنتين ،إلا إنني لم أوظف ملامح الطبيعة الأرجنتينية في لوحاتي إلا قليلاً فهناك تكثر الأمطار الموسمية التي تؤثر على خصوبة الأرض ،فتنبت الحشائش ذات الأطوال المختلفة لتغطي سطح اللوحة بتدرجات اللون الأخضر ،وفي منحى آخر وظفتُ الكثير من المشاهد التي رأيتها خلال إقامتي في الأرجنتين وأسفاري إلى مختلف دول أمريكا الجنوبية ووجدتُ تشابهاً في جمالية البيئة الصحراوية من حيث الكتل والارتفاعات ونوع التضاريس، فاستهواني رسم الجبال وربما يعود هذا إلى ارتباطي بالقلمون مدينة والدي .[/h] [h=3]وكغيره من القادمين من بلاد الاغتراب شُغف موصلي بسحر الشرق ،فألهمته دمشق القديمة المختلفة بمكوناتها الأساسية المبنية بالطين والخشب والحجر ،والمتميزة بفن عمارتها الفريد المغرق بالفنون الشرقية المستمدة من حضارات متعاقبة رسم فضاءات واسعة لأسواقها وأزقتها وبيوتها ونوافذها وعنها تحدث: دمشق أوصلتني إلى كل مدن العالم وكنتُ سفيرها في أسفاري ومعارضي الخارجية ،وكانت دائماً موضع اهتمام الجاليات الأجنبية ومعرض استفساراتهم عن طبيعة الحياة فيها وكيف تعج بالسكان ،وحينما رسمتُ أسواقها كلوحة مدحت باشا جمعت فيها ما بين البيوت السكنية والمحال التجارية وعملت ُ على التخفيف من الكثافة السكانية فيها .[/h] [h=3]ويرى موصلي أن اللون هام جداً ويعتمد عليه كنوع من التشاركية مع الضوء والظل فيضيف: تعاملتُ معه كتظاهرة لونية حسب موقع وخصوصية اللوحة ،فالألوان الحارة تظهر بقوة على سطح اللوحة في حين تتماوج الألوان الباردة مع الأبيض فتبدو كنوع من الضباب يخفف تلقائياً لينسجم مع هياكل اللوحة وفضاءاتها ،فأنا أتعامل مع الكتل اللونية كي أصل إلى هوية المكان فعلى سبيل الذكر لاأستطيع أن أغيّر من ألوان مدينة دمشق.[/h] [h=3]وبعد أن رسم موصلي تضاريس سورية كلها ودمشق القديمة ،يبدأ حالياً مرحلة جديدة مستخدماً تقنية اللون الواحد باعتماد اللون البني ومشتقاته لرسم وجوه حكمها الحزن وخطّ القهر قسوته على قسماتها من هول ما يحدث حولنا في ظل الأزمة فيعلق: أجد صعوبة حينما أتعامل مع اللون الواحد لأنني أظهر من خلاله الظل والتكوين والتحديد ،وهذا يتطلب جهداً وقد اخترتُ اللون البني ليعبّر عن الظلام والسواد الذي نعيشه ،وسابقاً قدمتًُ تجارب اشتغلتها "بتفل" القهوة .[/h]
 
أعلى