متشددون أم لا.. مقاتلون إسلاميون ينالون الإشادة في مستشفى ببنغازي

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
بنغازي (ليبيا) 23 سبتمبر أيلول (رويترز) - قبل أن يحضر مقاتلو
ميليشيا أنصار الشريعة إلى مستشفى الجلاء ليتولوا المسؤولية​
الأمنية عنه كان مكانا مروعا لا يمكن العمل به.​
والآن بعد خروج الميليشيا من بنغازي خلال موجة من الغضب العام​
بعد قتل السفير الأمريكي أصبح الدكتور عبد المنعم سالم أحد الأشخاص​
الذين سيفتقدهم.​
قال لرويترز داخل عنبر في المستشفى الواقع بشرق ليبيا "بصراحة؟​
لقد كانوا أشخاصا ظرفاء جدا." وأصبح المستشفى تحرسه حاليا وحدة من​
الشرطة العسكرية التي وصلت بعد أن غادرت الميليشيا المكان في​
الليلة السابقة.​
ويلقي مسؤولون أمريكيون وليبيون باللوم على ميليشيا أنصار​
الشريعة في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي​
الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل كريستوفر ستيفنز السفير الأمريكي لدى​
ليبيا وثلاثة دبلوماسيين آخرين.​
وتتبنى هذه الجماعة التي يتضمن شعارها بندقية كلاشنيكوف رؤية​
متشددة للإسلام تقول إنها لا تتوافق مع الديمقراطية.​
وتقول واشنطن إن أنصار الشريعة لهم صلة بتنظيم القاعدة لكن​
الدكتور سالم لا يأبه بذلك.​
وقال "لا أعلم شيئا عن دينهم أو فكرهم لكنهم حلوا المشكلات...​
بصراحة لا يهمني ما يحدث خارج تلك الجدران. لا يهمني إذا كانوا​
يأتون من كوكب خارجي. أريد مستشفى آمنا."​
ومضى يقول "قبلهم كان هذا المستشفى كارثة."​
وقبل وصول ميليشيا أنصار الشريعة قبل ستة أسابيع لتولي​
المسؤولية الأمنية كانت المعارك والتهديدات والاضطرابات مسألة​
معتادة.​
وفي إحدى المرات صوب أحد الحراس الذين وفرتهم الحكومة المسدس​
إلى وجه الدكتور سالم وبدأ يتعالى صوته بالأوامر حول كيفية معالجة​
مريض. ومرة أخرى اقتحم قريب لأحد المرضى غرفة الجراحة وصوب بندقية​
إلى رأس الجراح بينما كان يجري الجراحة.​
ولم يكن ذلك يحدث على الإطلاق خلال وجود أفراد أنصار الشريعة.​
وقال الدكتور سالم إن المقاتلين كانوا يعرفون فيما يبدو كيفية​
تهدئة الأسر ومنع حدوث اشتباكات.​
وتابع "كانوا يتحدثون للناس ويحلون المشكلات. ليست هناك​
مشكلة."​
وشأن بنغازي شأن جميع مناطق ليبيا فإن عشرات الجماعات المسلحة​
تجوب شوارعها بموافقة رسمية من حكومة ضعيفة لدرجة تحول دون أن​
تواجهها.​
وتقول الميليشيات إنها تقوم بدور حيوي وهو حفظ الأمن الذي عجزت​
الحكومة عن فرضه دونهم خلال الفترة التي أعقبت الانتفاضة الشعبية​
التي أطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.​
وجرى تسليم أغلبهم مبان رسمية لحراستها وتولت ميليشيا أنصار​
الشريعة مهمة تأمين مستشفى الجلاء.​
لكنها كانت واحدة من مليشيات محدودة لا تخضع مقاتليها لقيادة​
وزارة الدفاع الليبية مما يجعل وجودها الصريح إهانة للحكومة.​
وردت السلطات الليبية على مقتل ستيفنز بتنظيم "يوم إنقاذ​
بنغازي" وهي مظاهرة حاشدة ضد الميليشيات والتي بلغت أوجها في وقت​
متأخر من مساء يوم الجمعة عندما اجتاحت حشود مقر أنصار الشريعة.​
وأعلنت الجماعة التي أخلت مكاتبها مقدما ولم تبد أي مقاومة أمس​
السبت أنها أخلت مقرها في المدينة لحفظ الأمن.​
وفي مستشفى الجلاء ظهرت وحدة من الشرطة العسكرية لتحل محل​
الميليشيا. وقال قائد الوحدة الملازم صلاح الجروشي إن الأوامر صدرت​
لهم ليل الجمعة.​
ولم يمض يوم انقاذ بنغازي بسلاسة.. فبعد أن اجتاحت حشود مقرين​
لأنصار الشريعة أثناء الليل اقتحمت أيضا قاعدة تابعة لميليشيا راف​
الله السحاتي وهي على خلاف أنصار الشريعة تمارس أنشطتها بتصريح من​
الحكومة.​
وقتل 11 شخصا وأصيب العشرات في أعمال عنف هناك ونهب البعض​
صواريخ وبنادق.​
ورغم أن أنصار الشريعة لم يعد لها فيما يبدو وجود صريح في​
بنغازي فإن المقاتلين أخذوا معهم أسلحتهم. ولهذه الميليشيا​
والكيانات الأخرى المتحالفة معها ايديولوجيا وجود في بلدات أخرى​
بشرق ليبيا خاصة درنة وهي مدينة إلى الشرق معروفة في أنحاء الشرق​
الأوسط بأنها مركز لتجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى العراق​
وأفغانستان وسوريا.​
وبالنسبة للدكتور سالم فإن رحيل المقاتلين يعني أن على الحكومة​
الآن تكثيف أنشطتها وتوفير الأمن بشكل احترافي والذي كانت تعجز عنه​
في الماضي.​
وتابع "حقا نتمنى أن تساعدنا الحكومة... أنا قلق جدا."
 
أعلى