متل أختك

عماد الساهر

بيلساني سنة أولى

إنضم
Oct 1, 2010
المشاركات
444
مستوى التفاعل
8
المطرح
المملكة الساهرية
حبايبي .,.. أخواني و اخواتي ......... و أهلي بمنتدانا الغالي
رح تكون هي آخر كتاباتي ........ قبل قول : إلى اللقاء... مع موعد آخر إنشاء الله

اقترب موعد سفري و لازم اعتزل النت :4: :4:
حتى ألحق أمور دراستي و جامعتي .......

بذلت مجهود يذكر بهالقصة

و ع فكرة هي القصة حقيقية........ بس طبعا في عليها شوي إضافات حتى تصير قصة خرج تنقرأ

بتمنى تعجبكم خشول خشول خشول

تحيات ساهرية من كل قلبي ....... و رح شوف ردكم العذب قبل سفري بإذن الله

و لي عودة قوية إنشاء الله بعطلة الربيع......... و رح حاول بين فترة و فترة .. زوركم


هلأ رح اترككم مع القصة

و إلى اللقاء وردة* وردة* وردة*

ملاحظة أخيرة: حاولت قدر الإمكان تجنب الأخطاء الإملائية ....... إذا لقيتو خطأ اعذرونا

و استروا ما شفتو منا :14:
......................................................................................................................​



مثل أختك

............... .............


كم حلمت.....
كم تمنيت....
كم شئت.....
كم رغبت...
و لكن رغبت الأقدار فصمت...
و شاء الهوى فأطعت....
و كم راودت أشواقي.. و غزت أفكاري....حبيبتي لم تكن سوى سراب........... ...

تلك كلمات ابتدأ صديقي بها قصته الباكية..المرمية على قارعة طريق العشق تملئها غبار النسيان و الأسى...أبكى عيني و أحرق قلبي
و لكن تذهب الأحداث و تبقى ذكراها المريرة تعكر صفوة حياتنا.
تلك هي قصة صديقي مر عليه سنوات طوال و لازال يذكرها و يقول يا ليت كنت نسينا منسيا..و مت قبل هذا و لم أكن شيئا..و لكن .

جاءني في تلك الليلة الماطرة مبلل بالماء يرجف من برده دموعه تغلف مقلتيه و حزنه يعتصر قلبه أدخلته للبيت مسرعا, و بعد أن هدأ قليلاَ . سألته ما حل به و ما الذي أوصلة لهذه الحال التي يرثى لها؟؟
قال لي باكيا بحرقة : صديقي...رفيق عمري ..اخترتك أنت الحكم,فاحكم و أنصف.
قلت:هات ما عندك
قال:أنت تعرف من أنا؟
قلت: نعم,أنت صديقي, خالد, حبا بالله أخبرني ما بالك؟
قال:سأروي لك ما يعتصر قلبي ,و اسمع من غريب فلست تعرفني, و لا أنا أعرف من أكون؟

أنا: خالد من عائلة ميسور حالها,هنيئاً عيشها , يخيم عليها حب و حنين , لي والد سكرة , و أم جوهرة , و أختين كعبق الورد المنثور , و أخ غالي. أما أنا فلا أدري من أكون و لما أكون. أذكر أنه كان لي ماضي و ما أجمله من ماضي , و أذكر جيدا حاضري المدمر حديثا. فأما عن المستقبل فلا تسألني ,فلا أعرف جوابه!!

((من كلماته عرفت أنه مشكلته مشكلة عشق و من حالته التي جاءني بها كذلك .. تلك كلمات العشاق, أعرفها جيدا و لكن لم أقاطعة كي أفهم حديثة جيدا عسى أن أجد له مخرجا)).

و تابع قائلا: رغم أني لا أملك قصورا و لا ألماس لكني أحمل بين ضلوعي قلب ليره ذهب, أظنك تعرفني جيدا.
كلما سُألت كيف حالك خالد؟. أجيب: (مستورة و الحمد لله على كل حال)).

يظنوني سعيدا و لست كذلك فأنا أحمل بقلبي أشواقا,عشقا, لا تسعه أرض و لا سماء,وددت لو أخبر العالم بأسره عما بقلبي لكني أسررت لك أنت فقط ,لأن لك للسر مكان,و كذلك سأخبرك ما حل بصديقك الحميم.

فأما عن مأساتي يا صديقي : تلك الحسناء ذات الوجه المشرق,القمر المنير,النجم الملتهب,ابنة عمي الحبيب عشقته و عشقتها,منذ نعومة أظافري و أنا بقربها,نتقاسم قطعة الشوكولاته معا,نلعب سويا,نمرح سويا,نضحك و نبكي سويا,فاخترت أن تكون هذه الفتاة مأساتي.
كَبِرَتْ و كَبرت معها و كبر تعلقي و حبي لها..و لكن كتمت ذلك لأسباب سأوافيك بها بعد قليل.

((و رحت استمع لذلك العاشق المكسور, و هو يصف حبيبته بأرق العبارات,, بأعذبها,, حتى أني أحببت ابن عمة لدقة ما وصفه))

و اتبع قائلا: كنا كلما اسمع خبر اجتماع العائلتان يطير قلبي فرح..يرجع , فأقول مهدئا من روعة اهدأ يا قلبي أنت ستقابل الحبيب,المشتاق له دوما.
و كلما دقوا جرس الباب دق جرس قلبي معه,أُسلم و عيني على الأرض خجلا منها,فأنظر لابتسامتها الهادئة,فإذا ألقت عليَّ السلام, أرد السلام
وقلبي يقول :أحبك جدا و جدا وجدا, ولكن فمي يسكت,أكتم مشاعري و احبسها بين ضلوعي,أسمعها باكيه تقول:متى الحرية؟ ألم يحن الوقت؟ طال بنا العهد؟
فيقول عقلي ليس الآن لكل موقف مكانه و زمانه المناسبين.
فإذا مشت على حبات رمل حديقتنا,تأخرت عنها قليلا لا لشيء, إنما لأجمع حبات الرمل التي وطأت بقدمها عليها, و أضعها في منديل معطر بعطرها المفضل, و أضع المنديل قرب وسادتي لأنام بهدوء و سعادة تغمرني من قدمي لرأسي.أنام قرير العير مرتاحاً

((هل يا ترى كل العشاق يفعلون فعله؟ قلتها في نفسي و أنا اسمع عباراته الباكية))

تلك هي عيوني ابنة عمي الطبيب الناجح الراقي ,الذي كان ولازال مثلي الأعلى و أصبو أن أصبح مثله تماما كما أصبو أن تتربع حسنائي مملكة عرش قلبي على أرض الواقع,
هي: عربية و مغتربة كندية
أنا:عربي و مغترب كندي
هي : تحب ما أحبه , و تعشق ما أعشقه,ليس لأجلي و لكن شاءت الصدفة
أنا : أحب ما تحبه و أعشق ما تعشقه,و أكره ما تكرهه,ليس لأجل الصدفة و لكن لأنها تمشي بخفة على شارع قلبي

أحكي لك قصتي صديقي و النار تلتهمني, جرحي نازف كجرح الثوار , أفكار مشتته نثرها إعصار عاصف, و أظن أنه طويلاً جداً مشواري.
لأن قلبي زرع حبها بروحي و سقاها بدماء العشق السرمدي,و لكن ما زلت مترددا بإخبار حقيقتها عندي, هل أقول أي مكانة احتلت؟ أأخبرها؟
سهرت ليالي طوال لأجلها,أأخبرها؟ ؟ أن الصبر ملَّ من صبري؟؟ ,لكن ترددي قتلني.
سألته : لما؟؟
قال و دمعتين على خده : لقصة خذها مني و اسمع.
قلت:هات ما عندك

فروى قصته:أهلي و أهل حبيبتي مأساتي,كنا في تواصل دائم و جو الحب و الألفة يخيم علينا, ولكن.........
شاءت الأقدار أن تتفرق العائلتين,و تشتتنا الأيام التي أقسمت بجرحي النازف ألا تجمعنا ثانيه,كان نتيجة ذلك فراق دام 10 سنوات متتالية, و طيلة تلك الفترة أسأل عنها رفاقها سراً,و أعرف أخبارها عن بعد,أولاً بأول.

رغم أني كنت أراها متخفيا عنها, و لكن ما كنت أرتوي من حسنها يوماً,و بعد أن رضي عنَّا القدر لُمَّ شمل العائلتين من جديد,ما أحلاها من لحظات!! لا تفارق ذاكرتي ما حييت.
لأرى ذلك القمر المنير أبهى و أجمل و ألطف و أعذب مما كان , ولا أستطيع وصف تلك العينين الذابلتين و لكن يكفينا قول (تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان)), زرقة السماء,سبحان ربي ما أبدع خلقك.

اقتربت منها بعد فراق شيَّعني فيه صبري,لأرى حسنائي بأبهى حله.و صدق أو لا تصدق صديقي,لو أن شعراء العرب اجتمعوا على وصفها لعجزوا,اقتربتُ منها بادئاً سلامي,و كم تمالكت نفسي و شددت قوامي خشية السقوط, سمعت ذلك الصوت الحنون لم تسمعه أذناي,قلبي خرج من صدري ليقول أين أنتي معد زمن؟
ابتعدتُ بهدوء و الرجفة تملكت قلبي, و جلست و أنا أطير في سماء صافية مشرقة لا يعكرها غيمة سوداء لا بيضاء,أتأمل روعة الخالق في خلقها.

قلت له: و ما بعد ذلك هل أخبرتها آهات السنين؟
قال: حسبك لأكمل ما بدأت.
و أتبع قائلا: عجزت عن القول لأن مشكلتي الأساسية أني من عائلة لا تتحمل نفقات دراستي الجامعية في بلاد الغربة,و كان عمي فاحش الثراء ,و لم اخبرها خشية أن يخطر ببالها أني أحببتها طمعاً بمال أبيها,أو أن يساعدني على إكمال دراستي على نفقته,فتعتقد أن من وراء حبي لها غاية لا أكثر.
فاضطررت آسفا ترك البلاد و العودة لوطني الحبيب لا حزناً على العودة إلى وطني المشتاق له دوماً,و لكن لأن المسافة ازدادت بيني و بينها و قسماً أن روحي اقتربت منها أكثر.لم تفارق الدمعة عين قلبي إلا على صوت كابتن الطائرة يقول:الحمد لله على السلامة لقد وصلنا المطار,تهيؤا للهبوط .

و صِرْت ارجع لأهلي في عطلة الربيع,لأطمئن عليهم و على حسنائي,و مر عامين,كأنهما دهرين!!
إلى أن اثبت جدارتي في دراستي و تفوقت بها,حينا قررت في العطلة القادمة أن أخبرها بسري و أنزل من قلبي سفينة عشقي في ميناء روحها لكن من منطلق قوة لا ضعف.

عدت إلى كندا,ارتحت قليلا و قلت لأبي أن يطلب موعدا لزيارة عمي,فأنا لا أطيق صبرا ليأتي لعندنا و يسلم علي,و ذهبت.......و ليتني لم أذهب.
و بعد حفلة العشاء المُقامة على شرفي, قامت قرة عيني و أمسكت يدي,قائلة:اشتقت إليك,أما زلت تذكر ذلك المكان في حديقتنا,الذي كنا نلعب فيه منذ طفولتنا,تعال نذهب إليه, أسمع آخر أخبارك و أطمئن عليك,إني مشتاقة إليك.
قلت في نفسي:و مالي لا أذكره و هناك ولد عشقي, و تركت فؤادي متيما بك,كلمات رنَّ لها قلبي فرحاًَ,ظننت أنا مقدمة مناسبة لأخبرها.
قمت ناسيا أغراضي على الطاولة, فقالت :خالد! , أغراضك ألا تريدها؟
قلت في نفسي:مالي ولأغراضي,و ما حاجتي للزمن,و للساعات,و الدقائق و الثواني و أنتي بقربي تمشين معي, حسبي بأنك قربي الآن.
و صحيت من غفوتي على صوتها الرقيق. خالد!! خالد!! ,ما بك لما لا ترد.
قلت:دعك من أغراضي, لا أريد أن يلهيني شيء عنك.
رأيت تلك الخطوات المتمايلة, كخطى الكروان,بل أجمل,تحادثنا طويلاً,تارة استمع إليها, و تارة أخرى تستمع إلي.
و كلما قلت لقلبي تشجع و قل لها ,أتراجع,فالخجل أخرسني!!
و سرحت في كلامها الجذاب, لأسمع أبي يناديني:خالد,ولدي هيا بنا سنذهب للمنزل,قد تأخر الوقت.
فقالت روحي:ما خطبك أبي؟ تريث قليلا.حسبي الله!!

تلك ليلة لم يرف لها جفني,لم أنم,ألوم نفسي,أحرق أنفاسي,أقطف أزهاري و ورودي كما يفعل الأطفال.
أمزق أوراق عمري,لم يهدأ ثورة بركاني حتى بعد انفجاره.ألا بأساً لك أيها القلب الجبان,لم؟ لم....لم تجرؤ على البوح؟

ألم تنتظر هذه الفرصة أيام..وشهور..وسنوات,لكن الخجل أخرس قلبي حتى في عزلتي.
فقاطعت صديقي بقولي:و لم ؟ ما الذي أصابك حينها؟
قال:أصبر و لا تتعجل.

و أكمل حديثه:و بعد أيام,رنَّ الهاتف,لترد أختي قائلة:أبي....عمي يريدك على الهاتف,أمسك أبي سماعة الهاتف,و أنا أمسكت قلبي الخافق.
أبي:عمك سيأتي على الغداء مع عائلته فتجهزوا.رنت كلماته في أذني,و أجزمت على نفسي :أن أخبرها اليوم. و طرت إلى غرفتي و لبست أجمل ما أملك,و تعطرت و تجهزت للقاء الحبيبة.
قد طال غيابها أي و الله.لكني كالمعتاد ,لم أجرأ بالبوح.تباً لقلبي, و ذهبوا و ذهب قلبي و عقلي معهم
و مرت الأيام..و ها قد حان موعد السفر..أتى عمي لعندنا شخصيا يدعونا لعشاء وداعي,,إنه يحبني جداً..نعم.... و لي عنده معزةً خاصة.
فقلت:قلبي , إن لم تخبرها , فسأمزقك إرباً , الويل لك أن سافرت و أنت صامت كعادتك.
و اجتمعت,هي و أنا و سماء معكرة فوقنا,لا نجمة و لا قمر منير.في ذلك المكان الذي ولدت فيه أحلامي و دمرت هناك,بعد أن طلبت منها أن أحادثها على انفراد.
و بعد صمت للحظات تمالكت نفسي و جمعت قواي كلها و سخرت طاقاتي,قائلا:ابنة عمي,اسمعيني , لي قولا أريد البوح به لك منذ زمن طويل,لا مزح فيه و لا لعب.(أحبك أنت..أحبك أنت)
و قبل أن تبوح بشيء أردفت قائلا:تأخرت كثيراً و لي أسبابي.
و قالت دون أن تبدي لكلماتي المعذبة أي اهتمام:و ما أسبابك أيها السلطان؟
قلت: كنت أخشى..ما أخشاه.أن تظني أن من وراء حبك مصلحة أقتضيها منك.
قالت و الذهول واضح عليها: و ما هي ؟
قلت: تعلمين أني لا أملك نفقات دراستي الجامعية في هذه البلاد,بالتالي خشيت أن تصديني,ظناً منك أني أتقرب إليك طمعاً , بثرائك , ثراء عمي لأدرس على نفقته أو لآخذ بعضا مما يملك ليعيلني على نفقات دراستي , أما الآن , و تعلمين أني متفوق في جامعتي, و آن الأوان لأقولها لك مع تأكدي ألا يخطر في سرك مثل هذا الخاطر. فازدادت دهشتها!!
قالت:ماذا تقول؟ أيعقل ما أسمعه؟ ابتعدت (عنا )سنين طوال لمجرد فكرة تجول في خاطرك.

((حقيقة آلمتني كثيراً حين قالت ( عنا) إذ لم تقل (عني), و كان لقولها المقصود معنى عميق لم أستوعبه)).
و أردفت قائلة:سامحك الله يا ابن عمي.لم أتوقع منك قول كهذا.أأنت خالد؟ ,لا و الله أظنه شخص آخر.
لم أتوقع يوما أن يخرج من فمك حديثا يؤذيني كهذا.ثم ما المشكلة إذا ساعدك عمك على نفقات دراستك.
ألا تعلم كم هو يحبك؟ ألا تعلم كم يحترمك و يقدرك؟.
لكن حدثت أسباب كثيرة حالت دون عرضه عليك لتدرس هنا.
لكني لم أعلق على كلامها!!
قالت: سامحك الله.أين المحبة؟ أين المودة بين الأقارب؟
لكني لم أعلق و لم أبدي أية ردة فعل.
فوضعت يدها على كتفي, فقالت:بما تفكر يا مجنون؟
قلت:بكِ, و مالي لا أجن و أنتي تحتلين أفكاري,تدمرين منها ما يحلو لك , و تبنين ما بدا لك,تتمشي في شارع أشواقي وحيدة,تملكين قصور قلبي,ترفعين أسوار قلاعها,كي لا تستطيع فتاة أخرى اختراقها!!.
و قلت:يدك التي حطت على كتفي كحمامة نزلت لكي تشرب.عندي تساوي ألف أمنية يا ليتها تبقى و لا تذهب!!
و رسمت ابتسامة كاذبة مصطنعة على شفتيها,قائله:كفاك شعراً و أحلاماً,فإني أريد أن أفهم منك؟ .. من أنت؟ و هل تعرفني جيداً لتحبني؟ .. أنت حديث العهد بي.
فلم أجب لكن قلبي أجاب و نطق, وأجبر فمي على النطق و قلت : و مالي لا أعرفك و قد كبرنا معاً 22 عاماً, لم تفارقيني لحظة,تشاركيني أفراحي و أتراحي,نجاحي و فشلي,تشربين قهوة الصباح معي,عشقت ما تعشقين لأجلك, كرهت ما تكرهين لحبك,أُداري حبك كشعلة شمعة أخشى عليها أن تنطفئ برياح النسيان و الفراق,حبك كغرس الزيتون في روحي,غرسها قلبي, و ترعرع و شبَّ بدماء شوقي و عشقي,تلك الزيتونة لن تثمر ,ما لم تبادليني شعوري.
حبيبتي:قولي أحبك؟. بالله انطقيها لكن ليس الآن... ليس الآن, لك مطلق الوقت..ساعات .. أيام ..شهور.. دهور..لن أملْ.. سأبقى باكيا عند أعتاب باب قلبك طارقاً بابه منتظراً أن تجيبي.
قالت بكل برود: غريب أمرك. و ما بالك لتحبني بهذه الطريقة المريضة؟ ألست كباقي فتيات العالم؟
قلت: ما أنصفت نفسك لا و رب البيت, ما عشقت ثروتك,عشقتك أنتي,أحببتك أنتي لشخصك,لضحكتك,لدمعتك المحرقة لقلبي,لإبداع الخالق في خلقك.
قالت: لا أرى نفسي حسناء.
قلت:بنظرك , أما بنظري أنتي سيدة نساء الكون, أميرته,
قالت:لا تبالغ.
قلت:و كيف إذا بالغت؟ ..... محال أن يصفك شعراء العرب مجتمعين, محال أن تقدرك لغة!
بحق حبي لكي .. قولي؟؟ .......... انفعلي......... ......انفجري... .........لا تقفي مثل المسمار...لا توجد منطقة وسطى بين الجنة و النار.......قد كاد يقتلني بك التمثال.
ألسنا متشابهين في كل شيء؟
حباً بالله قولي لي أمراً واحد نختلف فيه؟
(لكنها لم تجبني و لن تجب أبداً حتى لو بقيت تلك اللحظات طيلة الدهر).
و تابعت قولي: آآآآآآآآآآآآآآآ آآآآه, لو تعلمين من أنتي في قلبي.آه كم فضلتك على نساء الأرض,آه كم رفضت لأجلك أشواق و حب عشرات النساء.
فصمتت و صمت..مرت لحظات مريرة أنتظر أن تنطق حرفاً..لكن لا حياة لمن تنادي!!
ثم قالت و ليتها لم تقل,ليتها تجاهلتني و تركتني بجنوني سارحاً,لكن صديقي أبعد الرحيل ينفع ياقوت؟.
لو أنها بقيت بين أحضاني سراباً.. كذباً لكان أرحم ألف ألف مرة.
و الذي زاد ناري, أنا لم تُبْدِ لأشواقي أي اهتمام,لم تُعر لكلماتي الباكية أي انفعال, لم تنفعل ... لم تنفجر .. لم تضحك .. لم تبك.
و عندما نطقت كفرت......نعم صديقي..كفرت بحبي..كفرت بانتظار دام اثنين و عشرين عاما, قصفت أبنية حبي في أحدى عشرة ثانية لا أكثر.
أمسكت بيدي و قالت:قف, فوقفت.
قالت :انظر لعيني و قلي ماذا ترى؟
قلت :أرى مرآة حبي.
قالت:أما أنا يا ابن عمي... أنما أرى أخي....... ثم صمتت ثانية و قالت: خالد !! أنا مثل أختك... أنا مثل أختك.
كلمة,قالتها و مشت دون انتظار.


ثم صمت خالد. و بكى و بكى و بكى حتى جفت دموعه.
ثم قال: كلمة دمرتني , هزمتني أخذت أمتعتني, مزقت دفاتري. أنهت عمري.
فقلت له:لا سامح الله حبا فعل بك ذلك, و لا سامحها الله. و ما كدت انهي كلامي حتى ثار علي
و قال: و بحر من الدموع تغرق وجنتيه:ذبحي أهون ألف مرة من أن أسمع كلمة واحدة تؤذيها.
قلت : ألا زلت؟
قال:و ما زلت,و سأبقى,أنا اخترت وصالاً قطعته بدم بارد,هذا قدري,أنا الآن رماد,لا شيء فيَّ يحترق..لا شيء..لا شيء يذكر ,حتى و لا خيط دخان بارد بعد أن أطفأت ناري بمائها.


هذا أنا صديقي, و لم يعد لدي المزيد.منك لله يا أيام, و أشكو بثي و حزني للزمن,فجرحي لا يداويه إلا النسيان الذي حذفته من قاموس حياتي.
مريض لا أملك دواء و ها أنا أترك قدري للأيام فلتفعل ما تشاء ما عدت أهاب موت قلبي.فقد أختار وليفي الرحيل, و في عشقي زهد.
و كم رسمت في ذاكرتي خيالها,و كم أبدعت في الرسم, آه كم كتبت لأجلها أعذب الأشعار و الخواطر.كم رسمتها على دفاتري أجمل رسومات.
كم رسمت تلك العينين الذابلتين بحبر الذهب على جدار العشق.
و لكن ... و لكن...اختارت فراق وَصلي, و قَطْع مداد قلم عشقي.

و غفى خالد على الأريكة الجالس عليها.. بعد أن فرغت دموعه . حبست دموعي أمامه لكثرة تأثري به.أيعقل يا ترى؟ أيوجد عشق لهذه الدرجة في هذا الزمن؟
............... .............

و مرت الأيام تلو الأيام و تخرج خالد من جامعته بدرجة جيد جدا. و حضر للماجستير و حصل عليه.
و هو الآن يحضر للدكتوراه في مجل تخصصه.و ما قُطِع تواصلي معه رغم كثرة أسفاره.
و عندما زرته في منزله بكندا. و كم كنت مشتاقاً إليه,بعد أن اطمأننت عليه, و عرفت آخر أخباره ,لفت نظري في زاوية المنزل صورة, قلت لنفسي : أظن أني أعرفها, نعم.. نعم ... إنها هي و الله.
ذهب خالد ليحضر كوب شاي لنا. فتركت مجلسي و اقتربت من الصورة لأجده راسم على الصورة قلب صغير مكتوب بداخله. (عشقي سرمدي, لا تمحوه أيام لا تنساه سنين).
فنظر إلي خالد مبتسما و لم يعلق.
فقلت لها: ألا زلت؟
قال:قلت لك منذ سنوات و أعيد الكرَّة, ما زلت و سأبقى.
قلت:ألم تَبِعْك؟
قال: لم تَبِعْني صديقي, لكن فعلت ما يريح قلبها, ما زال حبها يُبكي قلبي صباح مساء, و يلامس وجداني.
فسألته:ما حلَّ بها؟
قال:كل خير,أنهت دراستها, و هي الآن تعمل في إحدى الشركات الكبرى في كندا .

((استغربت متابعة أخبارها طيلة هذه السنوات))

و عندما ودَّعته في المطار عائداً إلى بلدي , نظرت إلى عينيه , مذهولاً مندهشاً , عن عشق لم أسمع عنه في أي بلد من البلدان.
حينها تذكر تلك الكلمات التي زلزلت عيونه,التي أمطرت دموعاً و أثلجت مأساة :





مثل أختك

مثل أختك .. كلمة قالتها و مشت . . دون انتظار !
مثل أختك .. و أنا غير الصمت ماعندي اختيار .

ياما ياما بشوقها سهرت الليالي .
وصلتني للعدم دمرت حالي .

ومن شرحت أشواقي .

قالت باختصار : (مثل أختك)
وآني جداً آسفة لهذا القرار .

شقد بنات صادفوني .
و ما خطر عالبال أحب .

هي بس هي بحياتي .
و بيدها صار القلب .

ليش عفت الماء و تبعت السراب
ليش ضيعت العمر بأول شباب


مثل أختك .. كلمة قالتها ومشت .. دون انتظار !
مثل أختك .. و أنا غير الصمت ما عندي اختيار

َبقلم :
(عماد الساهر)

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

أسجل حضوري فقط


لي عودة ...
 

نـــــاي

بيلساني نشيط

إنضم
Oct 21, 2010
المشاركات
93
مستوى التفاعل
3
المطرح
شاطئ البحر
قصة مؤثرة
دايما بيكون صعوبات الواقع والحياة والأهل بوجه قصص الحب
لكن هو المشكلة أنو الحب من طرف واحد
وهاد مرض لا شفاء له
مشكور على الاسلوب الجميل في السرد
تحياتيوردة*
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

قصة جميلة جداً وكانت سلسلة مع كلماتك المعبرة
لكن يوجد نقد بسيط لا يفسد في الود قضية

عند كتابتك للقصة يجب انو يوجد حبكة تربط الاحداث سريعاً دون أظهار التفاصيل

كعبارة ((قلت:هات ما عندك))

هي بداية جميلة منك وأتمنى ان تستمر في كتابة القصص فلديك أسلوب رائع :24::24:
 

عماد الساهر

بيلساني سنة أولى

إنضم
Oct 1, 2010
المشاركات
444
مستوى التفاعل
8
المطرح
المملكة الساهرية
شكرا ع الرد يا جماعة


لي تعديل على القصة ..... و انشاء الله قريبا رح انشرها ......



و شكرا ع نقدك ((صمت الورود)) وردة*

فعلا معك حق , ,, ,, , أنا انتبهت ع هالأمر كمان ....ميرسي
 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

اسلوب جميل جدا بالكتابة

بتمنالك التوفيق

سلمت يداك وردة*

 
أعلى