متى يُنادى الحمار , با حمار

[عمر رزوق]

متى يُنادى الحمار , يا حمار​

قال لي أحد الأصدقاء ,: " يا صديقي , لقد قرأت مقالتك , حتى نستفيق من عالم التيوس , أقول لك إن المقصودين , موضوع المقالة , لن يفهموا ولن يدركوا بأنهم المقصودين" . ماذا أقول وأعيد أخي طارق يا حامل البوارق , هكذا حال العوالق , كالمتشرد المارق وكالمصاب بضعف النظر يتخبط بين أمر وأمر والحقيقة أدهى وأمرّ إنه كالرابط على عينيه عَصبة وإن كان حوله عُصبة .
في بلاد الله الواسعة وفي رقاع الأرض الشاسعة , معادلات التوازن الغير استثنائية ونظريات التعادل الطبيعية والتي تسوق الاستلهام البشري والاستبصار الإنسي في صياغة المكنونات المبثوثة ولواعج النفس المدفونة بالقوة الرائية والجمال العيني . لذا كانت الضرورة بديهية على الروح الحرة والنفس المتحررة ,الاندماج الغير معرفي لغير العقول الغبية التي لا تفتأ رازحة ما بين اضمحلال المخرجات الفموية , وجُبن الأخلاقيات القلمية , وضعف الرموز الكتابية وهنا معلقة الموضوع الإستنادية , لأنه لو كان اندماجا واعيا فاهما مدركا لما كان اندماج العقول بين اضمحلال المخرجات وجُبن الأخلاقيات .
الأبجديات الغبية ـ بكل المواضيع والاتجاهات ـ قارئي الكريم , هي فرضيات مسلّمة وبديهيات محررّمة لدى عقليات بشرية حباها الله تعالى قوّة وإبداعا في الاستحمار وباعاً في عالم التحمّر الناهق والاستكرار , وكان هذا المكسب الذي خرجت به هذه العقول من جنبات التاريخ ومن مخازن الحضارة , حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم , الداعي للتعوّذ من إبليس حين سماع نهيق الحمار . لذا تحيّد وتُهَمَّش هذه العقليات البشرية نظرا لكون أبجديتها الغبية نتاج تقهقر وتراجع وتخلّف ركامي تربوي ثقافي تكوّن وتكدّس مع مرور الزمن بسبب الاستعداد الفطري لمثل هذا الزلل الخلل والكثير من العلل , ولكون الحفاظات وحمالات الأطفال كان لها أكبر الإثر فيما يبدو على عقلية الغبي لترفعه لمنزلة ومستوى الحمار الفخري .

ويستند الاستدراك الموضوعي على الإدراك والوعي الحميري للمتفحص والمتبصر الغبي الاندماج الإطاري المتنوّع في سياق المسارات الموضوعية والمصارف الصحية , وهذا الركن الباعث للمزيد من السخرية لكون الرصاص المكتوم هو قمة العمل العبقري الذي يميّز الصياد المحترف حين يصيد فرائسه وهو فوق ظهر الحمار , ومن هنا كان الإدراك الحميري قاصراً على الوصول إلى مستويات الفن الإبداعي الاستوصافي لمعطيات الفكر الجوهري والعقل التنويري , مرتكزا على دعائم الحيوانية والقوائم الخلفية في الأسلوب التواصلي لمنحنيات التوافقية البشرية الحمارية , وأكتفي باللغة الحميرية الغنية بالمصطلحات الفنية الأدبية الشعرية ابتداءً بـ شي يا حمار - أعزّ الله مكانكم ومكاني عن كل حمار - وانتهاءً بالصوت ألبلعومي لمناداة الحمار يا حمار .

عمر رزوق
​