الصفحة الخامسة وفقرة ( ماوراء الخبر ) مع حسام الحلبي
نحــن والأقصـــى العمـــى أم شــهادة الـــزور؟!
ليس ما يتعرض له الأقصى والقدس بشكل عام بجديد.. لكن... ثمة ظروف محيطة فلسطينية، عربية ودولية، تساعد الكيان الإرهابي الإسرائيلي على تحقيق مآرب ونيات له من تحركه العنصري العدواني الراهن.
[COLOR=#0]ليست المرة الأولى التي يهاجمون بها الأقصى ويحاولون اقتحامه...
ولا هي المرة الأولى التي يتصدى فيها الفلسطينيون لهم.. .
هذه الحملة الهمجية العنصرية هي تصعيد في واقع عدواني مستمر لن تكون الأخيرة... ولن تحقق نصراً لهم.
رغم الظروف المحيطة..القيادات الفلسطينية مشغولة بمن يحكم فلسطين.. أي فلسطين هذه التي يحكمونها؟! وكيف..؟!
القيادات العربية أدركها التعقل وتخشى أي شكل من التحرك (يزعّل) صديقاً أو يوقعها في المغامرة..
العالم الإسلامي ومنظمته... جيدة بـ«البيانات».. وقد دعت إلى «التحرك» لمواجهة ما يجري..
العالم.. كل العالم... مفتت... مشتت... عناوين ولا آراء... هناك عقول... وليس هناك قرار... كأنه عالم مشلول.
وهكذا في ظل ذلك كله، تُنفذ هذه الهجمة الهمجية الإرهابية.
إلى ماذا ترمي إسرائيل من تحركها غير المفاجئ اليوم - نظراً لطبيعتها العدوانية -..
هناك من يرى أنها ربما تريد أن تغير قواعد وشروط العمل بالنسبة للأوقاف الإسلامية، وضمنها الأقصى والمقدسات الأخرى.. مستنداً في رؤيته إلى أنه في لحظة للضعف المغلف بفصل القضية الفلسطينية عن عروبتها خسرنا في الحرم الإبراهيمي وأحطناه بشروط تسيء لتاريخه الإسلامي... ولعل شيئاً من ذلك ترمي له إسرائيل بأعمالها العدوانية الإرهابية.. نعني البحث عن ترتيبات جديدة لإدارة الأوقاف الإسلامية في القدس وفي قلبها الأقصى..!
ولعله أيضاً، وهو ما يجب أن ندركه جيداً.. تكون إسرائيل وراء هذا الطرح، تهدف منه أن تسوّق عن طريقنا أفكاراً لها، تمهيداً لخطط في الذهن الصهيوني، وبهذا أو بذاك نحتاج المقاومة وعنوانها هذه الانتفاضة لشباب الأقصى.
قدر الشعب الفلسطيني أن يواجه هذا الطغيان.. ولن يخسروا معركة اليوم.. لكن إسرائيل توجّه من خلال هجومها الأخير على الأقصى رسائل متعددة الجوانب، فهي أولاً تريد أن تختبر مستوى رد الشعب الفلسطيني، أي روح المقاومة.. أو بمعنى أوضح «الانتفاضة».. يريدون التأكد من جواب يعرفونه عن سؤال:
هل أبناء الشعب الفلسطيني مستعدون دائماً للمقاومة.. لمواجهة الطغيان؟!
هل ستكون انتفاضة؟! ما مداها؟! وما قوتها في الظروف القائمة؟.
وهي رسالة إلى كل الذين ما زالت تدفعهم إلى المقاومة فكراً وسلوكاً نشوة انتصار تموز في جنوب لبنان وصمود غزة..
كل الظروف تؤيدهم إلا القوة الكامنة في الشارع العربي وفي مقدمته الفلسطيني التي ما زالت قادرة أن تقلب مخططاتهم إلى أزمة لهم، وما مواجهتهم مع تقرير القاضي غولدستون، وقرار مجلس حقوق الإنسان إلا صورة منها.
هي معركة مستمرة، لا نخسرها إن لم ننسحب منها.. وهي مدعاة شك بكل نشاط سياسي أو غير سياسي يدعونا لهذا الانسحاب..
الحوار.. صحيح..
حلم السلام.. مشروع..
لكن..
مع من؟! وكيف؟!
من المحاور؟ ومن شريك السلام؟!
هل نبحث عنهم بين وحوش التطرف والعنصرية، من الباحثين عن هيكل أساطيرهم وكذبهم وهمجيتهم في فلسطين، أم في الحكومة التي ائتلفت على التفاهم اليميني العنصري المتطرف.
لا بد من المقاومة..
ودعم المقاومين للعدوان الصهيوني في كل مكان وفي القدس أولاً بالفعل وليس فقط بالقول والبيانات.
[/COLOR]