محاكاة جنين

Mohamed Tamer

بيلساني فعال

إنضم
Feb 25, 2013
المشاركات
119
مستوى التفاعل
1
صغيرتي القابعة بين أحشائي .. لا أدري بأي أسلوب سأكلمك يا صغيرتي فأنت لا تزالين داخل أحشاء والدتك و لا تعلمين بما يجري حولك في العالم الخارجي .. ليس لديك أدنى فكرة عن نظام يحرم الأبناء من آباءهم .. كيف يمكن لي أن أخبرك بأن والدك إستشهد قبل أن تتمكني من التعرف إليه و قبل أن يتمكن من ضمك إلى صدره ليفرح بك و قبل أن ينطق الشهادة في أذنك .. غاليتي أه و أه بت أخترع في مخيلتي رسما" لك على طول هذه الشهور أحببتك و لم أعرفك بعد و ربما لن أعرفك لكنني ربما أعرف حجم معاناة طفلة حاولت أن تسابق الأشهر التسعة لتولد فإذا بوالدها قد سبق عمره الجميل نحو الموت .. لا تحزني يا صغيرتي فقصتك تشبه قصص الكثير من أطفال قتلهم الموت نتيجة رصاصة طائشة بنظرهم و تعبيرهم و لكنها مشوهة و مفجعة بنظرنا لأنهم حرمونا من هم أغلى الناس لدينا .. أخ يا صغيرتي شهور قليلة و ستخرجين إلى هذا لعالم من دون أن تجدي والدا" ينتظر مجيئك قلقا" مبتسما" داعيا" الله أن ينعم بسلامتك و من ثم يعمد إلى توزيع الحلوى إبتهاجا" .. لن تحظين باسم إختاره لك أبوك و لا صورة معه و لا بضمة حنان على كتف رجل قد يمثل عالما" كاملا" من الأمان و الطمأنينة لكل إبنة .
أيتهــا الأم الحبيبــة كلماتي هذه علميهــا لصغيرتك :
إن حزني الآن عميق بعمق صرخات كل معتقل .. إن ألمي يتصاعد نحو دموع كل والدة قتل إبنها و كل طفل إنتظر والده و لم يعد .. أوجاعي تحاول الوصول إلى إرتفاع هؤلاء الثوار الكبار كي أمسك معهم ضوء الحقيقة الثائرة و أقبل جباههم فردا" فردا" . يا صغيرتي أود لو أحضنك الآن كي أخفف عنك .. أنا أعلم جيدا" بأية ظروف ستلدين .. في حضن أم محاطة بالدموع و متشحة بالسواد و بذكريات عن والد بطل و رغبة بالثأر له .. لكنك ستكونين محاطة أيضا" بأخبار حلوة عن وطن نبتت فوق جروحه حقول من الآمال .. سوف تشهدين على كتابة حرية جميلة خطتها ثورة عظيمة و وقع عليها أبطال كبار من بينهم والدك ..
أخوك المحــب
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

محاكاة روح صادقة نابعة بطهر ودمعة ألم ..
ايقن ايها الآخ أنها سمعت كلماتك وخطاباتك الروحية لها
وان كانت ما زالت تيقن بين احشاء امها في آمان قبل ان تضع في واقع مُر
ستبكي وستضحك وستبتسم لأن بجانبها روح كانت تخاطبها وترافقها مدى الدهر..

دعواتي الجلية ان تقوم هذا الأم العظيمة بالسلامة
وتحتضن ابنتها بكامل الصحة والعافيه
وشكرً يزف قلمك الرائع ..وننتظر منه المزيد
تستحق ان تطرز على اعمدة التشريف ..
 
أعلى