امير الحب
بيلساني سنة رابعة
- إنضم
- Jul 12, 2008
- المشاركات
- 775
- مستوى التفاعل
- 3
- المطرح
- ابوظبي
في احد ضواحي مدينة العشق وعلى شاطئها
حيث الرمل الاصفر وموج البحر المتلاطم في على وجنات الصخور العاتية كانت هذه المحكمة
تمت المحكمة في ساعات المغيب
تصطف جميع الخلق هناك على الشاطئ ينتظرون قدوم المتهم وقد دنت الشمس حينها نحو
المغيب، وينتظرون الحاكم والجلاد والمتهم وبعض الشاهدين في الوقت نفسه، ها هم قد جاؤوا
وبدأت المحكمة
الحاكم للمتهم:
يا سالب القلوب من غير ميعاد يا سالب الاهات بكل الاوقات كيف لك وقد تركت في حبيبك
الوجع وأنين وصراخ الطفل الباكي، كيف جعلت الدمع يجف من عينيها وتصرخ الجفون كما لو
ان الجفون جندي ثائر كبركان ومجنون المشاعر.
المتهم:
يا سيدي لقد ادخل في قلبي خناجر من كل لون وطعم ومن
غير ميعاد، فكلما شفي جرح خنجر غمد آخر وبلا سبب، هل لأني قد احببت زهور المكان
ورائحة الندى، هل لأنني ما زلت على حبي ولو تقطع القلب وانفجر اشلاء ؟
الحاكم:
قالوا عنك كثيرا وقالوا بانك من زرعت بكل وادي خنجر
حتى انك تتطاولت وجعلت بكل ناصية لك خنجر تزرعه بسمك القاتل في قلوب عذارى البشر ؟
الحاكم للشاهد اسرد قصتك الاولى :
يا وجع الفؤاد من بعد كسر الخواطر وجرح ثنايا المشاعر، يا خنجر بسم ذا شر سافر
يا حاكمي احكم على قاتل المشاعر وزارع النفوس بالخناجر، اقتله كما قتلني بدون عذر في
منتصف اوتار المشاعر، قد جائني على حين غفلة كنت فيها كما المطر مسافر، أنزل في بلد
ليست ببلدي ويصطادني سبع تجوال مسافر، يشرب من قطراتي حتى ارتوى وقام وسكب ما تبقى على ارصفة الطرقات غير آبه بل كان سافر، يدق الارض بقدميه كما لو انه ماشية ذا حافر
وترك قد القطر يجف حتى ما بقي في جفوني غير الدم والحقد وشؤم ذاك المسافر.
المتهم للشاهد:
قطرات وقطرات فهل كل من رأى قطرة أصبح
تجوال مسافر، فأنا يا حاكمي ويا جلادي لست بمسافر عن احد، وقد وجدت فقيرا له حاجة
المطر مثلي عاصف مسافر، ولم اسكب الماء في الطرقات ولا حتى كنت ثملا لأصنع مثال ما
قاله الشاهد، لقد حدث العكس سيدي الحاكم، قد شربت من غيم ذاك الفضاء وقد استطيب قلبي
لشرابه، وما لبثت حتى ارتويت، وحل مصيبة بحال أهلي وشددت الهمم كي اسافر .
الحاكم للمتهم:
لا ضير في سفر الحال ان كنت على عجلة في الامور تبقى صدفة محال، فأين انت مما استطيبت شرب المطر منه ، وانت ايها الشاهد كيف لك
القول بأن سكب الماء بالارصفة من غير شاهد.
الشاهد للحاكم:
لقد رضيت بنصيبي وانا بعدها قلبي تجوال مسموما
مسافر، وسأترك زاد الزمان والمكان واغدوا كالطير بلا بلد مهاجر، ولن التفت خلفي يوما ولو
ساعة اتذكر فيها مأساة قلب مسافر.
المتهم للحاكم:
سيدي كما سمعت اذن الناس كافة، ليس لي عيب
عندما التفت خلفي ولم اجد غير فراغ وظلام دامس كما لو أنني في كابوس عابس، ولا تلومني
كيف لي بترك مكاني وزماني وان اذهب جريحا بكل المشاعر، وان خنجرا جديدا اضيف لقائمة
الخناجر، ولكن هذه المرة بوجه ساخر.
الحاكم للمتهم:
لقد غلبت عليّ المسائل وجعلتني في حيرة من
امري ولست بمعزل في حكمي وان مجرد حكم فهو حكم عابر السبيل مغادر، ولن يثبت عليك لانك
ما زلت صغير السن وطائر ترحال مسافر لا تعلم بأي ارض موطنك يا متهم ولا حتى موتك
المحتوم، وسأترك لمن حضر شرف القاء الحكم عليك.
في هذه الاثناء كانت الشمس قد وصلت لحد المغيب تماما ولم تعد ترى في الافق البعيد غير
غيوم والشفق احمر ذا لهيب وكأنها الدنيا قد ذهب الكلام منها، وخيم الصمت اجواء الشاطي
الغربي لمدينة العشق.
نطق الحضور بعد اجماع على محاكمة المتهم:
حياتنا ملئ الكؤوس مرارة، فمن تجرع كأس الهوى اصابه الهوى حلو المشاعر
لان حبك قاس وقد عانيت نصف الالم تماما واصبحت اسير حب للمشاعر
وقد قربت مسافات الحب بينكما وقد اكتمل الموضوع على انه لبس في لبس داخل
حتى حبيبك المسافر لم يكن مسافر، وانت من احببت لم تكن مسافر، فاحد تجوال رحال مسافر
واخر يبحث عن نصفه الاخر في انحاء المكان اتساعا، من الشرق الى الغربي ومن الارض
حتى السماء، فانظروا كيف جمعتكم هذه المحاكمة لكي تكونوا معاً.
فحكمنا عليكم بأن ترجعوا تشربوا من نفس كأس المرارة معا لكي تعرفوا معنا مفارقة حبيب في
زمن قل في الحب، وزاد فيه حساد البشر ومضايقات الصخر في تجاويف المنحدر، كيف لك
بالماء يسري وصخر الطريق له مرصدا.
سنبرئكما معا ً كيف ترجعوا معاً أحبة كقطرات المطر تنزل معا وتجف معاً
سنراقب كل مسافر مر تجوال بكل خطوط القدر
لن ندع احدكما عار في صحراء بدون سفينة او حتى ظل منتظر
الحبيب المهاجر للمتهم :
سأجعل منك كحل عيني وضياء ايامي ولمعاني شفتاي ونبض فؤادي
المتهم للحبيب:
لن انساك مهما عشت فيومي هذا شاهد والحضور شاهد ولن اتخلى عن نبض يكتب اسمي فيه
ولا حتى دمعة تجري مكان مقلتي، ولا انسى فأنت دمائي بكل شراييني.
ارجو من جميع الاعضاء النطق بالحكم كما يروه مناسبا
حيث الرمل الاصفر وموج البحر المتلاطم في على وجنات الصخور العاتية كانت هذه المحكمة
تمت المحكمة في ساعات المغيب
تصطف جميع الخلق هناك على الشاطئ ينتظرون قدوم المتهم وقد دنت الشمس حينها نحو
المغيب، وينتظرون الحاكم والجلاد والمتهم وبعض الشاهدين في الوقت نفسه، ها هم قد جاؤوا
وبدأت المحكمة
الحاكم للمتهم:
يا سالب القلوب من غير ميعاد يا سالب الاهات بكل الاوقات كيف لك وقد تركت في حبيبك
الوجع وأنين وصراخ الطفل الباكي، كيف جعلت الدمع يجف من عينيها وتصرخ الجفون كما لو
ان الجفون جندي ثائر كبركان ومجنون المشاعر.
المتهم:
يا سيدي لقد ادخل في قلبي خناجر من كل لون وطعم ومن
غير ميعاد، فكلما شفي جرح خنجر غمد آخر وبلا سبب، هل لأني قد احببت زهور المكان
ورائحة الندى، هل لأنني ما زلت على حبي ولو تقطع القلب وانفجر اشلاء ؟
الحاكم:
قالوا عنك كثيرا وقالوا بانك من زرعت بكل وادي خنجر
حتى انك تتطاولت وجعلت بكل ناصية لك خنجر تزرعه بسمك القاتل في قلوب عذارى البشر ؟
الحاكم للشاهد اسرد قصتك الاولى :
يا وجع الفؤاد من بعد كسر الخواطر وجرح ثنايا المشاعر، يا خنجر بسم ذا شر سافر
يا حاكمي احكم على قاتل المشاعر وزارع النفوس بالخناجر، اقتله كما قتلني بدون عذر في
منتصف اوتار المشاعر، قد جائني على حين غفلة كنت فيها كما المطر مسافر، أنزل في بلد
ليست ببلدي ويصطادني سبع تجوال مسافر، يشرب من قطراتي حتى ارتوى وقام وسكب ما تبقى على ارصفة الطرقات غير آبه بل كان سافر، يدق الارض بقدميه كما لو انه ماشية ذا حافر
وترك قد القطر يجف حتى ما بقي في جفوني غير الدم والحقد وشؤم ذاك المسافر.
المتهم للشاهد:
قطرات وقطرات فهل كل من رأى قطرة أصبح
تجوال مسافر، فأنا يا حاكمي ويا جلادي لست بمسافر عن احد، وقد وجدت فقيرا له حاجة
المطر مثلي عاصف مسافر، ولم اسكب الماء في الطرقات ولا حتى كنت ثملا لأصنع مثال ما
قاله الشاهد، لقد حدث العكس سيدي الحاكم، قد شربت من غيم ذاك الفضاء وقد استطيب قلبي
لشرابه، وما لبثت حتى ارتويت، وحل مصيبة بحال أهلي وشددت الهمم كي اسافر .
الحاكم للمتهم:
لا ضير في سفر الحال ان كنت على عجلة في الامور تبقى صدفة محال، فأين انت مما استطيبت شرب المطر منه ، وانت ايها الشاهد كيف لك
القول بأن سكب الماء بالارصفة من غير شاهد.
الشاهد للحاكم:
لقد رضيت بنصيبي وانا بعدها قلبي تجوال مسموما
مسافر، وسأترك زاد الزمان والمكان واغدوا كالطير بلا بلد مهاجر، ولن التفت خلفي يوما ولو
ساعة اتذكر فيها مأساة قلب مسافر.
المتهم للحاكم:
سيدي كما سمعت اذن الناس كافة، ليس لي عيب
عندما التفت خلفي ولم اجد غير فراغ وظلام دامس كما لو أنني في كابوس عابس، ولا تلومني
كيف لي بترك مكاني وزماني وان اذهب جريحا بكل المشاعر، وان خنجرا جديدا اضيف لقائمة
الخناجر، ولكن هذه المرة بوجه ساخر.
الحاكم للمتهم:
لقد غلبت عليّ المسائل وجعلتني في حيرة من
امري ولست بمعزل في حكمي وان مجرد حكم فهو حكم عابر السبيل مغادر، ولن يثبت عليك لانك
ما زلت صغير السن وطائر ترحال مسافر لا تعلم بأي ارض موطنك يا متهم ولا حتى موتك
المحتوم، وسأترك لمن حضر شرف القاء الحكم عليك.
في هذه الاثناء كانت الشمس قد وصلت لحد المغيب تماما ولم تعد ترى في الافق البعيد غير
غيوم والشفق احمر ذا لهيب وكأنها الدنيا قد ذهب الكلام منها، وخيم الصمت اجواء الشاطي
الغربي لمدينة العشق.
نطق الحضور بعد اجماع على محاكمة المتهم:
حياتنا ملئ الكؤوس مرارة، فمن تجرع كأس الهوى اصابه الهوى حلو المشاعر
لان حبك قاس وقد عانيت نصف الالم تماما واصبحت اسير حب للمشاعر
وقد قربت مسافات الحب بينكما وقد اكتمل الموضوع على انه لبس في لبس داخل
حتى حبيبك المسافر لم يكن مسافر، وانت من احببت لم تكن مسافر، فاحد تجوال رحال مسافر
واخر يبحث عن نصفه الاخر في انحاء المكان اتساعا، من الشرق الى الغربي ومن الارض
حتى السماء، فانظروا كيف جمعتكم هذه المحاكمة لكي تكونوا معاً.
فحكمنا عليكم بأن ترجعوا تشربوا من نفس كأس المرارة معا لكي تعرفوا معنا مفارقة حبيب في
زمن قل في الحب، وزاد فيه حساد البشر ومضايقات الصخر في تجاويف المنحدر، كيف لك
بالماء يسري وصخر الطريق له مرصدا.
سنبرئكما معا ً كيف ترجعوا معاً أحبة كقطرات المطر تنزل معا وتجف معاً
سنراقب كل مسافر مر تجوال بكل خطوط القدر
لن ندع احدكما عار في صحراء بدون سفينة او حتى ظل منتظر
الحبيب المهاجر للمتهم :
سأجعل منك كحل عيني وضياء ايامي ولمعاني شفتاي ونبض فؤادي
المتهم للحبيب:
لن انساك مهما عشت فيومي هذا شاهد والحضور شاهد ولن اتخلى عن نبض يكتب اسمي فيه
ولا حتى دمعة تجري مكان مقلتي، ولا انسى فأنت دمائي بكل شراييني.
ارجو من جميع الاعضاء النطق بالحكم كما يروه مناسبا
