محللون: الحلول الوسط غائبة في ازمة الكويت مع تصاعد الاحتجاجات

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
الكويت 5 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - قال محللون اليوم
الاثنين ان المواجهة بين الحكومة والمعارضة في الكويت تخطت العديد​
من الخطوط الحمراء وان الحلول الوسط تبدو غائبة حاليا مع تصاعد​
الاحتجاجات على تعديل نظام الدوائر الانتخابية قبيل الانتخابات​
المقررة الشهر القادم.​
واستخدمت الشرطة الكويتية الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة​
شارك فيها الالاف مساء امس بعدما اصرت المعارضة على المضي قدما في​
المظاهرة في تصعيد جديد للازمة المستمرة منذ شهور.​
واحتدمت المواجهة بعد اصدار الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح​
أمير الكويت في 19 أكتوبر تشرين الأول الماضي مرسوما بتعديل نظام​
الدوائر الانتخابية وهو ما اعتبرته المعارضة "انقلابا على​
الدستور."​
واعتبر أمير الكويت في حينها خطوة تعديل النظام الانتخابي​
ضرورية لأن نتائج النظام الحالي "باتت تشكل خطرا جسيما على وحدتنا​
الوطنية وتهدد أمننا الوطني وتخل بثوابتنا وقيمنا."​
ورفضت المعارضة هذه الخطوة وردت في اليوم التالي بدعوة الشعب​
الكويتي لمقاطعة الانتخابات المرتقبة في أول ديسمبر كانون الأول​
المقبل وتنظيم احتجاجات سلمية حتى يتم اسقاط هذا المرسوم لكن​
السلطة أكدت في أكثر من مرة أنها ستعتبر هذه الاحتجاجات والمسيرات​
"غير قانونية" طالما لم تحصل على ترخيص من وزارة الداخلية.​
وفي لقاء بثه التلفزيون اليوم دافع الشيخ صباح عن تعديلات​
النظام الانتخابي وقال انها دستورية.​
واضاف "اتخذت هذا القرار من منطلق مسؤوليتي الوطنية والدستورية​
والتاريخية... وتفعيلا لصلاحيات واضحة لا لبس فيها للامير حددها​
الدستور واكدتها احكام المحكمة الدستورية."​
واضاف انه يفهم سبب غضب من تضررت مصالحهم بنظام التصويت الجديد​
لكن اختلافهم في الرأي يجب التعبير عنه في اطار القانون.​
وتقول المعارضة إن السلطة تهدف من وراء تعديل النظام​
الانتخابي لتفادي سيناريو الانتخابات التي جرت في فبراير شباط 2012​
والتي جاءت بأغلبية معارضة في البرلمان قبل أن تصدر المحكمة​
الدستورية حكما بحل البرلمان وإعادة برلمان 2009 الموالي للسلطة​
مرة أخرى لأسباب وصفها المراقبون بالإجرائية.​
وتعد مظاهرة أمس هي الثانية من نوعها بعد أن نجحت المعارضة في​
تنظيم مسيرات كبيرة في 21 من أكتوبر تشرين الأول الماضي وصفت بأنها​
لم يسبق لها مثيل في الكويت واعتبرها محللون اشارة على خروج المارد​
من القمقم.​
وسقط خلال تلك الاحتجاجات عشرات المصابين واعتقل العشرات الى​
أن افرج عنهم قبيل عيد الأضحى.​
وقالت وزارة الاعلام في بيان ارسل لرويترز عبر البريد​
الالكتروني ان 28 شخصا اعتقلوا امس.​
وقال سياسيون ومحللون لرويترز اليوم إن فرص الحلول الوسط تكاد​
تكون معدومة في اللحظة الحالية في ظل غياب الحوار بين السلطة التي​
تصر على إكمال الشوط لآخره وعقد الانتخابات البرلمانية طبقا للنظام​
الجديد الذي اعتمدته بينما تصر المعارضة على ضرورة إلغاء المرسوم​
والعودة للانتخاب بالطريقة القديمة معتبرة أن أي تعديل في النظام​
الانتخابي لابد أن يصدر من البرلمان وليس من خلال مرسوم أميري.​
وقال أحمد الديين المنسق العام للجبهة الوطنية لحماية الدستور​
المعارضة إن الأمر تجاوز الآن مطلب تعديل المرسوم الأميري ووصل إلى​
تعديل النظام السياسي بأكمله.​
واضاف "المعركة متصاعدة..القضية لم تعد هي الصوت الواحد..​
السلطة تحاول أن تفرض واقعا والناس سوف تخلق واقعا جديدا."​
وقال إن "الناس تريد تطورا ديمقراطيا حقيقيا (وتريد) سلطة​
برلمانية.. (بينما) السلطة تريد الانفراد والحكم الفردي.. رؤيتان​
مختلفتان ولم يعد هناك مجال للتسويات."​
واضاف "نحن نركز حاليا على مقاطعة الانتخابات.. ونتوقع أن تكون​
المشاركة هزيلة.. نكاد نجزم (بذلك).. المجلس القادم سيفقد شرعيته​
السياسية."​
واختتم الديين بالقول "المعارضة تريد نظاما برلمانيا ديمقراطيا​
كاملا والسلطة تريد نظاما مشيخيا كاملا.. هذه هي الأزمة."​
ووصف بيان مجلس الوزراء اليوم خطوات المعارضة بأنها تجمعات​
ومسيرات مخالفة للقانون منتقدا ما شاب هذه التحركات "من مظاهر​
الشغب والفوضى وتعطيل مصالح المواطنين والمقيمين."​
وثمن مجلس الوزراء "ما قام به رجال الأمن من إجراءات تستهدف​
تطبيق القانون وحفظ الأمن وسلامة المواطنين وكذلك ما قام به منسوبو​
الجيش والحرس الوطني في أداء الدور المناط بهم."​
وقال الأكاديمي والنائب السابق المعارض فيصل المسلم إن السلطة​
مصرة على استخدام القوة الأمنية "والحل الأمني دمار للبلد ولن يحل​
المشكلة.. المشكلة لن تحل إلا بالخيار السياسي.. الشعب يريد أن​
يوصل صوته."​
وتسعى المعارضة لاستثمار حلول الذكرى الخمسين لاقرار الدستور​
الكويتي الأحد المقبل وتعتزم تنظيم احتفالات ومسيرات مضادة​
لاحتفالات الحكومة وذلك في نفس يوم ذكرى صدور الدستور.​
وقالت حكومة الكويت يوم السبت الماضي إنها لن تتهاون مع اي​
مظاهرات تخرج بدون تصريح وحذر رئيس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد​
الصباح من أن الشرطة قد تستخدم القوة إذا استشعرت السلطات أن​
البلاد معرضة لخطر كبير.​
وقال المسلم إن وزارة الداخلية ترفض منح مظاهرات المعارضة​
الترخيص اللازم مدللا على ذلك برفض وزير الداخلية الترخيص لمظاهرة​
أمس رغم تقديم طلب قبل موعدها بيومين.​
وقالت صحيفة الوطن الكويتية اليوم إن طارق العيسى رئيس جمعية​
احياء التراث الإسلامي نقل تأكيد أمير الكويت عقب لقائه أمس أن​
تغيير قانون الانتخابات لا رجعة فيه. واضاف ان الأمير قال لزائريه​
أن بإمكان من أراد الاعتراض على القانون اللجوء للمحكمة​
الدستوريةأو غيرها من الطرق والوسائل القانونية التي كفلها​
الدستور.​
وقال شفيق الغبرا استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت ان​
البلاد في ازمة سياسية وليس من الواضح كيف ستخرج الكويت منها.​
وقال كريستيان أولريشسون الباحث في شؤون الخليج العربي في كلية​
لندن للاقتصاد لرويترز إن أحداث الأسبوعبن الأخيرين "تخطت الكثير​
من الخطوط الحمراء."​
وتوقع أولريشسون ألا تنجح المحاولات المختلفة للسلطة لمنع​
المظاهرات مستشهدا بتجارب عربية عديدة شكلت فيها هذه المحاولات​
وقودا جديدا للمظاهرات.​
وقال إن "المارد خرج الآن من القمقم في الكويت."
 
أعلى