مسلمات... أم مسيحيات ؟!


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

فيما يزيد عدد المحجبات المسلمات في الدول الاسلامية والعربية، فقد الحجاب شكله ولونه وحضوره على رأس المرأة الغربية في دول اوروبا وأميركا بفعل العولمة حسب دراسات مسيحية، الا انه في السنوات الأخيرة وفق موقع «سكرول بليشينغ» المختص في الدراسات الدينية المسيحية، انضمت آلاف المسيحيات من الكنائس والتجمعات المستقلة الى فئة من النساء المسيحيات اللاتي لا يزلن يرتدين غطاء الرأس في جميع الأوقات، وذلك في سعي لاحياء ممارسة ارتداء الحجاب في العصر الجديد، حتى بلغ الأمر بظهور مسيحيات بحجاب لا يمكن تمييزه عن الحجاب الاسلامي.
وحسب موقع جامعة «هارتفورد» هناك «توجه اسرائيلي لتكثيف معارض الأزياء والموضة التي تهتم بأغطية الرأس للمسيحيات واليهوديات والمسلمات في الشرق الأوسط لوجود اقبال من نساء بمختلف الديانات على غطاء الرأس».
الحجاب بين المسلمات ليست جديدا ولكنه حسب مواقع كـ «مصركرونيكولز» و«اسلام توداي» وغيرها من المواقع الاسلامية التي رصدت زيادة المقبلات من المسلمات على الحجاب الاسلامي ما ساعد على ازدهار تجارة تصميم وبيع اللباس الاسلامي للمسلمات الشابات وصغيرات السن.
ويبدو هذا التوجه نحو اللباس الاسلامي النسائي خصوصا الحجاب مؤشرا واضحا على زيادة متفاوتة بين دول العالم الاسلامي على خيار اللباس الذي يرمز الى الحياء والوقار والتدين خصوصا في مصر ودول الخليج والمغرب العربي.
هذه الظاهرة التي تشير الى اتساع ارتداء الحجاب في الدول العربية والاسلامية والتي حاربها اعلام الغرب مع مشاريع قوانين تمنع ظهور المتحجبات خصوصا المنقبات في أماكن عامة، ترسل رسالة مهمة مفادها ان اختيار المرأة العربية لهذا اللباس ليس قسرا وبقوة الخطاب الديني أو الأسرة بقدر ما هو تعبير عن زيادة الحرية الفردية للمرأة بعد موجة التحرر التي سادت الكثير من الدول العربية والاسلامية والتي أفرزت في جزء منها انتشار اللباس الديني كغطاء الرأس في دول مثل تونس ومصر والجزائر ودول الخليج.
ربما من الصعب ان تفرق بينهن. امرأة تقرر ان تلبس حجابا أسود عادة ما يشار اليها في العالم المعاصر بانها تنتمي الى الديانة الاسلامية، لكن في بعض مناطق العالم يكون التمييز صعبا بين مسيحية ومسلمة من خلال فقط الحجاب التي ترتديه، فتجد اللون الأسود نفسه والشكل نفسه ووضعيته على الرأس نفسها الا بعض الفروقات التي لا يميزها إلا من يدقق كثيرا في تفصيلات اختلاف ثقافة حجاب المرأة من دولة الى أخرى. فبعض الاختلافات قد تكمن في بعض اللمسات على الحجاب وشكله وطيه وضبطه على شكل الرأس وقد تدل زينة الحجاب وطريقة ارتدائه في بعض الأحيان على الانتماء الى طائفة او ديانة على الرغم من أن بعضهن يرتدين لحافا كغطاء للرأس فقط وليس اشارة الى الانتماء الى طائفة او ديانة معينة. لكن تتقلص الفروقات بين لون وشكل الحجاب الى حد عدم التمييز بين امرأة مسيحية ومسلمة على سبيل المثال في مناطق سورية، فمن الوهلة يعتقد من يتأمل فيهن انهن مسلمات من خلال النظر الى طريقة لباسهن وشكل حجابهن، لكن في الأخير يتضح انهن مسيحيات. فهل تطرق العولمة ثقافة ارتداء الحجاب بنية تقليص الفروقات بينها فيما يتمسك البعض بأنها ممارسة تعني الحفاظ على الهوية والمعتقد والعادات التقاليد؟
بقيت بعض الاختلافات في الزي الديني او الطائفي للمرأة مع اختلاف الأديان والمعتقدات وتستمر منذ القدم الى اليوم. في المقابل هناك بعض التشابه من ناحية أخرى في شكل بعض الأوشحة النسائية أو بالحجاب الذي ترتديه بعض النساء في دول عربية على سبيل المثال. ففي الدول العربية يطغى اللون الأسود على حجاب المرأة المسلمة والمتدينة، الا ان هذا اللون كان سائدا كثيرا ومسيطرا على حجاب المرأة الى فترة الثمانينات حيث بدأت موضة الألوان تكتسح حتى الألبسة (الاسلامية) التي ترمز الى طائفة او عقيدة معينة، فصارت بعض النساء تخترن بعض الألوان الزاهية وهو منحى ساد كثيرا في تركيا على سبيل المثال.
لكن في دول الشرق الأوسط ودول الشام القديمة خصوصا سورية، لبنان والأردن بالاضافة الى فلسطين يضاف اليها ايضا مصر ودول الخليج، لم يكتسح غزو الألوان حجاب المرأة الا أخيرا وبشكل محدود مع بقاء اللون الأسود الطاغي على حجاب المرأة في هذه الدول.
لكن هل تأثرت المسيحيات في الدول العربية بشكل الحجاب الاسلامي ام هي مجرد صدفة؟
في مطلع القرن العشرين، كانت الأغطية المزخرفة من القرن التاسع عشر أفسحت الطريق الى ظهور قبعات السيدات. حتى منتصف القرن العشرين، كانت النساء في أوروبا وأميركا يرتدين قبعة عادية أو وشاحا في الأماكن العامة، لكن ذلك كان مجرد تقليد سرعان ما تدخل فيه عالم الموضة بعد ان كان في الأصل السبب وراء ممارسة روحية. وحتى حوالي عام 1960، ارتدت المرأة الغربية القبعات عندما تكون في الكنيسة. ولكن شيئا فشيئا فقدت القبعة هذا المقصد.
أما في الشرق الأوسط، فلاتوجد احصاءات دقيقة لعدد النساء المسيحيات، ولكن الأغلب انهن منتشرات بين لبنان والعراق وسورية وفلسطين ومن دون شك التمركز الرئيسي لهن في مصر مع بعض الحضور الطفيف في دول الخليج المقتصر على اقليات مسيحيات من الوافدات العاملات. ويظهر حسب تقارير لـ«غلوبال ريسيرش» ان اكثر اندماج في العادات والتقليد بين المسيحيين والمسلمين في دول مثل لبنان وسورية ثم مصر، وذلك لتاريخ تواجد المسيحيين والمسيحيات في هذه الدول حتى اصبح العديد من التقاليد في اللباس والأكل متقاربا جدا حتى تماهى في شكل الحجاب واللباس الديني لفئة من المسيحيات السوريات اللواتي ترتدين حجابا أسود وغطاء رأس اسود من دون وجود اللون الأبيض الذي عادة ما يظهر في شكل اللباس الديني للراهبات.

الحجاب ... ظاهرة إسلامية

أظهرت دراسة اكاديمية لقسم الاجتماع والانتروبولوجيا لجامعة «كونكودرديا» في مونتريال بكندا قام بها الباحث هوما هودفار حول حجاب المرأة وتاريخه لدى العرب والغرب، أن «لباس الحجاب في التاريخ القديم اي قبل الاسلام ارتبط بعزلة المرأة اي المعتكفة ثم سميت بالراهبة وهذا المصطلح نشأ في الغرب والمجتمعات غير العربية. أول إشارة إلى الحجاب هي في النص الآشوري القانوني الذي يرجع تاريخه الى قبل الثالث عشر قبل الميلاد، حيث كان لباسا يقتصر على النساء المحترمات. تاريخيا، في الغرب من تلبس الحجاب فهي تقبع في العزلة او في اماكن العبادة المغلقة، وكان ايضا الحجاب يوضع كدلالة اجتماعية ولباس ترتديه نخبة في العهد القديم تحديدا في عصور ما قبل الإمبراطوريات اليونانية والرومانية وما قبل ايران وبيزنطة الاسلاميتين». وفي وقت لاحق اعتمد المسلمون الحجاب، واليوم هناك اعتراف واسع من قبل المسلمين وغير المسلمين، ان الحجاب ظاهرة إسلامية». تقول الدراسة.

احترام الغرب للراهبات المحجبات

نُشرت دراسة للكاتب محمد اصغر بعنوان «المرأة المسلمة والحجاب» على موقع «اسلام ان وتش» خلصت الى أن «العالم الغربي لا يجد أي مشكلة مع الراهبات المسيحية اللواتي تغطي رؤوسهن بالحجاب، فلماذا ينبغي أن يشعر بالقلق من النساء المسلمات التي يرتدينه!» فهل يرى الغرب ان الحجاب ممارسة غربية مقتصرة على الراهبات المعزولات عن المجتمع ويرفض النساء اللاتي يظهرن بالحجاب علنا؟».

الموضة والحجاب في الغرب

كشفت دراسة نشرت على موقع «سكرول بليشينغ» المختص في الدراسات الدينية المسيحية عنوانها «حجاب المرأة المسيحية عبر القرن العشرين»، كشفت أن «النساء المسيحيات استمررن في الحفاظ على ممارسة ارتداء الحجاب عبر القرون خصوصا القرنين التاسع عشر والعشرين. خلال القرن التاسع عشر، بدأ العديد من المسيحيين في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية بحجة أن النساء ذوات الشعر الطويل يحتجن لتغطية رؤوسهن. وقال آخرون إن النساء بحاجة فقط لارتداء غطاء عندما يكن في الكنيسة. تحولت نساء الطبقة الوسطى ومن طبقة الأثرياء من ارتداء الحجاب والقبعات المزخرفة الى لباس «البونيه» هو غطاء يميل اكثر الى الشكل الرياضي اللاتي ترتديه لاعبات التنس، والآن بات جزء كبير من النساء الغربيات لا يرتدين غطاء على الرأس على الإطلاق. وأصبحت أكثر الأغطية في دول الغرب تخضع لصيحات الموضة فمنها من يرمز الى الحياء أو الطاعة أو غايات أخرى»
 
أعلى