معركة الملوك الثلاث.".معركة وادي المخازن"

M!ss glaMour

جنرال

إنضم
Aug 2, 2008
المشاركات
5,685
مستوى التفاعل
38
المطرح
أينمـــا يقــودني جنــوني
احب ان اقدم جانبا من تاريخ المسلمين المشرف..اقدم لكم تعريفا عن معركة وادي المخازن او معركة الملوك الثلاث..معركة خالدة ملحمة اسلامية خاضها رجال احرار عاهدو الله على الجهاد في سبيله..لا ادري ان كنتم سمعتم بها واحب ان اعرفكم بكل ما استطعته من اختصار قد تكون طويلة لكنها تستحق حول المعركةالتي تعتبر حربا صليبية خاضتها اوروبا على الاسلام عبر المغرب..وانطلقت صرخة الجهاد وهب المجاهدون من كل انحاء المغرب لحماية الاسلام اما نصر واما شهادة..



بفضلكم أبطال "وادي المخازن" يردد فينا اليوم صوت الـــــــمـــــآذن

ولولا جهاد منكم بعزيــــــــمة وتضحية كبرى بيوم "الســـــواكـــــن


Saadi_Map.png

خريطة الدولة المغربية ابان حكم الدولة السعدية

تربع (سبستيان) عام 1557م على عرش إمبراطورية البرتغال التي يمتد نفوذها على سواحل إفريقية وآسيا وأمريكية، كان طموحه نشر المسيحية في بقاع العالم..و القضاء على الاسلام بما يحمله من حقد دفين على الاسلام وحقد خاص على المغرب الدي كان يمد اسطوله لنجدة الاندلس وكانت انداك تحكم الدولة السعدية المغربية..
فاتصل بخاله ملك أسبانيا فيليب الثاني ملك إسبانيا يدعوه للمشاركة بحملة صليبية جديدة على المغرب العربي للقضاء على الاسطول المغربي والعثماني و حتى لا يبقى جامعا يعبد فيه الله..

كانت تحكم الدولة السعدية التي تولى حكمها المتوكل على الله وهو لقب لقب به نفسه بعد وفاة الملك الغالب بالله..وكان قد قتل اثنين من اخوته وسجن اخر ليحكم وكان فظا كرهه الشعب المغربي
فتولى عمه عبد الملك الحكم مما اثار حنق المتوكل على الله الدي حاول الاستتنجاد بالعثمانين لاعادته الى الحكم لكنه لقي الهزيمة وثم استنجد بالبرتغاليين انداك على شرط ان يترك لهم الشواطئ المغربية بعد اعادته للحكم ...ولقيها ملك البرتغال سبستيان فرصة لتحقيق حلمه بالقضاء على الاسلام والسيطرة على المغرب


استعان سبستيان بخاله ملك أسبانيا فوعده أن يمده بالمراكب والعساكر ما يملك به مدينة العرائش لأنه يعتقد أنها تعدل سائر مراسي المغرب ثم أمده بعشرين ألفاً من عسكر الأسبان وكان سبستيان قد عبأ معه اثني عشر ألفاً من البرتغال ، كما أرسل إليه الطليان ثلاثة آلاف ومثلها من الألمان وغيرهم عددا ًكثيراً وبعث إليه البابا بأربعة آلاف أخرى وبألف وخمس مائة من الخيل واثني عشر مدفعا وجمع سبستيان نحو ألف مركب ليحمل هذه الجموع إلى العدوة المغربية وقد حذر ملك أسبانيا ابن أخته عاقبة التوغل في أرض المغرب ولكنه لم يلتفت لذلك

Batalha.jpg

صورة توضيحية للمعركة

أبحرت السفن الصليبية من ميناء لشبونة باتجاه المغرب يوم 24 يونيو 1578م ، وأقامت في لاكوس بضعة أيام ، ثم توجهت إلى قادس وأقامت أسبوعاً كاملاً ، ثم رست بطنجة ، وفيها لقي سبستيان حليفه المتوكل ، ثم تابعت السفن سيرها إلى أصيلا ، وأقام سبستيان بطنجة يوماً واحداً ، ثم لحق بجيشه .

250px-Maroc_Alcacer_Quibir_%28El-_Ksar%29%2C_les_rives_de_l%27oued_Loukkes.jpg

وادي المخازن الدي جرت قربه المعركة ولقبه المؤرخون بالواد المقدس

فانطلقت صرخة الجهاد في المغرب من مراكش .

أن اقصدوا وادي المخازن للجهاد في سبيل الله

واجتمعت جموع الشعب تتشوق للشهادة في سبيل الله دفاعا عن الاسلام والوطن..فكتب عبد الملك الى سبستيان.. إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك ، وجوازك العدوة ، فإن ثبت إلى أن نقدم عليك ، فأنت نصراني حقيقي شجاع ، وإلا فأنت كلب بن كلب
فلما بلغه الكتاب غضب واستشار أصحابه فأشاروا عليه أن يتقدم ، ويملك تطاوين والعرائش والقصر ، ويجمع ما فيها من العدة ويتقوى بما فيها من الذخائر ، ولكن سبستيان تريث رغم إشارة رجاله ،وكتب عبد الملك إلى أخيه أحمد أن يخرج بجند فاس وما حولها ويتهيأ للقتال ، وهكذا سار أهل مراكش وجنوبي المغرب بقيادة عبد الملك وسار أخوه أحمد بأهل فاس وما حولها ، وكان اللقاء قرب محلة القصر الكبير .
اختار عبد الملك القصر الكبير مقراً لقيادته ، وخصص من يراقب سبستيان وجيشه بدقة ، ثم كتب إلى سبستيان مستدرجاً له : ( إني قد قطعت للمجيء إليك ست عشرة مرحلةفهلا قطعت أنت مرحلة واحدة لملاقاتي ) فنصحه المتوكل ورجاله ان لا يسير اليه لكنه رفض نصحهم وصار في اتجاه القصر الكبير حيث وادي المخازن..وفي جنح الليل أمر عبد الملك أخاه أحمد المنصور في كتيبة من الجيش أن ينسف قنطرة جسر وادي المخازن فالوادي لا معبر له سوى هذه القنطرة .
وتواجه الجيشان بالمدفعيتين ، وبعدهما الرماة المشاة ، وعلى المجنبتين الفرسان ، ولدى الجيش المسلم قوى شعبية متطوعة بالإضافة لكوكبة احتياطية من الفرسان ستنقض في الوقت المناسب .
وقد كان عدد الجيش البرتغالي : 125000 مقاتل وما يلزمهم من المعدات ، وأقل ما قيل في عددهم ثمانون ألفاً ، وكان منهم 20000 أسباني ،3000 ألماني ، 7000 إيطالي ، مع ألوف الخيل ، وأكثر من أربعين مدفعاً ، بقيادة الملك الشاب سبستيان ، و الجيش المغربي : بقيادة عبد الملك المعتصم بالله ، المغاربة المسلمون 40000مجاهد ، يملكون تفوقاً في الخيل ، مدافعهم أربعة وثلاثون مدفعاً فقط ، لكن معنوياتهم عالية ؛ لأنهم غلبوا البرتغاليين من قبل وانتزعوا منهم ثغوراً ، وهم يعلمون أن نتيجة المعركة يتوقف عليها مصير بلادهم ، ولأن القوى الشعبية كانت موجودة في المعركة وكان لها أثرها في شحذ الهمم ورفع المعنويات متمثلة في الشيوخ والعلماء .

alccerquibiren3.jpg

صور ة مرسومة عن المعركة وفيها يظهر اعلام الصليبين واعلام السعديين

وفي صباح الاثنين 30 جمادى الآخرة سنة 986هـ كان ذلك اليوم يومًا مشهودًا في تاريخ المغرب، ويومًا خالدًا في تاريخ الإسلام، وقف فيه السلطان عبدالملك المعتصم بالله خطيبًا في جيشه مذكِّرًا بوعد الله للصادقين المجاهدين بالنصر، كما ذكَّر بوجوب الثبات، وذكّر أيضًا بحقيقة لا مراء فيها: "إن انتصرت الصليبية اليوم فلن تقوم للإسلام بعدها قائمة". ثم قُرئت آيات كريمة من كتاب الله بأصوات ندية اشتاقت للشهادة. وهكذا دقَّت ساعة النصر أو الشهادة، وحانت لحظات رخصت فيها الأرواح طمعًا بثواب الله وعظيم مكانة الشهيد عنده

pic01.jpg

صورة للصليبي سبستيان ملك البرتغال الدي انتهى به المطاف قتيلا في الواد
وابتدات المعركة وكان الملك عبد الملك خرج من مراكش مريضا ورغم تدهور صحة السلطان عبدالملك المعتصم بالله الذي رافقه المرض وهو في طريقه من مَرَّاكش إلى القصر الكبير، خرج بنفسه ليرد الهجوم الأول، منطلقًا كالسهم شاهرًا سيفه يفتح لجنده الطريق إلى صفوف البرتغاليين، ولكن المرض غالبه فغلبه، فعاد إلى محفَّته، وما هي إلا دقائق حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وأطبق أجفانه وهو موقن بالنصر الذي وعد الله به عباده الصادقين المؤمنين المجاهدين، وأمرُ هذا الرجل عجب في الحزم والشجاعة، لقد مات وهو واضع سبابته على فمه، مشيرًا أن يكتموا الأمر حتى يتم النصر، ولا يضطربوا، وكذلك كان، فلم يطَّلع على وفاته إلا حاجبه "رضوان"، وأخوه أحمد المنصور، وصار حاجبه يقول للجند: "السلطان يأمر فلانًا أن يذهب إلى موضع كذا، وفلانًا أن يلزم الراية، وفلانًا يتقدم وفلانًا يتأخر". ومال أحمد المنصور بمقدمة جيش المغاربة على مؤخرة البرتغاليين، وأوقدت النار في بارود البرتغاليين، واتجهت موجة مهاجمة ضد رماتهم أيضًا، فلم يقف البرتغاليون لقوة الصدمة، فتهالك قسم منهم صرعى، وولَّى الباقون الأدبار قاصدين قنطرة نهر وادي المخازن، فإذا هي أثر بعد عين، نسفها المسلمون بأمر سلطانهم عبدالملك المعتصم بالله، فارتموا بالنهر فغرق من غرق، وأُسر من أسر، وقتل من قتل. وصُرع "سبستيان" وألوف من حوله..وحاول المتوكل الخائن الفرار شمالاً فوقع غريقاً في نهر وادي المخازن ، ووجدت جثته طافية على الماء ، فسلخ وملئ تبناً وطيف به في أرجاء المغرب حتى تمزق وتفسخ .

وهكدا كانت معركة وادي المخازن معركة خالدة سطرها بحروف من دهب رجال اختارو الشهادة في سبيل دين الله..و لدالك سميت بمعركة الملوك الثلاث ..شهيد بطل لم يمنعه المرض من الجهاد في سبيل الله واعلاء كلمة الاسلام عبد الملك المعتصم..وسيدكره التاريخ باخلاص وفخر..
وملك خائن استنصر بالاعداء على بني جلدته فكان له سوء المصير هو الملك المتوكل على الله

وملك البرتغال سبستيان الدي اقبر حلمه بقبر الاسلام في وادي المخازن بعد اناصبح وجيشه اثر بعد عين بقدرة الله عزوجل ..

وفقدت البرتغال في السااعات الاربع ملكها وجيشها ورجال دولتها، ولم يبق من العائلة المالكة إلا شخص واحد، فاستغل فيليب الثاني ملك أسبانيا الفرصة وضم البرتغال إلى تاجه سنة (988هـ= 1580م)، وورث أحمد المنصور العرش السعدي في فاس.

تحية لرجال احرار قدمو ارواحهم فداءا للدين والوطن..رجال انتصرو لدينهم فنصرهم الله.وولله دره عبد الملك جعل الله مثواه الجنة ليت الزمن يجود بمثله.بهده المعركة اثبت المغرب والمسلمين هيبتهم ودفاعهم عن دينهم وقدجاءت رسل الصليبين من فرنسا واسبانيا والبرتغال بهدايا للملك احمد المنصور ووفود التهنئة بالنصر العظيم للمسلمين من كل بقاع الاسلام..

دامت المعركة أربع ساعات وثلث الساعة ، ولم يكن النصر فيها مصادفة ، بل لمعنويات عالية ، ونفوس شعرت بالمسؤولية ، ولخطة مدروسة مقررة محكمة .

كانت الاربع ساعات هي من حددت مصير اسلامية ارض المغرب الى الابد..



 

M!ss glaMour

جنرال

إنضم
Aug 2, 2008
المشاركات
5,685
مستوى التفاعل
38
المطرح
أينمـــا يقــودني جنــوني
أصداء معركة وادي المخازن في الشعر المغربي والعربي




كانت بذلك معركة غرة في جبين تاريخ الجهاد والمقاومة بالمغرب، وخلفت للمغرب ذكرا خالدا في العالمين.
وقد سجل أصداء هذه المعركة الخالدة كثير من الشعراء،ومن الشعراء الذين عاصروا الواقعة وأثرت شاعريتهم وكانت مصدر وحي لهم
الشيخ داوود بن عبد المنعم الدغدوغي الذي عاش في أواخر القرن العاشر. وقد وصف المعركة وصفا دقيقا - لا يكتبه إلا شاهد عيان - وصور شهامة الجندي المغربي وبسالته في جحيم المعركة تصويرا رائعا، وهو يستشهد بقلب ثابث الانتصار، وكيف أظهر الله المغاربة على أعدائهم حتى خلص لهم وجه المغرب وأعادوا الأمور إلى نصابها في بأس وشجاعة مطلعها

جنى النصر ما بين الظبا والكنائــن على سابقات المذكيات الصوافن

ومن لم يخض بحر الحروب فلا يرى لحوزته دون العدا خير صائــــن

وقد وقف الأستاذ عبد الله كنون رحمه الله على هذه القصيدة مخطوطة عن المرحوم محمد المختار السوسي. فبعدما وصف شاعرنا هجوم الجيش البرتغالي على المغرب وسواحله تعرض إلى مقاومة من جند الله مفتخرا بكتابئبه التي "تضرب الهامات ويهوي فيها الفرسان بأسلحتهم على الخصوم كالبزاة الكواسر" :

تجمع جند الله من كل جهـــة وقد غض من مدينة كل دائن

ونلوهم الأجناد والناس كلهم تضل بهم أبصار كل معايـــن

ثم عاد الشاعر يصف المعركة وانهزام سبستيان فيها وصفا دقيقا وعميقا " تضمن صورا وملامح تدخل في صلب الحقائق التاريخية" - كما قال الأستاذ الدكتور عباس الجراري - قد تكون مدونات التاريخ أغفلت ذكرها والإشارة إليها.

فشبت لظى الهيجاء ليس وقــــــودها سوى أنفس الشجعان وسطر الميادين

إذا أرعدت تلك المدافع أبرقــــــــت صقيلات بيض الهند فـــــوق اليمائن

فلولا البروق الخاطفات من الظــــــبا لما أبصرت عين خلال المداخــــــــن

قد انقضت الفرسان منا عليهم انقضا ض صقور الجو فوق الوراشــــــــن

وسبستيان كفتنـــــة ميـــــــــاهــــه هزيما وماء النهر أفظع كافــــــــــن

وحين قضى البتار في الكفر ما قضى وأشلاؤه نتن بغير مدافـــــــــــــــــن

رأيت ألوفا من الرؤوس تجمعـــــت ويا ليتها أيضا جدار المــــــــــــآذن

بغوا فجنوا جني البغاة فأصبحـــــوا سماد الفيافي لأسماد الفـــــــــــدادن

إلى أن حقق الله النصر للمومنين على ذوي الكفر :

هنالك نصر المومنين مؤزرا على كل ذي كفر تهجم ضاعــــن

وكان يوم مثل يوم بدر وحنين :

فذلك يوم مثل بدر وصنــــــــوه حنين بأيدي المومنين الميامــن

لقد ذاق فيه "البردقيو" من الردى جزاء مناحيس خزايا ملاعن

وقيل : الحمد لله :


فنحمد رب العرش إذا كان ديننا لأهل الوغى والبأس خير المعادن

مواطن كانت للجهاد مشاهـــدا بهن مياه العــــــز غــــير أواسن

مقارنا فيها بين أولئك المغاربة الذين صنعوا على عرش المغرب يوم النصر قام شاعره أبو فارس عبد العزيز الفشتالي - الذي بارى لسان الدين بن الخطيب في قصيدته التي مدح بها أبا سالم المريني :

أطاع لساني في مديحك إحســـــاني ولقد لهجت نفسي بفتح تلمســــان

فأنشد نونيته العصماء - ليلة عيد المولد النبوي الشريف في تهنئة المنصور بهذا النصر واصفا بلاءه جنوده في هذه المعركة التاريخية التي لم يواكبها الشاعر في وقتها، ومطلعها :

هم سلبوني الصبر والصبر من شأني وهم حرموا من لذة الغمض أجفاني

وبعد أن يشيد بحنكة كتائبه العسكرية في المعركة وبالانتصار الوطني الضخم:


وإن أطلعت غيم القتام جيوشــــــــــه وأرزم في مركومه رعد نـــــــــيران

صببن على أرض العداة صواعــــــــقا أسلن عليهم بحر خسف ورجفـــان

كتائب لو يعلون رضوى لصدعــــــت صفاه الجياد الجرد تعدو بعقبــــــان

عديد الحصى من كل أروع معلـــــــم وكل كمي بالرديني طعـــــــــــــان

من اللائي جرعن من العدا غصص الردى و غفرن في وجه الثرا وجه بستيـــان

وفتحت أقطار البلاد فأصبـــــــــحت تؤدي الخراج الجزل أملاك السودان

يخاطب ممدوحه المنصور مباركا له الفتح ويمنيه ما بين السودان وبغداد:

أيا ناظر الإسلام شم بارق الـــــنـا وبارك لروض في ذرا المجد فـــــينان

قضى الله في علياك أن تملك الدنــا وتفتحها ما بين سوس وســــــودان

وأنك تطوي الأرض غير مدافــــع فمن أرض سودان إلى أرض بغــدان

فكم هنأت أرض العراق بك العلا ووافت بك البشرى لأطراف عمان

فلو شارفت شرق البلاد سيوفكم أتاك استلابا تاج كسرى وخاقــــان

فلا زالت للدنيا تحوط جهاتـــــها وللدين تحميه بملك سليمـــــــــــان

فما المجد إلا ما رفعت سماكـــــه على عمد السمر الطوال ومـــــرّان


ويقول أبو عبد الله محمد بن علي الهوزالي من قصيدة في مدح "السلطان المشهور والأسد الهصور" أبي العباس أحمد المنصور، مسجلا فيها هول وشدة معركة وادي المخازن التي قضى فيها على الشرك والكفر :

حروب طوت البغاة وملهـــــــــم ومات لها ذكر البسوس وداحــــس

لعمرك لا أنساه يوما شهدتـــــــه وقد سفرت بين الكماة المداعـــــس

وحسبك في وادي المخازن وقعــة بها الشرك حتى آخر الدهر تاعــــس

بيمن أبي العباس صالت سيوفنــا على الشرك حتى ليس للشرك حارس

فدانوا له حتى توقع بطشــــــــه وذلت لنا منه الأنوف الغطــــــــارس

فجهز ما تحوي ذخائر ملكـــــــه يذوذ بها عن نفسه ويداعـــــــــــس

فلا زال سيف الحد في كف أحمد يذوذ بها عن دينه ويداعـــــــــــــس

وظل صدى هذه المعركة يرن في العصر السعدي وخصوصا في عهد المنصور الذي كان مزدحما بالفتوحات.فكلما هنأ الشعراء المنصور بالفتوح أو بحلول عيد المولد النبوي كانوا يشيرون إلى معركة وادي المخازن التي غذت " معلمة ومنار". وكانت تلك الإشارة من الشعراء السعديين ضرورية في هذا الظرف بالذات. وذلك لتعويد المغاربة على الاستمرارية في الجهاد وتحريضهم على تحدي الوجود البرتغالي في الثغور المغربية،وإذكاء روح المقاومة في نفوسهم الأبية:

فلأبي عبد الله محمد علي القشتالي مولدية في هذا الصدد ذكر فيها بجهاد المنصور بوقعة وادي المخازن ودفاعه عن الإسلام ضد أعدائه من حملة الصليب وعباده يقول فيها :

وجردت في ذات الإله صوارمــــــا تصول بها والعاجزون نيــــام

ضربت بها التثليت للحتف ضربـــة فلم يبق بعد للصليب قيــــام

وأمطرت وابلا "بالمخازن" قــطــــره بموت الأعادي بندق وسهـام

فكم لك من سيول مــــــــراكــــب طلعت بها كالبدر فيه تمــــام

وحولك عقبان الكماة تساقــطـــــت لبطشتها يوم الأعادي وهـام

ولاح وميض المرهفات كأنــــــــــــه وميض نجوم والدياجي قتـــام

فأبرزت فتحا دوخ الأرض صيتـــــه وزين أشتات المعالي نظـــــام

ويقول من قصيدة أخرى وقد شبه المنصور بالصقر وهو ينقض ظافرا في وقعة وادي المخازن :

وحسبك من وادي المخازن إذ طمت بحار المردى والخيل فيها جماح

فكان بها كالصقر ينقض ظافـــــــرا تساعد منه مخلب وجنــــــاح

له حالتا سيف وسيب كأنمــــــــــا تجمع في يمناه ســــــــم وراح

هذا وكلما حلت ذكرى هذه المعركة إلا وأثارت مشاعر شعرائنا المحدثين فأنشدوا مما يدل على أن معركة وادي المخازن لم تكن حدثا عابرا بل بقيت حافزا على إثارة الشعور الوطني سياسيا وأدبيا :

فللمرحوم علال الفاسي قصيدة بعنوان " ذكرى موقعة وادي المخازن أو غزوة الملوك الثلاثة" يقول في مطلعها :

بفضلكم أبطال "وادي المخازن" يردد فينا اليوم صوت الـــــــمـــــآذن

ولولا جهاد منكم بعزيــــــــمة وتضحية كبرى بيوم "الســـــواكـــــن"

وما جئتموه من ثبات وحكمة وما بان فيكم من عظيم التضامــــــن

لأضحت بلادي طعمة لعدوها كأندلس أخت الأسى والتغابــــــــــن
إلى أن يقول في وصف هذه المعركة الخالدة :

من "القرويين" انتضى كل ذائــــــــد عن الدين قوام على الحق ضائـــــــــن

فما وهنوا لما رأوه و لا انثنـــــــــوا عن الصدع بالرأي السديد للاحــــن

وهب سبستيان في نشوة الرضــــــا يرى النصر مضمونابأقدس ضامـــــن

وهاجم من ثغر العرائش زاحفــــــا إلى القصر مجتازا بوادي المخــــــازن

وقد بث في كل الجهات عيونـــــــه ونظم في الأحياء شتى المكامـــــــــن

ففرت جموع المسلمين كأنهــــــــــا غثاء تردي في مسالك عايــــــــــــن

ولكن شهما من بني الجد لــــــــــم يثبتهم حتى ارعوا للمساكــــــــــــــن

وجاء "أمير المومنين" بجيشـــــــــــه كأنهم أسد شداد البرائــــــــــــــــــــن

وهبت جموع الشعب حول إمامهـا يقودهم في البذل شيخ الضغائــــــن

وكان ضراب لم يسجل مثيلــــــــه بما اشتد فيه من ثجيج المطاعـــــــــن

وأبلى بها المنصور خير بلائــــــــــه ودبرها بالحزم تدبير فاطـــــــــــــــن

فلله منه حين ضاع منـــــــــــــــوه أدار الرحى في حكمة وتــــــــــوازن

وهبت رياح النصر في جانب الهدى وأردت سباستيان بين المــطاحـــــــن

فلله من يوم الثلاثـــــة أنـــــــــــه بداية عـــــهــــد للبنا والتصـــــــاون

فلله من وادي المخازن أنـــــــــــه قد امتلأت منه جميع الخزائـــــــــــــنوبعد يخاطب الشاعر أعداء من ملة واحدة :

فلسنا نمل الحرب حتى تعافنـــــــا ولسنا نخاف البأس من أي كائــــــــن

لئن كنتم أرقى وأعظم عــــــــدة فإيماننا أقوى وخير مدايـــــــــــــــــن

فلا تحسبوا الصحراء تبقى إليكـم ولو سنتموها بالسلاح المطاعــــــــــن

فإن الصحاري أرضنا وديــــــارنا وأبناؤها إخـــواننــــا فــــي المواطــــــن

ورغبتهم من رغبة الشعب كلـــه فلا تنكروا حقــــا بــــــدا للمعايـــــن

وقد أخلصوا للعرش في كل حالة ولم يخرجوا عن واجبات المواطـــــــــن

ويقول الشاعر عبد الواحد أخريف من قصيدته "الملحمة الخالدة" :

الحق جل جلالا زور ولا هــــــــدر وادي المخازن ذكرى حفها الظفــــــر

وادي المخازن يا أنشوذة عبقــــــت بعطرها صحف التاريخ والســــــــــير

فخر الملاحم في دنيا الجهاد فـــــــلا تدنو إلى شأوها ملاحم أخــــــــــــــر

تبقى مدى الدهر شمسا لا تغيب ولا يخفى نصاعتها غيم ولا مطــــــــــــــر

لولاك ما كانت الأمجاد كاملــــــــة وان تعددت الأشكال والصــــــــــور

وينشد الشاعر مصطفى الطريق متغنيا ببطولة وشجاعة أبناء المغرب الأباة في معركتهم الكبرى ضد الغزاة اللئام بكل شمم وإباء :

فما يوم توانوا عن نـــــــــــداء ينادي للفــــــــدى ضـــــــد اللئـــام

مغاربة أباة ليس فيـــــــــــــهم سوى ليث ومقــــتـــــدر هــــمــــام

ما خاضوا المعارك او تصــــدوا لها إلا وكانوا خـــيـــــــــر حــــــامي

معارهم لنا ذكرى انتصـــــــار وفيها للعدا ذكرى انهــــــــــــــــزام

ومعركة المخازن خير ذكــــرى وفي إحيائـــهــــا كــــل التســـــامــي

إلى أن يقول في ختامها :

فلا نرضى بذل أو هـــــــوان ورد الــــــذل فــــــــي رفع الحســــام

فهذي أرضنا الصحراء عادت بفضل مسيرة الشـــعـــــب الـــهــمام

ويقول الشاعر المرحوم قدور الورطاسي في قريضه مع ذكرى وادي المخازن يعاتب البرتغاليين على هجومهم السافل على حرمة المغرب وعزته وأمجاده :

أليس غريبا أن يشط جـــوارنا من البرتغال إذا تنادوا ليغـــضبــــوا

يسقون للحمام جيشا عرمـرما غرورا ب "الممسوخ" به الملك يلعب

ألم يذكروا بالله سالف مجــدنا وما لنا من قوى إذا الخصم "أشعـب"

ألم يعلموا أنا نرى العيش عزة وإلا فإن الموت أولى وأعـــــــــذب

ويقول الشاعر محمد الغربي هائما في وادي المخازن وذكرى جهاده واستبساله وبطولة رجاله :

أهيم فيك وأجني منك أشعاري كأمس يا سيد الوديان يا جـــــــاري

يظن أنك من عهد الزواحف لم تهدر ماؤك لا يجــــــــري بتيـــــــار

وأنت أنت كعهد الناس مندفع إلى الأمام بسرفيك مـــــــــــــــدرار

إن الأولى هزموا فيه العــدو بما أتوا من الصبر في شهره الـــــــــحار

فاثخنوهم جراحا لا بأسلـــحة فتاكة بل بحصبـــــــــاء وأحجــــــار

ثم يخاطب شباب الحمى من المغاربة شارحا لهم مغزى ذكرى المخازن :

ذكرى جهاد وتحذير وتوعيـة وقصة تبتدي من يوم ذي قـــــــــــار

حتى يكون لنا مجد تحـــس به أسفار تاريخ لا تاريخ أسفـــــــــــــارويلقب الشاعر عبد الواحد السلمي وادي المخازن بالوادي المقدس الوادي المتحدي بكل شمم وإباء لكل معتد وظالم للمطمئنين الآمنين على ضفافه :

فاض من منبع الجبــــــل يتمشى على مهـــــل

وجرى سلسا وســــــــ ال رفيقا بلا عجـــــل

ثابت الخطو راسخــــــا يتحدى كل الـــدول

تتلاشى غزاتـــــــــــــه وهو في الصدر لم يزلإلى أن يقول بعد وصف لغزوة المخازن محذرا من سوء المصير كل غازي أثيم :

قل لمن رام غــــــــزونا هاهنا الموت فارتحـــل

إن ترم قهر جيشنـــــا تجد الرمس والأجـــل

فاعتزل إن أرضــــــنا خبرتنا كــــــل الدول

إن توهمت قــــــهرنا أو تشككت فلـــتسل
ويناجي الشاعر أحمد السفياني شهداء وادي المخازن من قصيدة منشدا :

قوم إذا رفعت في الحرب رايتهم استشهدوا في سبيل المجد راضينا

هذي قبورهم إن زرتها نطقت بل تلك أرواحهم منها تناديــنا

أرواحهم من سما عليائها نزلت قد رفرفت وهوت شوقا تهنينا

وقد يستعطف وادي المخازن ليذكرنا بصور الشهامة والبطولة والأمجاد التي عاشها الوادي في وقعته الكبرى :

وادي المخازن ذكرنا بموقعــة وادي المخازن قم واخطب بها فينا

وادي المخازن لنا صـــــــورا فوق الرؤوس وذكرنا بماضــــــينا

وادي المخازن بما بلغـــــــت من المجد رايتنا نلقاك صاغـــــــينا

إن الحقيقة في التاريخ يعلمها كل الورى فاقترب وناجــــــــينا

ويعتبر الشاعر المرحوم محمد الخمار أن معركة وادي المخازن هي أنشوذة النصر والظفر على لسان الدهر وأبطالها الصناديد هم معجزة العصور والأزمان قائلا :

وصرت على شفة الدهر أنشو دة المجـــد والـــنصــــر والـظفــر

فما كان يومـــك إلا كـــبدر وإلا كــطـــحــين أو خـبـــيــــــر

ومــــا كــان أبطال يومك إلا صـــنــــاديد مفــخـــرة الأعـــصر

أعادوا لنا المجد صرحا أقامــــ ــــــــوه بالسيف والدم والـــعــــتير

ويتساءل متعجبا الشاعر حسن الطربيق عن وادي المخازن : أي واد واد المجد وإباء الضيم ودماء الفداء ؟ ؟

أي واد يسرى ندى الحواشي بــيـــن جبـينيــــه فـــــي ثرى آبائي

أي مجد على التعاقب يزجيـــ ـــه ويلقيه مثل الضوء ضوء السماء

فخقـــت كــــل رايــــة ولواء بــــدماء مــــوصــــولــــة بـــــدماء

إلى أن يقول في ختام قصيدته بعد أن وصف هذه الملحمة الخالدة :

هكذا هكذا الرجال من المغــر ب فــــي كــــل وقــعــــة ولــقـــاء

إلى غير ذلك من القصائد التي أشار إليها أستاذ الدكتور عباس الجراري في كتابه "معركة وادي المخازب في الادب
 

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
يعطيكي ألف عافية موضوع رائع يستحق التقيم :24:

:8::8::8::8::8::8::8::8::8::8:
:8::8::8::8::8::8::8::8::8:
 

M!ss glaMour

جنرال

إنضم
Aug 2, 2008
المشاركات
5,685
مستوى التفاعل
38
المطرح
أينمـــا يقــودني جنــوني
أعلى