كيف يمكن لامرأه ان تقود رجلا عظيما الى الله .. أهو حسنها فقط .. ام عقلها وحده .. ام قدرتها على الامومه .. ام قدرتها على ايقاظ الانسان الذى يجهل المحب وجوده فى نفسه
---------------------------------------------
لماذا أحببت هذه الرائحه بالتحديد ؟
قال لى صوت مجهول لا اعرف مصدره:
كنتما متجاورين فى الطين .. قطعة الطين التى خلقت منها كانت بجوار قطعة الطين التى خلقت هى منها
قلت: هذه مصادفة ..
قال: قانون التوافق يلعب دوره كما قدر الله له فى علمه الأزلى
قلت: أليس هناك قطعة طين تشبهها و لو من بعيد ؟
قال: ليس هناك مخلوق له رائحة مخلوق اخر او بصماته او صوته او لونه او معناه, هل تتصور ان الله سبحانه و تعالى يكرر مخلوقاته, أنت معتوه ..
صرخت: لست معتوها .. اننى نادم ..
قال: بل مجنون ..
---------------------------------------------
أخفى الله هذا الناموس عن العشاق فى الارض, فى اللحظه التى يحب فيها العاشق غير الله, فى اللحظه التى يهب فيها العاشق قلبه لغير الله, يضيع منه ما صرف جهده اليه, و ينقلب عليه من ترك الله بسببه, اخفى الله هذا القانون لحكمة, و لو كان هذا الآدمى يعبد الله وحده لصرت يا نور اطوع له من قميصه ..
---------------------------------------------
- من الذى خلقها ؟
- الله ..
- من الذى وضعها فى طريقك ؟
- الله ..
- من الذى الهمك ان تقول كلمه اثارت اهتمامها بك ؟
- الله ..
- من الذى خلق اصابعها بهذه الرقه ؟
- الله ..
- من الذى خلق قانون التوافق الذى انطبق عليكما فوقعتما فى الهوى ؟
- الله ..
- من الذى اخذها منك بعد ان اعطاها لك ؟
- الله ..
- ماذا وجدت بعد ان فقدتها ؟
- وجدت الله ..
- لم تفقد شيئا اذن ايها المخلوق
- اتالم الما لا حد له
- الم تفهم بعد, من الخذلان ان تظن ان تدبيرك لنفسك اصلح من تدبيره لك
- ابدا (ازداد حيره) .. لماذا فعل الله بى ذلك ؟
- لانه يريدك
- ذهبت الى الله فلم اجد انه يريدنى
- تقول انك ذهبت الى الله .. ماذا سالته حين ذهبت اليه ؟
- سالته ان يعيد الىّ نور
- لم تذهب الى الله, انما ذهبت الى نور, اخطات الطريق, الذين يذهبون الى الله لا يطلبون غير الله .. هل اجابك الله طلبك ؟
- لا
- سالتك نور شيئا قبل ان تذهب, هل اجبتها لما تطلبه ؟
- لا .. لكنها بعد ان ذهبت فعلت كل ما طلبته ..
- لا يهمنى ما حدث بعد ان ذهبت, اكنت تحبها ام تكرهها حين لم تجبها لما تطلبه
- كنت احبها حبا لم اعرف اننى قادر عليه
- كان الاستجابه ليست دليلا على القبول
- نعم
- و كان الرفض ليس دليلا على الرفض
- نعم
- الحمد لله .. لا تحزن لان الله لم يعطك ما سالته .. انما حاول ان تفهم .. لم تكن فى الطريق الى الله .. كنت فى الطريق اليها .. الذين يسيرون الى الله لا يسالون الله شيئا .. يقول لك الرحمن الرحيم " سلنى, اجيبك يا عبدى المحب " .. لكنك لا تساله شيئا .. انك تتأمل بالهيبه و الدهشه و الحب هذه المشاعر التى تولد داخلك .. لقد وصلت لمرحله لا تريد فيها ان تسال الله شيئا .. تخجل ان تساله .. انت سعيد بوجودك بين يديه .. بغيابك عن نفسك بين يديه .. لقد تساوت الاضداد و تداعت المسافات و قارب طرف المجره البعيد طرفها القريب, و سجدت النجوم فرأيتها تسجد, و سجدت الاشجار فسجدت قبلها و سمعت من الارض اى دعاء قالته و هى تسجد .. انتهى الامر .. انت الان تحب حبا من نوع اخر .. حبا تشاهد فيه مصدر النور لا نور وحدها .. كانت حبيبتك بكل ما اثارته من متاعب و آلام .. مجرد جدار يستلقى عليه بعض نور ينعكس من انوار تجىء من انوار تنبعث من انوار معك الان مصدرها
و يقال لك اليك نور التى اوجعت قلبك بسببها ..
و تقول انت .. رب لا اريد غير حبك
و يقال لك .. انت فى مقام المحبين, اصعد الى مقام المشتاقين, و تصعد من مقام الحب الى الشوق, و من مقام الشوق الى الولايه, و من الولايه الى القرب, و مع كل درجه تصعدها تذهب انت ..
قال شيخنا الاكبر الجنيد .. يذهب هو .. يذهب العبد, يصير شبحا تجرى عليه تصاريف القدرة .. يضيع المحب فى محبوبه ..
أذهب الان ..
- سالنى سمير الشيخ قبل ان اذهب
ما هو الحب ؟
- اقامة العتاب على الدوام
- على اى شىء تقيم العتاب
- على النفس
- خطأ, حقيقة المحبة ان تهب كلك لمن احببت .. فلا يبقى لك منك شيئا تقيم عليه العتاب.
---------------------------------------------
ليس هناك غير حل واحد يقف امام فساد الحياه و ذلك حب الله ..
ان فى الحب عنصرا خاصا للمقاومه .. الذين يحبون يقاومون عادة, و على قدر درجة حبهم تجىء صلابة المقاومة .. هذا قانون من قوانين الكون ..
يقول الله تعالى " يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه, فسوف يأتى الله بقوم يحبهم و يحبونه "
ان الله لا يخوّف الذين يرتدون عن دينهم بان يلقيهم فى النار, او يصب عليهم النحاس المصهور, و انما يخوّفهم بالحب, بان يستبدل بهم قوما يحبهم و يحبونه .. ان الارتداد عن الدين هو الشرك .. و ليس فى الوجود اقسى من فساد العقل .. و الله يحارب الشرك بالحب .. بأرق ما فى الوجود و هو الحب ..
لم يقل الله انه سيستبدل بهم قوما مؤمنين او صالحين او اتقياء .. ثمة مسافة بعد هذا كله .. هى مسافة المحبين ..
و ليس امام الناس سبيل لو ارادوا طريق الله غير طريق الحب ..
مذكرات صائم
أحمد بهجت