مقترحات ساخرة لزيادة الدخل القومى للأنظمة العربية


إنضم
Mar 30, 2009
المشاركات
12
مستوى التفاعل
0
المطرح
حلب
تمهيد
بحّت أصوات الغيورين بدعوة أنظمة الحكم فى بلادنا إلى حسن استثمار ثرواتنا وبوقف الفساد ومعاقبة أهله، وبتقديم مقترحات فاعلة للنهوض ببلادنا كعودة طيورنا المهاجرة، وبإعادة النظر فى تفاوت أجور العاملين، وبجعل رسوم الضريبة في الموانئ بالعملة المحلية لزيادة الطلب عليها، وبالتخفف من الإجراءات الروتينية أمام المستثمرين، وبتوجيه الاستثمار في الصناعات الثقيلة لا الاستهلاكية، وغير ذلك.. أما وقد لاقت تلك المقترحات الجادة طريقها للإهمال فتلك مقترحات ساخرة عسى الأنظمة أن تنتبه أو أن ترعوى
*******
فى معظم بلداننا العربية أجهزة شرطة وأمن داخلي هى من أنجح الأجهزة، تتشابه فى الأساليب، وتتفق فى التبعية لشخص الحاكم لا الوطن، تطّلع على أحدث أساليب التعذيب، وتلتهم ميزانيات الدولة على حساب التنمية، ولقد اعترفت الدول الغربية بتفوق أجهزتنا الأمنية فى انتزاع الاعترافات من المتهمين ظلما ولا نتجاوز الحق حينما نعلن أننا نقوم بالتعذيب نيابة عن أمريكا وغيرها.. هذا فى حين بات من المعروف فشل إدارة الاقتصاد فى معظم بلادنا العربية وزادت ديوننا وقلت مصادرنا الإنتاجية، وحققت بلادنا طفرة وتقدما نحو الفساد فانتقلت به من الفساد إلى الإفساد، وصارت هذه نغمة منتشرة فى بلدان كثيرة وكأن الإفساد ممنهج وله جدول زمنى تتسابق الأنظمة لدينا فى التسارع إليه، بل وصل الأمر ببعض البلدان أن صار قانونها ينظم عمليات النهب المنظم لثروات البلاد.. ويا للأسف فإن هذا القانون لا يصيد الحيتان إنه يصيد الذباب فقط
من هنا نتقدم ببعض هذه المقترحات لزيادة الدخل القومى لأنظمتنا الدكتاتورية ونتخذ مصر نموذجا قد ينسحب مثله على بعض بلداننا الأخرى عساها ترعوى من السخرية
*******
وزارة الاتصالات
يمكن لوزارة الاتصالات أن تجرى مسابقة للتنفيس عن الجماهير فمثلا تعلن: عزيزى المواطن اتصل على رقم كذا ..., واختر اسم الوزير أو أحد هتّيفة النظام الحاكم الذى تريد أن تبصق عليه...وإذا اتفقت إجابتك مع الأغلبية سوف تحصل على جائزة قيمتها مئة ألف ليرة علما بأن سعر الدقيقة خمس وعشرون . وبذا سوف تحصِّل وزارة الاتصالات أكثر من 90 مليونا من الليرات فى المسابقة الواحدة وهي قابلة للزيادة عند اتصال العاملين بالخارج
ويمكن إجراء عدة مسابقات أخرى على مثال ذلك، فمثلا يحتمل أن يتضامن العرب والغربيون إذا كانت المسابقة لإعلان رفضك للحكم بالتوارث لأحد أبناء الحكام السابقين .. فقد تحصل الوزارة على مليارات ولا مانع من تزوير أصوات الناس أيضا
*******
وزارة الصحة
يمكن لوزارة الصحة أن تزيد مواردها من خلال طرح إعلان وهمى بتوفير علاج لمرضى الكبد
مثلاً فى سوريا مليون مصاب ومصابة بأمرض بالكبد منهم 200 ألف فى انتظار الموت فى فترة من خمس إلى عشر سنوات.. لا يتعدى سعر هذا العلاج الوهمى 3000 ليرة.. 60 دولار تقريبا.. وبذا سوف تحصل ما قيمته 500 مليون ليرة... ولا مانع من تكرار تلك اللعبة السخيفة كل عام...مع بعض الأمراض الأخرى التى تقدر بالملايين كالسرطانات والفشل الكلوى
*******
ديوان رئاسة الجمهورية
يمكن بالاتفاق مع هيئة البريد أن تعلن عن جائزة للإبلاغ عن أى قضية فساد، وحيث إن لدينا فى سوريا قضية فساد كل تسعين ثانية وفقا لتقارير الرقابة الإدارية فمن المحتمل أن تزداد موارد البريد ومن ثم الدخل القومى.. مع ملاحظة الإبقاء على الفساد حتى يزداد الدخل القومى عاما بعد عام
*******
وزارة الداخلية
يمكن لوزارة الداخلية أن تفتح باب الزيارات للمعتقلين مقابل دفع رسم دخول 1000 ليرة لكل فرد وحيث إن عدد المعتقلين يقترب من ثلاثين ألفا بما يحتمل أن يمثل ذلك نفس الرقم لعدد الأسر التى لديها معتقل فضلا عن معارفهم وأصدقائهم، وحيث إن متوسط عدد الأسرة السورية خمسة أفراد فمن المحتمل تحصيل مبلغ 150000000 ليرة تقريبا عن زيارة الأسرة لمرة واحدة.. قابلة للزيادة حين تكرر الزيارات
*******
وزارة التربية والتعليم
لو أن وزارة التربية (سابقا) والتعليم تعطى الطلاب أموالا بدلا من التغذية التى لا نعلم مصدرها لكان ذلك خيرا لها وأقوم، ولو أنها منعت تلك الأموال وخففت مصاريف الدراسة عن الطلاب لكان خيرا، ولو أنها امتنعت عن سفه إلغاء السنة السادسة ومن ثم إعادتها لكان خيرا لها، ولو أنها تبنت مشروع تشغيل طلابها فى الأجازة الصيفية لكان خيرا لها، ولو أنها أعادت توزيع ميزانيتها على رواتب المعلمين وأنشطة الطلاب لكان خيرا لها، وخير من ذلك كله ألا تلهث وراء إفساد التعليم أو إجراء صفقات مشبوهة بأموال طائلة حيث ستحظى حينئذ بموارد كافية
*******
على هامش الموضوع
كان السوري يسخر من أحداث الزمن، ومصائب الدهر، وبطش الحكام بالنكتة لا سيما السياسية ولعلماء الاجتماع دراسات حول ذلك، فدراسة هذه النكت تكشف عن تطلعات المجتمع ورغباته وانتقاداته كما تكشف عن نوعية التفاعل والعلاقات التي تربط المواطنين بذاتهم، كما إنها تمثل إحدى الوسائل الدفاعية اللاشعورية التي يعتمد عليها الإنسان لمواجهة الضغوطات الناجمة عن العالم الخارجي، مثلها مثل سائر الوسائل الدفاعية الأخرى تحاول أن توجد نوعا من التوازن النفسي و إخراج الدوافع و الطاقات المكبوتة.. وغير ذلك مما هو مجاله علم الاجتماع السياسى، أو علم النفس
لكنى أخشى تبدل البنية النفسية للسوريين / المقهورين وقد باتوا يرون قيمهم وتراثهم بله أعراضهم تنتهك أن يكونوا فقدوا البسمة لتحل محلها الاكتئاب والإحباط فينتحرون يأسا وتشاؤما...وهذا ما لا يرضاه الفاقهون لقومهم
 
أعلى