عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
عرب الـ 48 تشرّبنا ثقافة ما أنزل الله بها من سلطان , كنا متقبّلين لأن نكون مكبّ نفايات الثقافة اليهودية والغربية , ولولا الصحوة الإسلامية المباركة لوصلن لمناحٍ من
الحياة مجهولة , زد عل ذلك الانقطاع التام بيننا وبين شعبنا العربي .
بطبيعة الحال فإني لا أتجنى علينا , وعلينا هذه , أشعرها أكبر منّا , فما أن تدخل لأحد مواقعنا العربية الشهيرة حتى تقف مشدوها فاغرا الفم , ترى ردودا بأحرف أجنية , انجليزية كانت أو عبرية , تقرأها فتصيبك الصدمة , فإنك لا تفهم كلمة واحدة , فما السر يا تُرى ؟ يكتبون كلمات عربية بأحرف انجليزية أو عبرية , أرأيتم تطورا أكثر من هذا , فإننا وعلى ذمة سعيد صالح , نتكلّم لغات , نوّهنا عدة مرات فما وجدت إلا آذانا قد امتلأت وقرا , وكتبنا مرات بهذا الخصوص , ولكن دون جدوى , وهذه واحدة منها .
الحياة مجهولة , زد عل ذلك الانقطاع التام بيننا وبين شعبنا العربي .
بطبيعة الحال فإني لا أتجنى علينا , وعلينا هذه , أشعرها أكبر منّا , فما أن تدخل لأحد مواقعنا العربية الشهيرة حتى تقف مشدوها فاغرا الفم , ترى ردودا بأحرف أجنية , انجليزية كانت أو عبرية , تقرأها فتصيبك الصدمة , فإنك لا تفهم كلمة واحدة , فما السر يا تُرى ؟ يكتبون كلمات عربية بأحرف انجليزية أو عبرية , أرأيتم تطورا أكثر من هذا , فإننا وعلى ذمة سعيد صالح , نتكلّم لغات , نوّهنا عدة مرات فما وجدت إلا آذانا قد امتلأت وقرا , وكتبنا مرات بهذا الخصوص , ولكن دون جدوى , وهذه واحدة منها .
ملكات لكمات الكلمات
كلمات قضمتها الأسنان ولاكتها الألسن , عافتها النفوس , وملّت منها الطقوس , أُريدَ بها التفاخر أو التظاهر والتناحر أو ربما التناظر , فما كانت غير سِباب أو مرقعة . كلمات دخيلة صارت لطخة سوداء وشجرة جرداء ودرب عوجاء في جبين لغتنا الغراء .
نسمعها في المجالس , في المساجد والكنائس , في الشوارع والمرابع , نقرؤها في الكتابات وتطالعنا في التعليقات , وعلى جميع الموضوعات والمقالات , تلاحقنا حيث نكون , بالتحرك والسكون . ترى الرجل الذي ينزل كلامه كالأُسْرُب يزيدك بلاء إلى بلاء , وشقاء إلى شقاء , بل قل وباء إلى وباء , كالمُحْشِف يسيء كيل بكلمة أو كلمتين من تلك الكلمات , أو نغمة من تلك النغمات .
أمسينا اليوم في حال مزرية , حال بين حالين , لا على العربية باقون , ولا إلى الأعجمية مرتحلون , بل خلطنا " رديء " هذه بساقط تلك في خليط أردأ من الاثنتين . مع ذلك , ترى الرجل من بني جلدتنا حين يرفأ كلامه ويفتقه , كالذي يُخرج الذهب بافتخار وفي غير موضعه ينفقه , يرجع إلى الخلف ثم ينفخ صدره وكأنه ملك حقيبة الدفاع الأمريكية , أو حقيبة المال السعودية , أو اكتشف ما لم يعرفه الجن الأزرق , وما مَثَله إلا كرجل امتلأ من قمامة , ثم عاد يقيء ما في جوفه على نفسه , أو كماشٍ في السوق عابر , وعورته بادية لكل ناظر , المقيم والسائر .
ليت شعري , أعجزت العربية عن سدّ المكان وملء الفراغ ؟ أم ضاقت بنا فلم نجد إلا أن نرقعها ؟ أم عيّت بقضاء حاجاتنا ؟ ثم لو فرضنا أنها عجزت وضاقت وعيّت , أوّيحق لمن يرقع ما يلبس أن يتفاخر بترقيعه ومرقعه ؟!
ثم سؤال آخر : هل عُدمت اللغات التي نرقع بها لغتنا , فلم نجد إلا الملفّق والمركب واللقيط ؟ كلغة الأنجلو والتي نِصْفها إغريقي وربعها روماني وربع لا أم له ولا أب . أو العبرية التي أقلّ ما يمكن أن يقال عنها أنها من فتات لغات الشعوب . إن ما يزيد الجرح عمقا والمصيبة قدرا , أنها لغات من وطئت أساطيلهم شواطئنا لحربنا , واحتلال أرنا , ونهب مقدراتنا , ودنّست أقدامهم أراضينا ومقدّساتنا .
إخواني الأفاضل , هذه مأساة من مآسينا حين تركتنا الشواهق للخفض وهجرنا العلو للدنو , تركنا الجمال والبلاغة والفصاحة , إلى القبح والدمامة .
لِنَكُن واقعيين , لا نريد العودة إلى الفصحى القديمة , وكفانا أن نتحدث كل بلسانه , بلا تقعّر ولا تنطّع ولا تفيهق , بكلمات شوهاء عرجاء لا تزيد البلاء إلا بلاء . وإذا اضطررنا إلى رطانة الأعاجم ولسانهم , فلنأخذه بأحسنه ولنتكلمه كما يتكلمون , لا بتكسير الجهلة وثرثرة الكهلة , وليكن ذلك في حدود ما اضطررنا إليه , فإذا جاوزنا أو تخطينا حد الضرورة فالعود أحمد , ومع كل ما قيل وما يقال تظل لغتنا العربية الياقوتة في تاج اللغات .
عمر رزوق
أبوسنان
أبوسنان