وكالة تصنيف ائتماني توجّه ضربة لمنطقة اليورو

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
خفضت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندارد اند بورز" درجة فرنسا وثماني دول أخرى في منطقة اليورو، ليس بينها المانيا، لتؤجج بذلك الازمة الإقتصادية الاوروبية، بينما يبدو أن مفاوضات حيوية حول اليونان قد تواجه الفشل.
وقد خسرت فرنسا بموجب الاجراء الجديد تصنيفها الممتاز "ايه ايه ايه" الذي كانت تتمتع به مع المانيا مما يسمح لهاتين الدولتين بالاستدانة بكلفة اقل.
وفي بيان نشرته، ليل الجمعة السبت، قالت الوكالة ان "المبادرات" الاخيرة للقادة الاوروبيين تبدو "غير كافية للتصدي بشكل كامل للمشاكل في الانظمة في منطقة اليورو".
وانتقدت الوكالة الحلول التي تعتمد بشكل شبه حصري على اجراءات تقشفية.
ودانت المفوضية الاوروبية على الفور "القرار الخاطىء" الذي اتخذ بينما يقوم الاتحاد النقدي "بالتحرك بشكل حاسم على كل الجبهات لمعالجة الازمة".
وكانت وكالة التصنيف الاميركية حذرت في الخامس من كانون الاول الماضي من انها يمكن ان تخفض تصنيف 15 دولة في منطقة اليورو بينها البلدان الستة التي تتمتع بدرجة "ايه ايه ايه".
لكنها في نهاية المطاف حرمت فرنسا والنمسا فقط من هذه الدرجة وصنفتهما بدرجة "ايه ايه+"، كما خفضت درجة مالطا وسلوفاكيا وسلوفينيا.
وخفضت الوكالة ايضا درجتين تصنيف ايطاليا واسبانيا والبرتغال وقبرص ووضعت الدولتين الاخيرتين في فئة الاستثمارات المبنية على المضاربة.
في المقابل، احتفظت اربع دول هي المانيا وفنلندا وهولندا ولوكسمبورغ بتصنيفها بدرجة "ايه ايه ايه" كما لم يخفض تصنيف بلجيكا واستونيا وايرلندا.
ووضعت "ستاندارد اند بورز" كل دول منطقة اليورو بإستثناء المانيا وسلوفاكيا "امام آفاق سلبية" مما يعني ان هناك احتمالاً يعادل واحداً من كل ثلاثة لخفض جديد قبل نهاية 2013.
وما زالت فرنسا تتمتع بتصنيف "ايه ايه ايه" لدى وكالتين دوليتين كبيرتين للتصنيف هما "موديز" و"فيتش.
وجاءت خطوة ستاندارد اند بورز في اسوأ وقت للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي جعل من المحافظة على درجة "ايه ايه ايه" اولوية، وقبل مئة يوم من الاقتراع الرئاسي الذي سيترشح فيه على ما يبدو.
وفي تعليق على التصنيف الجديد، قال وزير المالية الفرنسي فرانسوا باروان "هذا ليس خبرا جيدا" لكنه "ليس كارثة"، محاولاً تخفيف وطأته.
واضاف، بعد اجتماع ازمة في قصر الرئاسة مع ساركوزي ورئيس الوزراء فرانسوا فيون ووزيرة الميزانية فاليري بيكريس، أنه "ليست وكالات التصنيف هي التي تملي سياسة فرنسا".
من جهته، لفت نظيره الالماني فولفغانغ شويبله انه "يجب عدم المبالغة في تقدير حكم وكالات التصنيف الائتماني". واضاف ان "فرنسا تسير على الطريق الصحيح"، معبراً عن تضامنه مع اكبر شريكة لالمانيا.
اما منطقة اليورو، فقد اعلنت، أمس الجمعة، عزمها على بذل قصارى جهدها للحفاظ على التصنيف الممتاز لصندوق الانقاذ عند مستوى "ايه ايه ايه.
وقال المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية اولي رين في بيان انه "يأسف للقرار غير المنطقي لستاندر اند بورز". واشار غلى أن "بعد التحقق من أن التوقيت لم يأت صدفة، اشعر بالاسف ازاء القرار غير المنطقي الذي اتخذته ستاندرد اند بورز في ما يتعلق بتصنيف دول عدة في منطقة اليورو في وقت تعمل هذه المنطقة بشكل حاسم على كل الجبهات لمعالجة الازمة".
من جانبه اعلن رئيس مجموعة وزراء المال في منطقة اليورو جان كلود يونكر، في بيان، ان البلدان التي تقدم ضماناتها لصندوق الانقاذ المالي لمنطقة الاتحاد الاوروبي "تؤكد عزمها استكشاف الخيارات للحفاظ على تصنيفها عند ايه ايه ايه".
وتزامن كل ذلك ايضاً مع خفض التصنيف الممتاز للنمسا وتراجع تصنيف ايطاليا درجتين الى "بي بي بي+.
وهي المرة الاولى التي تنتقل فيها ايطاليا الى المستوى "بي" لأنه لم يسبق ان سحبت أي وكالة تصنيف الدرجة "أ" من ايطاليا. وكانت ستاندرد اند بورز خفضت في ايلول تصنيف ايطليا من أ+ إلى أ، وبررت ذلك بعدم استقرار حكومة برلسكوني والتردد بشأن تدابير التقشف.
وجاء نبا آخر سيء من اثينا، مركز ازمة الديون منذ بداية 2010، حيث اعلنت البنوك تعليق مفاوضات مع اليونان حول مقاييس اعادة هيكلة الديون.
 
أعلى