22 ألف ساعة أمام التلفزيون

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
بعيداً عن الأوضاع الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية ومنها بلدنا سورية، وبعيداً عن ما تبثه الأقنية الصفراء من سموم،. غدا التلفزيون جزءاً مهماً من حياة الأسرة العربية لأسباب عديدة أكثر ما تتعلق بسحر هذه النافذة في مجتمعات دول العالم الثالث ومنها المجتمع العربي هذا الواقع يمثل تحدياً أمام الأسرة العربية فمنذ ما يزيد عن العام قدم أحد المحاضرين العرب معطيات عن واقع البث التلفزيوني وأثره على المجتمعات العربية مستنداً في ذلك على تقرير من الاستخبارات الأمريكية (cia) جرى استعراض بعض مؤشراته التي أكدت وجود /13/ ألف قناة في العالم، منها 7500 قناة مشفرة و5500 مجانية وفي العالم العربي ما يزيد عن /700/ قناة تبث من /17/ قمراً صناعياً يشاهدها أكثر من /150/ مليون مشاهد للقنوات المفتوحة بينما /42/ مليوناً للمشفرة من ضمن القنوات الموجهة لنا /112/ قناة خلاعية تبث باللهجات العربية. ‏
البث التلفزيوني المتعدد الأغراض والأهداف والألوان بالتأكيد جذب شريحة واسعة من المجتمع العربي خاصة فئة الشباب من منطلق أن الاعلام يسلك أساليب التأثير غير المباشر التي يتم بناؤها بطريقة تراكمية بطيئة بخلاف التعليم الذي يعتمد على السلوك المباشر بالمعلومة، إضافة إلى أن الاعلام يخاطب شرائح متجانسة في آن واحد بينما التعليم يقسم الخطاب حسب الشريحة والاعلام له جمهور متعدد الدوافع والنظرات والثقافات بخلاف التعليم. ‏
عوامل الجذب تلك وبحسب الخبراء، تؤثر في الشباب العربي بشكل كبير فإذا تخرج الطالب من الثانوية العامة يكون قد أمضى أمام الشاشة ما يعادل /22/ ألف ساعة في المقابل يكون أمضى في مقاعد الدراسة ما يقارب /14/ ألف ساعة أما في الجامعة فيكون أمضى أمام الشاشة أكثر من ألف ساعة بينما في الدراسة /600/ ساعة أوضحت دراسات أمريكية حديثة أن التلفزيون يجمع العائلة فيزيائياً ويفرقها عاطفياً. ‏
لذلك قد لا نستغرب أن نشاهد فتاة في العشرين عاماً لا تأكل مع أهلها، بل يتم تقديم الطعام لها في غرفتها وقد يمر يومان أو ثلاثة دون أن تجلس مع والديها كما أثبتت دراسات غربية أن التلفزيون هو الوالد البديل للأبناء. ‏
وللأسف رغم قلة عدد القراء لدينا وتدني نسبة القراءة لدى عامة الشعب العربي يلعب التلفزيون دوراً سلبياً في تعميق هذا التدني إذ أكدت دراسات أن زمن القراءة للطفل العربي لا يتجاوز ست دقائق في العام الواحد حسب تقرير (الإيسيسكو) الذي يؤكد ضعف القراءة بسبب الإعلام مبيناً أن خطورة الإعلام على الطفل تكمن في وقت بقائه الكبير أمام وسائله وسرعة تأثره وأنه لا يملك رقابة ذاتية. ‏
رغم هذه المخاطر التي تلحق بالأجيال جراء الإعلام وعلى رأسها التلفزيون لكن لا نغفل الدور الإيجابي للعديد من القنوات التلفزيونية الجادة التي تسعى إلى تلمس الواقع والحقيقة وبطريقة موضوعية بعيداً عن التحريض والترويج الذي يلحق الأذى بالمجتمع. ‏
مع ذلك التلفزيون اليوم هو الوسيلة الأخطر الذي يركز عليها الغرب للسيطرة على شعوب الأرض بدءاً من الغرب إلى الشرق ولو كان ذلك عن طريق أقنية الشعوذة والسحر. ‏
 
أعلى