أناديكِ في الصّرصر العاتيهْ
وبين قواصفها الذاريه
وأدعوكِ بين أزيز الوغى
وبين جماجمها الجاثيه
وأذكر جرحكِ في حربنا
وفي ثورة المغرب القانيه
فلسطينُ... يامهبط الأنبيآ
ويا قبلة العرب الثانيه
ويا حجّة الله في أرضه
ويا هبة الأزل، الساميه
ويا قدُساً، باعهُ آدم
كما باع جنته العاليه
وأضحى ابنه بين إخوانه
يلقّبه العرْبُ ، بالجاليه...
فلسطينُ، والعُرب في سكرة
قد انحدروا بك للهاويه
رماكِ الزمان بكل لئيمٍ
زنيمٍ، من الفئة الباغيه
وكل شريد على ظهرها
تسخّره، بطنه الخاويه
وألقى بكِ الدهر شُذّاذه
ومن لم تؤدِّبْهُ " ألمانيه"
وصبَّ بكِ الغَرب أقذاره
ورجسَ نفاياته الباقيه
وحط ابنُ صهيونَ - أنذالهُ
بأرضكِ، آمِرةً ناهيه
ومن ليس يهتزُّ فيه ضمير
ولا في حوانيهِ إنسانيه
وبالمال تغدقه الصدقات
مضت فيك بائعة شاريه
ودسّ ابن خريون- أوساخه
فعجّلَ -من نتنها- الغاشيه
بكيتِ فلسطينُ في حائط
به - قبل - قد كانتِ الباكيه
فيالكَ من معبد نجسّوا
حناياه بالسوءة الباديه
ويالك من قِبلة كدّسوا
بمحرابها الجيَف الباليه
ويالكَ من حَرم آمِنٍ
جياع ابن آوى به عاويه
فلسطين:
أيا شاعر العُرب ذكّرتني
وهِجتَ جراحاتي الدامية
لقد كان لي سبب للبقا
فقطّع قومي أسبابيه
ورحتُ أباع وأشرى
كما تباع لجزارها الماشيه
وأُشنَقُ في حبل مستعمِري
وأصلَب في كف جلاديَه
ويسلبني عزتي ، غاصبي
وتنهبُ داريَ ، قطاعيَه
وفرقني "الخُلْفُ" أيدي سَبَا
وشتت في الأرض أوصاليَه
فأصبحت أَرسُف في محنتي
وقومي عن محنتي لاهيه
وفي سكرة ضيعوا عزتي
ولم يغن ِ عني سلطانيَه
فلا أنا حققتها بيدي
ولا سلَّح العُرب أبنائيه
وزودني العُرب بالصلوات
وبالشعر.. والخطب الناريه
وماذا عساه يفيد الكلام
وما سوف تصنعه القافيه؟
فلا الدمع يدفع خطبي الرهيب
ولا دعوات، ورهبانيه
وماذا عساها تصنع الصلاة
إذا أسكت العُرب رشاشيه..
فلو كان لي أمر تدبيرها
لما احترت في أمرها ثانيه
وكنت الجزائر في زحفها
وأهويتُ بالفأس:أذرو الجذوع وحققت بالشعب آماليَه
وأسحق بالنعل ثعبانيه
وألهبتُها فوق أرض الحمى
وحررت بالشعب أوطانيه
وغسّلت عاراً على جبهتي
وأعليت ، بالهامة الحانية
فأقصف من لم يصن حرمتي
وأخسف بالأرض ، أصناميه
ومن كان دلاّلَ ، أعجوبتي
ومن قد تسبب في عاريه
ومن قد أعان على نكبتي
ومن كان (عيْنا) لأعدائيه
ومن كان سمسار أسلحتي
فعجل بالغدر- إذلاليه
وناديت بالدم عدل السما
وقدمتُ للنار قربانيه
وخلدت (حطين) في مقدسي
وجددت غزوة "أنطاكية"
وناديت إن خذلوا ثورتي
من " القادسيةِ " أنصاريه
وجندتُ من " خالد بن الوليد"
و" سعد بنِ وقاص" أبطاليه
فأقتص من " قوم موسى" غدا
وآخذهم أخذة رابيه
هو الشعبُ...لا السادة المترفون
يحقق للنصر ، أحلاميه
ومن يحتقر وثبات الشعوب
تُذِبه، أعاصيرها السافيه
"إذا جاء موسى، وألقى العصا"
تلقَّفُ ما يأفِك الطاغيه
العَرب :
وقال ابن يعرب ، لما تيقظ :
لم أدر من سكرتي ماهيه ؟
ولم أتفطن (لثالوثها)
ولم أدر من غفوتي ماهيه ؟
فلم تُجد في صدها
ولم يَفدني في القضآ ماليه
وفوضت أمريَ، للحاكمين
فضيع قدسيَ ، حكّاميَه
وهام السَّراة بنُعمى الحياه
وعاتوا (انتهازا وإقطاعيه)
وهل يُرتجى العون من معشرٍ:
قواعدَ ، طاعمةٍ ، كاسيَه
فيا ليتني ، لم أخن ثورتي
ولم أُطفِ نيرانها الحاميه
وياليتها ، لم تكن هدنة
(ويا ليتها، كانت القاضيه)
فلسطين ...لا تيأسي ، إنني
سأصلحُ في الشرق أخطائيه
لئن خنتُ فيما مضى إنه
يوبخني - اليومَ - وجدانيَه
تخاذلت ، وانهار مني الضمير
فضيع أرضيَ خذلانيه
وأهملت قدسيَ، نهْبَ الذئاب
فألبسني الخزيَ إهماليَه
وأعرضتُ ، عن صارخٍ من نداكْ
وطاوعت في الكيد شيطانيه
ولطختُ ، عرضيَ ، بين الورى
وسايرتُ للإثم أهوائيَه
فإن تصفحي اليوم عن زلتي
تكفِّرْ عن الذنب ، أفعاليه
وكيف أنام ، على غادرٍ
يفتت في الأرض أكباديَه
يهددُ أمني ثعبانُه
وتقضم أفعاه أحشائيه
تيقظَّ فيَّ ، الدم العربيّْ
وطهرني اليوم إيمانيه
لئن نام من قبل فيَّ الضمير
وأخلدَ للموت ، إحساسيه
فإن العروبةَ ترْبَأُ بي
وينهانيَ اليومَ قرآنيَه
مصيركِ، آخُذه بيدي
وأدعو إلى الثأر إخوانيه
وأقْفُوا الجزائرَ، في زحفها
وأعضدُ ثورتها الغاليه
وأغضب، غضبة ليثِ (القنال)
وأذكر(بِنزَرْتَ) و(الساقيه)
فلسطين ... لاتجزعي ، فالسمآ
ستسنِدُ للنصر ، إخلاصيه
فلسطين ... لاتقنطي ، فالحمى
أنا العربيُّ، الكريم الجدود سيُنصفه اليوم أحراريه
أنا النور ، في الليلة الدّاجيه
أنا الشعب ... والشعب لا ينثني
أنا الحرُّ، إن حلّتِ الداهيه
الشاعر :
أنا ابن الجزائر ... من أمة
على دمها ، تصعد الرابيه
على ذَوْبِ أكبادها ، ترتقي وفوق جماجمها ، ماضيَه
غدوتُ ، لثورتها ، شاعرا
من النار والنور ، ألحانيَه
فلسطين ... في صلبنا ، لُحمةٌ
جراحاتها ، في الحشى، ثاويه
عروبتنا ، في ضمير البقآ
وشائجُ ، راسخةٌ ، راسيه
فلسطين ... في أرضنا ، بعثُها
ومن أرضنا تزحف الحاميه
ومن أرضنا... نقطة الإنطلاق
وثورتنا ... حَجرُ الزاويه
عقيدتنا في الورى (وَحدة)
وأسمى العقائد- وَحدانيه
"محمد" أبقى لنا ، عبرة
من (الذئبِ ، والغنم القاصيه)
وفي نكبة العرب ، موعظة
ٌ مدى الدهر- للمهج الواعيه
فَمُدّوا يداً ، نحمِ أوطاننا
وننقذْ حمانا ، من الهاويه
فإن تنصروا الله ينصركمُ
وينجزْ ، أمانيكُمُ الغاليه
ولن يخلفَ الله، ميعادَه
ولا ريب ... ساعتنا ، آتيه...