الليلة السادسة و الخمسون ..~
دقت الساعة الثانية عشر .. وعلى ضوء القمر .. وصوت حفيف الشجر
وصوت المطر المنهمر .. وردائي الأحمر
سمعتُ صوت مشي أقدام بشر
بينما أنا أجلس في غرفتي ركضت نحو نافذتي
أخذتُ أراقبه من بعيد واختلسُ النظر .. والصوت يقترب
أكثر فأكثر
إذا به شاب لـ لحظةٍ كِدتُ أن اظنه بأنه لبس بـ بشر ..
أغلقت النافذة ومن ثم الستائر
ركضت إليه ووقفت بـ جانبه
أتأمل به في وقتٍ كان وقت السحر
همس لي بـ صوته الدافء الحنون .. من أنتِ..؟
أجبته بـ كل برائة وعفوية ..
أنا من جلست مراراً وتكراراً تُحادث القمر
أنا من أتعبتها السنين من السهر
أنا من تركوني وحدي أُعاني من القهر
أنا من أحبت ناس قلبوهم كالحجر
قلت له .. أنا طفلةٌ تحمل بين ثنايها قلبٌ مُنشطر
أنا من سرتُ في هذه الحياة على سفينة من غير قبطان
وعانيتُ من القسى والحرمان
وأصبحت أسيرة هذا الزمان
أتحدث .. وأبوح .. وأشكي له الجروح
وهو يُحدِّق بي ..
صمتُ لـ لحظة .. حتى اترك لهُ الفرصة
فـ إذا به يقول .. ما بال هاتان الهينان البريئتان اللتي تشعان برقاً
من شده البكاء ..
وما بال قلبكِ الرقيق الذي يُعاني من الظلم والعناء
وما بال دُنيتكِ الوضيعة هذه ..
ألم تجد غيرك تحمله كل ذلك الشقاء ..؟!!
إقترب مني أكثر وهمس ..
أنا من سيُضمض جُرحك
وسيُنسيكي حُزنك
وألمك
أنا من سيكون لكِ وحدك لا مُلك غيرك
أنا الذي سيبقى بـ جانبك طِوال حياتك
وسنقطع سوياً كل القيود
وسنتحدى .. ونواجه .. ويكون شعارنا الصـــمود
وسأكون قُبطان قلبك .. مينائُنا هو الحب الأزلـــــــي
اقتربتُ منه وضمني بـ قوة حتى شعرت بالدفء
وأخذ يُبعد شعري الكثيف .. الناعم عن عيني
وهمسَ في أُذني ..
أنــــــــــــــتِ ملاكــــــي وقمـــــــــري
وهمستُ له .. أنت عشقي الأبــــــــــــــدي
:10::10::10:
.. قد تكون حكايتي من نسج الخيال .. لكنها كانت ليلتي ..