إلهام
بيلساني لواء
- إنضم
- Jul 20, 2010
- المشاركات
- 4,850
- مستوى التفاعل
- 97
- المطرح
- على مد البصر اتواجد
الحلقه ( 15 )
( إعادة برمجة العقل الباطن ) الجزاء الأول
الأفكار التي تدور في الذهن ، هي كالجراد يتقافز هنا وهناك بلا ظوابط ولا رحمة بعقولنا ومشاعرنا وخاصة حين نكون غير منتبهين إلى أنفسنا ، إذ تعود الأفكار القديمة السخيفة عن العجز وعدم القدرة والخوف من الفشل والنواقص التي فينا ، تعود لتكرر صورها ووخزاتها في الداخل فتملأنا باليأس والتردد من جديد .
علينا أن نكون صبورين عزيزي القارئ مع تلك الأشياء القديمة وبذات الآن علينا أن نتيقظ وأن نؤمن أن خطوة قصيرة إلى الوراء هي ثمن يجب أن ندفعه بين الفترة والأخرى لكن يجب بذات الآن أن نستمر ولا نتردد ولا نضعف ونستسلم .
لا بل إن الهزائم الصغيرة على طريق التطور الذي تريده يمكن أن تكون ضرورية أحيانا ، لأنها ستعلمك كيف تتقن تطورك وترسخه أكثر فأكثر ، لا أقول لك إستمتع بالهزيمة ولكن أقول لك تقبلها على إنها ضرورة للنجاح الحقيقي الكبير .
كلما تعرضت لعودة المشاعر السابقة أو الخيالات السابقة أو صور الضعف والتردد ، فإن هذا يعني أنك تحتاج إلى المزيد من العمل مع ذاتك ، وبالتالي كلما أتقنت العمل وعززت إيحاءاتك ، كانت النتيجة بالتأكيد إنتصارا أكبر مما لو إنك تغيرت بسرعة وتقبلت النمط الجديد من التفكير أو الرغبات بدون عوائق .
خذ على سبيل المثال ، مسألة التدخين أو الكف عن حب شخص سيء ، لو إنك نجحت مباشرة في التخلص من السجائر أو هكذا بدا لك أو لو إنك أقصيت هذا الشخص الذي لا تريد أن تستمر في حبه ، أقصيته من حياتك بسهولة ، فهذا لا يدل بالضرورة على النجاح ، لأنك قد تعود إلى السيجارة بعد يومين أو شهر أو أن تعود إلى هذا الشخص السيء بعد فترة وتكون هزيمتك آنئذ موجعة للغاية .
من الأفضل أن تكون هناك معوقات وأن تنجح في تجاوزها واحدة إثر الأخرى في ذات فترة إعادة برمجة العقل الباطن على التخلص من أشياء كريهة أو تحقيق منجزات عظيمة ، أما إن لم تظهر أي معوقات جدية فطبعا هذا يدل على أن رغبتك قوية وإيحاءاتك نافذة ودقيقة وتعطشك للتغيير كبير ، وإذن فلا مشكلة ، بل على الرحب والسعة .
من المهم أيضا عزيزي القارئ أن نتحرك خطوة خطوة في البداية ولا نطلب المستحيل بقفزة واحدة .
عملية إعادة برمجة العقل الباطن ، تتطلب أن نتحرك بتأني ، وكلما حققنا نجاحا ما ، علينا أن نُثني على أنفسنا ونكافئها بالكلمة الحلوة والهدية الصغيرة مثلا ، أما إن فشلنا في الخطوة التي خطوناها ، فعلينا ربما أن نعود إلى أعماقنا فنرى ما المشكلة بالضبط ؟
لماذا تعثرنا في هذه الخطوة أو تلك ، ربما نحتاج لمراجعة شاملة وتغلغل أعمق في دواخلنا للتعرف على هذا الذي أعاقنا ، فهو في الغالب من بقايا الماضي التي لم نستأصلها بشكل متقن بعد .
المهم أنك لا ينبغي أن تتوهم أنك لست جيدا أو أنك عديم الثقة بالنفس أو ضعيف الشخصية .
حذار من أن تقسو على نفسك مهما تأخرت في التقدم ، بل إستمر بالإيحاء لنفسك بأنك قوي وأنك ناجح وقادر على أن تكون هذا الذي تريده .
تذكر هذا جيدا حذار من النقد اللاذع لذاتك ، فإنا هي أداتك للتغيير وينبغي أن تكون رءوفا معها وحفيا بها .
الحلقه ( 15 ) الجزاء الثاني
(حجوزات من مطبخ عقلك الباطن )
حين توحي لنفسك بإيحاء ما فقد لا يبدو صادقا في نظرك ، لكن عليك أن تتذكر أن الإيحاء هو مثل البذرة التي يزرعها الفلاح في الحقل ، من المؤكد أنه لا يتوقع أن يعود لها بعد ساعة أو في اليوم التالي ليحصد منها ثمارا .
علينا أن نكون صبورين ونحن نبذر الرغبات في العقل الباطن ، يجب أن نترك للبذرة وقتا لكي تنمو وتزهر وتثمر ثم تنضج لكي ما تُقطف .
حين توحي لنفسك بإيحاء ما ، فإنك أما أن تكون مستعدا للتخلص من شيء ما تود التخلص منه أو إنك تريد أن تحقق شيئا لما تزل بعيدا عن تحقيقه ، في الحالتين أما إن ينجح الإيحاء معك بقوة إرادتك وكفاءة نص الإيحاء ووضوح الرؤية أو إن طريقا ما ينفتح أمامك من الخارج في ذات اللحظة التي تكون فيها في حالة إيحاء أو في تلك الفترة التي أنت فيها مشغول بهذا الهم الجميل ، وإذ بالفرصة تأتيك من الخارج من خلال تلفون يدق فجأة وإذ بصديق يقترح عليك أن تفعل كذا للوصول إلى هذا الذي تريده أو أن مصادفة ما جميلة جدا تحصل في مكان ما في ذات البرهة أو الفترة التي أنت فيها منشغل بهذا الشاغل .
كما إن البذرة التي يبذرها المزارع في حقله تفجر طاقة الخلق المبثوثة فيها بشكل سري غير مرئي ، فكذلك الإيحاء يحرك كوامن الطاقة في العقل الباطن أو الروح أو الخارج حيث قاعدة الخلق وجوهر الكونية يفعل فعله حسب قوانينه الخاصة التي تتأثر بقوانين عقلك الباطن وروحك المرفهة .
وبالتالي عليك أن تمنح الإيحاء الزمن الذي يحتاجه كي ما يستنبت أسرار قوته في عمق الروح والعقل الباطن والكون .
تذكر عزيزي القارئ أن تصوغ الإيحاء بلغة الحاضر لا الماضي ولا المستقبل ، بل الحاضر .. الآن .
- لا تقل سأكون سعيدا غدا ، بل قل أنا سعيد الآن أنا قوي أنا جميل أنا غني .. تصرف وكأنك قوي وغني وجميل وسعيد الآن وليس في المستقبل .
بمقدورك أن تصوغ وتؤدي الإيحاء بأساليب عديدة من قبيل أن تصوغه بشكل أغنية تدندنها مع نفسك وتكررها بإستمرار بحيث تتحول إلى لازمة تتردد في دماغك بإستمرار حتى دون وعي منك وهذه ظاهرة جميلة ستفعل فعلها فيك حتى دون أن تشعر وستلحظ متغيرات جدية حقيقية تحصل في حياتك في فترة غير بعيدة .
وتذكر عزيزي القارئ أن إيحاءاتك لا ينبغي أن تكون موجهة إلى شخص محدد بعينه سواك ، من قبيل أن توحي لنفسك بأن فلان يحبك وتذكره بالاسم ، هذا النوع من الإيحاءات ليس ما نريده هنا في هذا الكتاب ،
بل نحن نتحدث عن الإيحاءات الإيجابية ذات الطبيعة البنائية العامة بالنسبة لك كفرد .
لو إنك صغت إيحاء من قبيل أنا محبوب من قبل شخص رائع يتميز ب. ( تذكر الصفات التي تحلم بها) ، لكان إيحاءك أكثر إيجابية وأكثر توفيقا من إيحاء ضيق محدد بشخص ما ، وقد يفضي إلى الخيبة في ما لو إن هذا الشخص لم يكن معك على نفس الإيقاع أو إنه لم يكن حتى لائقا لك ، ولكنك أوهمت نفسك بلياقته ، رغم إن هذا النوع من الإيحاءات ليس بالمستحيل ولكنه يتطلب ما ليس بمقدورنا التعمق فيه هنا .
ثم حين تدع الله و العقل الباطن يتصرف بحرية أكبر فإنه سيؤتيك بما هو أفضل من هذه الوجبة التي طلبتها بالاسم ، هذا مؤكد ، لإنك منحتهما الحرية الأكبر مما لو قصرت الأمر على إسم محدد ، وبالنتيجة قد يكون هذا الذي يأتيك هو ذاته الذي طلبته بالاسم ، من يدري فليس هناك صعب على الله .
لماذا أحبذ لك أن لا تطلب بالتحديد الشخص الذي تريد أو تظن أنك تريده ؟
الجواب ، لأننا لا نعرف كيف هي تراتبية حياة الآخرين ولا نريد أن ندمر سعادة من هو سعيد في حياته وربما هو يعيش ظروفا لا نعلم حقيقتها ، وبالتالي فمن غير الإنساني أن نتدخل بقوة العقل أو الإرادة الذاتية في حيات الآخرين ، لأن هذا بالتأكيد ما لا يسرهم وما قد يغضبهم لو إنك مستقبلا قلت لهم أنك تدخلت على البعد في حياتهم الداخلية وزججت بعواطفك المتوهجة في عقولهم فأربكتها ودفعتهم من حيث لا يدرون للمجيء إليك .
وأظنك أنت ذاتك لا تقبل ولا تجيز لغيرك أن يتدخل بشكل متطفل على حياتك ، فلا تجز لنفسك أن تفعل مع الآخرين .
الحقيقة أنني أعتبر مسألة الإيحاء الذاتي مثل عملية حجز الطعام من مطعم ما .
لو إنك دخلت مطعم ما وجلست إلى كرسيك الذي أنتخبته عند طاولة معينة ، ثم جاءك عامل المطعم وسألك عن ما تحب أن تتناوله ، ستقول له أريد لحما أو سمكا أو بيضا .. الخ .
ثم تستمر في جلوسك إلى طاولتك بكل تهذيب وصبر .
من المؤكد أنك لا تنهض لتلحق العامل وتقول له :
- عفوا ولكني أود أن أرى كيف تجهز لي طعامي
دع الإيحاء يفعل فعله ، وأترك لقوتك الداخلية أن تهديك للسبيل للوصول إلى هدفك ، لا نقول أنك ستنتظر أن تهبط عليك المكاسب والمنجزات في سلتك وأنت جالس في بيتك ، لا طبعا ، ولكن ستقدح في ذهنك أفكار وستأتيك فرص وعليك أن تكون مستوعبا لهذا الذي يأتيك فتختار منه الأفضل من الفرص والأقصر والأذكى من الطرق .
طبعا في الفترة التي يكون الحجز فيها قد تم ، لا ينبغي أن تقلق أو تقلب حلمك أو رغبتك بين أصابعك بشك أو سخرية أو خوف ، لا.. عليك فقط أن تتابع حياتك على ذات الإيقاع وكلما ظهرت بارقة تتبعها بحماس وثقة وشجاعة وتوظف لها ما لديك من طاقات وتترك الامر لي الله فهو القادر والمدبر والرحيم والعالم في حال كل عبد .
حذار من القلق أو التردد أو الخوف أو النبش المستمر في الهدف ، فإنك ستقتل فيه روح النمو حتى قبل أن يبدأ بالخروج من قشرة البذرة ، أتركه في حاله ودع القوة الداخلية فيك تفعم في الامل وعلم أن وقوة الايمان في الله هي من سوف تساعدك وتوصلك الى ماتريد .
ونتظروني غدا" هنا مع حلقه جديده ( ما رأيك بتسجيل إيحاءاتك إلكترونيا )
: )
( إعادة برمجة العقل الباطن ) الجزاء الأول
الأفكار التي تدور في الذهن ، هي كالجراد يتقافز هنا وهناك بلا ظوابط ولا رحمة بعقولنا ومشاعرنا وخاصة حين نكون غير منتبهين إلى أنفسنا ، إذ تعود الأفكار القديمة السخيفة عن العجز وعدم القدرة والخوف من الفشل والنواقص التي فينا ، تعود لتكرر صورها ووخزاتها في الداخل فتملأنا باليأس والتردد من جديد .
علينا أن نكون صبورين عزيزي القارئ مع تلك الأشياء القديمة وبذات الآن علينا أن نتيقظ وأن نؤمن أن خطوة قصيرة إلى الوراء هي ثمن يجب أن ندفعه بين الفترة والأخرى لكن يجب بذات الآن أن نستمر ولا نتردد ولا نضعف ونستسلم .
لا بل إن الهزائم الصغيرة على طريق التطور الذي تريده يمكن أن تكون ضرورية أحيانا ، لأنها ستعلمك كيف تتقن تطورك وترسخه أكثر فأكثر ، لا أقول لك إستمتع بالهزيمة ولكن أقول لك تقبلها على إنها ضرورة للنجاح الحقيقي الكبير .
كلما تعرضت لعودة المشاعر السابقة أو الخيالات السابقة أو صور الضعف والتردد ، فإن هذا يعني أنك تحتاج إلى المزيد من العمل مع ذاتك ، وبالتالي كلما أتقنت العمل وعززت إيحاءاتك ، كانت النتيجة بالتأكيد إنتصارا أكبر مما لو إنك تغيرت بسرعة وتقبلت النمط الجديد من التفكير أو الرغبات بدون عوائق .
خذ على سبيل المثال ، مسألة التدخين أو الكف عن حب شخص سيء ، لو إنك نجحت مباشرة في التخلص من السجائر أو هكذا بدا لك أو لو إنك أقصيت هذا الشخص الذي لا تريد أن تستمر في حبه ، أقصيته من حياتك بسهولة ، فهذا لا يدل بالضرورة على النجاح ، لأنك قد تعود إلى السيجارة بعد يومين أو شهر أو أن تعود إلى هذا الشخص السيء بعد فترة وتكون هزيمتك آنئذ موجعة للغاية .
من الأفضل أن تكون هناك معوقات وأن تنجح في تجاوزها واحدة إثر الأخرى في ذات فترة إعادة برمجة العقل الباطن على التخلص من أشياء كريهة أو تحقيق منجزات عظيمة ، أما إن لم تظهر أي معوقات جدية فطبعا هذا يدل على أن رغبتك قوية وإيحاءاتك نافذة ودقيقة وتعطشك للتغيير كبير ، وإذن فلا مشكلة ، بل على الرحب والسعة .
من المهم أيضا عزيزي القارئ أن نتحرك خطوة خطوة في البداية ولا نطلب المستحيل بقفزة واحدة .
عملية إعادة برمجة العقل الباطن ، تتطلب أن نتحرك بتأني ، وكلما حققنا نجاحا ما ، علينا أن نُثني على أنفسنا ونكافئها بالكلمة الحلوة والهدية الصغيرة مثلا ، أما إن فشلنا في الخطوة التي خطوناها ، فعلينا ربما أن نعود إلى أعماقنا فنرى ما المشكلة بالضبط ؟
لماذا تعثرنا في هذه الخطوة أو تلك ، ربما نحتاج لمراجعة شاملة وتغلغل أعمق في دواخلنا للتعرف على هذا الذي أعاقنا ، فهو في الغالب من بقايا الماضي التي لم نستأصلها بشكل متقن بعد .
المهم أنك لا ينبغي أن تتوهم أنك لست جيدا أو أنك عديم الثقة بالنفس أو ضعيف الشخصية .
حذار من أن تقسو على نفسك مهما تأخرت في التقدم ، بل إستمر بالإيحاء لنفسك بأنك قوي وأنك ناجح وقادر على أن تكون هذا الذي تريده .
تذكر هذا جيدا حذار من النقد اللاذع لذاتك ، فإنا هي أداتك للتغيير وينبغي أن تكون رءوفا معها وحفيا بها .
الحلقه ( 15 ) الجزاء الثاني
(حجوزات من مطبخ عقلك الباطن )
حين توحي لنفسك بإيحاء ما فقد لا يبدو صادقا في نظرك ، لكن عليك أن تتذكر أن الإيحاء هو مثل البذرة التي يزرعها الفلاح في الحقل ، من المؤكد أنه لا يتوقع أن يعود لها بعد ساعة أو في اليوم التالي ليحصد منها ثمارا .
علينا أن نكون صبورين ونحن نبذر الرغبات في العقل الباطن ، يجب أن نترك للبذرة وقتا لكي تنمو وتزهر وتثمر ثم تنضج لكي ما تُقطف .
حين توحي لنفسك بإيحاء ما ، فإنك أما أن تكون مستعدا للتخلص من شيء ما تود التخلص منه أو إنك تريد أن تحقق شيئا لما تزل بعيدا عن تحقيقه ، في الحالتين أما إن ينجح الإيحاء معك بقوة إرادتك وكفاءة نص الإيحاء ووضوح الرؤية أو إن طريقا ما ينفتح أمامك من الخارج في ذات اللحظة التي تكون فيها في حالة إيحاء أو في تلك الفترة التي أنت فيها مشغول بهذا الهم الجميل ، وإذ بالفرصة تأتيك من الخارج من خلال تلفون يدق فجأة وإذ بصديق يقترح عليك أن تفعل كذا للوصول إلى هذا الذي تريده أو أن مصادفة ما جميلة جدا تحصل في مكان ما في ذات البرهة أو الفترة التي أنت فيها منشغل بهذا الشاغل .
كما إن البذرة التي يبذرها المزارع في حقله تفجر طاقة الخلق المبثوثة فيها بشكل سري غير مرئي ، فكذلك الإيحاء يحرك كوامن الطاقة في العقل الباطن أو الروح أو الخارج حيث قاعدة الخلق وجوهر الكونية يفعل فعله حسب قوانينه الخاصة التي تتأثر بقوانين عقلك الباطن وروحك المرفهة .
وبالتالي عليك أن تمنح الإيحاء الزمن الذي يحتاجه كي ما يستنبت أسرار قوته في عمق الروح والعقل الباطن والكون .
تذكر عزيزي القارئ أن تصوغ الإيحاء بلغة الحاضر لا الماضي ولا المستقبل ، بل الحاضر .. الآن .
- لا تقل سأكون سعيدا غدا ، بل قل أنا سعيد الآن أنا قوي أنا جميل أنا غني .. تصرف وكأنك قوي وغني وجميل وسعيد الآن وليس في المستقبل .
بمقدورك أن تصوغ وتؤدي الإيحاء بأساليب عديدة من قبيل أن تصوغه بشكل أغنية تدندنها مع نفسك وتكررها بإستمرار بحيث تتحول إلى لازمة تتردد في دماغك بإستمرار حتى دون وعي منك وهذه ظاهرة جميلة ستفعل فعلها فيك حتى دون أن تشعر وستلحظ متغيرات جدية حقيقية تحصل في حياتك في فترة غير بعيدة .
وتذكر عزيزي القارئ أن إيحاءاتك لا ينبغي أن تكون موجهة إلى شخص محدد بعينه سواك ، من قبيل أن توحي لنفسك بأن فلان يحبك وتذكره بالاسم ، هذا النوع من الإيحاءات ليس ما نريده هنا في هذا الكتاب ،
بل نحن نتحدث عن الإيحاءات الإيجابية ذات الطبيعة البنائية العامة بالنسبة لك كفرد .
لو إنك صغت إيحاء من قبيل أنا محبوب من قبل شخص رائع يتميز ب. ( تذكر الصفات التي تحلم بها) ، لكان إيحاءك أكثر إيجابية وأكثر توفيقا من إيحاء ضيق محدد بشخص ما ، وقد يفضي إلى الخيبة في ما لو إن هذا الشخص لم يكن معك على نفس الإيقاع أو إنه لم يكن حتى لائقا لك ، ولكنك أوهمت نفسك بلياقته ، رغم إن هذا النوع من الإيحاءات ليس بالمستحيل ولكنه يتطلب ما ليس بمقدورنا التعمق فيه هنا .
ثم حين تدع الله و العقل الباطن يتصرف بحرية أكبر فإنه سيؤتيك بما هو أفضل من هذه الوجبة التي طلبتها بالاسم ، هذا مؤكد ، لإنك منحتهما الحرية الأكبر مما لو قصرت الأمر على إسم محدد ، وبالنتيجة قد يكون هذا الذي يأتيك هو ذاته الذي طلبته بالاسم ، من يدري فليس هناك صعب على الله .
لماذا أحبذ لك أن لا تطلب بالتحديد الشخص الذي تريد أو تظن أنك تريده ؟
الجواب ، لأننا لا نعرف كيف هي تراتبية حياة الآخرين ولا نريد أن ندمر سعادة من هو سعيد في حياته وربما هو يعيش ظروفا لا نعلم حقيقتها ، وبالتالي فمن غير الإنساني أن نتدخل بقوة العقل أو الإرادة الذاتية في حيات الآخرين ، لأن هذا بالتأكيد ما لا يسرهم وما قد يغضبهم لو إنك مستقبلا قلت لهم أنك تدخلت على البعد في حياتهم الداخلية وزججت بعواطفك المتوهجة في عقولهم فأربكتها ودفعتهم من حيث لا يدرون للمجيء إليك .
وأظنك أنت ذاتك لا تقبل ولا تجيز لغيرك أن يتدخل بشكل متطفل على حياتك ، فلا تجز لنفسك أن تفعل مع الآخرين .
الحقيقة أنني أعتبر مسألة الإيحاء الذاتي مثل عملية حجز الطعام من مطعم ما .
لو إنك دخلت مطعم ما وجلست إلى كرسيك الذي أنتخبته عند طاولة معينة ، ثم جاءك عامل المطعم وسألك عن ما تحب أن تتناوله ، ستقول له أريد لحما أو سمكا أو بيضا .. الخ .
ثم تستمر في جلوسك إلى طاولتك بكل تهذيب وصبر .
من المؤكد أنك لا تنهض لتلحق العامل وتقول له :
- عفوا ولكني أود أن أرى كيف تجهز لي طعامي
دع الإيحاء يفعل فعله ، وأترك لقوتك الداخلية أن تهديك للسبيل للوصول إلى هدفك ، لا نقول أنك ستنتظر أن تهبط عليك المكاسب والمنجزات في سلتك وأنت جالس في بيتك ، لا طبعا ، ولكن ستقدح في ذهنك أفكار وستأتيك فرص وعليك أن تكون مستوعبا لهذا الذي يأتيك فتختار منه الأفضل من الفرص والأقصر والأذكى من الطرق .
طبعا في الفترة التي يكون الحجز فيها قد تم ، لا ينبغي أن تقلق أو تقلب حلمك أو رغبتك بين أصابعك بشك أو سخرية أو خوف ، لا.. عليك فقط أن تتابع حياتك على ذات الإيقاع وكلما ظهرت بارقة تتبعها بحماس وثقة وشجاعة وتوظف لها ما لديك من طاقات وتترك الامر لي الله فهو القادر والمدبر والرحيم والعالم في حال كل عبد .
حذار من القلق أو التردد أو الخوف أو النبش المستمر في الهدف ، فإنك ستقتل فيه روح النمو حتى قبل أن يبدأ بالخروج من قشرة البذرة ، أتركه في حاله ودع القوة الداخلية فيك تفعم في الامل وعلم أن وقوة الايمان في الله هي من سوف تساعدك وتوصلك الى ماتريد .
ونتظروني غدا" هنا مع حلقه جديده ( ما رأيك بتسجيل إيحاءاتك إلكترونيا )
: )