عمر رزوق
بيلساني مجند


- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45


دِوار القرار
متاهة القرار .....
لا أدري إن كنت أقسمت فيما مضى , ولكنني أبرمت الحبل على نفسي في عهد قد انقضى , بأن أذلها وأنال منها , وأجعلها قويمة , بطريق مستقيمة , مللت انتظار أفكاري , وانتشرت في الملأ أخباري , وكدت أكبو في عثراتها , واقتربت أهفو في همزاتها , ولكني تماسكت وترابطت وتأففت , ومن غيوم تذمّري هطلت , هذه الدموع التي تناثرت , وعلى وجنتي تبعثرت , وشعر لحيتي بلّلت .
شهوة القرار .....
يرغب ذلك الهتير , بعمل مثل عمل الخنزير , يريد قرارا وتقرير , بهتك من هي عربية المنشأ إسلامية المعتقد , وكيف يستطيع , دون عقد صفقة مع المستوى الرفيع, مع الساسة والرؤساء , الملوك والأمراء , من لديه الشجاعة , والقوة الرادعة , على تحقيق مطلبه , ونيل هدفه , غير المصباح السحري ؟! مَنْ يشتت الضجر , ويلعب بالبيضة والحجر, غير الذين يملكون أسرارها, وما دُفن في أسبارها وأغوارها .
رغبة القرار .....
يغتصبون تلك العربية دون قرار , بل بهمجية وإصرار , يقتلون الأطفال دون قرار , كأنما عصف بهم إعصار من نار , يهرقون الدماء دون قرار , يقصفون البشر والحجر والأشجار , يصلبون الطمأنينة دون قرار , ويعلقون جثمانه فوق ذاك الجدار, تُهدم البيوت والمساجد , ويعتقلون كل غاد ووافد . وعندها , يعقد الآخرون الاجتماعات , وتُطلق عليها أحلى التسميات , وتُبارَك بأجمل التبريكات , اجتماع قمّة ومؤتمر قمة ومجلس قمة , لقد ملّت منكم الأمّة , نظرت للأعلى حيث توجد القمة , لم أجد سوى الآخرون ذوي البأس والهمّة , فأرجعت بصري , فإذا هم في قمة الحضيض والقعر, وكأنهم من سكّان القبر , هل تملكون القرار؟! ماذا نسمّي هذا يا سادة غير حضيض من ذل عار !
ذهول القرار .....
يجتاح الذهول الرؤوس المغلوبة على فهمها وإدراكها , فكيف ولماذا وكيف ومتى تستمر المجازر , ورؤوس ولاة الأمر من بني السياسة والمحاور , تمخضت عقوهم عن قرار , فولدت قوارير , كيف يرون دماء الرضّع على قارعة الطرق وأعتاب المنازل , ولا تأخذهم العزّة بقويرير ! ويبقى الذهول مذهولا , وتسيل دماؤه وتنوح النائحات بالأجرة , فلا مغيث ولا مجيب , للصراخ والنحيب . تلطم هذه المشاعر جلود أولياء الأمر , وتلبس بدلة وعباءة الخزي , وتجرّ وراءها ذيول من خيبة وذُل , تتوجه نحو السراديب المعتمة , والأنفاق المظلمة , كي تمارس حقها في العويل والبكاء بالأسلوب الحَصْري العربي .
شرف القرار .....
لا تعطه يمينك ليقبّلها , بل يسراك , فاعلم أنه ذو منصب رفيع , وبالأمور ضليع , إنه من أرض عربية , يدك يا سيّدهُ أطهر من دماء الأطفال الرضّع والشيوخ الركّع , وجموع النساء , وقوافل الشهداء , فأنت يا سيّدهُ يهودي القومية , وهو صاحب الشرف والمقام في دولته العربية , عربي من بني خذلان , يقطن بلاد الذل والهوان , تسلّق على عروش الحكم عندما استشهد الرجال والأبطال , فمَنْ يتولى زمام الأمور , فلم يبقَ غيره في عشّ الطيور , عندها تنازلت له النساء عن حقهن المشروع بالخلافة والرئاسة والإمارة والريادة , أما تلك النسوة فقد اكتفين بامتهان الحلاقة والخلاعة , والتهام صور بنيامين فرانكلن الدولارية .
مُدّ له يسراك , وليس يدك اليمينية , وتلك اليسرى الأمريكية , أستفهم وأتساءل : أليس من حقه , أن يقضي ليله قائما , ونهاره صائما , إلا عن لعق ما تتكرّم عليه تلك اليدان من أنواع اللذة وأصناف المتعة ومتعة الدعة والغنى الفاحش , أليس إرضاء الأسياد فرض عين , لا يقبل التفسير والتأويل ؟! فهذا العربي فشل في كل فروع الدراسة , إلا في دروس السياسة , والترقي على درجات النخاسة فالرجاسة فالنجاسة . بعد أن ينال الثقة والرضى , ويَعْرُشُ على الكرسي , يكشر عن أنياب القتال , ويطلق مخالبه بوجه نساء بلباس الرجال , فيمارس التنكيل , ويعتاد التقتيل , لكل معارض يجرؤ على النقاش , ألصقوا به تهمة وهو منها براء , سياسي محنّك قالوا عنه , وحق له هذا الادّعاء . حق لشعب هكذا سيدهم , أن يكسروا الجرار , ويتسلقوا الجدار ويحفروا الأنفاق ليكسروا الحصار , فأين مشاعر القربى والجوار ؟!
نهاية القرار .....
مُكْرَهاً ذلك المتلاشي , المتهم بأنه رجل سياسي , أن يلجم الشعب المنهك , بقرار , فيضع حمله فيولد معجزة , فيكتسي بأبهى الحرير , وزيّنوه بمرسوم , وازدان ذاك اليوم بالبهرجة , ووزع مخدرات الأقوال التالية : نرفض ... نعترض ... نشجب ... ندين ... نستنكر ... نحتج !!! يفرح جلالة المقرر , يلتفت مبتسما يمينا ويسارا , يتهيأ ليلقى خطابه المعصوم , وهو مطلب للخاصة والعموم , في فضائيته الخاصة , وكان واحد من أولي الضرر , يتلهف لسماع الخطاب المأمول , وما أن ختم الرئيس, خطابه البيئس , وتعليله التعيس , ليرسلها ذالك المواطن الضعيف , بعد إخٍ وتنحنحٌ خفيف , من فمه الكريم , فاستقرت على ذالك الوجه اللئيم , فألبسته حلّة رئاسيّة , من نسج الخياشيم الوطنية على طريقة النول الفلسطينية , ولكن ... بدون قرار ...
عمر رزوق
أبوسنان
عكا
الجليل
أبوسنان
عكا
الجليل