يغلق أبو عصام الباب في وجه سحر .. وسحر متجمدة في مكانها من هول ما سمعت وقد غرقت عيناها بالدموع .. فقد أحست أن كل شي جميل في حياتها انتهى .. وعادت الى شقتها ورمت بنفسها على السرير وبدأت تنوح وتبكي من حياتها التي ما فتأت تتحسن حتى عادت الى البؤس والشقاء .. تذكرت أمها وأخوها تذكرت حضن أمها الدافئ وقبلاتها وكيف كان ابوها قاسيا عليها .. وكان هناك شبه كبير بين والدها ووالد عصام مما جعلها تتذكر والدها أكثر من ذي قبل ..
وعادت الأحزان الى حياتها .. ولم تعد تطيق المكان الذي هي فيه وبدأت تفكر في ترك الدراسة والذهاب للبحث عن أمها ... وبدأت تتكلم مع نفسها
سحر : ياألله وش هالحياة التعيسة أنا مكتوب علي الشقا .. لا حول ولا قوة الا بالله .. .. وعدني عصام وما صار شي وانتهت امالي واحلامي .. أنا خلاص بروح أدور أمي .. على الأقل أشوفها.. بس وشلون القاها ؟..
وعصام هذا وين رجولته ليش مارد علي شكله مسويها فيني علشان يتخلص مني صح انا غثيته وكلفت عليه كثير .. أنا خلاص بروح العراق ..
في شقة عصام..
عصام مازال غارقا في دموعه ويكلم نفسه قائلا :
يا حرام والله ما تستاهل سحر هذا كله والله ظلم .. ظلم .. خلني أكلمها على الأقل أتطمن عليها ..
عصام : ألو
سحر وهي تبكي : نعم
عصام : وش فيكي تبكين ؟
سحر : وش اللي ما فيني ياعصام .. لو انك رديت علي ما سمعني ابوك هذاك الكلام اللي يسم البدن ..وش شايفيني بنت شوارع انت وياه ..
عصام : لا يا قلبي حاشاك .. والله انك بعيني احسن من كل هالبنات اللي يقول عنهم ابوي
سحر : وش الفايدة من كلامك ولاشي .. اسمعني انا بروح العراق ابي اشوف امي ..
عصام : وشو ؟؟؟ لا يا سحر لا تروحي ..
سحر :يله مع السلامة
تغلق سحر السماعة ..وتتذكر انه كان لدى والدتها كتاب صغير تكتب فيه كل شي مهم .. فذهبت تتصفحة ولأول مرة لعلها تجد شيئا يدلها على أمها .... وفجأة تجد رقم تلفون بالعراق ..
سحر : وش هالرقم ؟؟ أمي ما كتبته هنا الا وهو مهم ؟؟ بس ما عليه اسم ولا شي ؟؟ خلني أدق وأشوف ...
وتدق سحر على ذلك الهاتف ..
سحر : ألو السلام عليكم ..
يرد عليها رجل على الخط الاخر : وعليكم السلام من معي ؟
سحر : هذا منو بيته؟؟
الرجل : هذا منزل سالم الخالد ......
واذا به منزل احد اخوالها الذين لم ترهم قط ...
فرحت سحر بذلك وقالت :
هلا انت خالي سالم
الرجل: ايه انا سالم من انتي ..
سحر : أنا سحر بنت سعاد أختك ..
الخال سالم : مو معقول وشلون قالت امك انت توفيتي ؟؟؟
سحر : لا يا خالي انا حية وبخير ... الا وين أمي
الخال سالم : أمك ؟؟؟
يتبع الجزء الاخير