كل قصائد و أشعار الشاعر نزار قباني

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
القصيدَة البحريّة
-----------
في مرفأ عينيك الأزرقْ

أمطارٌ من ضوءٍ مسموعْ

وشموسٌ دائخةٌ.. وقلوعْ

ترسمُ رحلتها للمُطْلَقْ

*

في مرفأ عينيكِ الأزرقْ

شُبّاكٌ بحريّ مفتوحْ

وطيورٌ في الأبعاد تلوحْ

تبحثُ عن جُزُرٍ لم تُخْلَقْ..

*

في مرفأ عينيكِ الأزرقْ..

يتساقط ثلجٌ في تمّوزْ

ومراكبُ حبلى بالفيروزْ

أغرقتِ البحرَ ولم تغرقْ..

*

في مرفأ عينيكِ الأزرقْ

أركضُ كالطفل على الصَخْرِ

أستنشقُ رائحةَ البحرِ..

وأعودُ كعصفورٍ مُرْهَقْ..

*

في مرفأ عينيكِ الأزرقْ..

أحلم بالبحر وبالابحارْ

وأصيدُ ملايينَ الأقمارْ

وعُقودَ اللؤلؤ والزنبقْ

*

في مرفأ عينيكِ الأزرقْ

تتكلّمُ في الليل الأحجارْ..

في دفتر عينيكِ المُغْلقْ

مَنْ خبّأ آلافَ الأشعارْ؟

*

لو أنّي.. لو أنّي.. بحّار

لو أحدٌ يمنحني زورقْ..

أرسيتُ قلوعي كلَّ مساءْ

في مرفأ عينيك الأزرقْ..



 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
الحَسْناءُ والدّفْتر
-----------
قالتْ: أتسمحُ أن تُزيّنَ دفتري

بعبارة، أو بيتِ شعرٍ واحدِ..

بيتٍ أخبّئهُ بليل ضفائري

وأريحُهُ كالطفل فوق وسائدي

قُلْ ما تشاءُ، فإنّ شِعْركَ شاعري

أغلى وأروعُ من جميع قلائدي

ذاتَ المفكّرة الصغيرة.. أعذري

ما عاد ماردكِ القديمُ بماردِ

من أينَ؟ أحلى القارئات أتيتِني

أنا لستُ أكثرَ من سراجٍ خامدِ..

أشعاري الأولى. أنا أحرقتُها

ورميتُ كلّ مزاهري وموائدي..

أنتِ الربيعُ.. بدفئه وشموسه

ماذا سأصنعُ بالربيع العائدِ؟.

لا تبحثي عني خِلالَ كتابتي..

شَتّانَ ما بيني وبين قصائدي..

أنا أهدمُ الدنيا ببيتٍ شاردٍ

وأعمّرُ الدنيا ببيتٍ شاردِ..

بيدي صنعتُ جمالَ كلّ جميلةٍ

وأثرتُ نَخْوَةَ كلّ نهدٍ ناهدِ

أشعلتُ في حطب النجوم حرائقاً

وأنا أمامكِ كالجدارِ الباردِ..

كُتُبي التي أحببتِها وقرأتِها

ليستْ سوى ورقٍ.. وحبرٍ جامدِ

لا تُخدعي ببروقِها ورعُودها

فالنار ميّتةٌ بجوف مواقدي

سيفي أنا خشبٌ.. فلا تتعجّبي

إنْ لم يضمّكِ، يا جميلةُ، ساعدي.

إني أحاربُ بالحروف وبالرؤى

ومن الدخان صنعتُ كلّ مشاهدي

شيّدتُ للحبّ الأنيق معابداً

وسقطتُ مقتولاً .. أمام معابدي..

*

قَزَحيّةَ العينين.. تلك حقيقتي..

هل بعد هذا تقرأينَ قصائدي؟
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين

بعدَ العَاصِفَة
---------
أتُحبّني . بعد الذي كانا؟

إني أحبّكِ رغم ما كانا

ماضيكِ. لا أنوي إثارتَهُ

حسبي بأنّكِ ها هُنا الآنا..

تَتَبسّمينَ.. وتُمْسكين يدي

فيعود شكّي فيكِ إيمانا..

عن أمسِ . لا تتكلّمي أبداً..

وتألّقي شَعْراً.. وأجفانا

أخطاؤكِ الصُغرى.. أمرّ بها

وأحوّلُ الأشواكَ ريحانا..

لولا المحبّةُ في جوانحه

ما أصبحَ الإنسانُ إنسانا..

*

عامٌ مضى. وبقيتِ غاليةً

لا هُنْتِ أنتِ ولا الهوى هانا..

إني أحبّكِ . كيف يمكنني؟

أن أشعلَ التاريخَ نيرانا

وبه معابدُنا، جرائدُنا،

أقداحُ قهوتِنا، زوايانا

طفليْنِ كُنّا.. في تصرّفنا

وغرورِنا، وضلالِ دعوانا

كَلماتُنا الرعْناءُ .. مضحكةٌ

ما كان أغباها.. وأغبانا

فَلَكَمْ ذهبتِ وأنتِ غاضبةٌ

ولكّمْ قسوتُ عليكِ أحيانا..

ولربّما انقطعتْ رسائلُنا

ولربّما انقطعتْ هدايانا..

مهما غَلَوْنا في عداوتنا

فالحبُّ أكبرُ من خطايانا..

*

عيناكِ نَيْسَانانِ.. كيف أنا

أغتالُ في عينيكِ نَيْسَانا؟

قدرُ علينا أن نكون معاً

يا حلوتي. رغم الذي كانا..

إنّ الحديقةَ لا خيارَ لها

إنْ أطلعتْ ورقاً وأغصانا..

هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا

ورفيقُنا.. ورفيقُ نجوانا

طفلٌ نداريهِ ونعبُدُهُ

مهما بكى معنا.. وأبكانا..

أحزانُنا منهُ.. ونسألهُ

لو زادنا دمعاً.. وأحزانا..

*

هاتي يديْكِ.. فأنتِ زنبقتي

وحبيبتي. رغم الذي كانا..






 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
إلى تلميذة
-------
قُلْ لي ولو كذباً كلاماً ناعماً

قد كادً يقتُلُني بك التمثالُ

لم تستطيعي ، بَعْدُ ، أن تَتَفهَّمي

إنِّي لأرفضُ أن أكونَ مهرجاً

فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ

كَلِماتُنا في الحُبِّ .. تقتلُ حُبَّنَا

غيبوبةُ .. وخُرافةٌ .. وخَيَالُ

بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ

هُوَ أن تَظَلَّ على الأصابع رِعْشَةٌ

وعلى الشفاهْ المطبقات سُؤالُ

هُوَ هذه الأزماتُ تسحقُنا معاً ..

هُوَ أن نَثُورَ لأيِّ شيءٍ تافهٍ

ونُقَبِّلُ الكَفَّ التي تَغْتالُ

*

قد يُطْلِعُ الحَجَرُ الصغيرُ براعماً

إني أُحِبُّكِ من خلال كآبتي

سِراً يُمزِّقني .. وليسَ يُقالُ ..

هُوَ يأسُنا .. هُوَ شَكُّنا القتَّالُ

ونُقَبِّلُ الكَفَّ التي تَغْتالُ

*

فَلَكمْ بكى في صمتِهِ تِمْثَالُ

قد يُطْلِعُ الحَجَرُ الصغيرُ براعماً

إني أُحِبُّكِ من خلال كآبتي

وجهاً كوجه الله.. ليس يُطالُ

سِراً يُمزِّقني .. وليسَ يُقالُ ..

هُوَ يأسُنا .. هُوَ شَكُّنا القتَّالُ

هو هذه الكَفُّ التي تغتالنا

ونُقَبِّلُ الكَفَّ التي تَغْتالُ

*

لا تجرحي التمثالَ في إحْسَاسِه

فَلَكمْ بكى في صمتِهِ تِمْثَالُ

قد يُطْلِعُ الحَجَرُ الصغيرُ براعماً

وتسيلُ منهُ جداولٌ وظلالُ

إني أُحِبُّكِ من خلال كآبتي

وجهاً كوجه الله.. ليس يُطالُ

حسبي .. وحَسْبُكِ .. أن تظَلِّي دائماً

سِراً يُمزِّقني .. وليسَ يُقالُ ..
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
يوميات قرصَان
-------------
عزيزتي،

إذا رجعتُ لحظةً لنفسي

أشعر أن حبنا جريمَهْ..

وأنني مهرجٌ عجوزْ

يقذفه الجمهور بالصفير والشتيمَهْ

أشعر أني سارقٌ

يسطو على لؤلؤةٍ كريمَهْ

أشعر في قرارتي

أن العبارات التي ألفظُها

جريمَهْ..

أن انتصاراتي التي أزعمها

ليست سوى هزيمَهْ

فما أنا

أكثر من جريدةٍ قديمَهْ..

وأنتِ مازلتِ..

تحتاجينَ للأمومَهْ..

إذا رجعتُ لحظةً لنفسي.

أدركُ يا عزيزتي

تفاهةَ انتصاري

أشعرُ أن حبّنا

تجربةُ انتحارِ..

وأننا..

ننكش كالأطفال في هياكل المحارِ..

أشعر أن ضحكتي..

نوعٌ من القمارِ..

وقبلتي..

نوعٌ من القمارِ..

أشعر أن نهدكِ المزروعَ في جواري..

كخنجرٍ مفضّضٍ..

ككوكبٍ مَداري

يشتمني..

يجلدني..

يُشعرني بعاري..

*

إذا رجعتُ لحظةً لنفسي

أشعر أن حبّنا

حماقةٌ كبيرَهْ..

وأنني حاوٍ من الحواةْ..

يُخرج من جيوبه الأرانبَ المثيرَهْ..

وأنني كتاجر الرقيقْ..

يبيع كلَّ امرأةٍ ضميرَهْ..

أشعر في قرارتي

أن يدي في يدك الصغيرهْ..

قرصنةٌ حقيرهْ..

أن يدي..

كخيط عنكبوتٍ

تلتفُّ حول الخصر والضفيرَه..

أشعر في قرارتي

أنكِ، بعدُ نعجةٌ غريرَهْ

أما أنا.. فمركبٌ عتيقٌ

يواجهُ الدقائقَ الأخيرَهْ..
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
حصَان
-------
حاذري أن تقعي بين يديّا

إنَّ سُمّي كلّه في شفتيّا

إنني أرفضُ أن أبقى هُنا

رِجْلَ كرسي.. وتمثالاً غبياً..

حاذري..أن ترفعي السَوْطَ.. ألمْ

تركبي قَبْلُ.. حصاناً عربيّا..

نَخْزَةٌ منكِ على خاصرتي

تجعلُ الحقدَ بصدري بربريا..

أنا شمشونُ .. اذا أوجعتني

قلتُ: يا ربي، عليها.. وعليّا..
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
ثمن قصَائدي
--------------


"لقد أحبّتْ شاعرا"

وتمضغُ النساءُ في المدينة القديمَهْ..

قِصّتنا العظيمَهْ..

ويرفعُ الرجالُ في الهواءْ

قَبَضاتِهم.. وتُشْحَذُ الفؤوسْ..

وتُقْرع الكؤوسُ بالكؤوسْ..

كأنها .. كأنها جريمَهْ..

بأن تحبّي شاعرا...

فَرَاشي..

يا ليتَ باستطاعتي

أن لا أكونَ شاعرا..

يا ليتني..

أقدرُ أن أكونَ شيئاً آخرا

مرابياً، أو سارقاً..

أو قاتلاً..

أو تاجراً..

يا ليتني أكونُ يا صديقتي الحزينهْ..

لصّاً على سفينَهْ..

فربّما تقبلُني المدينَهْ..

مدينةُ القصديرِ والصفيحِ، والحجَرْ.

تلكَ التي سماؤها لا تعرفُ المطرْ..

وخبزُها اليوميّ..

حقدٌ وضجَرْ..

تلكَ التي .. تطاردُ الحرفَ..

وتغتالُ القمَرْ..

يا ليتَ باستطاعتي..

يا نجمتي،

يا كرمتي،

يا غابتي،

أن لا أكون شاعرا..

لكنما الشعرُ قدَرْ..

فكيفَ، يا لؤلؤتي وراحتي..

أهربُ من ها القدَرْ؟.

*

الناسُ في بلادنا السعيدَهْ..

لا يفهمونَ الشاعرا..

يرونه مهرّجاً يحرك المشاعرا..

يَرَوْنَ قرصاناً به

يقتنصُ الكنوزَ.. والنساءَ.. والحرائرا

يرون فيه ساحرا..

يحوّل النحاسَ في دقيقةٍ

إلى ذهبْْ..

ما أصعبَ الأدبْ!

فالشعرُ لا يُقرأ في بلادنا لذاتهِ..

لجرْسِهِ..

أو عمقهِ..

أو محتوى لَفْظاتِهِ..

فكلُّ ما يهمنّا..

من شعرِ هذا الشاعرِ..

ما عَدَدُ النساءِ في حياتهِ؟

وهل لهُ صديقةٌ جديدَهْ؟

فالناسُ..

يقرأون في بلادنا القصيدَهْ..

ويذبحونَ صاحبَ القصيدَه..

أعطيتُ هذا الشرقَ من قصائدي بيادرا

علّقتُ في سمائه.. النجومَ والجواهرا

ملأتُ يا حبيبتي..

بحبّه الدفاترا..

ورغم ما كتبتُهُ..

ورغم ما نشرتُهُ

ترفضني المدينةُ الكئيبَهْ..

تلك التي سماؤها لا تعرف المطَرْ..

وخبزُها اليوميُّ.. حقدٌ وضجَرْ..

ترفضني المدينةُ الرهيبَهْ..

لأنني .. بالشِعْر يا حبيبَهْ

غيّرتُ تاريخَ القَمَرْ..




 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
مرثاةُ قِطّة
------
عرفتُكِ من عامين.. ينبوعَ طيبةٍ

ووجهاً بسيطاً كان وجهي المُفَضّلا..

وعينينِ أنقى من مياه غمامةٍ

وشَعْراً طفوليّ الضفائر مُرْسَلا

وقلباً كأضواء القناديل صافياً

وحُبّاً، كأفراخ العصافير، أوّلا..

أصابعُكِ الملساءُ كانتْ مناجما

أُلملمُ عنها لؤلؤاً وقرنفلا..

وأثوابُكِ البيضاء كانت حمائماً

ترشرش ثلجاً حيث طارتْ- ومخملا

*

عرفتُكِ صوتاً ليس يُسْمعُ صوتُهُ

وثغراً خجولاً كان يخشى المُقبِّلا..

فأين مضتْ تلك العذوبةُ كلُّها..

وكيف مضى الماضي.. وكيف تبدَّلا؟.

توحّشتِ.. حتى صرتِ قِطّةَ شارعٍ

وكنتِ على صدري تحومين بُلبلا..

فلا وجهك الوجه الذي قد عبدتُهُ

ولا حسنك الحسن الذي كان مُنْزَلا..

وداعتُك الأولى استحالتْ رعونةً

وزينتكِ الأولى استحالتْ تبذلا..

أيمكن أن تغدو المليكةُ هكذا؟

طلاءً بدائياً.. وجفناً مكحّلا...

أيمكن أن يغتالَ حسنُكِ نفسَهُ

وأن تصبح الخمرُ الكريمةُ حنظلا..

يروّعني أن تصبحي غجريةً

تنوء يداها بالأساور والحُلى..

تجولينَ في ليل الأزقة.. هرةً

وجوديةً.. ليستْ تثير التخيّلا..

*

سلامٌ على من كُنْتِها.. يا صديقتي

فقد كنتِ أيامَ البساطةِ أجملا..
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
المجدُ للضفائر الطويلة
---------------
.. وكان في بغداد يا حبيبتي، في سالف الزمانْ

خليفةٌ لهُ ابنةٌ جميلَهْ..

عيونُها.

طَيْرانِ أخضرانْ..

وشَعْرها قصيدةٌ طويلَهْ..

سعى لها الملوكُ والقياصرَه..

وقدّموا مَهْراً لها..

قوافلَ العبيد والذهبْ

وقدّموا تيجانَهُم

على صحافٍ من ذهبْ..

ومن بلاد الهند جاءها أميرْ..

ومن بلاد الصين جاءها الحريرْ..

لكنما الأميرةُ الجميلَهْ

لم تقبلِ الملوكَ والقصورَ والجواهرا..

كانت تحبّ شاعرا..

يلقي على شُرفتِها

كلَّ مساءٍ وردةً جميلَهْ

وكِلْمةً جميلَهْ..

تقولُ شهرزادْ:

.. وانتقم الخليفةُ السفّاحُ من ضفائر الأميرَهْ

فقصّها..

ضفيرةً.. ضفيرَهْ..

وأعلنتْ بغدادُ يا حبيبتي- الحدادْ

عامينِ..

أعلنتْ بغدادُ يا حبيبتي الحدادْ

حُزْناً على السنابل الصفراء كالذهَبْ

وجاعت البلادْ..

فلم تعُد تهتزّ في البيادرِ

سنبلةٌ واحدةٌ..

أو حبّةٌ من العنبْ..

وأعلنَ الخليفةُ الحقودْ

هذا الذي أفكاره من الخشبْ

وقلبهُ من الخشبْ

عن ألف دينارٍ لمن يأتي برأس الشاعرِ.

وأطلقَ الجنودْ..

ليحرقوا..

جميعَ ما في القصر من ورودْ..

وكلّ ما في مُدُنِ العراقِ من ضفائرِ.

*

سيمسحُ الزمانُ، يا حبيبتي..

خليفةَ الزمانْ..

وتنتهي حياتُهُ

كأيّ بهلوانْ..

فالمجدُ .. يا أميرتي الجميلَهْ..

يا مَنْ بعينها، غفا طيرانِ أخضَرانْ

يظلّ للضفائر الطويلَهْ..

والكِلْمةِ الجميلَهْ..
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
بَريدهَا الذي لا يَأتي
-------------
تلكَ الخطاباتُ الكسولةُ بيننا

خيرٌ لها.. خيرٌ لها.. أن تُقْطَعَا

إنْ كانت الكلماتُ عندكِ سُخْرَةً

لا تكتبي. فالحبّ ليس تبرّعا

أنا أرفضُ الاحسانَ من يد خالقي

قد يأخذ الاحسانُ شكلاً مُفْجِعا

إني لأقرأ ما كتبتِ فلا أرى

إلاّ البرودةَ .. والصقيعَ المفْزِعا..

عفويةً كوني. وإلاّ فاسكتي

فلقد مللتُ حديثَكِ المتميّعا

*

حَجَريّةَ الإحساس .. لن تتغيّري

إني أخاطبُ ميّتاً لن يَسمعا

ما أسخفَ الأعذارَ تبتدعينها

لو كان يمكنني بها أن أقنعا

سنةٌ مضتْ. وأنا وراء ستائري

أستنظر الصيفَ الذي لن يرجعا..

كلُّ الذي عندي رسائلُ أربعٌ

بقيتْ كما جاءت- رسائلَ أربعا.

هذا بريدٌ. أم فتاتُ عواطفٍ

إني خُدعتُ. ولن أعودَ فأُخدعا.

*

يا أكسل امرأةٍ .. تخطّ رسالةً

يا أيتها الوهمُ الذي ما أشبَعَا..

أنا من هواكِ .. ومن بريدكِ مُتْعبٌ

وأريدُ أن أنسى عذابكما معا..

لا تُتْعبي يدَكِ الرقيقةَ. إنني

أخشى على البللور أن يتوجعا..

إني أريحُكِ من عناء رسائلٍ..

كانتْ نفاقاً كلُّها.. وتصنّعا

الحرفُ في قلبي نزيفٌ دائمٌ

والحرفُ عندكِ.. ما تعدّى الإصبعا.
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين

تريدين..
------
تُريدينَ مثلَ جميعِ النساءِ..

كنوزَ سليمانَ..

مثلَ جميع النساءِ

وأحواض عطرٍ

وأمشاط عاجٍ

وسرْبَ إماءِ

تُريدينَ مَوْلى..

يُسبّح باسمك كالبَبَغاءِ

يقولُ: (أحبّكِ) عند الصباحِ

يقولُ: (أحبّكِ) عند المساءِ

ويغسلُ بالخمر رجليْكِ..

يا شهرزادَ النساءِ..

تريدينَ مثل جميع النساءِ

تريدينَ مني نجومَ السماءِ

وأطباقَ مَنٍّ..

وأطباقَ سلوى..

وخُفّينِ من زَهر الكستناءِ..

تريدينَ..

من شَنغَهَاي الحريرَ..

ومن أصفهانَ

جلودَ الفراءِ..

ولستُ نبياً من الأنبياءِ..

لألقي عصايَ..

فينشقّ بحرٌ..

ويولدُ حِجَارته من ضياءِ..

تريدينَ مثلَ جميع النساءِ..

مراوحَ ريشٍ

وكُحلاً..

وعطرا..

تريدينَ عبداً شديدَ الغباءِ

ليقرأ عند سريركِ شعرا.

تريدينَ..

في لحظتينِ اثْنَتيْنِ

بَلاطَ الرشيدِ

وإيوانَ كِسرى..

وقافلةً من عبيد وأسرى

تجرّ ذيولكِ..

يا كلْيوبترا...

ولستُ أنا..

سندبادَ الفضاءِ..

لأحضر بابلَ بين يديكِ

وأهرامَ مصرٍ..

وإيوانَ كسْرى

وليس لديّ سراجُ علاءِ

لآتيكِ بالشمسِ فوقَ إناءِ..

كما تتمنى.. جميعُ النساءِ..

وبعدُ..

أيا شهرزادَ النساءِ..

أنا عاملٌ من دمشقَ .. فقيرٌ

رغيفي أغمّسه بالدماءِ..

شعوري بسيط

وأجري بسيطٌ

وأؤمنُ بالخبز والأولياءِ..

وأحلم بالحبّ كالآخرينْ..

وزوجٍ تخيطُ ثقوبَ ردائي..

وطفلٍ ينامُ على ركبتيَّ

كعصفور حقلٍ

كزهرةِ ماءِ..

أفكر بالحب كالآخرينْ..

لأن المحبة مثل الهواءِ..

لأن المحبة شمسٌ تضيء..

على الحالمينَ وراء القصورِ..

على الكادحينَ..

على الأشقياءِ..

ومن يملكونَ سريرَ حريرٍ

ومن يملكونَ سريرَ بُكاءِ..

تريدينَ مثلَ جميع النساءِ..

تريدينَ ثامنةَ المعجزاتِ..

وليس لديَّ..

سوى كبريائي..



 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
لا تحِبّيني
---------
هذا الهوى..

ما عادَ يُغريني!

فَلْتستريحي.. ولْترُيحيني..

إنْ كان حبّكِ.. في تقلّبهِ

ما قد رأيتُ..

فلا تُحبّيني..

حُبّي..

هو الدنيا بأجمعها

أما هواكِ. فليس يعنيني..

أحزانيَ الصغْرى.. تعانقني.

وتزورني..

إنْ لم تزوريني.

ما همّني..

ما تشعرينَ به..

إن إفتكاري فيكِ يكفيني..

فالحبّ.

وهمٌ في خواطرنا

كالعطر، في بال البساتينِ..

عيناكِ.

من حُزْني خلقتُهُما

ما أنتِ؟

ما عيناكِ؟ من دُوني

فمُكِ الصغيرُ..

أدرتُهُ بيدي..

وزرعتُهُ أزهارَ ليمونِ..

حتى جمالُكِ.

ليس يُذْهلني

إن غابَ من حينٍ إلى حينِ..

فالشوقُ يفتحُ ألفَ نافذةٍ

خضراءَ..

عن عينيكِ تُغنْيني

لا فرقَ عندي. يا معذّبتي

أحببتِني.

أم لم تُحبّيني..

أنتِ استريحي.. من هوايَ أنا..

لكنْ سألتُكِ..

لا تُريحيني..
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
يجوزُ أن تكوني
-----------
يجوزُ أن تكوني

واحدةً من أجمل النساءِ..

دافئةً..

كالفحم في مواقد الشتاءِ..

وَحْشيةً..

كقطةٍ تموءُ في العَراءِ..

آمرةً.. ناهيةً

كالربّ في السماءِ..

يجوز أن تكوني

سمراءَ.. إفريقيةَ العيونِ.

عنيدةً..

كالفَرَسِ الحَرُونِ..

عنيفةً..

كالنارِ، كالزلزالِ، كالجنونِ..

يجوز أن تكوني..

جميلةً، ساحقةَ الجمالِ..

مثيرةً للجلد، للأعصاب، للخيالِ..

وتُتقنين اللهوَ في مصائر الرجالِ..

يجوزُ أن تضطجعي أمامي..

عاريةً..

كالسيف في الظلام..

مليسةً كريشة النعامِ..

نهدُكِ مُهْرٌ أبيضٌ

يجري..

بلا سرجٍ ولا لجامِ..

يجوز أن تبقي هُنا..

عاماً وبعضَ عام..

فلا يثيرُ حسنُكِ المدمّرُ اهتمامي..

كأنما..

ليست هناك امرأةٌ.. أمامي..

يجوزُ أن تكوني

سلطانةَ الزمان والعصور..

وأن أكون أبلهاً.. معقّد الشعورِ..

يجوز أن تقولي

ما شئتِ عن جُبني.. وعن غروري.

وأنّني .. وأنّني..

لا أستطيعُ الحُبَّ.. كالخصيانِ في القصورِ

يجوز أن تهدّدي..

يجوز أن تعربدي..

يجوز أن تثوري..

لكن أنا..

رغمَ دموع الشمع والحريرِ..

وعُقْدة (الحريم) في ضميري.

لا أقبلُ التزويرَ في شعوري..

يجوزُ أن تكوني

شفّافةً كأدمع الربابَهْ

رقيقةً كنجمةٍ،

عميقةً كغابَهْ..

لكنني أشعر بالكآبَهْ..

فالجنسُ في تصوري-

حكايةُ انسجامِ..

كالنحتِ ، كالتصوير، كالكتابَهْ..

وجسمكُ النقيُّ. كالقشطةِ والرُخَامِ

لا يُحسن الكتابَهْ..





 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
إلاّ مَعي
-------
ستذكرينَ دائماً أصابعي..

لو ألفَ عام عشتِ.. يا عزيزتي

ستذكرين دائماً

أصابعي..

فضاجعي من شئتِ أن تُضاجعي..

ومارسي الحُبَّ..

على أرصفةِ الشوارعِ

نامي مع الحوذيّ، واللوطيّ،

والإسكافِ.. والمُزَارعِ..

نامي مع الملوك، واللصوص،

والنُسَّاكِ في الصوامعِ..

نامي مع النساءِ لا فرقَ-

مع الريح، مع الزوابعِ..

فلن تكوني امرأةً..

إلاّ معي..

إلاّ معي...
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
تعوّد شَعْري عَلَيكْ
------------
تعوَّدَ شَعْري الطويلُ عليكْ

تعوّدتُ أرخيه كلَّ مساءٍ

سنابلَ قمح على راحتيكْ

تعوّدتُ أتركه يا حبيبي..

كنجمة صيفٍ على كتفيكْ..

فكيف تَمَلّ صداقةَ شَعْري؟

وشَعْري ترَعْرعَ بين يديكْ.

ثلاثُ سنينْ..

ثلاثُ سنينْ..

تُخدّرني بالشؤون الصغيرَه..

وتصنع ثوبي كأيّ اميرَهْ..

من الأرجوانِ..

من الياسمينْ..

وتكتبُ إسمَكَ فوق الضفائرْ

وفوق المصابيح.. فوق الستائرْ

ثلاثُ سنينْ..

وأنتَ تردّد في مسمعيّا..

كلاماً حنوناً.. كلاماً شهيّا..

وتزرعُ حبّك في رئتيّا..

وها أنتَ.. بعد ثلاث سنينْ..

تبيعُ الهوى.. وتبيعُ الحنينْ

وتترك شَعْري..

شقيّاً.. شقيّا..

كطيرٍ جريحٍ.. على كتفيّا

*

حبيبي!

أخافُ اعتيادَ المرايا عليكْ..

وعطري. وزينةِ وجهي عليكْ..

أخافُ اهتمامي بشكل يديكْ..

أخافُ اعتيادَ شفاهي..

مع السنواتِ، على شفتيكْ

أخافُ أموتُ

أخافُ أذوبُ

كقطعة شمعٍ على ساعديْك..

فكيف ستنسى الحريرَ؟

وتنسى..

صلاةَ الحرير على ركْبتيكْ؟

*

لأني أحبّكَ، أصبحت أجمّلْ

وبعثرتُ شعري على كتفيَّ..

طويلاً .. طويلاً..

كما تتخيّلْ..

فكيفَ تملّ سنابلَ شعري؟

وتتركه للخريف وترحَلْ

وكنتَ تريحُ الجبينَ عليه

وتغزلُهُ باليدينِ فيُغْزَلْ..

وكيف سأخبر مِشْطي الحزينْ؟

إذا جاءني عن حنانكِ يسألْ..

أجبني. ولو مرةً يا حبيبي

إذا رُحْتَ..

ماذا بِشَعْري سأفعَلْ؟



 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
سَاعَة الصِّفر
---------
أنتِ لا تُحتملينْ!!

كلُّ أطواركِ فَوْضى

كلُّ أفكاركِ طينْ..

صوتُكِ المبحوحُ وحشيّ، غريزي الرنينْ

خنجر يأكلُ من لحمي. فلاّ تسكتينْ

يا صُداعاً عاش في رأسي

سنيناً.. وسنينْ..

يا صُداعي.

كيفَ لم أقتلْكِ من خمس سنينْ؟

*

إننا .. في ساعة الصِفْر..

فما تقترحينْ؟.

أصبحتْ أعصابُنا فحماً

فما تقترحينْ؟

عُلَبُ التبغ رميناها

وأحرقنا السفينْ

وقتلنا الحبَّ في أعماقنا

وهو جنينْ..

سبعَ ساعاتٍ..

تكلَّمتِ عن الحبِّ الذي لا تعرفينْ

وأنا أمضغُ أحزاني

كعصفورٍ حزين

سبعَ ساعاتٍ..

كسنجابٍ لئيم.. تكذبينْ

وأنا أصغي إلى الصوت الذي أدمنتُهُ

خمسَ سنينْ..

ألعنُ الصوتَ الذي أدمنتُهُ

خمسَ سنينْ..

*

معطفي هاتيهِ.

ما تنتظرينْ؟

فمع الأمطار والفجر الحزينْ

أنتهي منكِ. ومني تنتهينْ

إنني أتركك الآنَ.. لزيف الزائفينْ

ونفاق المعجبينْ..

فاجعلي من بيتك الحالم مأوى التافهينْ

واخطري جاريةً بين كؤوس الشاربينْ

كيف أبقى؟

عابراً بين ألوف العابرينْ؟

كيف أرضى؟

أن تكوني في ذراعي..

وذراعي الآخرينْ.

كيفَ يا مُلكي ومُلْكَ الآخرينْ

كيف لم أقتُلْكِ

من خمس سنينْ؟.

*

أبْعِدي الوجهَ الذي أكرهُهُ..

أنتِ عندي

في عِدَادِ الميتينْ..
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
التفكير بالأصابع
------------
ماذا يهمّكِ من أكونُ؟

حجرٌ..

كتابٌ..

غيمةٌ..

ماذا يهمُّكِ من أكونُ؟.

خلّيكِ في وهمي الجميلِ..

فسوفَ يقتلك اليقينُ..

ماذا يهمُّك من أنا؟

ما دمتُ أحرثُ كالحصانِ

على السرير الواسعِ..

ما دمتُ أزرعُ تحت جلدِكِ

ألفَ طفلٍ رائعِ..

ما دمتُ أسكبُ في خليجك

رَغْوتي وزوابعي..

ما شأن أفكاري؟

دعيها جانباً..

إني أفكّر عادةً بأصابعي...


 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين

النقاط على الحُروف
-------------
لا تكوني عَصَبيَّهْ!!

لنْ تثيريني بتلك الكلماتِ البربريَّهْ

ناقشيني بهدوءٍ ورويّهْ

من بنا كان غبيّاً؟

يا غبيَّهْ..

إنزعي عنكِ الثيابَ المسرحيّهْ..

وأجيبي..

من بنا كان الجبانا؟.

من هو المسؤولُ عن موتِ هوانا؟.

من بنا قد باع للثاني.. القصورَ الورقيّهْ؟

من هو القاتلُ فينا والضحيّهْ؟.

من تُرى أصبح منَّا بهلوانا..؟

بين يوم وعشيّهْ؟

*

إمْسَحي دمعَ التماسيحِ..

وكوني منطقيّهْ..

أزمةُ الشكّ التي نجتازُها

ليس تُنهيها الحلولُ العاطفيَّهْ..

أنتِ نافقتِ كثيرا...

وتجبّرتِ كثيرا..

ووضعتِ النارَ في كل الجُسُور الذهبيَّهْ

أنتِ منذ البدء ، يا سيّدتي

لم تعيشي الحبَّ يوماً.. كقضيَّهْ

دائماً. كنت على هامشِهِ..

نقطةً حائرةً في أبجديَّهْ..

قشّةً تطفو..

على وجه المياه الساحليَّهْ.

كائناً..

من غير تاريخٍ.. ومن غير هويَّهْ..

لا تكوني عَصَبيَّهْ!

كلُّ ما أرغبُ أن أسألَهُ.

من بنا كان غبيَّاً...

يا غبيَّهْ؟


 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
دمُوع شهريَار
-------------
ما قيمةُ الحوارِ؟

ما قيمةُ الحوارِ؟

ما دمتِ، يا صديقتي، قانعةً

بأنني وريثُ شهريارِ..

أذبحُ، كالدجاجِ، كلَّ ليلةٍ

ألفاً من الجواري..

أدحرجُ النهودَ كالثمارِ..

أذيبُ في الأحماض.. كلَّ امرأةٍ

تنامُ في جواري..

لا أحد يفهمني..

لا أحدٌ يفهمُ ما مأساةُ شهريارِ

حين يصير الجنْسُ في حياتنا

نوعاً من الفرارِ..

مخدّراً نشمّهُ في الليل والنهارِ..

ضريبةً ندفعُها

بغير ما اختيارِ..

حين يصير نهدُكِ المعجونُ بالبهارِ

مقصلتي..

وصخرةَ انتحاري..

صديقتي،

مللتُ من تجارة الجواري..

مللتُ من مراكبي

مللتُ من بحاري..

لو تعرفين مرةً..

بشاعةَ الإحساسِ بالدُوارِ..

حين يعود المرءُ من حريمِهِ

منكمشاً كدودة المحارِ..

وتافهاً كذرّةِ الغبارِ..

حين الشفاهُ كلُّها..

تصير من وفرتها

كالشوك في البراري..

حين النهودُ كلُّها..

تدقّ في رتابةٍ

كساعة الجدارِ...

*

لن تفهميني أبداً..

لن تفهمي أحزانَ شهريارِ..

فحين ألفُ امرأةٍ..

ينمنَ في جواري..

أُحسّ أنْ لا أحدٌ..

ينامُ في جواري...
 

الطير الحر

بيلساني سوبر

إنضم
Dec 6, 2008
المشاركات
2,092
مستوى التفاعل
30
المطرح
مكان لا تراه العينين
إمرأة من زجاج
-----------
عيناكِ.. كلُّها تحدّي

ولقد قبلتُ أنا التحدّي!!

يا أجبنَ الجبناء.. إقتربي

فرقُكِ دون رعدِ

هاتي سلاحَكِ.. واضربي

سَتَريْنَ كيف يكون ردّي..

إنْ كان حقدُكِ قطرةً

فالحقدُ كالطوفان عندي

أنا لستُ أغفر كالمسيحِ

ولن أُديرَ إليكِ خدّي

السَوْطُ.. أصبحَ في يدي

فتمزَّقي بسياط حقدي

*

يا آخر امرأةٍ.. تحاولُ

أن تسدَّ طريقَ مجدي

جدرانُ بيتكِ من زجاجٍ

فاحذري أن تستبدّي!

سنرى غداً .. سنرى غداً

من أنتِ بعد ذُبُول وردي

*

أتهدِّدينَ بحبِّك الثاني..

وزندٍ غير زندي؟

إني لأعرفُ، يا رخيصةُ،

أنَّني ما عدتُ وحدي..

هذا الذي يسعى إليكِ الآنَ...

لا أرضاهُ عَبْدي..

فليَمْضغِ النهدَ الذي

خلّفتُهُ أنقاضَ نهدِ..

يكفيه ذُلاًّ ... أنّه

قد جاءَ ماءَ البئر.. بعدي
 
أعلى