تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة .
كل قصائد و أشعار الشاعر نزار قباني
يا بَيْتَها
-------
أُعْطِيكَ مِنْ أَجَلَي وَعَيْنَيَّا
يا بَيْتَها .. في آخِرِ الدُنْيَا
ويَئِنُّ بابُكَ .. بين جَنْبَيَّا
يا ضَائعاً في الأرضِ ، يا نَغَماً
نَوَّارُ مرَّ عليكَ ، وانْفَتَحَتْ
أزوارُهُ ، لا فيكَ بَلْ فِيَّا
تَهْمِي سَمَاوِيَّاً .. سَمَاوِيَّا
ومَغَالقُ الشُبَّاك مُشْرَعَةٌ
دَرَجاتُهُ وَهْمٌ .. وسُلَّمُهُ
يمشي .. ولكنْ فوق جَفْنَيَّا
يا بَيْتَها .. زَوَّادتي بيدي
والشمسُ تمسحُ وجه وادِيَّا
(بالميْجَنَا) و (الأوفْ) و (اللَيَّا)
الوردُ جُوريٌّ .. وموعدنُنا
***
يا بَيْتَها .. زَوَّادتي بيدي
والشمسُ تمسحُ وجه وادِيَّا
وبلادُ آبائي مُغَمَّسةٌ
(بالميْجَنَا) و (الأوفْ) و (اللَيَّا)
الوردُ جُوريٌّ .. وموعدنُنا
لمَّا يَصيرُ الوَرْدُ جُورِيَّا
العُقْدة الخضراءَ
-----------
يا عُقْدتي .. ارْتَفِّي مطَلَّ اخْضِرَارْ
ويا نَهَاري ، قَبْلَ كونِ النهارْ
ويا قُلُوعَ الصَحْو .. مَنْشُورةً
يُصفِّقُ الشُبَّاكُ ، شُبَّاكُنا
عُشِّ عصافيرٍ مع الصيف طارْ..
تختبئُ النَحْلاتُ في ظِلِّها
فبينها وبينهُ .. ألفُ ثَارْ
ضَلَّ .. فما هذا زمانُ البِذَارْ
قِطْعَةُ صَحْوٍ .. رَطَّبتْ سَهْلَنا
فارتاح نَبْعٌ ، واسْتَلَذَّ انحدارْ
***
تَوَقَّفي .. ولَوْ لِلَمِّ الإزَارْ
قِطْعَةُ صَحْوٍ .. رَطَّبتْ سَهْلَنا
فارتاح نَبْعٌ ، واسْتَلَذَّ انحدارْ
وللنُجميْماتِ عليَّ انْهِمَارُ..
***
تَوَقَّفي .. ولَوْ لِلَمِّ الإزَارْ
لكُلِّ قرميدٍ لدينا يَدٌ
قِطْعَةُ صَحْوٍ .. رَطَّبتْ سَهْلَنا
فارتاح نَبْعٌ ، واسْتَلَذَّ انحدارْ
للشرق إمَّا طَفَرَتْ ضِحْكَةٌ
وللنُجميْماتِ عليَّ انْهِمَارُ..
***
إنْ لُحتِ قبلَ الشمسِ في بابنا
تَوَقَّفي .. ولَوْ لِلَمِّ الإزَارْ
لكُلِّ قرميدٍ لدينا يَدٌ
وكلُّ شُبَّاكٍ لدينا انتظارْ..
كُمّ الدانتيل
--------
يا كُمَّها الثَرْثَارَ .. يا مَشْتَلْ
رَفِّهْ عن الدنيا ولا تَبْخَلْ
ونَقِّطِ الثَلْجَ على جُرْحنا
يا رائع التطريز .. يا أهْدَلْ
يا شَفَةً تَفْتيحُها مُمْكِنٌ
ويا سُؤالاً ، بَعْدُ ، لم يُسْأَلْ ..
أَقْبَلْتَ يا صَيْفِيُّ في جَوْقَة
من السُنُونُو ، والشَذَا المُرْسَلْ
يا كُمَّها المُنْشَالَ عن ثروة
إذْهَلْ .. فإنَّ الخيرَ أن تذهَلْ
أليسَ لي زاويةٌ رَطْبَةٌ
بين حِرَاجِ اللوز والصَنْدَلْ
يا كُمَّها .. أنا الحريقُ الذي
أصبحَ في هُنَيْهةٍ جَدْوَلْ
مَسَاندُ التُفَّاحِ ، مرفُوعةٌ
أمامَ عيني ، كيفَ لا أقبَلْ؟
والزنبقُ الأسودُ .. من شوقهِ
يقولُ : كُلْ .. فزهرُنا يُؤكَلْ..
قِطْعَةُ "دَنْتيلٍ" أنا مركبي
إن يَرْتَحِلْ مع الندى .. أَرْحَلْ
جَدِّفْ بنا في قَمَرٍ أسودٍ
أرصُدُه ، في كوكبٍ مُهْمَلْ
أيا شِراعَ الخير ، لا تَخْتَجِلْ
شَرَانقُ الحرير لا تَخْجَلْ..
غَامِرْ .. فإنَّ الريحَ شَرْقِيَّةٌ
ما نَحنُ؟ إن لم نَطْلُبِ الأجْمَلْ ..
لَنَا ، بظِلِّ الظِلِّ ، فُسْقِيَّةٌ
وألفُ ميعادٍ لنا أَوَّلْ ..
يا رَوْعَةَ الرَوْعَةِ ، يا كُمَّها
يا مُخْمَلاً صَلَّى على مُخْمَلْ..
عِنْدَنَا
--------
يُولَدُ المَوَّالُ حُرَّاً
عندنا بين الضِيَاعِ
وأنفاسِ المراعي
من وُجاق النار.. مِنْ
مِنْ خَوَابينا الطفيحاتِ
ومِنْ كَرَمٍ مُشَاعِ
يَرْشَحُ رَصْداً.. كُلُّ راعي
والمَوَاويلُ لدَيْنَا
حَبَكتْ أَنْوَالُنا
أوَّلَ خَيْطٍ في شراعِ
لَفْتةُ السيفِ الشُجَاعِ
وبلادي ، شُرْفَة؟ُ الصَحْوِ
مَوطِني ، من زُرْقة الحُلْمِ
ومِنْ عَزْمِ القِلاعِ..
لَفْتةُ العُنْقِ لدينا
لَفْتةُ السيفِ الشُجَاعِ
وبلادي ، شُرْفَة؟ُ الصَحْوِ
وميناءُ الشُعَاعِ..
مَوطِني ، من زُرْقة الحُلْمِ
ومِنْ عَزْمِ القِلاعِ..
بَيْتي
-----
في حُرْجِنَا المَدْرُوزِ شُوحَاً
سَقْفُ منزلنا اخْتَفَى
فانْزَوَى .. وتَصَوَّفا
نَسَجَ الثُلُوجَ عَبَاءَةً
وبِدَخْنةٍ من غَزْل مِغْزَلِهِ
اكتسى وتلَفْلَفا..
أَتُريدُ أَنْ لا يُعْرَفا..
وحُدُودُ بيتي .. غيمةٌ
حَمَلْتهُ ألفُ فَرَاشَةٍ
بيتي ، فلا مَاتَ الوَفَا
الجريحةَ واكتفى ..
قِطَعُ الحَصَى في أرضِهِ
كَمْ مَرَّةٍ ، مَرَّ الصَبَاحُ
ببابهِ.. وتَوَقَّفا...
والمطَلَّ المُشْرِفَا..
سَقْفَاً ، ومَدْخَنَةً
يَرْقَى إليه الدَرْبُ
سكرانَ الخُطى مُتَعَطِّفا
انتهتِ الطريقُ.. تَخَلَّفا..
كَمْ نَجْمَةٍ دَخَلتْ عليَّ
تَرَكَتْ بِسُورِ حديقتي
شَالَ الحريرِ مُنَتَّفا..
سَقْفَاً ، ومَدْخَنَةً
وباباً ، ضارعاً ، مُتَفَلْسِفَا
يَرْقَى إليه الدَرْبُ
سكرانَ الخُطى مُتَعَطِّفا
حاذَى الطريقَ .. وعندما
انتهتِ الطريقُ.. تَخَلَّفا..
كَمْ نَجْمَةٍ دَخَلتْ عليَّ
تظنُّ عندي مُتْحَفَا..
تَرَكَتْ بِسُورِ حديقتي
شَالَ الحريرِ مُنَتَّفا..
إلى عَيْنَين شماليّتَين
------------
إسْتَوْقَفَتْني ، والطريقُ لنا
ذاتُ العُيُون الخُضْرِ .. تَشْكُرُني
والشعرُ يكرُمُ إذْ يُكَرِّمني
لا تَشْكُريني .. واشْكُري أُفُقاً
وجُنَيْنةً خضراءَ .. إن ضَحِكَتْ
فعلى حُدُودِ النَجْم تَزْرَعُني
أأرُدُّ مطلبَهُ .. أَيُمكنُني؟
***
والمَدُّ يطويني .. ويَنْشُرني
فإذا الكُرُومُ هناكَ .. عارشةٌ
هذي بِحَارٌ كنتُ أجهلُها
مَعَنا الرياحُ .. فقُلْ لأَشْرِعَتي
عُبِّي المَدَى الزيتيَّ ، واحْتَضِني
في مَرْفأَينِ بآخرِ الزَمَنِ
ماذا؟ أيُتْعِبُكَ المَدَى ؟. أَبَداً
أَرجُو الضَياعَ ، وأَستريحُ لهُ
يا ويلَ دَرْبٍ لا يُضَيِّعُني..
ما زلتُ أعرفُها وتعرِفُني
بَيْتي .. وبَيْتُ أبي .. وبَيْدَرُنا
***
تَاهَتْ بِعَيْنَيها وما عَلِمَتْ
ماذا؟ أيُتْعِبُكَ المَدَى ؟. أَبَداً
لا شيءَ في عَيْنَيْكِ يُتْعِبُني
أَرجُو الضَياعَ ، وأَستريحُ لهُ
يا ويلَ دَرْبٍ لا يُضَيِّعُني..
وتَطَلَّعَتْ .. فطريقُ ضَيْعتِنَا
ما زلتُ أعرفُها وتعرِفُني
بَيْتي .. وبَيْتُ أبي .. وبَيْدَرُنا
وشُجَيْرَةُ النارَنْجِ تحضُنُني
***
تَاهَتْ بِعَيْنَيها وما عَلِمَتْ
أنَّي عَبَدْتُ بعينِهَا .. وَطَني
القمِيصُ الأبيض
------------
أَلَسْتَ تُهنِّئُني يا بَخِيلُ ؟
بهذا القميص الجديدِ عَلَيّْ
أأنتَ الحنُونُ .. أأنتَ الوفيّْ ؟
مغارزُ خيطانِهِ .. أُغْنِيَاتٌ
سألتُكَ دَغْدِغْ غُرُوري .. فإنَّ
جميلاً لديكَ ، جميلٌ لَدَيّْ
وضاقَ .. وضاقَ على ناهِدَيّْ
ورَشْقُ التطاريز .. والنَمْنَمَاتُ
تبارَكَ هذا القميصُ ، ملأتِ
ظُنُوني نَقَاءً ، ملأتِ يَدَيّْ
إذا يَبِسَ الضوءُ في نَاظِرَيّْ
تَذَكَّرْتُ تُفَّاحةً .. عندنا
***
لأَنتَ رفيقَ الشُموس .. رفيقي
صَبَاحُ الأصابيح أنتَ ، تَوَالَدْ
نُجُوماً ، أيا غُصْنَ لَوْزٍ صَبِيّْ
نقيَّاً .. كوجهِ بلادي النقيّْ ..
إذا أزْهَرَتْ أمْطَرَتْنَا حُليّْ
***
لأَنتَ رفيقَ الشُموس .. رفيقي
كأنَّ عُراكَ تَفتَّحْنَ فيّْ
صَبَاحُ الأصابيح أنتَ ، تَوَالَدْ
نُجُوماً ، أيا غُصْنَ لَوْزٍ صَبِيّْ
على حَجَر العَيْنِ .. صَفِّقْ قميصاً
نقيَّاً .. كوجهِ بلادي النقيّْ ..
رحلة في العُيون الزرق
---------------
أَسُوحُ بتلكَ العيُونْ
على سُفُنٍ من ظُنُونْ
هذا النقاءِ الحَنُونْ
أَشُقُّ صباحاً .. أَشُقُّ
وتَعْلَمُ عيناكِ أنِّي
أُجَدِّفُ عَبْرَ القُرُونْ
جُزْرَاً .. فَهَلْ تُدركينْ ؟
أنا أوَّلُ المُبْحِرينَ على
حِبَالي هناكَ .. فكيفَ
تقولينَ هذي جُفُونْ؟
تجرحُ صدرَ السُكُونْ
تساءلتِ ، والفُلْكُ سَكْرَى
أَفي أَبَدٍ مِنْ نُجُومٍ
ستُبْحِرُ ؟ هذا جُنُونْ..
قَذَفْتُ قُلُوعي إلى البحر
لو فَكَّرَتْ أنْ تَهُونْ
على مرفأٍ لَنْ يَكُونْ ..
عزائي إذا لَمْ أعُدْ
أَفي أَبَدٍ مِنْ نُجُومٍ
ستُبْحِرُ ؟ هذا جُنُونْ..
***
قَذَفْتُ قُلُوعي إلى البحر
لو فَكَّرَتْ أنْ تَهُونْ
ويُسْعِدُني أَنْ ألُوبَ
على مرفأٍ لَنْ يَكُونْ ..
عزائي إذا لَمْ أعُدْ
أَنْ يُقَالَ : انْتَهَى في عُيُونْ..
رباط العنق الأخضر
---------------
مِنْهَا .. رِبَاطُ العُنُقِ
فيا ضُلُوعي أَوْرِقي ..
سَيِّدتي ، فَضْلُكِ لا
أسْعَى بهِ .. وبي غُرُورُ
ويا نُجُومُ حَدِّقي
ما دامَ مَشْدُوداً إلى
لي من طليقٍ مُوثَقِ
على غديرٍ تَسْتَقي ..
أَخَافُ أن تمضي .. فيا
شِفَاهَ قلبي .. أَطْبِقي
وجانحٌ غاصَ بأشواقي
***
أَخَافُ أن تمضي .. فيا
شِفَاهَ قلبي .. أَطْبِقي
بكى في المَشْرِقِ
وجانحٌ غاصَ بأشواقي
***
صَدْرٌ .. على صَدْري .. فلا
أَخَافُ أن تمضي .. فيا
شِفَاهَ قلبي .. أَطْبِقي
فجانحٌ شَالَ كمَوّالٍ
بكى في المَشْرِقِ
وجانحٌ غاصَ بأشواقي
فلم يُحَلِّقِ
***
صَدْرٌ .. على صَدْري .. فلا
خَوْفَ بألا نلتقي..
المُدَخِّنة الجميلة
------------
حَارِقَةَ التَبْغِ .. اهْدَأي ، فالدُجى
من هَوْل ما أحْرَقْتِ إعْصَارُ
شَوَّهتِ طُهْرَ العاج ، شوِّهتِهِ
وغابَ في الضَبَاب إسْوَارُ ..
تلكَ الأَصابيعُ التي ضَوَّأتْ
دُنْيَايَ ، هل تمضي بها النارُ؟
والتُحَفُ الخُمْسُ التي صُغْتُها
تَنْهَارُ من حولي .. فأَنْهَارُ ..
ورَوْعَةُ الطِلاءِ في ظِفْرها
تمضي ، فما للفجر آثارُ
أناملٌ تلك التي صَفَّقَتْ
أم أنَّها للرَّصْدِ أنهارُ ..
المشْرَبُ الفِضِّيُّ ، ما بينها
مُقَطَّعُ الأنفاس ، ثَرْثَارُ
على الشفاهِ الحُمْرِ .. ميناؤُهُ
وصُحْبَةُ الشفاهِ أقدارُ
يسرقُ فوقَ الثغر غَيْبُوبَةً
ما دام ، بَعْدَ الليل ، إبْحَارُ
تَعَانَقَا .. حتى استجارَ الهوى
والتفَّ مِنْقَارٌ .. ومِنْقَارُ
لو كنتُ هذا المشْرَبَ المُنْتَقَى
أَخْتَارُ هذا الثغرَ .. أَخْتَارُ
***
مَذْعُورَةَ السالِفِ .. لا تيأسي
فلم يَزَلْ في السَفْح أزْرَارُ
النَهْدُ ، جَلَّ النَهْدُ ، في مجدهِ
مِنْ حَوْلِهِ، تُلَمُّ أقمارُ..
حسناءُ .. ما يُشقيكِ من عَالَمٍ؟
ما زال في عَيْنَيْكِ يحتارُ
وأنتِ يا أغنى أساطيرِهِ
نَوَّارُه ، إنْ غابَ نَوَّارُ
صغيرةٌ أنتِ .. عَلامَ الأسى
والأرضُ مُوسِيقَا وأنوارُ
النارُ في يُمْناكِ مَشْبُوبَةٌ
والوعدُ في عَيْنَيْكِ أطوارُ
لا تُؤمَنُ العُيونُ إن سَالَمتْ
صَحْوُ العُيونِ الخُضْرِ .. أمطارُ
تلك اللُّفَافَاتُ التي أُفْنِيَتْ
خواطرٌ تُفْنَى .. وأفكارُ ..
إنْ أطْفَأَتْها الريحُ.. لا تَقْلَقي
أنا لها الكبريتُ والنارُ..
كانَ الشاعرُ
---------
كانَ الشاعرُ يأكلُ من أوراقِ الوَرْدِ ،
وكانَ ينامُ بأحضانِ الصَفْصَافْ
ثُمَّ أَتَى عَصْرٌ عربيٌّ
صارَ الشاعرُ فيهِ ،
ينامُ بأَحضانِ السَيَّافْ ...
اللغةُ المستحيلة
------------
الكاتبُ في وطني
يتكلَّمُ كلَّ لُغَاتِ العالمِ ،
إلا العَرَبِيَّهْ ..
فلدينا لغةٌ مُرْعِبَةٌ
قد سَدُّوا فيها كلَّ ثُقُوبِ الحُريَّهْ !!
اللغةُ المستحيلة
الكاتبُ في وطني
يتكلَّمُ كلَّ لُغَاتِ العالمِ ،
إلا العَرَبِيَّهْ ..
فلدينا لغةٌ مُرْعِبَةٌ
قد سَدُّوا فيها كلَّ ثُقُوبِ الحُريَّهْ !!
إلا الكَلِمَهْ
--------
ليسَ هنالكَ حَلٌّ آخَرُ ،
إلا الكَلِمَهْ ..
ليسَ هنالكَ ثَدْيٌ آخرُ قد أَرْضَعَني
إِلا الكَلِمَهْ ..
ليسَ هنالكَ وَطَنٌ آخرُ قد آواني
إِلا الكَلِمَهْ ..
ليسَ هنالكَ في تاريخي .. امرأَةٌ أُخرى
إِلا الكَلِمَهْ ...
مَشبُوهَة الشفتين
------------
مَشْبُوهَةَ الشَفَتَيْنِ ، لا تَتَنسَّكي
لَنْ يَسْتريحَ الموعدُ المكْبُوتُ
وغريزةُ الكِبْريتِ في طُغْيانها
ماذا؟ أيكظُمُ ما بِهِ الكِبْرِيتُ؟
شَفَتَانِ معصيتانِ .. أَصْفَحُ عنهُما
ما دامَ يَرْشَحُ منهُمَا الياقوتُ
إنَّ الشفاهَ الصابراتِ أُحِبُّها
ينهارُ فوق عقيقها الجَبَروتُ
كَرَزُ الحديقةِ عندنا مُتَفتِّحٌ
قَبَّلتُهُ في جُرْحِهِ ونَسِيتُ
شَفَتانِ للتدمير ، يا لي منهُما
بهما سَعِدْتُ ، وألفُ ألفُ شَقِيتُ
شَفَتانِ مَقْبَرتَانِ ، شَقَّهُما الهوى
في كُلِّ شطرٍ أحمرٍ تابوتُ
شَفَةٌ كآبار النبيذ مليئَةٌ
كم مرةٍ أَفْنَيْتُها وفَنِيتُ
الفَلْقةُ العُلْيَا .. دُعَاءٌ سافرٌ
والدِفءُ في السُفْلَى .. فأينَ أمُوتُ؟
إلى ساذَجَة
-------
لا شَكَّ .. أنتِ طَيِّبَهْ
بسيطةٌ وطَيِّبَهْ ..
بساطةَ الأطفال حين يلعبونْ
وأَنَّ عَيْنَيْكِ هُمَا بُحَيْرَتا سُكُونْ
لكنَّني ..
أَبْحَثُ يا كبيرةَ العُيُونْ
أَبْحَثُ يا فارغةَ العُيُونْ
عن الصلاتِ المُتْعِبَهْ
عن الشِفاهِ المُخْطِئَهْ
وأنتِ يا صديقتي
نَقِيَّةٌ كالُؤلؤَهْ
باردةٌ كالُؤلؤَهْ
وأنتش يا سَيِدتي
مِنْ بَعْدِ هذا كلِّه ، لستِ امْرأَهْ
هل تسمعينَ يا سَيِّدتي
لستِ امْرَأَهْ..
وذاكَ ما يُحزِنُني
لأنَّني
أَبْحَثُ يا عاديَّةَ الشِفَاهْ
أَبْحَثُ يا مَيِّتَةَ الشِفَاهْ
عن شَفَةٍ تأكُلُني
من قبل أن تَلْمسَني
عن أَعْيُنٍ..
أمطارُها السوداءُ .. لا تترُكني
أرتاحُ ، لا تترُكُني
وأنتِ يا ذاتَ العُيُونِ المُطْفَأَهْ..
طيِّبةٌ كاللُؤلؤَهْ ..
طيِّبةٌ كالأرنب الوَديعْ
كالشَمْع .. كالألعاب .. كالربيعْ
هامدَةٌ كالموتِ .. كالصقيعْ..
وذاكَ ما يُؤسِفُني..
لأنّني ..
يا أرْنَبي الوَديعْ ..
أضيقُ بالربيعْ
وأكْرَهُ السَيْرَ على الصقيعْ..
لأنهُ يُتْعِبُني..
لأنه يُرهِقُني
***
وَدِدْتُ يا سَيِّدتي
لو كنتُ أستطيعْ
حُبَّكِ يا سَيِّدتي.
لو كنتُ أسْتَطيعْ
إلى ميّتة
-------
إنْتَهتْ قهوتُنا
وانتَهَتْ قِصَّتُنا
وانتَهَى الحُبُّ الذي كنتُ أُسمِّيهِ عنيفا
عندما كنتُ سخيفا ..
وضعيفا ..
عندما كانتْ حياتي
مَسْرَحاً للتُرَّهاتِ
عندما ضَيَّعتُ في حُبّكِ أزْهَى سَنَواتي.
بَرَدَتْ قهوتُنا
بَرَدَتْ حُجْرَتُنا
فلنَقُلْ ما عِندَنَا
بوضوحٍ ، فلنَقُلْ ما عِندَنَا
أنا ما عُدْتُ بتاريخكِ شيئا
أنتِ ما عُدْتِ بتاريخيَ شيئا
ما الذي غَيَّرني؟
لم أعُدْ أُبْصِرُ في عينيكِ ضَوْءَا
ما الذي حَرَّرني ؟
مِنْ حكاياكِ القديمَهْ
مِنْ قَضَاياكِ السقيمَهْ ..
بعد أنْ كنتِ أميرهْ..
بعد أن صَوَّرك الوَهْمُ لعينيَّ.. أميرَهْ
بعد أَنْ كانتْ ملايينُ النُجُومِ
فوق أحداقكِ تغلي
كالعصافير الصغيرهْ..
***
ما الذي حَرَّكني؟
كيفَ مَزَّقْتُ خُيُوطَ الكَفَنِ ؟
وتمرَّدْتُ على الشوق الأجيرِ ..
وعلى الليلِ .. على الطيبِ .. على جَرِّ الحريرِ
بعدَ أن كانَ مصيري
مرةً ، يُرْسَمُ بالشعر القصيرِ ..
مرةً ، يُرْسَمُ بالثغر الصغيرِ ..
ما الذي أيقظني ؟
ما الذي أرْجَعَ إيماني إليَّا
ومسافاتي ، وأبْعَادي ، إِليَّا ..
كيف حَطَّمتُ إِلهي بيديَّا ؟.
بعد أن كادَ الصَدَا يأكُلُني
ما الذي صَيَّرني ؟؟
لا أرى في حسنكِ العاديِّ شَيَّا
لا أرى فيكِ وفي عَيْنَيْكِ شَيَّا
بعد أنْ كُنتِ لدَيَّا
قِمَّةً فوق ادِّعاءِ الزَمَنِ..
عندما كُنْتُ غَبِيَّا..
عَوْدة التنّورة المزركَشة
-----------------
ضِيقي .. مع التَيَّار ، واتَّسِعِي
وتَفَرَّقي ، ما شئتِ ، واجْتَمِعي ..
طيري ، حقيبةَ أنْجُمٍ ورؤىً ..
يا .. يا مُغَامَرَةً مُصَوَّرةً ..
لَتَلُمُّكِ الأحداقُ .. إنْ تَقَعِي ..
وتَثَاءَبي ، يا بَوْحَ مَزْرَعَةٍ
أنا والرياحُ عليكِ ، فارْتَفِعِي
وتَمَسَّكي بمَحَطِّ خاصرةٍ
زُنَّارُها يبكي بلا وَجَعِ
لمَّا رأونا في الطريق معاً
قالوا : صَنَوبَرةٌ تسيرُ معي !
إن تَحْتَمي من عَصْفِ عَاصِفَةٍ
بِيَدَيْكِ .. ما يَحْمِيكِ من طَمَعي؟
***
جَبَليةٌ .. نَهبَتْ مواسِمَنَا
فبلادُ آبائي هُناكَ تَعِي ..
شالَ الهواءُ بِبَيْدَرٍ مَرِحٍ
مِنْ موطن الموَّالِ مُنْتَزَعِ..
زَهَراتُ ليمونٍ ، تُطرِّزُها
كُلْ يا فُضُولي الخَيْطَ .. إن تَجُعِ ..
وامْضَغْ ثُلُوجَ الرُكْبَتَيْنِ .. فإنْ
رَحَلتْ فُصُولُ الثلج .. فَاخْتَرِعِ..
نِفَاق
-----
كَفَانَا نِفَاقْ!..
فما نَفْعُهُ كلُّ هذا العِناقْ؟
ونحنُ انتهَيْنَا
وكُلُّ الحكايا التي قد حكينَا
نِفَاقٌ ..
نِفَاقْ ..
إنَّ قُبْلاتِكَ الباردَهْ
على عُنُقي لا تُطَاق
وتاريخُنا جُثَّةٌ هامِدَهْ
أمام الوُجَاق
***
كَفَى ..
إنَّها الساعةُ الواحِدَهْ ..
فأينَ الحقيبَهْ؟..
أَتَسْمَعُ؟ أينَ سَرَقْتَ الحقيبَهْ؟
أجَلْ. إنَّها تُعْلِنُ الواحِدَهْ..
ونحنُ نلُوكُ الحكايا الرتيبَهْ
بلا فائِدَهْ..
لِنَعْتَرِفِ الآنَ أنَّا فَشِلْنَا
ولم يبقَ مِنَّا
سوى مُقَلٍ زائغَهْ
تَقَلَّصَ فيها الضياءْ
وتجويفِ أعْيُنِنَا الفارغَهْ
تَحَجَّر فيها الوفَاءْ
***
كَفَانا..
نُحَمْلقُ في بعضنا في غَبَاءْ
ونحكي عن الصِدْق والأصدقاءْ
ونَزْعُم أنَّ السماءْ..
تَجنَّتْ علينا..
ونحنُ بكِلْتَا يدَيْنَا
دَفَنَّا الوفاءْ
وبِعْنَا ضمائرنَا للشتاءْ..
وها نحنُ نجلسُ مثلَ الرفاقْ
ولسنا حبيبينِ .. لسنا رِفَاقْ
نُعيدُ رسَائلَنا السالِفَهْ..
ونضحكُ للأسطُرْ الزائفَهْ..
لهذا النِفَاقْ
أنحنُ كتبناهُ هذا النِفَاقْ؟
بدون تَرَوٍ .. ولا عاطِفَهْ..
***
كَفَانَا هُرَاءْ..
فأينَ الحقيبةُ؟.. أينَ الردَاءْ؟..
لقد دَنَتِ اللحظةُ الفاصِلَهْ
وعمَّا قليلٍ سيطوي المساءْ
فُصولَ علاقَتِنَا الفاشِلَهْ..
الجَوْربُ المقطوع
-------------
طائشةَ المِشْيَةِ .. لا تَغْضَبي
تُشْمِتُني الطَعْنةُ في الجوْرَبِ ..
عَفْواً .. وكَرَّ الخَيْطُ في شَهْقَةٍ
نادمةٍ .. في أسَفٍ مُطْرِبِ
فالقَمَرُ المرسومُ في سُرْعةٍ
يُرضِعُني من جُرحِهِ المُذْهَبِ..
جزيرةٌ .. في صُدْفةٍ كُوِنَتْ
فاغْرُزْ هنا المرساةَ يا مَرْكَبي
ويا فمَ الجَوْرَبِ .. لا تَنْطَبِقْ
موسمُنا أكثرُ من طَيِّبِ ..
***
لا تَأسَفي عليهِ .. إنِّي هُنا
مَرْمَى شبابيكي على المَغْرِبِ ..
أُكَوِّمُ النَجْمَاتِ في سَلَّتي
لم يَتْعَبِ الجُرْحُ ... ولم أَتْعَبِ ..
رسَائِل لم تُكْتَبْ لهَا
------------
1
مَزِّقيها ..
كُتُبي الفارغَةَ الجَوْفَاءَ إنْ تَسْتَلِميها ..
والْعَنِيني .. والْعَنِيْها
كاذباً كنتُ. وحُبِّي لكِ دعوى أَدَّعِيْها..
إنَّني أكتُبُ لللهوِ.. فلا تعتقدي ما جاءَ فيها..
فأنا ــ كاتبهَا المهْوُوُسَ ــ لا أذكرُهُ
ما جاءَ فيها ..
2
إقْذِفيها ..
إقْذِفي تلكَ الرسالاتِ .. بِسَلِّ المُهْمَلاتِ
واحْذَري ..
أنْ تَقَعي في الشَرَكِ المُخْبُوءِ بين الكَلِمَاتِ
فأنا نفسيَ لا أُدركُ معنى كَلِمَاتي..
فِكَري تَغْلي ..
ولا بُدَّ لطُوفان ظُنُوني مِنْ قَنَاةِ..
أَرْسُمُ الحرفَ
كما يمشي مريضٌ في سُباتِ
فإذا سَوَّدتُ في الليلِ تِلالَ الصَفَحَاتِ..
فلأنَّ الحرفَ ، هذا الحرفَ ..
جزءٌ من حياتي
ولأنِّي رِحْلَةٌ سَوْدَاءُ .. في موج الدَوَاةِ
3
أَتْلِفيها ..
وادْفُني كُلَّ رسالاتي بأحشاءِ الوَقْودِ
واحذري أنْ تُخْطِئي ..
أنْ تقرأي يوماً بريدي ..
فأنا نفسيَ لا أذكُرُ ما يحوي بريدي ! ..
وكتاباتي ،
وأفكاري ،
وزَعْمي ،
وَوُعودي ،
لم تكُنْ شيئاً ، فحُبِّي لكِ جُزْءٌ من شُرُودي
فأنا أكتُبُ كالسَكْرانِ ..
لا أدري اتّجاهي وحُدُودي ..
أَتَلهَّى بكِ ، بالكِلْمَة ، تَمْتَصُّ وريدي ..
فحياتي كُلُّها ..
شَوْقٌ إلى حرفٍ جديدِ
ووُجُودُ الحرف من أبسطِ حاجاتِ وُجُودي
هل عرفتِ الآنَ ..
ما معنى بَريدي؟