أيلول
نبض السعادة من رحم الألم


- إنضم
- May 31, 2009
- المشاركات
- 3,932
- مستوى التفاعل
- 109
- المطرح
- أرض الله الواسعة
لنفترض جدلاً أنك أُصِبْتَ لا سمح الله بألم فظيع وصداع مزعج في رأسك
حاولت أن تقضي عليه بالمسكنات
ولم ينفع . ذهبت في اليوم التالي إلى المستشفى .
أجروا لك كل الفحوصات لمعرفة السبب ..
وأخيرًا قرروا إرسالك إلى غرفة الأشعة المقطعية .
بعدها اجتمع حولك الأطباء بملامحهم المضطربة
ليعلنوا لك الخبر/ الصاعقة :
« هنالك ورم خبيث في رأسك»!
وأنت تمشي في ممر الخروج البارد ،
وبالكاد تجر قدميك ،
تعود حياتك أمامك كشريط سينمائي
يعبر بسرعة يالله ..
كم من الأشياء الرائعة التي فاتتني ..
وكم سيفوتني مستقبلاً
ضحكة أصغر أطفالك ،
صلاة الفجر .. والتي قررت أن تعدل نظام نومك لكي تصليها .. ولم تفعل ،
قراءة كتاب جديد ومشاهدة فيلم رائع ،
تقبيلك لجبين أمك ، التصالح مع أحد الأقارب،
رؤية أولادك وهم يكبرون أمام عينيك ،
إنهاء بعض العداوات الصغيرة ، أكل المزيد من الشوكلاتة والآيسكريم
وقبل أن ينتهي الممر، وتصل إلى باب الخروج ،
تسمع أحدهم ينادي باسمك ..
يصل إليك لاهثا ومرتبكًا ،
ويقول لك بتلعثم :
أعتذر لك سيدي ، حدث خطأ كبير في الأوراق ، فالتقرير الذي معك هو لشخص آخر..
أنت لا تعاني سوى من التهابات في الجيوب الأنفية !
وبدلاً من أن تثور في وجهه بسبب هذا الخطأ القاتل
تقوم باحتضانه وشكره .. كأنه منحك الحياة
لم يمنحك الحياة يا صديقي ،
بل الذي منحها لك هو الله سبحانه ،
وهي موجودة لديك لم يأخذها أحد منك ،
ولكنك خلال ركضك في الحياة ..
نسيت الحياة نفسها !
نعم ..
عليك أن تقاتل لكي تكون
هذه الحياة أجمل وأكثر عدالة ..
ولكن لا تنسَ أن تعيشها
يقول فريد الأطرش:
الحياة حلوة .. بس نفهمها
وأنا أقول لكم :
نفهمها ، أو لم نفهمها ،
ستظل الحياة حلوة ..
وقصيرة جدًا جدًا
لــِ
محمد رطيان الشمري
محمد رطيان الشمري