أي كلام ومهما عَظُمَ شأنه يصبح بلاقيمة أمام شلالات الدم الهادرة ... لم أتخيل نفسي يوماً من الأيام أن أواري أصدقائي وأهلي في قبورهم ... الواحد تلو الآخر ... لم يخطر ببالي يوماً أن الأزقة التي ركلت الكرة فيها صغيراً لم أتخيلها أن تصبح بيوتاً للأشباح, لاتسمع فيها إلا صدى الموت ... جنازة تلو أخرى ... على عجلٍ ندفن أحبتنا خشية رصدنا من طيران الطاغية ... تمر أيامنا حبلى بالقهر والظلم ... منذ شهرٍ كامل بلا كهرباء ولاماء ولادواء ... مرضى السكري والضغط والقلب لاتنفعهم الخطابات والمؤتمرات ... أصبحنا نعاني نقصاً في الأكفان .... //وقفت الطفلة الصغيرة على قبر أخيها ... ئوم ياحبيبي يا أخي يللا ئوم خلصت الطميمة يللا طلاع لنروح ع البيت ... مشان الله طلاع ... لم تدرِ أن بشار قد أرسل حقده ليأخذ أخاها في رحلة أبدية ...// سألت صديقي رياض
وين كنت ... قال وهو يحبس دموعه :دفنت 6 من عائلتي استشهدوا في الغارة ...// وكل يوم أسأل نفسي ... هل سأدفن بكفن أو بلا كفن؟؟ تسير لحظاتنا مريرة ,كئيبة , مفعمة بالحزن ... فقدنا كل شيء ... لكننا لم نفقد ثقتنا بالله ...مؤلم حقا أن تعلم أن من تحب مات ظلما أو جوعا أو قهرا والأكثر إيلاما أن تعلم أنه مات بها جميعا
كونوا بخير أيها الطيبين ...