روح ورياحين

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين
12\12- وعن ابي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب, رضي الله عنهما قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( انطلق ثلاث نفر ممن كان قبلكم
حتى اواهم المبيت الى غار فدخلوه, فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار . فقالو :
انه لا ينجيكم من هذه الصخرة الا ان تدعو الله بصالح اعمالكم. قال رجل منهم :
اللهم كان لي ابوان شيخان كبيران, وكنت لا اغبق قبلهما اهلا ولا مالا فناى بي طلب الشجر
يوما فلم ارح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت ان اوقظهما
وان اغبق قبلهما اهلا او مالا, فلبثت_ والقدح على يدي_انتظر استيقا ظهما حتى
برق الفجر والصبية يتضاعون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما. اللهم ان كنت فعلت
ذلك ابغتاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة, فانفرجت شئا لا يستطيعون
الخروج منه. قال الاخر : اللهم انه كانت لي ابنة عم كانت احب الناس الي, وفي
رواية كنت احبها كاشد مايحب الرجل النساء, فاردتها على نفسها فامتنعت مني حتى المت بها
سنة من السنين فجاءتني فاعطيتها عشرين ومائة دينار على ان تخلي بيني وبين نفسها
ففعلت, حتى اذا قدرت عليها وفي رواية : فلما قعدت بين رجليها, قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم
الا بحقه , فانصرفت عنها وهي احب الناس الي وتركت الذهب الذي اعطيتها, اللهم ان كنت
فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه, فانفرجت الصخرة غير انهم لا يستطيعون
الخروج منها. وقال الثالث : اللهم استاجرت اجراء واعطيتهم اجرهم غير رجل واحد ترك الذي له
وذهب, فثمرت اجره حتى كثرت منه الاموال, فجاءني بعد حين فقال : يا عبد الله
اد الي اجري, فقلت : كل ما ترى اجرك : من الابل والبقر والغنم والرقيق. فقال :
يا عبد الله لا تهزئ بي فقلت لا استهزئ بك, فاخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا,
اللهم ان كنت فعلت ذالك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه, فانفرجت الصخرة فخرجو يمشون )). متفق عليه.





غريب الحديث :

نفر : جماعة من الرجال.

المبيت : المكان الذي يبيت فيه الانسان.

اغبق : الغبوق : ما يشرب مساء.

نأى : ابعد.

ارح : ارجع.

يتضاغون : يصيحون من شدة الجوع.

سنة : جدب وقحط.

لا تفض الخاتم : التحذير من ارتكاب الزنا.





هداية الحديث :

1) الاخلاص من اسباب تفريج الكربات لان كل واحد منهم يقول :
( اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ).

2) الاعمال الصالحات سبب لتفريج الكربات.

3) فضيلة بر الوالدين, والعفة عن الزنا, وفضل الامانة واصلاح العمل للغير.

4) ان الله سميع الدعاء لا يخيب دعاء من من صدق دعواه. فليحرص المؤمن على
اخلاص الدعاء

5) ان من انواع التوسل المشروع التوسل الى الله بالاعمال الصالحة الخالصة
 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين
جزاكم الله خيرا

أخي الكريم ونفع الله بكم المسلمين
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال


جزانا الله واياك الخير
حياك الله وبياك وجعل الجنة مثواك

اللهم امين
 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين
2 _ باب التوبة




قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب, فان كانت المعصية بين العبد
وبين الله تعالى لا تتعلق بحق ادمي فلها ثلاث شروط :

احدهما : ان يقلع عن المعصية.

والثاني : ان يندم على فعلها.

والثالث : ان يعزم ان لا يعود اليها ابدا. فان فقد احد الثلاثة لم تصح التوبة.
وان كانت المعصية تتعلق بادمي فشروطها اربع : هذه الثلاثة, وان يبرا من
حق صاحبها فان كانت مالا او نحوه رده اليه, وان كانت حد قذف ونحوه مكنه
منه او طلب عفوه, وان كانت غيبة استحله منها. ويجب ان يتوب من جميع
الذنوب فان تاب من بعضها صحت توبته عند اهل الحق من ذلك الذنب,
وبقي عليه الباقي. وقد تظاهرت دلائل الكتاب, والسنة, واجماع الامة على وجوب التوبة :
قال تعالى : (( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))النور 31

وقال تعالى : (( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ ))هود 3

وقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ))التحريم 8.



فائدة : يضاف الى شروط التوبة الثلاثة الذي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى :
ان تكون التوبة في زمن تقبل فيه وذلك نوعان :

النوع الاول : باعتبار كل انسان بحسبه فلا بد ان تكون قبل حلول الموت.

النوع الثاني : باعتبار عموم الناس فان الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام
قال : (( لاتنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه احمد.
فاذا طلعت الشمس من مغربها لا تنفع التوبة.


هداية الايات :

1) وجوب التوبة من المعاصي وبيان فضلها واجرها فالله يحب التوابين.

2) التوبة سبب للفلاح, والموفق من عباد الله من سعى الى باب من ابواب الفلاح
 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين
1\13- وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة )). رواه البخاري.

2\14- وعن الاغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( يا ايها الناس توبوا الى الله واستغفروه فاني اتوب في اليوم مائة مرة )). رواه مسلم.







هداية الاحاديث :


1) وجوب التوبة لان النبي صلى الله عليه وسلم امر بها فقال
(( يا ايها الناس توبوا الى الله )). وكان يبادر الى التوبة دوما, وهذا فيه
امتثال امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهديه.

2) بيان عظم تعبد الرسول صلى الله عليه وسلم لربه واخلاصه التوبة له.

3) من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعلم الناس بلسانه وحاله.

4) من اداب الداعي اذا امر الناس بامر ان يكون اول من يمتثل هذا الامر
واذا نهاهم عن شئ يكون اول من ينتهي عنه.
 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين
3\15- وعن ابي حمزة انس بن مالك الانصاري_ خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم_
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لله افرح بتوبة عبده من احدكم سقط على بعيره
وقد اضله في ارض فلاة )). متفق عليه.

وفي روايه مسلم : (( لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته
في ارض فلاة, فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فايس منها, فاتى شجرة فاضجع في
ظلها, وقد ايس من راحلته, فبينما هو كذلك اذا هو بها, قائمة عنده, فاخذ بخطامها ثم قال
من شدة الفرح : اللهم انت عبدي وانا ربك, اخطا من شدة الفرح )).






غريب الحديث :

فلاة : الصحراء الواسعة لا ماء فيها.

بخطامها : الحبل الذي يقاد به البعير.



هداية الحديث :

1) الحث على التوبة لان الله يحبها ويرضاها من عبده.

2) محبة الله تعالى لمحبة عبده من مصلحة العبد فانه سبحانه يحب ان يعفو ويغفر
والعفو احب اليه من العقوبة ولهذا يفرح بتوبة عبده.

3) اثبات الفرح لله سبحانه وتعالى, فهو سبحانه يفرح ويغضب ويكره ويحب
(( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ))الشورى 11
فهو فرح يليق بعظمته وجلاله لا يماثل فرح المخلوقين.

4) لا يؤاخذ الانسان بالقول الذي هو كفر اذا لم يقصده وانما صدر منه عن خطا
او سبق لسان بخلاف القاصد او المستهزئ اذا قال كلمة الكفر. وهذا من رحمة الله
سبحانه بعباده. كمثل حال الرجل الذي قال : ( اللهم انت عبدي وانا ربك ).
 

الحرالباكي

بيلساني لواء

إنضم
Apr 20, 2009
المشاركات
3,591
مستوى التفاعل
46
المطرح
طرابلس الغرب/حي الأندلس
attachment.php

همة مباركة وبنتظار المزيد
 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين
اعتذر عن غيابي اليومين الماضيين وذلك بسبب خراب الكمبيوتر الخاص بي
 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين
14\16- وعن ابي موسى عبد الله بن قيس الاشعري
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(( ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار,
ويبسط يده في النهار ليتوب مسئ الليل
حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم.






هداية الحديث :

1)الله تعالى يقبل التوبة وان تاخرت من العبد وهذا من رحمة الله تعالى بعبده المذنب.

2) محبة الله تعالى للتوبة, ولهذا قبلها من العبد وبسط يده لها.

3) ان المبادرة الى التوبة والتعجيل بها من اسباب رضا الله عن عبده.
 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين

5\17- وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربعا تاب الله عليه )). رواه مسلم .




هداية الحديث :

1) من شروط التوبة ان تقع في وقتها الشرعي العام الحديث
(( لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه احمد .


2) طلوع الشمس من مغربها من اشراط الساعة الكبرى
وبعدها لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا .


3) الايمان النافع هو الايمان الاختياري اما الايمان الصادر بعد مجئ الايات المنذرة
فانه لا ينفع. لانه ايمان اضطراري كما قال تعالى عن فرعون
((
آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ))يونس 90.
 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين
6\18- وعن ابي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله علية وسلم قال :
((
ان الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )). رواه الترمذي.وقال حديث حسن.






غريب الحديث :

يغرغر : تبلغ الروح الحلقوم.




هداية الحديث :

1) حضور الموت هو الوقت الذي لا تنفع التوبة معه ولهذا لا بد ان تقع التوبة في وقتها الشرعي
الخاص بالعبد قبل حضور الاجل.

2) الايمان الاضطراري عند حضور الموت لا ينفع العبد لانه شاهد الموت امامه فليحرص المؤمن
على اغتنام حياته قبل ان يفجأه الموت.

 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين

7\19- وعن زر بن حبيش قال : اتيت صفوان بن عسال رضي الله عنه اساله عن المسح على الخفين
فقال : ماجاء بك يا زر؟ فقلت : ابتغاء العلم, فقال : ان الملائكة تضع اجنحتها لطلاب العلم رضى بما يطلب,
فقلت : انه قد حك في صدري المسح على الخفين بعد الغائط والبول, وكنت امرءا من اصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم, فجئت اسالك : هل سمعته يذكر في ذلك شيئا؟ قال : نعم,
كان يامرنا اذا كنا سفرا_ او مسافرين_ ان لا ننزع خفافنا ثلاثة ايام ولياليهن الا من جنابة, لكن من بول وغائط ونوم.
فقلت : هل سمعته يذكر في الهوى شيئا؟ قال : نعم كنا مع رسول الله في سفر, فبينا نحن عنده
اذ ناداه اعرابي بصوت له جهوري : يا محمد, فاجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من صوته :
(( هاؤم )) فقلت له : ويحك اغضض من صوتك فانك عند النبي صلى الله عليه وسلم, وقد نهيت عن هذا
فقال : والله لا اغضض. قال الاعرابي : المرء يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم
(( المرء مع من احب يوم القيامة )) فما زال يحدثنا حتى ذكر باباً من المغرب مسيرة عرضه
او يسير الراكب في عرضه اربعين او سبعين عاما. قال سفيان احد الرواة : قبل الشام خلقه الله تعالى
يوم خلق السماوات والارض مفتوحا للتوبة لايغلق حتى تطلع الشمس منه. رواه الترمذي وغيره وقال : حديث حسن صحيح.





غريب الحديث :

( هاؤم ) : بمعنى خذ, والمراد : الاجابة بما ناداه .




هداية الحديث :

1) فضيلة العلم وطلبه, والعلم النافع : علم ماجاء في الكتاب والسنة النبوية وطلبه
من الجهاد في سبيل الله.

2) ( وضع الملائكة اجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع ) نؤمن به على ظاهره
لانه اذا صح الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم فانه على الراس والعين
نؤمن به ونصدق دون تردد.

3) المسح على الخفين من شعار اهل السنة وهو ثابت بالسنة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

4) المؤمن اذا احب قوما من اهل الايمان صار معهم وان قصر به عمله.

5) وصية عظيمة ( المرء مع من احب ) فواجب محبة اهل العلم والايمان وبغض اهل الكفر والعدوان.

6) من بركة ارض الشام, ان باب التوبة خلقه الله تعالى قبل الشام.
 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين
8\20- وعن ابي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : (( كان في من كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا, فسال عن اعلم اهل الارض,
فدل على راهب, فاتاه فقال : انه قتل تسعا وتسعين نفسا, فهل له من توبة؟ فقال :
لا, فقتله فكمل به مائة, ثم سال عن اعلم اهل الارض, فدل على رجل عالم فقال :
انه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال : نعم , ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق الى ارض كذا وكذا, فان
بها اناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم, ولا ترجع الى ارضك فانها ارض سوء,
فانطلق حتى اذا نصف الطريق اتاه الموت, فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب.
فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله تعالى, وقالت ملائكة العذاب : انه لم يعمل خيرا قط,
فاتاهم ملك في صورة ادمي فجعلوه بينهم _ اي حكما _ فقال : قيسوا مابين الارضين
فالى ايتهما كان ادنا فهو له, فقاسوا فوجدوه ادنى الى الارض التي اراد, فقبضته ملائكة الرحمة )). متفق عليه.

وفي رواية في الصحيح : (( فكان الى القرية الصالحة اقرب بشبر, فجعل من اهلها ))
وفي رواية الصحيح : (( فاوحى الله تعالى الى هذه تباعدي , والى هذه ان تقربي, قيسوا
مابينهما, فوجدوه الى هذه اقرب بشبر فغفر له )). وفي رواية (( فناى بصدرة نحوها )).





هداية الحديث :

1) فضيلة العلم واهله, فالعالم يرشد الناس ولا يقنطهم من رحمة الله تعالى بخلاف العابد الراهب الذي لا علم عنده.

2) اثر المكان على الانسان صلاحا وفسادا. فارض الطاعة تحض المؤمن على الخير وارض
السوء تضعف المؤمن عن فعل الخير.

3) النيه الصادقة تكمل عمل المؤمن عن فعل الخير.

4) سعة رحمة الله بعباده حيث فتح للمسرفين باب التوبة وقبل تبوتهم.

5) من فعل ذنبا ثم ندم على ارتكاب المعصية, فندمه دليل على صحة توبته, لقوله
صلى الله عليه وسلم (( الندم توبة )) رواه احمد.




فائدة :

اذا قتل القاتل تعلق في ذمته ثلاث حقوق :

الحق الاول : لله, والثاني : للمقتول, والثالث لاولياء المقتول.

اما حق الله, فالله يغفره بالتوبة.

اما حق المقتول, فان توبة القاتل لا تنفعه لانه لا يمكن الوصول الى استحلاله
فهذا الحق يبقى القاتل مطالبا به, والله يفصل بينهم يوم القيامة.

اما حق اولياء المقتول, فانها لا تصح توبة القاتل حتى يسلم نفسه الى اولياء المقتول.
فاما يعفوا عنه واما يطلبو القصاص.
 

أبو الفدا

بيلساني متقدم

إنضم
Jul 21, 2008
المشاركات
327
مستوى التفاعل
3
المطرح
فلسطين
9\21- وعن عبد الله بن بن كعب بن مالك, وكان قائد كعب رضي الله عنه من بنيه حين عمي
قال : سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يحدث بحديثه جين تخلف عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. قال كعب : لم اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في غزوة غزاها قط الا في غزوة تبوك, غير اني قد تخلفت في غزوة بدر, ولم يعاتب احد تخلف عنه ,
انما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله تعالى بينهم
وبين عدوهم على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة
حين تواثقنا على الاسلام, وما احب ان لي بها مشهد بدر, وان كانت بدر اذكر في الناس منها .
وكان في خبري حين تخلفت عن رسول الله, صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك اني لم اكن قط اقوى
ولا ايسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة, والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتها في
تلك الغزوة, ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد غزوة الا ورى غيرها كان تلك الغزوة , فغزاها
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد, واستقبل سفرا بعيدا ومفازا, واستقبل عددا كثيرا,
فجلى للمسلمين امرهم ليتاهبوا اهبة غزوهم فاخبرهم بوجههم الذي يريد, والمسلمون مع
رسول الله كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ ( يريد بذلك الديوان ) قال كعب : فقل رجل يريد ان يتغيب
الا ظن ان ذلك سيخفى به مالم ينزل فيه وحي من الله, وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال فانا اليها اصعر فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمسلمون معه, وطفقت اغدو لكي اتجهز معه, فارجع ولم اقض شيئا, واقول في نفسي : انا
قادر على ذلك اذا اردت, فلم يزل يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد, فاصبح رسول الله
صلى الله عليه وسلم غاديا والناس والمسلمون معه, ولم اقض من جهازي شيئا, فلم يزل
يتمادى بي حتى اسرعوا وتفارط الغزو, فهممت ان ارتحل فادركهم, فيا ليتني فعلت, ثم لم
يقدر ذلك لي, فطفقت اذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحزنني اني لا ارى لي اسوة, الا رجلا مغموصا عليه في النفاق, او رجلا ممن عذر الله تعالى
من الضعفاء, ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك, فقال وهو جالس
في القوم بتبوك (( ما فعل كعب بن مالك؟ )) فقال رجل من بني سلمة : يا رسول الله
حبسه برداه, والنظر في عطفيه. فقال له معاذ بن جبل رضي الله عنه : بئس ما قلت والله يارسول
الله ما علمنا عليه الا خيرا, فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبينما هو على ذلك راى
رجلا مبيضا يزول به السراب, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كن ابا خيثمة )), فاذا
هو ابا خيثمة الانصاري وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون, قال كعب : فلما بلغني
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي, فطفقت اتذكر الكذب
واقول : بم اخرج من سخطه غدا واستعين على ذلك بكل ذي راي من اهلي, فلما قيل :
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اظل قادما زاح عن الباطل حتى عرفت اني لم انج منه بشئ
ابدا, فاجمعت صدقة, واصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما, وكان ان قدم من سفر بدأ
بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس, فلما فعل ذلك جائه المخلفون يعتذرون اليه ويحلفون له
وكانو بضعا وثمانين رجلا فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم الى الله تعالى
حتى جئت. فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال : تعال, فجئت امشي حتى جلست بين يديه, فقال لي :
(( ما خلفك؟ الم تكن قد ابتعت ظهرك )) قلت يا رسول الله اني والله لو
جلست عند غيرك من اهل الدنيا لرايت اني ساخرج من سخطه بعذر؟ لقد اعطيت جدلا,
ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله يسخطك علي,
وان حدثتك حديث صدق تجد علي فيه اني لارجو فيه عقبى الله عز وجل, والله ماكان لي من عذر,
والله ماكنت قد اقوى ولا ايسر مني حين تخلفت عنك.
قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اما هذا فقد صدق, فقم حتى يقضي الله فيك ))
وسار رجالا من بني سلمة فاتبعوني, فقالوا لي : والله ما علمناك اذنبت ذنبا قبل هذا, لقد
عجزت في ان لا تكون قد اعتذرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر اليه المخلفون
فقد كان كافيك ذنبك استغار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك. قال : فو الله ما زالوا يؤنبونني
حتى اردت ان ارجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكذب نفسي, ثم قلت لهم : هل
لقي هذا معي من احد؟ قالوا : نعم لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت, وقيل لهما مثل ما قيل لك,
قال قلت : من هما؟ قالوا : مرارة بن ربيعة العمري, وهلال بن امية الواقفي, قال : فذكروا
لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيها اسوة. قال : فمضيت حين ذكروهما لي. ونهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا اية الثلاثة من بين من تخلف عنه, قال : فاجتنبنا الناس
- او قال : تغيروا لنا - حتى تنكرت لي في نفسي الارض, فما هي بالارض التي اعرف, فلبثنا
على ذلك خمسين ليلة. فاما صاحبي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان, واما انا فكنت
اشب القوم واجلدهم, فكنت اخرج فاشهد الصلاة مع المسلمين, واطوف في الاسواق ولا
يكلمني احد, واتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم عليه, وهو في مجلسه بعد الصلاة,
فاقول في نفسي : هل حرك شفتيه في رد السلام ام لا؟ ثم اصلي قريبا منه واسارقه النظر,
فاذا اقبلت على صلاتي نظر الي, واذا التفت نحوه اعرض عني, حتى اذا طال ذلك علي
من جفوت المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط ابي قتادة وهو ابن عمي واحب الناس الي,
فسلمت عليه فوالله مارد علي السلام, فقلت له : يا ابا قتادة انشدك بالله هل تعلمني احب الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ فسكت, فعدت فناشدته فسكت, فعدت فناشده فقال : الله
ورسوله اعلم. ففاضت عيناي, وتوليت حتى تسورت الجدار, فبينما انا امشي في سوق المدينة
اذا نبطي من من نبط اهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول : من يدل على
كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشرون له الي حتى جاءني فدفع الي كتاب من ملك غسان, وكنت كاتبا.
فقراته فاذا فيه : اما بعد فانه بلغنا ان صاحبك قد جفاك, ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة,
فالحق بنا نواسيك, فقلت حين قراتها : وهذه ايضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرتها,
حتى اذا مضت اربعون من الخمسين واستلبث الوحي اذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ياتيني, فقال : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يامرك ان تعتزل امراتك, فقلت : اطلقها,
ام ماذا افعل؟ قال : لا , بل اعتزلها فلا تقربها, وارسل الى صاحبي بمثل ذلك. فقلت لامراتي : الحقي
باهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الامر, فجاءت امراة هلال بن امية رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالت له : يا رسول الله ان هلال بن امية شيخ ضائع ليس له خادم,
فهل تكره ان اخدمه؟ قال : (( لا , ولكن لا يقربنك )). فقالت انه والله ما به من حركة الي بشئ,
ووالله مازال يبكي منذ كان من امره ماكان الى يومه هذا. فقال لي بعض اهلي : لو استاذنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في امراتك, فقد اذن لامراة هلال بن امية ان تخدمه؟ فقلت :
لا استاذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم, وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
اذا استاذنته وانا رجل شاب فلبثت بذلك عشر ليال, فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى عن كلامنا.
ثم صليت الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من يوتنا,
فبينما انا جالس على الحال التي
ذكر الله تعالى منا, قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الارض بما رحبت, سمعت صوت صارخ اوفى على
سلع يقول باعلى صوته : يا كعب بن مالك ابشر , فخررت ساجدا وعرفت انه قد جاء فرج.
فاذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله عز وجل علينا حين صلى صلاة
الفجر فذهب الناس يبشروننا, فذهب قبل صاحبي مبشرون, وركض رجل الى فرسا وسعى ساع
من اسلم قبلي واوفى علي الجبل, وكان الصوت اسرع من الفرس, فلما جاءني الذي سمعت
صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما اياه ببشارته, والله ما املك غيرهما يومئذ, واستعرت ثوبين
فلبستهما وانطلقت اتامم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجا يهنئونني بالتوبة
ويقولون لي : لتهنك توبة الله عليك, حتى دخلت المسجد فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
جالس حوله الناس, فقام طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يهرول حتى صافحني وهناني, والله
ماقام رجل من المهاجرين غيره, فكان كعب لا ينساها لطلحة. قال كعب فلما سلمت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور : ابشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك امك,
فقلت امن عندك يا رسول الله ام من عند الله؟ قال : لا, بل من عند الله عز وجل, وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم اذا سر استنار وجهه حتى كان وجهه قطعة من قمر, وكنا نعرف ذلك منه,
فلما جلست بين يديه قلت : يا رسول الله ان من توبتي ان اخلع من مالي صدقة الى
الله و الى رسوله. فقال صلى الله عليه وسلم : امسك عليك بعض مالك فهو خير لك, فقلت :
اني امسك سهمي الذي بخيبر. وقلت : يا رسول الله ان الله تعالى انما انجاني بالصدق, وان
من توبتي ان لا احدث الا صدقا ما بقيت, فوالله ما علمت احدا من المسلمين ابلاه الله تعالى
في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم احسن مما ابلاني الله تعالى,
والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم الى يومي هذا, واني لارجو
ان يحفظني الله تعالى فيما بقي, قال : فانزل الله تعالى :
(( لَقَد تَّابَ اللَّه عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ)) حتى بلغ :
(( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ )) حتى بلغ :
(( اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ))التوبة 117_119. قال كعب : والله ما انعم الله علي من نعمة قط بعد اذ هداني الله
للاسلام اعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا اكون كذبته, فاهلك
كما هلك الذين كذبوا, ان الله تعالى قال للذين كذبوا حين انزل الوحي شر ما قال لاحد, فقال الله
تعالى (( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ 96
يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ))التوبة. قال كعب : كنا خلفنا ايها
الثلاثة عن امر اولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له, فبايعهم
واستغفر لهم, وارجا رسول الله صلى الله عليه وسلم امرنا حتى قضى الله تعالى فيه, بذلك قال
الله تعالى (( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ )) وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفا عن الغزو, وانما
هو تخليفه ايانا وارجاؤه امرنا عمن حلف له واعتذر اليه فقبل منه . متفق عليه.

وفي رواية (( ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك يوم الخميس, وكان يحب
ان يخرج يوم الخميس ))
وفي رواية (( وكان لا يقدم من سفر الا نهارا في ضحى, فاذا قدم بدا بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه )).






غريب الحديث :

عير :الابل المحملة.

مفازا : الارض الواسعة البعيدة.

اصعر : اميل.

حبسه برداه والنظر في عطفيه : التفاخر بالثياب والتباهي.

مبيضا : لابسا البياض.

ابتعت : اشتريت.

نبطي : فلاح.

ورى : اوضح انه يريد غيرها.

اهبة : ما يتزود به المسافر.

تفارط ك فات وسبق.

بثي : الحزن الشديد.

حائط : بستان.

فطفق : اصبح.

فسجرتها : اوقدتها بالنار.

سلع : اسم جبل بالمدينة.

انخلع : اخرج.

استلبث : تباطأ.

اتامم : اقصد.

ارجأ : اخر.




هداية الحديث :

1) جواز اخبار الرجل عن تفريطه وتقصيره في طاعة الله ورسوله ما ال اليه امره وفي ذلك التحذير والنصيحة لبيان طرق
الخير ليسلكها وطرق الشر ليحذرها.

2) الرجل اذا حضرت له فرصة الطاعة فالحزم كل الحزم في اغتنامها والمبادرة اليها لان الله سبحانه قد يعاقب من فتح له باب الخير
فلم يدخله الا يوفق مرة اخرى.

3) ترك السلام على من احدث حدثا تاديبيا له, وجواز معاتبة الرجل اصحابه بقصد تاديبهم.

4) المعاصي سبب للتنكر والوحشة في قلب العبد ولكن بحسب مادة الحياة في قلب المؤمن يكون الاحساس بذلك.

5) اتلاف ما يخشى منه المضرة في الدين فالنصيحة للمؤمن ان يخرج ما عنده من المنكرات في بيته لئلا تضعف نفسه فيواقعها.

6) خير ايام العبد على الاطلاق وافضلها يوم توبة الله عليه وقبول توبته.

7) من ندم على الذنب وفقه الله للتوبة واعانه عليها.



 
أعلى