( استراحة رمضانية ) مع عاشق الوسوف
*من اعمال العشرة الاواخر من شهر رمضان*
للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم و أصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص ، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة . والعبادة والقيام والذكر ولنتعرف في هذه الدقائق على أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الإقتداء بهم في ذلك :
1 ـ
فمن أهم هذه الأعمال : { أحياء الليل } فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل : أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما
، وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت : لا اعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولاقام ليلة حتى
أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان } فعلى هذا يكون أحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل ، ويحتمل أنه
كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث .
وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لاشك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء حتى نتعرض لرحمات
الله جل شأنه
2 ـ ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر : إيقاظ الرجل أهلة للصلاة .
فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة كما في البخاري عن عائشة ، وهذا حرص منه
عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في
نومهم ، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر .
3 ـ ومن الأعمال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر شد
المئزر كما في الصحيحين والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار
والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك
بلا ارتياب.
4 ـ ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر :الإعتكاف في المساجد
التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الإعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في
الصحيحين عن عائشة .
وانما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره
ودعائه ,وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم .
وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.
قال الإمام الزهري رحمة الله عليه : { عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف مع أن النبي > صلى الله عليه وسلم <ما تركه منذ
قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل } .
ومن أسرار الإعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث ( إلا و أن في الجسد مضغة إذا
صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
فلماكان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية من فضول الطعام و الشراب و النكاح فكذلك الإعتكاف ينطوي على
سر عظيم وهو حماية العبد من أثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم وغير ذلك من الصوارف التي نفرق أمر
القلب ونفسدُ اجتماعه على طاعة الله .
ومما يجدر التنبة علبه هنا أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الإعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها , وبعضهم
يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وآلا م يصح اعتكافه , وهذا ليس صواباً إذ أن الإعتكاف وإن كانت السنة
فيه اعتكاف جميع العشر إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر سواءً نهاراً أو ليلها كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت
ليلاً أو نهاراً إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل فإذا ما خرج لا مر مهم أو لوظيفة مثلاً استأنف نية الإعتكاف عند
عودته , لأن الإعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان الإعتكاف واجباً كأن نذر الإعتكاف مثلاً فأنه يبطل بخروجه من المسجد
لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان في معناه كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه
فلا تشتغل إلا بما يكسب العلا ******** ولا ترض للنفس النفسية بالردى
وفي خلوة الإنسان بالعلم أُنسه******** ويسلم دين المرء عند التوحد
ويسلم من قال وقيل ومن أذى******** جليس ومن واش بغيظ وحسدِ
وخير مقام قمت فيه وحلية ******** تحليتها ذكر الإله بمسجد
ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منة على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع ,واعتبار
معانية وأمره ونهيه قال تعالى . ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) فهذا شهر
القرآن , وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل علية من القرآن
وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين .
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل القرآن وتلاوته فقال ( إقروا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر
أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)رواه الترمذي وإسناده صحيح واخبر النبي صلى
الله عليه وسلم أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال( يوتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به
في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) رواه مسلم
ولقد كان السلف اشد حرصاً على تلاوة القرآن وخاصة في شهر رمضان فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست
ليالي فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة , وكان الشافعي رحمة الله عليه يختمه في
العشر في كل ليلة بين المغرب والعشاء وكذا روي عن أبي حنيفة رحمه الله.
*كيف تقيم حوارا اجتماعيا في رمضان؟*
في شهر رمضان المبارك إذا تأخرت في الوصول للبيت قبل المغرب مباشرة، سوف تجد بالشارع من يناولك كوبا من الماء، وآخر يعطيك تمرة، وثالث يبتسم في وجهك ولسان حاله يقول أنا مثلك لم أصل للبيت في الوقت المناسب، وتبادله تلك الابتسامة بأخرى.. ووقتها فقط لا تشعر بالتعاسة أو الندم بسبب تأخرك على موعد الإفطار، بل بالعكس ستشعر بالسعادة لاكتشافك أسرة أكبر من أسرتك، وعالما أكبر من عالمك هو عالم التقارب الاجتماعي الحقيقي في شهر رمضان.
هكذا هو شهر رمضان شهر التواصل والرحمة والحب، فالجميع يحرص على رؤية الآخر، ويقيم معه حوارا، ويسهر معه سهرة رمضانية، الجميع يحرص على إرضاء أهله، ولكن كيف نجعل من رمضان وسيلة أكثر نفعا لتوثيق عرى المحبة والتواصل الأسري والاجتماعي؟ وكما نحافظ على الفرائض والعبادات في الشهر نوطد علاقاتنا الاجتماعية باتصال ووصال.. هذا ما سنتناوله بالتفصيل خلال السطور التالية.
الإنسان كائن اجتماعي
تتكون الحياة الاجتماعية لكل إنسان من بعض الأفراد والأسر والعائلات لعل أبرزها: أسرته الصغيرة (زوجته وأولاده)، وهناك عائلته الكبيرة (أبوه، وأمه، وإخوته، وحماه، وحماته، وإخوة الزوج أو الزوجة، وأخوات الزوج أو الزوجة ، وأولاد الإخوة... إلخ)، وهناك العلاقات الأخرى والتي لا تقل أهمية مثل الأصدقاء، والجيران، وزملاء الدراسة أو العمل...، وعدد من العلاقات الطفيفة والعابرة نتيجة للاحتكاك اليومي في المسجد، وفي الشارع...، كما أن هناك بعض الناس من يمد بحبل الود إلى فئات تحتاج ذلك الود كالأيتام، والعجزة، وأطفال الشوارع، وغيرهم ممن يحتاجون لعطف إنساني.
وسنحاول الآن معرفة خطوات لتوطيد العلاقات وخلق مساحة جديدة من الحب والتواصل مع كل دائرة من تلك الدوائر الاجتماعية:
بالنسبة لزوجك/زوجتك:
- اجلبي له وردة بيضاء في بداية شهر رمضان وادعي له وقولي (ربنا اغفر لنا كل ذنوبنا واجعل حياتنا بيضاء صافية وهنيئة كتلك الوردة الرقيقة).
- اجلب لزوجتك مصحفا صغيرا وقل لها: كل رمضان وأنت بألف خير.
- اجلسا معا وتحاورا بخصوص البرنامج الذي تريدان إنجازه هذا الشهر.. من ستزوران؟، وكيف ستستضيفان بعض الأقارب في هذا الشهر؟، وكيف تقضيان أكبر وقت ممكن في التعبد وقراءة القرآن؟
- اذهبا للمسجد معا لصلاة التراويح، واحرصا على قراءة القرآن مع بعضكما البعض بصوت عال وبينكما الأولاد.
- ساعد زوجتك في المطبخ وخفف عنها قليلا ولو بعمل بعض الأشياء البسيطة والسهلة (كالسلطة، وصب العصير، واللعب مع الأولاد لتوفير الوقت لها حتى تنتهي من عمل المطبخ... ).
- اجعل/ اجعلي لسانك مليئا بالكلام الحلو والبسيط والذي لا يكلفك إلا القليل ويمنحك الكثير من السعادة والرضا مثل (هل تريد شيئا مني حبيبي؟/ هل أستطيع أن أساعدك حبيبتي؟.).
- اتصل بزوجتك قبل نزولك من العمل واسألها: هل تريدين شيئا أحضره معي للبيت؟
بالنسبة لأولادكما:
- لا تغضب في وجه ابنك أو تصرخ كما يفعل بعض الآباء وحجتهم في ذلك أنهم صائمون، وبالتالي فهم لا يتحملون أخطاء الأبناء.
- عاملهم بهدوء حتى تزرع الهدوء والسكينة في قلوبهم، ولن نجد أفضل من شهر رمضان كي نبدأ في ذلك.
- علم ابنك الصلاة واصطحبه معك للمسجد، وعلمه الصوم بالتدريج خطوة بخطوة، وأشعره أنك معلمه وأنك بجانبه دائما.
- اجلب له مصحفا صغيرا وقل له: إن هذا المصحف يحتوي كلام الله ولم أجد أغلى منه هدية أجلبها لك في هذا الشهر الكريم كي تحتفظ به بقية حياتك لتتذكرني به.
- اصطحب ابنك بعد الإفطار في جولة مفتوحة للتعرف على بعض المساجد الشهيرة وقل له قصتها، ثم قوما بأداء صلاة العشاء والتراويح في أحدها بعد ذلك.
بالنسبة للأهل والأقارب:
- لكل شخص في العائلة شخصية وكيان فاحرص أن ترضيها وهناك وسائل مختلفة للتعبير عن ذلك (كاتصال صغير لتقول كل عام وأنتم بخير، هدية بسيطة للوالد أو الوالدة، زيارة للحمى والحماة، جلب بعض الفوانيس الصغيرة للأطفال...).
- قسم الزيارات العائلية في رمضان فمثلا (أول يوم إفطار لدى الأهل، ثاني يوم إفطار لدى أهل الزوجة... وهكذا بالنسبة لبقية الأقارب).
- اجعل منزلك روضة لكلتا العائلتين (عائلة الزوج، وعائلة الزوجة).. خصص يوما للعائلة كلها للتعارف والتقارب، وكي لا تتحمل زوجتك تبعات هذا اليوم وحدها.. اتفقا أن يأتي كل شخص من الضيوف بطبق معه (الجد يحضر الفراخ، الجدة تحضر الفاكهة، الحمى يحضر طبق اللحم، الحماة تحضر الخبز... وهكذا لباقي العائلة).
- اقترح أن يكون هناك يوم اسمه "اليوم المفتوح"، ادع جميع أقاربك للخروج وقضاء اليوم كله بالخارج في مكان مشهور بطابعه الرمضاني (كمنطقة الحسين في مصر)، وذلك بداية من السحور وحتى الإفطار، ويستغل اليوم في زيارة المساجد التاريخية أو المتاحف الاسلامية.
بالنسبة للأصدقاء والجيران:
- اجلب للجيران صينية كنافة أو خشاف أو عصير التمر المشهور في رمضان.. وقل لهم كل عام وأنتم بخير.
- تبادل أطباق الطعام مع جيرانك مرة كل أسبوع خلال شهر رمضان، وخلال السهرة يتم فتح الأبواب ويذهب الرجال إلى إحدى الشقتين وتجلس النساء في الشقة الأخرى.. والأولاد يلعبون مع بعضهم البعض بينكما.
- ادع أصدقائك وزملائك للذهاب للصلاة خلف إمام معين أو شيخ معين مشهور في رمضان.. وأثناء الطريق تبادلوا أطراف الحديث.
عام الصداقات الجديدة (الأيتام/ العجزة والشيوخ/المرضى/المغتربين):
- اجعل هدفك في رمضان هذا العام التعرف على أصدقاء جدد.. لماذا نقتصر على أصدقائنا القدامى.. فالمعرفة الجديدة فيها خير جديد إن شاء الله.
- اذهب لأحد دور الأيتام واتخذ صديقا وتعامل معه بمبادئ الصداقة الحقيقية (اجلب له هدية، وكرر زيارتك له، وحدثه عن نفسك واطلب منه أن يحدثك عن نفسه ومشاعره وماذا يريد، واطلب منه الاتصال بك في أي وقت لطلب ما يريد... ).
- اذهب لأحد دور العجزة واجلس إليهم وحدثهم عن أسرتك وعن عملك وأهلك وأبنائك ثم افتح لهم باب الحديث عن مشاعرهم وحياتهم وماذا يتمنون.
- امنح بعض المرضى في المستشفى القريبة من منزلك بعض الاهتمام من خلال زيارة بسيطة، وسؤالهم عن أحوالهم؟ فهذا الشعور بوجود الخير يبث في نفوس المرضى روح المقاومة واحتمال المرض.
- اذهب لأحد بيوت الطلبة وادعهم لسحور في مكان بسيط، واسألهم كيف يقضون وقتهم بعيدا عن الأهل وكيف يتواصلون معهم؟، فبعضهم لا يستطيع السفر لأهله نظرا للبعد والتكلفة الكبيرة.
اعلم أن كل ما سبق ليس بالكثير ولكنه يتطلب منك شيئا واحدا فقط كي تنجزه، وهو: الكثير جدا من الإرادة.. والقليل جدا من المال.. وبعض الجهد.. وكل ذلك يكون لوجه الله تعالى.
*صوم اللسان*
للسان صيامٌ خاصٌ يعرفه الذين هم عن اللّغو مُعرضون ، وصيام اللسان دائم في رمضان ، وفي غير رمضان ، ولكن اللسان في رمضان يتهذب ويتأدب .صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لمعاذ رضي الله عنه :" كُفَّ عليك هذا ، وأشار إلى لسانه " . قال معاذ : أو إنا لمؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : " ثَكِلتْكَ أمُك يا معاذ ، وهل يَكُب الناس في النّارِ على وجوهِهِم إلاّ حصائدُ ألسِنَتِهِم ".
ضرر اللسان عظيم وخطره جسيم ، كان أبوبكر الصديق رضي الله عنه يأخذ بلسانه ويبكي ويقول : هذا أوردني الموارد .
اللسان سبع ضار، وثعبان ينهش ، ونار تتلهَّبُ .
رحم الله من حاسب رحم الله من حاسب ألفاظه ، ورعى ألحاظه ، وأدب منطقه ووزن كلامه .يقول تبارك اسمه "ما يلفظ من قوْلٍ إلا لديْهِ رقيبٌ عتيدٌ ".
كيف يصوم من أطلق للسانه العنان ؟ كيف يصوم من لعب به لسانه وخدعه كلامه وغرَّه منطقه ؟ كيف يصوم من كذب واغتاب ،وأكثر الشتم والسُّباب ونسيَ يوم الحساب ؟ كيف يصوم من شهد الزور ولم يكفَّ عن المسلمين والشرور ؟
في اللسان أكثر من عشرة أمراض إذا لم يُتحكَّم فيه :
من عيوبه الكذب ، والغيبة ، والنميمة ،والبذاءة ، والسبّ ، والفُحش
والزُّور ، واللعن ، والسخر ، والاستهزاء ،وغيرها
*كيف نحيي سنة الإعتكاف؟؟؟؟*
عن عائشة (رضي الله عنها) قالت ((كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعتكف العشر الأواخر منرمضان، حتى توفاه الله،ثم اعتكف أزواجه من بعده)) متفق عليه وفي لفظ ((كان النبي (صلى الله
عليه وسلم) يعتكف في كل رمضان عشرة أيام،فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين
يوماً )) ر واه البخاري
فالأعتكاف من السنن المهجورة التي هجرها كثير من الناس، والتي ينبغي على العلماء والدعاة
وأهل الفضل أن يقوموا بإحيائها في أنفسهم ويدعوا الناس إلى إحيائها اقتداء بالنبي (صلى الله
عليه وسلم) في ذلك.
والإعتكاف: لزوم المسجد لطاعة الله، والإنقطاع لعبادته، والتفرغ من شواغل الحياة.
فيستحب للمعتكف أن يشتغل بذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة والدعاء والمناجاة ومدارسة العلم.
ويحرم على المعتكف الجماع ومقدماته من التقبيل واللمس بشهوة لقولة تعالى{ ولا تباشروهن
وأنتم عاكفون في المساجد} البقره(187)
ولا يجوز للمعتكف الخروج من المسجد إلا لحاجة ضرورية كالوضوء والأكل والشرب فإن تيسر له
ذلك في المسجد لم يجز له الخروج.
ولا يخرج لعبادة لا تجب عليه كاتباع جنازة وعيادة مريض ونحو ذلك ، ولا يخرج لبيع أو شراء أو زيارة أقارب أو غير ذلك.
ويستحب للمعتكف أن يجعل له مكاناً في المسجد ينقطع فيه عن الناس ،ويتفرغ لعبادة الله عز
وجل، وإن يجعل له خباءً أو مكاناً مستوراً يدخل فيه فحسن
لماذا تركنا الإعتكاف؟
- تركنا الإعتكاف لافتتاننا بالدنيا.
- تركنا الإعتكاف لانشغالنا بالأموال والأولاد
- تركنا الإعتكاف لتعودنا حياة الترف والنعيم.
تركنا الإعتكاف لتكاسلنا عن الطاعات وتثاقلنا عن اكتساب الخيرات.
- تركنا الإعتكاف لجهلنا بقيمة هذة الخلوة الربانية في إصلاح النفس وتزكيتها وإشراق الروح وتطهير
القلب من أدران المعاصي والشهوات.
كيف نحيي سنة الإعتكاف
- نحيي سنة الأعتكاف بالعلم النافع الذي يدفع صاحبه إلى الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
في كل أقواله وأفعاله.
- نحيي سنة الأعتكاف بالمبادرة إلى هذه العبادة الجليلة التي هجرها كثير من الناس.
- نحيي سنة الإعتكاف بصدق العزيمة وعلو الهمة وترك الكسل والتثاقل عن الطاعات.
- نحيي سنة الأعتكاف بتدريب أنفسنا على هذه العباده في غير رمضان أو في أيام رمضان وذلك
بالمكث في المسجد يوماً كاملاً بنية الإعتكاف
- نحيي سنة الأعتكاف بالتفرغ للعباده في أيام العشر وعدم إضاعة الأعتكاف في غير ذلك من
القيل والقال والنوم والطعام والشراب وغير ذلك
وأخيراً
نحيي سنة الأعتكاف بالأخلاص لله عز وجل في جميع أقوالنا وأفعالنا طلباً لمرضاته تعالى في
جنته وهرباً من ناره
*فضل صلاة التراويح*
ما هو فضل صلاة التراويح ؟.
الحمد لله
أولاً :
صلاة التراويح سنة مستحبة باتفاق العلماء ، وهي من قيام الليل ، فتشملها أدلة الكتاب والسنة التي وردت بالترغيب في قيام الليل ، وبيان فضله . .
ثانياً :
قيام رمضان من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر .
قال الحافظ ابن رجب : "واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه : جهاد بالنهار على الصيام ، وجهاد بالليل على القيام ، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب" اهـ .
وقد وردت بعض الأحاديث الخاصة بالترغيب في قيام رمضان وبيان فضله ، منها :
ما رواه البخاري (37) ومسلم (759) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) .
(مَنْ قَامَ رَمَضَان) أَيْ قَامَ لَيَالِيَهُ مُصَلِّيًا .
( إِيمَانًا ) أَيْ تَصْدِيقًا بِوَعْدِ اللَّهِ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ .
( وَاحْتِسَابًا ) أَيْ طَلَبًا لِلْأَجْرِ لَا لِقَصْدٍ آخَرَ مِنْ رِيَاءٍ أَوْ نَحْوِهِ .
( غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه )
جَزَمَ اِبْنُ الْمُنْذِرِ أنه يَتَنَاوَلُ الصَّغَائِرَ وَالْكَبَائِرَ ، لكن قال النووي : الْمَعْرُوف عِنْد الْفُقَهَاء أَنَّ هَذَا مُخْتَصّ بِغُفْرَانِ الصَّغَائِر دُون الْكَبَائِر . قَالَ بَعْضهمْ : وَيَجُوز أَنْ يُخَفِّف مِنْ الْكَبَائِر مَا لَمْ يُصَادِف صَغِيرَة اهـ من فتح الباري .
ثالثاً :
ينبغي أن يكون المؤمن حريصاً على الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان أكثر من غيرها، ففي هذه العشر ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) القدر/3.
وقد ورد في ثواب قيامها قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) . رواه البخاري (1768) ومسلم (1268) .
ولهذا ( كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِد فِي الْعَشْر الأَوَاخِر مَا لا يَجْتَهِد فِي غَيْرهَا ) . رواه مسلم (1175) .
وروى البخاري (2024) ومسلم (1174) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ .
(دَخَلَ الْعَشْرُ) أي : الْعَشْر الأَوَاخِر مِنْ رَمَضَان .
(شَدَّ مِئْزَرَهُ) قيل هو كناية عن الاجتهاد في العبادة ، وقيل كناية عن اعتزال النساء ، ويحتمل أنه يشمل المعنيين جميعاً .
( وَأَحْيَا لَيْلَهُ ) أَيْ سَهِرَهُ فَأَحْيَاهُ بِالطَّاعَةِ ، بالصلاة وغيرها .
( وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ) أي : أَيْقَظَهُمْ لِلصَّلاةِ فِي اللَّيْل .
وقال النووي :
فَفِي هَذَا الْحَدِيث : أَنَّهُ يُسْتَحَبّ أَنْ يُزَاد مِنْ الْعِبَادَات فِي الْعَشْر الأَوَاخِر مِنْ رَمَضَان , وَاسْتِحْبَاب إِحْيَاء لَيَالِيه بِالْعِبَادَاتِ اهـ .
رابعاً :
ينبغي الحرص على قيام رمضان في جماعة ، والبقاء مع الإمام حتى يتم الصلاة ، فإنه بذلك يفوز المصلي بثواب قيام ليلة كاملة ، وإن كان لم يقم إلا وقتاً يسيراً من الليل ، والله تعالى ذو الفضل العظيم .
قال النووي رحمه الله :
"اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَاب صَلاة التَّرَاوِيح , وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الأَفْضَل صَلاتهَا مُنْفَرِدًا فِي بَيْته أَمْ فِي جَمَاعَة فِي الْمَسْجِد ؟ فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَجُمْهُور أَصْحَابه وَأَبُو حَنِيفَة وَأَحْمَد وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَغَيْرهمْ : الأَفْضَل صَلاتهَا جَمَاعَة كَمَا فَعَلَهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَالصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ، وَاسْتَمَرَّ عَمَل الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ" اهـ .
وروى الترمذي (806) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
*رمضان وحصد الأجور*
" رمضان وحصد الأجور "
1- الدعاء
2- ليلة القدر
3- القيام
4- الصيام
5- القرآن
6- العمرة
رمضان وحصد الأجور .. الصيام
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال عز و جل : إلا الصيام فإنه لي و أنا الذي أجزي به إنه ترك شهوته و طعامه و شرابه من أجلي للصائم فرحتان : فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك "
ومن هذا الحديث يتبن لنا فضائل الصوم الحقيقي..
إن الصيام سر بين العبد و ربه لا يطلع عليه غيره لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله , و لذلك قيل: لا تكتبه الحفظة و قيل : إنه ليس فيه رياء.
وقد قسم بعض أهل العلم الصيام إلى ثلاث درجات:
1. الدرجة الأولى :صيام العوام وهو الصيام عن المفطرات.
2. الدرجة الثانية:صيام الخصوص وهو الصيام عن المفطرات,والمخالفات التي عن طريق الجوارح,فيصوم السمع والبصر والبطن و اليد والقدم واللسان..وقد قال جابر-رضي الله عنه-:"إذا صمت فليصم سمعك وبصرك عليك,وليكن عليك وقار وسكينة,ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء".
3. الدرجة الثالثة:صوم خصوص الخصوص وهو الصيام عن الأشياء السابقة إضافة إلى صوم القلب عن كل دنيء,وعما يشغل عن الله.قال حنظلة الأسدي:"نافقت لأنني اشتغلت بغير الله".
أخي .. أختي .. هيا بنا لصيام خصوص الخصوص..ما أجمله ! وما أحلاه ! وخاصة حين نعلم أنه من مقاصد ربنا في تشريع هذا الشهر العظيم ." لنجتهد ولنتواصى". . نسأل الله صياماً خالصاً صواباً.
رمضان وحصد الأجور .. القيام
في سنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين و من قام بمائة آية كتب من القانتين و من قام بألف آية كتب من المقنطرين "
وكان النبي صلى الله عليه و سلم يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره و قد صلى معه حذيفة ليلة في رمضان قال : فقرأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران لا يمر بآية تخويف إلا وقف و سأل فما صلى الركعتين حتى جاءه بلال فأذنه بالصلاة . خرجه الإمام أحمد و خرجه النسائي و عنده أنه ما صلى إلا أربع ركعات و كان عمر قد أمر أبي بن كعب و تميما الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان فكان القارىء يقرأ بالمائتين في ركعة حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام و ما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر و في رواية : أنهم كانوا يربطون الحبال بين السواري ثم يتعلقون بها, و روي أن عمر جمع ثلاثة قراء فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ بالناس ثلاثين و أوسطهم بخمس و عشرين و أبطأهم بعشرين ثم كان في زمن التابعين يقرؤون بالبقرة في قيام رمضان في ثمان ركعات فإن قرأ بها في اثنتي عشرة ركعة رأوا أنه قد خفف.
* إن للقيام روحاً كما أن للصيام روحاً وروح القيام هي الخشوع والخضوع,قدكان صلى الله عليه وسلم في صلاة القيام:لايمر بآية تخويف إلا وقف وتعوذ,ولا بآية رحمة إلا وقف وسأل".صححه الألباني.
ويسن أن يقوم المؤمن مع إمامه حتى ينصرف الإمام ,فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:"من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة",ولا يكتف بذلك بل يقوم حتى بع فراغه من القيام مع الجماعة,وذلك لفضل القيام قال عليه الصلاة والسلام:"عليكم بقيام الليل,فإنه دأب الصالحين قبلكم,وقربة إلى ربكم,ومنهاة عن الإثم,وتكفير للسيئات,ومطردة للداء عن الجسد"
ولا تثريب على من أرادت من النساء الصلاة في المسجد فقد قال عليه الصلاة والسلام:"لاتمنعوا إماء الله مساجد الله"
وهكذا يستفيد المؤمن من رمضان في تقويم قيامه,وتصويبه وفق السنة,مع محاولة تدريب النفس على الخشوع والخضوع,وحب الوقوف بين يدي المولى-سبحانه-.**إنها فرصة لا تقدر بثمن**.
رمضان وحصد الأجور .. ليلة العظماء
هذه الليلة من خصائص الأمة المحمدية وهي ليلة الشرف والتقدير لهذه الأمة العظيمة الماجدة . وقد أشاد الله بفضلها في كتابه المبين فقال تعالى ( إِنَّآ أنزلناه في ليلةٍ مُباركةٍ إنا كُنا منذرين (3) فيها يفرق كل أَمرٍ حكيم (4) أمراً من عندنا إنا كُنا مرسلين ) سورة الدخان.
وقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر ". رواه البخاري ومسلم
وسميت بذلك لأنها ليلة شريفة عظيمة يقدر الله فيها مايكون في السنة من أمور حكيمة .
وقد ذكر أهل العلم فضائل ليلة القدر ومنها :
1- أن الله أنزل فيها القرآن .
2- أنها خير من ألف شهر .
3- نزول الملائكة فيها .
4- كثرة السلامة فيها من العذاب .
5- أنزل الله في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة .
وهي في رمضان قطعاً بل في العشر الأواخر منه في أوتارها وقيل في غير الأوتار وهذا ماظهر صحته-والله أعلم- في غير دليل من السنة,وحيث أنها ليلة واحدة يتفق عليها المسلمين مهما اختلفت مطاعلهم.
ويستحب قيامها وكثرة الدعاء والاستغفار والصدقة ، لأنها موسم عظيم .
يدل لذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ". رواه البخاري .
ما أجمل أن يكون الصائم أحد رواد تلكم الليلة ,والموفق من وفق لفعل الخير,والدلالة إليه.نسأل الله التوفيق..آمين
رمضان وحصد الأجور .. الدعاء
للدعاء أثيره الخاص في رمضان,وله حضوراً فيه,قد أعقب الله -جل وعلا- آيات الصيام في سورة البقرة بقوله تعالى:"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ولعلهم يرشدون".وفيها إشارة على مزية الدعاء في هذا الشهر العظيم.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن للصائم دعوة عند فطره لاترد",وقال عليه الصلاة والسلام:"ثلاثة لاترد دعوتهم..وذكر منهم (والصائم حتى يفطر)..",ومن هذه النصوص تبين لنا شيء من مواطن الدعاء التي تكثر في هذا الشهر,وإليك بعضها:
1. جوف الليل : قال عليه الصلاة والسلام:"إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه,وذلك كل ليلة"رواه مسلم
2. وقت السحر قال تعالى:"والمستغفرين بالأسحار"
3. ليالي رمضان"..ولله عتقاء من النار في كل ليلة.." الحديث
4. بين الأذان والإقامة: قال عليه الصلاة والسلام "الدعاء لايرد بين الأذان والإقامة فادعوا"أخرجه الإمام أحمد
5. في السجود قال عليه الصلاة والسلام:"أقرب مايكون العبد لربه وهو ساجد"أخرجه مسلم
6. بعد الانتهاء من الصلاة.قال تعالى:"فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب",قال الضحاك:إذا فرغت من الصلاة , فانصب بعد التسليم في الدعاء وارغب في المسألة".سنده حسن
7. في يوم الجمعة قال عليه الصلاة والسلام:"في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه".أخرجه البخاري ومسلم
8. الانتباه في الليل بعد النوم على طهارة قال عليه الصلاة والسلام:"مامن مسلم يبيت على ذكر الله طاهراً فتعار من الليل (أي استيقظ)فيسأل الله خيراً كثيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه".صححه الألباني
9. الدعاء لكافة المسلمين ذكوراً وإناثاً,أحياءً وأمواتاً..لينل الأجر الكبير كما روي عن المصطفى-صلى الله عليه وسلم-.
وغيرها من مواطن الدعاء والتي في رمضان لها حضوراً أكثر كالقنوت,وغيره
* هذا ولاينس المؤمن موانع الإجابة والتي قد ترد الإجابة بسببها ومنها الاستعجال,وأكل الحرام والدعاء بقطيعة أو إثم,ويحرص على أسباب الإجابة من الإلحاح,واليقين بالله والانكسار بين يديه,وغيرها,
وقد كان عمر-رضي الله عنه يقول:"لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء"..
نسأل الله أن يعطينا سؤلنا.
رمضان وحصد الأجور .. الجود
في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن و كان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه و سلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة " و خرجه الإمام أحمد بزيادة في آخره و هي : " لا يسأل عن شيء إلا أعطاه " , وعن أنس : سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الصدقة أفضل ؟ قال : صدقة في رمضان.
هكذا إذاً فهم السلف معنى الإنفاق في شهر رمضان المبارك,
*صور الإنفاق كثيرة منها إعانة الصائمين و القائمين و الذاكرين على طاعتهم فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم كما أن من جهز غازيا فقد غزا و من خلفه في أهله فقط غزا,ومن أنفق للمعتمرين,المعتكفين,والقراء وغيرهم كان له مثل أجورهم لاسيما إذا كانوا أهل حاجة.
* و في حديث زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء ",ومن ذلك يندب تفطير الصائمين ولو كانوا أغنياء لورود الفضل في ذلك,مع استغلال الفرصة في الوصول لبيوت إخواننا من أهل العفاف.
وقد ما أعجب ما قيل في جود النبي صلى الله عليه وسلم-:
تعود بسط الكف حتى لو أنه ... ثناها لقبض لم تجبه أنامله
تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته ... فلجته المعروف و الجود ساحله
و لو لم يكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله
رمضان وحصد الأجور .. العمرة
في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" عمرة في رمضان تعدل بحجة " أو قال : " حجة معي "
* وإليك متفرقات للمعتمر , وهي كالتالي: *
1. قال ابن الجوزي-رحمه الله-:"فيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت ,كما يزيد بحضور القلب,وبخلوص القصد"
2. تحري السنة في العمرة قولاً وفعلاً,وترك ما تعجز عنه,أو ترى صعوبة الإتيان به لعذر من ازدحام ونحوه.
3. صم إن شئت أو أفطر واختر أيسرهما لك,والصيام في زماننا أفضل والحمد لله لفضيلة الزمان,وقلة الإرهاق في السفر.
4. تجنب البدع وحتى التشهير بأصحابها,وتجنب ومضايقة المؤمنين ومدافعتهم.
5. المشاركة بالإفطار للصائمين فرصة لا تعوض(كثرة الحشود).
6. توكل على الله واستودع الله نفسك ,ذلك إذا ارتعدت نفسك من الأمراض المعدية وغيرها.
7. "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"تفقه قبل أن تفعل,واستفت قبل أن تقع.
8. الصبر الجميل من خصال المؤمن,فلا تجزع من المضايقات,ومن أخطاء العوام,والروائح المنتنة,احتسب ذلك يوم العرض الأكبر.
9. مواطن الدعاء كثيرة فلا تبخل على نفسك وإخوانك من الدعاء.
10. "دع مايريبك إلى ما لايريبك" وهكذا يتخوف الناس من المسعى وبعض الفتاوى الاجتهادية,اتبع النص والفتاوى الموثوق بها من علمائنا الراسخين.
11. يستحسن أن تذهب برفقة (أهلك وأبناؤك,أو رفاق يعينونك على الحق).
12. أخيراً ..لاتنس النية الخالصة واتباه الهدي النبوي...تقبل الله طاعتك
رمضان وحصد الأجور .. القرآن
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفي بالقرآن في ليالي رمضان,ويحتفي جبريل به وبالقرآن في ليالي الشهر الكريم فيأتيه فيدارسه فيه كما جاء في الحديث:"كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن"
الحديث أيضا دل على :
1- استحباب دراسة القرآن في رمضان
2- و الاجتماع على ذلك
3- و عرض القرآن على من هو أحفظ له
4- وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان .
و في حديث فاطمة عليها السلام عن أبيها صلى الله عليه و سلم : "أنه أخبرها أن جبريل عليه كان يعارضه القرآن كل عام مرة و أنه عارضه في عام وفاته مرتين " و حديث ابن عباس أن المدارسة بينه و بين جبريل كان ليلا .
5- يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا فإن الليل تنقطع فيه الشواغل و يجتمع فيه الهم و يتواطأ فيه القلب و اللسان على التدبر كما قال تعالى : { إن ناشئة الليل هي أشد وطئا و أقوم قيلا } و شهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن }