من ملفات الطب الشرعي

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

الانقطاع الطويل لم يخمد حماسي لهذه الملفات المشوقة
شكراً لكِ كلوبترا على امتعنا
بكل ما هو جديد للدكتور بسام يونس
قصص واقعية تحاكي العقل
لا تكل ولا يمل منها
بل ننتظرها منك دائماً على شغف وردة*
 

RaNoSh

رنوشة البيلسان

إنضم
Oct 4, 2008
المشاركات
3,491
مستوى التفاعل
46
المطرح
♥ في مملكتي الخاصة ♥
رسايل :

الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه <3

RaNoSh

رنوشة البيلسان

إنضم
Oct 4, 2008
المشاركات
3,491
مستوى التفاعل
46
المطرح
♥ في مملكتي الخاصة ♥
رسايل :

الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه <3


القصة الحادية عشرة


نعم .. أنا القاتلة

حين جلست الأم إلى مائدة طعام العشاء شعرت بشرود ابنتها ، تشاغلت ببعض المهمات الداعمة للمائدة ، نهضت لإحضار إبريق الماء ، كأنما تريد التأكد مما يجري .
قالت في نفسها : " حسناً .. لم تعد نوال طفلة .. إنها صبية في السابعة عشر من عمرها .. ما بك يا سلمى .. ألم تفهمي بعد ؟.. " ، تقدمت وهي تضع الإبريق على الطاولة وهاجس آخر بدأ يدق رأسها " أتكون ابنتي مغرمة ؟.. يا إلهي .. أريدها أن تكمل تعليمها وتصبح قادرة على الاعتماد على نفسها .. آوه يا رب لا يمكن أن يتكرر هذا مع ابنتي ".
كانت سلمى قد تعلقت بهوى فؤاد وتزوجت به قبل أن تتم تعليمها ، وكم كان مصابها فظيعاً حين غادرها صبيحة أحد الأيام ، وجاءت لاستلام جثته بعد أن أودى حادث سير بزهرة شبابه ، وتركها وحيدة في صراعها مع أهله الذين أرادوا أخذ نوال الرضيعة من حضنها وقتذاك ، ومع أهلها هي ، فقد كان الأب يصر على ضرورة ترك الصغيرة لمصيرها ، ملمحاً إلى ترتيب زواج جديد لابنته سلمى ، ولأن عناد سلمى كان أكبر من كل هذه الضغوطات ، تمكنت من الاعتماد على نفسها لإعالة ابنتها ، عملت في مهنة الخياطة ضمن إحدى ورشات الملابس الجاهزة ، كافحت بنبل لتحافظ على كرامة العيش ، وقد نذرت حياتها لتربي ابنتها التربية الصالحة ، وهي تصبر نفسها بالغد المشرق الذي ينتظر ابنتها .
وقفت حاملة طبق الطعام عن المائدة فلمحت دمعة تترقرق في عين ابنتها ، أعادت الطبق وهرعت لضم ابنتها " ما بك يا حبيبتي ؟.." .
فأجهشت نوال بالبكاء " إنه أسعد ابن الجيران تعرفينه يا أمي .. إنه يطاردني دائماً .. و .. " وغصّت بدموعها
فقالت الأم : ومنذ متى يحدث هذا ؟ .
ردت نوال بعد أن استجمعت قواها " منذ أشهر وهو يطاردني .. كيفما اتجهت أجده خلفي يترصد خطواتي ، ويثقل علي بكلماته الباردة الوقحة " .
" ولم أخفيت عني طوال هذه المدة يا ابنتي ؟.." قالت الأم وهي تجلس ، وقد بدأت تحس بأن غابة الملاحقات التي كادت تنساها هي ، عادت لتطارد ابنتها ، ولكنها نهضت إلى شالها ووضعته على رأسها وخرجت من الدار ..
كانت الأم تعرف أسعد هذا جيداً ، فهو وحيد لأبوين عجوزين لا سلطة لهما عليه ، ولطالما سمعته يمطرهما بلسانه البذيء وهو يتابع كش الحمام على سطح الدار ، بعد أن فشل في الدراسة ، وبات يحضر إلى الحي رفاقاً أسوأ منه خلقاً ، فالطيور كما يقولون على أشكالها تقع .
طرقت الأم باب دارهم فخرج لها مباشرة فقالت له فوراً من دون مقدمات :
" اسمع يا أسعد نحن جيران وعليك أن تحترم مشاعر الجيرة ، أهلك ناس أوادم ونحن عشرة عمر، ابنتي تريد أن تتعلم ولا أريد منك أن تزعجها " .
فقال أسعد : بس أنا قصدي شريف و..
فقاطعته : اسمع يا أسعد ابنتي تريد أن تتعلم الآن ولا أريد منك أن تزعجها .. أفهمت ؟؟.. لا أريدك أن تعترض طريقها بعد اليوم ، وإن فعلت فلن تتوقع ما سأفعل
وأدارت ظهرها غاضبة .. بينما ابتسم أسعد ابتسامة وقحة بلا مبالاة ظاهرة وهو يمني نفسه " أخيراً تجرأت يا نوال .. حسناً .. أخبري من شئت فلن تهربي من يدي .. سأقص لك جناحيك يا حلوتي المدللة .." ، وجاءه صوت أمه العجوز " من كان الطارق يا ولدي ؟" ..
ولم يكد الأسبوع يمر ، حتى عاد أسعد للتحرش بنوال مما سبب لها إرباكاً شديداً فهي لا تريد أن تزعج أمها وفي نفس الوقت تريد أن تتجنب مضايقات أسعد التي ضيقت عليها الأمكنة ، ولم تستطع أن تخفي من جديد ما يجري ، فأحست الأم ودون أن تخبرها بما حصل فخرجت من غير غطاء رأس غاضبة تتوعد أسعد بصوت مرتفع ، وأهل الحي راحوا يهدئونها وهم مستغربون أن يروها هكذا ، وهي المرأة الصبورة المكافحة ، والمسالمة التي لم تؤذ أحداً مذ سكنت في الحي .
" نبهتك يا أسعد سابقاً بأن تتجنب التحرش بابنتي لكنك لم تحترم الجيرة .. والله إن لم ترتدع لأجعلنك عبرة لمن يعتبر فهمت أم لم تفهم؟".
ورد أسعد بكل برود وسماجة " لا لم أفهم .. كيف تريدين إفهامي يا امرأة ؟.."
أغاظها بروده فراحت تتفلت من أيدي الجارات محاولة ضربه " والله يا أسعد الكلب إذا بتقرب على بنتي لخلّي ليلك متل نهارك .. واللي بيمس شعرة منها بدّي نتفوا تنتيف .. ".
وابتعد أسعد تحت ضغط رجال الحي وهو يتمتم " ليكوا الأرملة ليكوا والله طلع منها شي يقول بع ".

جثة على الطريق

ليل أحد الأيام استيقظ أهل الحي على صوت إطلاق عيار ناري وبعد قليل فتحوا الأبواب والنوافذ وأطلوا ليعرفوا مصدر العيار الناري وإذا بهم يجدون أسعد جثة هامدة في الشارع عند منتصف المسافة الفاصلة مابين داره ودار سلمى .
وقفت سلمى أمام الباب والأصوات بدأت ترتفع في همهمات ونظرات موجهة إليها "سلمى قتلت أسعد" ، واستقر نظرها قرب عتبة بيتها على المسدس الملقى أرضاً..
وأدركت على الفور خطورة الموقف ، ولم يمضِ زمن قليل حتى حضرت عناصر الأمن الجنائي وسيارة الإسعاف وقبضوا على أم نوال ورفعوا المسدس عن الأرض بطريقة فنية وعندما أخبرهم الفريق الطبي أن أسعد قد فارق الحياة طلب عناصر الأمن الجنائي إبقاء الجثة مكانها ريثما يأتي قاضي التحقيق والطبيب الشرعي .
على الفور حضر قاضي التحقيق المناوب برفقة الطبيب الشرعي د.هشام .. ثم قام قاضي التحقيق بمعاينة سريعة لمسرح الجريمة ورمق الشارع وأبواب المنازل بنظرات متفحصة وخبيرة، واستعلم من عناصر الأمن الجنائي عن منزل أم نوال ومنزل أسعد ثم طلب إبقاء كل شيء في مكانه وقام بتوصيف المكان بشكل جيد وخاصة وضعية الجثة واتجاهها وطلب من عناصر الأدلة الجنائية التقاط الصور للجثة وللشارع ولأبواب المنازل وذلك بعد وضع المسدس في المكان الذي وجد فيه ، فهو يعلم أن هذه الصور قد تكون المفاتيح لكثير من القضايا التي يمكن أن تطرح لاحقاً .
وعندما التفت إلى د.هشام ليطلب منه فحص الجثة لم يجده خلفه كما كان يتوقع ، لكنه كان بعيداً يتفحص ملياً أبواب منازل الحارة ويدقق في الطريق بين منزل أسعد ومنزل أم نوال .
قال القاضي : د.هشام بدأ دورك باشر بفحص الجثة لو سمحت ، لكن د.هشام استدعى قاضي التحقيق قائلاً : تعال وشاهد هذه النقاط من الدم هنا وعندما قدم قاضي التحقيق لاحظ وجود عدة نقاط باهتة من الدم صغيرة ومنتشرة على رقعة بمساحة 10 سم تبعد عن الجثة بحدود سبعة أمتار فاستدعى عناصر الأدلة الجناية وطلب التقاط الصور ثم رفع الأثر عن الأرض .
قام د.هشام بفحص الجثة بسرعة خاطفة في مكانها متأملاَ إياها ومقلباً لها ثم طلب من القاضي الأمر بنقلها إلى المشرحة ليتم استكمال الكشف عليها .

التحقيق

في غرفة قاضي التحقيق جلست سلمى باكية وهي تحاول مسح دموعها بدون فائدة والكل ظن أنها خائفة أو مذعورة ولكنها كانت تبكي قلقاً على حشيشة قلبها نوال فصوت بكاء ابنتها وصراخها لحظة القبض عليها يشق أذنيها ويقضم قلبها ، وفجأة باغتها القاضي بسؤاله : هل من المعقول يا سلمى أن تقتلي رجلاً لمجرد أنه يتحرش بابنتك .. أم أن الموضوع أكبر من ذلك ؟
أجابت سلمى : أنا لم أقتل أسعد ولا أجرؤ على ذلك ..
القاضي : ولكن المسدس كان أمام قدميك عندما رآك الناس في الشارع
سلمى : صدقني يا سيدي أنا لم أقتله وتفاجأت بوجود المسدس عند قدمي أمام المنزل ولا أعلم من أين جاء .. صحيح أنا هددت أسعد وتوعدته لكنني قلت هذا خوفاً على ابنتي ...
القاضي : ربما .. لعلها ابنتك إذاً هي من قتله .. أطلقت النار ودخلت المنزل بسرعة ، وحين سمعت أنت صوت الإطلاق خرجت لرؤية ما حدث فتفاجأت بجثة أسعد وبوجود المسدس أمام المنزل والآن يبقى أن تقولي لي من أين أحضرت ابنتك المسدس؟
كانت الأم مذهولة ومرتبكة وقد جاءها صوت قاضي التحقيق متابعاً :
"نحن نعلم أن أسعد شاب أزعر وكان يتحرش بابنتك وربما تطور الموضوع أكثر من ذلك ومن الأفضل لك أن تعترفي من أين أحضرت نوال المسدس .." .
دارت الدنيا بسلمى وراحت تتذكر تفاصيل ما قبل إطلاق النار .. كان ضوء غرفة ابنتها مُناراً ولكنها لم تعد تتذكر فيما إذا سمعت صوت فتح أو إطباق للباب .. ثم لماذا تستيقظ ابنتها ليلاً ولماذا يتواجد أسعد مقتولاً أمام باب منزلها .. وقبل أن تمضي بعيداً في تحليلاتها أجهشت بالبكاء ، ثم تماسكت وقالت :
"نعم .. أنا قتلت أسعد .. قتلت أسعد .. قتلته لأنه حاول التعرض لابنتي ولم يتوقف عن التحرش بها .. وقد عشت حياتي كلها وأنا أرعى ابنتي .. اللي بيرميها بوردة برميه يرصاصة.." وصمتت دفعة واحدة .
وهنا أمر قاضي التحقيق بتوقيف الأم يومين على ذمة التحقيق ثم قام باستدعاء نوال والتي بدت متوترة خائفة قلقة وبعد جلوسها سألت عن أمها ، فرد القاضي سنطلق صراحها إذا أخبرتنا بالحقيقة .
القاضي : لماذا قتلت أسعد يا نوال ؟ أمك تقول أنه كان يتحرش بك ولكن هل هذا يبرر قتل الرجل أم الموضوع أكبر من ذلك..؟
نوال : صدقني لم أقتله وليس هناك أي شيء بيني وبين أسعد..
القاضي : إذاً أمك قتلته دفاعاً عنك وحماية لك ..
شعرت نوال بدوار يلفها ويلف المكان كله وتذكرت مقدار الألم والشقاء الذي عانته أمها في تربيتها والعناية بها وتذكرت أنها عندما خرجت من غرفتها وجدت أمها واقفة على باب المنزل وأمامها المسدس .. وهنا استجمعت قواها وقالت :
"نعم .. أنا قتلته لأنه بدأ يلاحقني في كل مكان هو وأصدقاؤه وشعرت بأنه سيجلب لي العار".
ابتسم قاضي التحقيق واكتفى بهذا القدر وطلب عرض نوال على الطبيب الشرعي د.هشام لفحصها .

خبرة الطبيب الشرعي

فيما يتعلق بنوال تبين بالفحص التناسلي أن نوال ما تزال عذراء.
أما ما يتعلق بجثة أسعد فقد لوحظ وجود فوهة دخول لطلق ناري في مقدمة وأيسر الرأس وفوهة الخروج في الناحية القفوية اليمنى من الرأس وبذلك يكون اتجاه الرمي من الأمام إلى الخلف ومن اليسار إلى اليمين قليلاً ومن الأعلى إلى الأسفل ومسافة الإطلاق هي بحدود الأربعين سم وزمن الوفاة يعود لحوالي ساعة ونصف فقط من تاريخ وساعة التبليغ عن الحادثة أي أن الوفاة وقعت عند الثانية صباحاً والتبليغ تم حوالي الثالثة والنصف صباحاً .
استدعى قاضي التحقيق د.هشام إلى مكتبه ولمّا حضر قال له : إن تقريرك يشير إلى أن ....
قاطعه د.هشام قائلاً : ما تفكر به صحيح .. الجثة منقولة إلى مكان غير ذلك الذي وقع الحادث فيه .. لأن صوت إطلاق النار كان حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحاً والوفاة كانت حوالي الساعة الثانية صباحاً .
القاضي : والسؤال يبقى من قتله وكيف نقلت الجثة ؟
د.هشام : إن مجرد نقله ووضعه مع المسدس أمام بيت سلمى يعني أن من قتله ونقل الجثة يعرف بأمر الخلاف بين أسعد وبين سلمى وهذا يعني أنه...
و قرع الباب أثناء حديثهما ليدخل عنصر الأمن الجنائي وبيده تقرير خبرة البصمات على المسدس وجاء في التقرير أن المسدس لا توجد عليه أية آثار للبصمات .
علق قاض التحقيق : هذا دليل آخر على صحة ما نفكر به لأن الفاعل قام بمسح البصمات عن المسدس متوقعاً أن تقوم سلمى بلمسه من هول المفاجأة .
قال د.هشام : من المتوقع أن هناك عدة أشخاص قاموا بنقل الجثة أو شخص واحد قوي البنية بشكل كافٍ ليكون لديه القدرة على حمل الجثة لوحده .
وهنا رفع القاضي سماعة الهاتف واتصل مع إدارة الأمن الجنائي وطلب من رئيس القسم مراقبة أصدقاء أسعد وموافاته بتقرير مفصل عنهم جميعاً متضمناً معلومات كافية بما فيها الوزن والطول .

متابعة التحقيق

بعد يومين كان الملف جاهزاً أمام قاضي التحقيق وبعد الإطلاع عليه لفت انتباهه الملف المتعلق بحمدو ، فهو قوي البنية طويل ضخم وعلى معرفة قديمة مع المغدور أسعد ، استدعى القاضي حمدو للتحقيق .
دخل حمدو غرفة القاضي ومظاهر الخوف والقلق بادية عليه وبعد أن جلس باغته قاضي التحقيق بالسؤال بصوت عالٍ :
"هل تعتقد أن أم نوال هي القاتلة" أجاب بسرعة : أكيد .. ثمّ انتبه لنفسه وقال : لا أدري ربما ، فهي هددت أسعد بالقتل أكثر من مرة أمام الحارة .
قال القاضي : ولكن نوال اعترفت أنها هي التي قتلت أسعد .
فقال حمدو مبتسماً : ربما .
القاضي : و هل تعتقد أن هناك علاقة غرامية بين أسعد ونوال أو شيء من هذا القبيل ؟
أجاب حمدو : أسعد كان يحبها ولكن حب من طرف واحد ، وعندما رفضت التعاطي معه بدأ يضايقها .. ولكنه كان دائماً يتحدث عنها باحترام ويرفض أن نجلب سيرتها بالمزاح .
قال القاضي : إذاً لماذا قتلته الأم إذا لم يكن هناك أية إساءة لابنتها ؟
أجاب حمدو والعرق يتصبب منه : لا أدري .
رن جرس الهاتف فرفع القاضي السماعة وبدأ بالإصغاء مع ابتسامة لطيفة وبعد أن أغلق السماعة خاطب حمدو قائلاً :
"وين المسدس اللي اشتريتو بمبلغ 15000 ليرة سورية من أبو عصام تاجر الطيور ؟ ".
تفاجأ حمدو بالسؤال ورد بتلكؤ : "ضاع مني " .
قال القاضي : النكران ما بيفيدك ليش اشتريت المسدس ؟
أجاب حمدو : المسدس معي منذ وقت طويل وأنا أسهر وأتأخر أثناء الليل وبيتي على طرف المدينة وكثيراً ما أجد كلاباَ شاردة واشتريته حتى أحمي نفسي .
وأثناء الاستجواب دخل د.هشام قائلاً : أنا جاهز.. متى سنغادر إلى مكان الحادث ؟
قال القاضي : الله يجعل هاليوم يمضي على خير .. هذا هو حادث السير الثالث لهذا اليوم ونحن في أول النهار تفضل وانتظر قليلاً حتى أنهي الاستجواب ,وعلى الفور أدرك د.هشام أن المستجوب هو المتهم بقتل أسعد .

شروط القاتل

قال د.هشام : إن حمدو تنطبق عليه كل شروط القاتل المفترض فهو ضخم البنية طويل قوي و أذكر أنه في تقريري جاء أن اتجاه المرمى الناري هو من الأعلى نحو الأسفل وهذا يعني أنه من المرجح أن الشخص القاتل غالباً أطول من المغدور بكثير إذا حدث القتل بوضعية الوقوف وأنا أرجح ذلك وقد لمحت على خده الأيسر أثر لسحجتين ظفريتين في طور الشفاء النهائي والقتل تم عن بعد أربعون سم وهذا يعني أنه ربما حدث بينهما شجاراً أو عراكاً بسيطاً دفع المغدور لخدشه بأظافره .
عندما انتهى قاضي التحقيق من الكشف على حادث السير طلب من د.هشام صحبته إلى منزل حمدو بعد أن اتصل بإدارة الأمن الجنائي وطلب دورية لتفتيش المنزل ، وفي المنزل وجدت عدة طلقات من عيار 9 ملم موافقة للمسدس الذي وجد في مكان الحادث .

الحقيقة
عندما فاجأ قاضي التحقيق حمدو بالأدلة السابقة لم يجد مفراً من الاعتراف بأنه القاتل وأنه فعل ذلك طمعاً في الحصول على ثلاثمائة ألف ليرة سورية كانت بحوزة أسعد ثمن بيعه لحصته بعقار زراعي وأنه استغل خلاف المغدور مع أم نوال ليورطها بالجريمة حيث قتله وقام بوضعه بسيارة الأجرة التي كان يعمل عليها ونقله إلى حارته وركن السيارة في طرف الشارع ليراقب المنزل وفي اللحظة التي تأكد فيها من خلو الشارع من المارة قام بحمل الجثة ورميها أمام منزل أم نوال وأطلق عياراً نارياً من المسدس في الهواء ورماه أمام المنزل مستغلاً عتمة الليل ، وفرّ هارباُ ليوحي لأهل الحارة أن أسعد قتل أمام منزل أم نوال ، وهكذا تم قفل هذه الجريمة وتبرئة أم نوال وابنتها لينتصر الحق ويزهق الباطل لأن الباطل كان زهوقا .
وبعدها اتصل قاضي التحقيق مع د.هشام قائلاً : تعال إلي بسرعة
قال د .هشام هل هناك جريمة أو حادث سير لهذا اليوم ؟
فقال القاضي : تعال لنشرب فنجان قهوة ختاماَ لملف جريمة أسعد فأنا أعرفك دائماً تريد معرفة التفاصيل ضحك د.هشام قائلاً بعد ربع ساعة أكون في مكتبك .


مـنـقـــــول
مجلة عالم الصحة
بقلم الدكتور بسام يونس المحمد
اختصاصي طب شرعي - حمص


وردة*
 

RaNoSh

رنوشة البيلسان

إنضم
Oct 4, 2008
المشاركات
3,491
مستوى التفاعل
46
المطرح
♥ في مملكتي الخاصة ♥
رسايل :

الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه <3

شوووو ما حدا بدو يقرأ :205:


بوز
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

تضحية الأم وابنتها وكل واحده بتفدي نفسها , اصبح بالزمن نادر حدوثه
فعلاً زهق الباطل لأن الباطل كان زهوقا .
شخصية د. هشام ممتعة
ننتظر المزيد
بقلم الدكتور بسام يونس المحمد
 

RaNoSh

رنوشة البيلسان

إنضم
Oct 4, 2008
المشاركات
3,491
مستوى التفاعل
46
المطرح
♥ في مملكتي الخاصة ♥
رسايل :

الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه <3

يغتصب صديقة شقيـقته حتــى المــوت!...*********


*********جريمة هزت الحي الشعبي في منطقة اﻷ‌ميرية الشعبية شرقي القاهرة، كما انتشرت شعارات التحذير للفتيات من أشقاء صديقاتهن المراهقين، هذا ما فجرته جريمة اغتصاب طالبة اﻹ‌عدادية على يد شقيق صديقتها وزميلتها، بل إن هذه الجريمة تمت في منزل اﻷ‌سرة وفي غياب اﻷ‌ب واﻷ‌م عن المسكن.

عندما اقتاد المتهم وهو طالب بأحد المعاهد العليا الضحية عنوة في أثناء استذكار دروسها مع شقيقته، حيث حبس شقيقته الصغرى في حجرتها، وقام باغتصاب صديقتها بوحشية في حجرته المجاورة حتى لقيت مصرعها مصابة بنزيف حاد وصدمة عصبية ونفسية من دون أن يكترث لصراخها أو توسﻼ‌ت شقيقته مرتكباً جريمة قتل واغتصاب من الدرجة اﻷ‌ولى، وبدﻻ‌ً من عقابه أو تقديمه للعدالة، شاركت أسرته ممثلةً في والديه وشقيقته الصغرى في إخفاء الجريمة البشعة والتخلص من الجثة بإلقائها في صحراء اﻹ‌سماعيلية.

الكشف عن الجريمة
بداية الكشف عن جريمة قتل تلميذة اﻹ‌عدادية التي لم تتعدَّ سنها الرابعة عشرة كان من خﻼ‌ل بﻼ‌غ تقدمت به والدتها الموظفة بإحدى المصالح الحكومية عن غياب ابنتها الطالبة بالصف الثاني اﻹ‌عدادي، وقالت اﻷ‌م إن ابنتها (14 سنة) كانت قد خرجت ﻻ‌ستذكار دروسها مع زميلتها وصديقتها، وبعد مرور أكثر من ساعتين، وهي فترة اﻻ‌ستذكار مع صديقتها لم تعد إلى منزلها، بل مرت ثﻼ‌ث ساعات ثم أربع ساعات حتى اتصلت اﻷ‌م بأسرة صديقة ابنتها، فأكدوا أنها انصرفت من منزلهم مبكراً على غير عادتها، ما زاد من شكوك اﻷ‌م وتوجست خيفة أن تكون ابنتها قد تعرضت لمكروه، وبعد بحث لدى جميع اﻷ‌قارب وأصدقاء اﻷ‌سرة لم يعثر للفتاة الصغيرة على أثر, في الوقت الذي كثفت فيه الشرطة من جهودها، وقبل أن يصبح اختفاؤها لغزاً محيراً، وبعد مرور نحو 5 أيام على اختفاء الضحية، أبلغ بعض اﻷ‌عراب الذين يمرون بالصحراء عن العثور على جثة فتاة صغيرة ملفوفة داخل سجادة وملقاة في الصحراء قرب طريق القاهرة ـ اﻹ‌سماعيلية الصحراوي، فبدأ ضباط المباحث فحص مﻼ‌مح الجثة ومطابقتها مع مﻼ‌مح صورة فوتوغرافية قدمتها أسرة الضحية للشرطة للمساعدة في التعرف إليها، وبعدها تأكد الضباط أن الجثة للتلميذة المختفية، ولكن، من يكون قاتلها؟ ومن الذي قام بلفها بسجادة مازالت جديدة للتخلص منها؟ إضافة إلى بعض قطع القماش حيث حاول الجاني لفها حول جسد الضحية ﻹ‌خفاء الجريمة، وتم استدعاء والدَيْ المجني عليها فتعرفا إلى ابنتهما وقاﻻ‌ إن الجثة خاصة بها، ولكن معطيات الجريمة ولف الجثة بالسجادة والقماش يؤكد أن هناك من ارتكب الجريمة وتخلص من الجثة ﻹ‌خفاء فعلته تماماً، وبدأت رحلة الشرطة في كشف سر هذه الجريمة الغامضة، حيث أكدت التحريات أن التلميذة القتيلة شوهدت وهي تصعد إلى شقة صديقتها كما اعتادت ﻻ‌ستذكار دروسها معها، ولكن لم يشاهدها أحد في أثناء نزولها في الموعد الذي ذكرته أسرة صديقتها، بل ردد البعض أنهم شاهدوا أفراد اﻷ‌سرة ينزلون ليﻼ‌ً ويستقلون سيارة مستأجرة ووضعوا في داخلها بعض المتعلقات ومن بينها سجادة، وبعرض السجادة على بعض الشهود أكدوا أنها السجادة نفسها، وهنا أيقن ضباط المباحث أن أفراد هذه اﻷ‌سرة وراء ارتكاب الجريمة، ولكن ما هو السبب أو الدافع؟ وهذا ما كشفت عنه التحقيقات ومعلومات جهاز البحث الجنائي التي أكدت أن القتيلة الصغيرة اعتادت الحضور إلى صديقتها ﻻ‌ستذكار دروسهما معاً، وفي اليوم المشؤوم، حضرت الضحية وقد كانت تتجمل بمﻼ‌بس جديدة، وعندما كانت الفتاتان جالستين حضر القاتل وصافح شقيقته وصديقتها، ولكن هذه المرة رآها بعيون ذئب بشري، فقد شاهد أنثى مراهقة لم تستوقفه من قبل، فسأل شقيقته عن والديهما فقالت له إنهما ذهبا في زيارة سريعة لﻼ‌طمئنان إلى أحد أقاربهما المرضى، فشعر القاتل أن الفرصة مواتية ﻻ‌لتهام فريسته، ودخل إلى حجرته وهو يرمي صديقة شقيقته بنظرات لم تفطن لها، ثم عاد مندفعاً إلى حجرة شقيقته حيث شد صديقتها عنوة معه وهو يهدد شقيقته بالقتل إذا استغاثت أو صرخت، وقام بإغﻼ‌ق الباب على شقيقته من الخارج، ثم دفع الضحية إلى حجرته، ولم يستمع إلى صرخات شقيقته أو توسﻼ‌ت ضحيته وهي تصرخ بينما كان يكتم أنفاسها حين تردد «حرام عليك»، ظلت الضحية تستعطفه، بينما شقيقته تطرق باب غرفتها وهي في حالة ذهول أقرب إلى الجنون، وتنادي على شقيقها قائلة «حرام عليك أوعى تعمل كده دي صاحبتي»، لكن الذئب البشري لم يكن يستمع سوى إلى صوت الرغبة الشيطانية في داخله وهو يطرح الضحية عنوة ويمزق مﻼ‌بسها وهي تقاومه بكل قوة دفاعاً عن نفسها وشرفها وتغرس أظفارها في جسده، واستمر الصراع ما بين محاوﻻ‌ته المتوحشة ودفاعها المستميت نحو 15 دقيقة حتى خارت قواها واستسلمت مغشياً عليها ليواصل الذئب البشري اغتصابها ما أصابها بنزيف حاد وصدمة عصبية تسببت لها في هبوط حاد أدى إلى وفاتها بين يدي المتهم الذي وجد الضحية جسداً بﻼ‌ حراك.

أربعة في مهمة
حضر اﻷ‌ب واﻷ‌م من الخارج ليجدا ابنيهما في حالة ذهول وبكاء، وشاهدا أقسى مشهد يمكن أن يشاهداه في حياتهما، فجثة الضحية على سرير اﻻ‌بن ومﻼ‌بسها ممزقة وملقاة في أرجاء الغرفة، ما يشير إلى تعرضها لﻼ‌غتصاب، ولم يكن المشهد يحتاج إلى تفسير، فقد سارعت اﻻ‌بنة باﻻ‌رتماء في حضن أمها وهي ترتعد خوفاً، وتقول: «صاحبتي ماتت.. هو اللي اغتصبها وقتلها وحبسني في غرفتي».

جلس اﻷ‌ب مع اﻷ‌م واتفقا على إخفاء جسم الجريمة ﻹ‌بعاد الشبهة عنهما، ولكن كيف وهم لم يتورطوا في جريمة من قبل، بل هم أسرة مسالمة ليس لها خصومات مع أحد، وفكروا في إخفاء الجثة داخل سجادة منزلية كبيرة، بينما ذهب اﻷ‌ب ﻻ‌ستئجار سيارة خاصة لنقل الجثة بداخلها، حيث حمل اﻻ‌بن القاتل السجادة وبداخلها جثة الفتاة، كما ساعدته اﻷ‌م في نقلها إلى السيارة، وأشاعوا أمام حارس العقار إلى اعتزامهم نقل السجادة إلى شقة أخرى خاصة بهم، وقاد اﻷ‌ب السيارة برفقة اﻻ‌بن القاتل وبصحبتهما اﻷ‌م واﻻ‌بنة صديقة القتيلة، وطوال الطريق حتى إلقاء الجثة قرب الكيلو 74 بطريق القاهرة ـ اﻹ‌سماعيلية، كان اﻷ‌ربعة في حالة مأساوية فاﻷ‌ب يطرق رأسه بيديه وهو يقول «وديتنا في داهية منك لله» واﻷ‌م في حالة نحيب متواصل وهي تردد «ضعت وضعيتنا معاك»، بينما كان اﻻ‌بن القاتل في حالة ذهول غير مصدق ما حدث، وأن نزوته الحيوانية تسببت في تدمير اﻷ‌سرة بالكامل، أما اﻻ‌بنة صديقة القتيلة فتكاد تتوارى في المقعد من فرط الرعب الذي عاشته وفقدانها لصديقتها على يد شقيقها.*********

حتى جاء بﻼ‌غ العثور على جثة الضحية في الصحراء، وتوصل رجال المباحث إلى دﻻ‌ئل تشير ﻻ‌رتكاب ابن تلك اﻷ‌سرة للجريمة واشتراكهم جميعاً في إلقائها في مكان بعيد. وعند مواجهتهم بكل ذلك لم يستطيعوا اﻹ‌نكار، بل اعترفوا في تلقائية ﻷ‌نهم ليسوا مجرمين محترفين، وأمرت النيابة بحبس القاتل بتهمة اﻻ‌غتصاب الذي أدى إلى الوفاة، واﻷ‌ب واﻷ‌م بتهمة التستر على الجريمة وإخفاء جثة القتيلة، بينما اﻻ‌بنة الصغيرة تم إيداعها إحدى دور الرعاية اﻻ‌جتماعية نظراً لظروفها النفسية والعصبية، فمازالت الصدمة تسيطر عليها وتكاد تودي بعقلها، بعد أن فقدت صديقتها بالوفاة وأسرتها بالسجن.


القاهرة: وجدي صبحي
 

ملكة زماني

شاعرة البيلسان العذبة

إنضم
Apr 26, 2009
المشاركات
7,186
مستوى التفاعل
90
المطرح
بين الورود في قلبه
رسايل :

أنا ملكة زماني وقصري كلو ماس

يالطييييف :4:
 
أعلى