القصة السادسة
لعنة القتل البطيء (الجزء2)
لم تكد أيام العزاء الثلاثة تمضي ، حتى أحس غانم و كأنه يشق طريقاً أسود معتم نحو حقيقة ما جرى لأخته " أم روان " بعد أن تبين أن ابنتها لم تقض بجريمة قتل مباشرة من أبيها على النحو الذي ظنه الخال .
جبل ثقيل حط على صدره ، و كلما لاحت في ذاكرته ابتسامة روان البريئة بعينيها الحزينتين ، كلما اعتصرت فؤاده غلالة من الغضب على الأب الذي أحاط ابنته بظرف اجتماعي قاس حولها من طفلة إلى فتاة أكبر من عمرها ، فقسوة الأب و زوجته عليها لم تكونا طبيعيتين على الإطلاق ، و هكذا راحت المسكينة تغرق في عزلتها و هي تتذكر حنو أمها الراحلة عليها ، و كيف فارقتها إلى الأبد بموتها الغريب ، و كانت روان ما تزال بحاجة إلى حنانها و رعايتها و تعليمها فن الحياة و التأقلم مع العالم ... كل ذلك رسم الحزن و التشاؤم على معالم روان و كلما قارب طيف روان أن يغادر مخيلة خالها غانم يعود ليتذكر كلماتها اللطيفة " أنا بحبك يا خالو ... من شان الله خليني اسكن عندك .. و الله رح موت إذا ما بضل جنبك " .
و لكن الحسرة تقتله فكلما حاول إقناع والدها برغبته في أن تعيش روان معه يقول : لا ... لا ... شو بدك الناس تقطعني بلسانها .... هي بنتي وأنا ملزم فيها
الخال : بس يا عادل البنت مانها مرتاحة مع خالتها ...
الأب : هي مو شغلتك ... هي بنتي أنا و رح تعيش معي
الخال : خاف الله يا رجل البنت رح تنفجر إذا بضل هيك .
الأب : شوف يا غانم ... أنا تحملتك كثير .. و إذا بضل تلح عليّ بالطلب رايح أحرمها تزورك ... فهمان
الخال : تركتك لضميرك و ربك ...
في كل مرة كان غانم يفشل في إقناع والد روان بأن يتركه يعتني بتربية روان و كان أحياناً يتطاول عليه بالحديث و يقول : شو نسيان إنو عندك شباب بالبيت ...
وسط حزن عادل على فراق روان تذكر كلام قاضي التحقيق معه عندما أخبره عن شكه بأن وفاة أم روان لم تكن طبيعية :
( إذا كان هذا الموضوع يقلقك كل هذه السنين يمكنك تقديم استدعاء إلى المحامي العام تطلب فيه التحقيق في الأمر )
غانم : و هل هذا ممكن ؟
القاضي : نعم .
ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجه غانم الذي بقي طوال ست سنوات مرتاب حول وفاة أخته أم روان التي خطفها الموت و هي بعمر 25 عاماً و ابنتها بعمر 9 سنوات فهو لايزال يتذكرأنها فجأة و قبل وفاتها بعدة شهور بدأت تشكو من آلام بطنية شديدة و غثيان و إقياء مع تعب و آلام عصبية في الأطراف حارقة غير مفسرة ، و لم تستطع معرفة سببها رغم زياراتها المتكررة للأطباء بمختلف الاختصاصات ... و لم يزل يتذكر أن زوجها عادل كان دائماً غير مرتاح لزيارتها للأطباء و يقول لها : هذا مغص اشربي نعناع و شاي ... الشغلة بسيطة ... و يزيد على ذلك و يقول
( حاجة زيارات فاضية للدكاترة ... حطيت ما فوقي و تحتي بلا فايدة ... مو لازم آخدك إلا لعند طبيب نفسي ... )
الحفر في الماضي :
حسم غانم قراره و ذهب صباحاً إلى القصر العدلي و تقدم بمعروض إلى المحامي العام مفاده أن أخته قد ماتت منذ ست سنوات بظروف غير طبيعية و إنه يشك بأن زوجها قام بقتلها بالسم و إنه ينصب من نفسه مدعياً شخصياً بحق زوجها عادل و أنه مستعد لدفع كامل النفقات المترتبة عليه و إنه لا مانع لديه من نبش قبرها .
قبل المحامي العام الشكوى و قام بإحالتها فوراً إلى قاضي التحقيق .
استدعى قاضي التحقيق الطبيب الشرعي د.هشام فوراً إلى مكتبه و عندما وصل ألقى التحية فوراً و علّق قائلاً : يبدو أن دعوتك لي دعوة عمل و ليست دعوى لشرب القهوة .. أليس كذلك .
ابتسم القاضي و قال : دائماً لا يخفى عليك شيء ... و لكن سنشرب قهوتك المرّة الحلوة يا د.هشام .. ثم ضحكا معاً .
القاضي : د.هشام ... القصة هي أن مواطناً يُدعى غانم خال البنت روان التي قمت بالكشف الطبي الشرعي على جثتها منذ حوالي أسبوع تقريباً و التي انتحرت بالسم .
د.هشام : أجل لقد تذكرتها ... و لكن ما القصة ؟
القاضي : أثناء استجوابي لعائلتها ... أفاد خالها الذي أبلغ عن قصة موت ابنة أخته المفاجئ بأنه يخاف أن تكون قصة انتحار روان هي قصة موت غامض و مفاجئ كما حدث لأخته منذ ست سنوات ...
قاطعه د.هشام قائلاً : و لكنك لم تخبرني عن هذا الموضوع .
تابع القاضي : لأنني لم أر أن ذلك له علاقة بمسار التحقيق و لم أكن متيقناً من جديته في اتهام صهره بقتل أخته ، خاصة و أنه كان قد توجه بشكوى يتهمه فيها بقتل ابنته ، و لم أر داعياً لبحث محاور أخرى في التحقيق و طلبت منه التقدم بشكوى جديدة إلى المحامي العام باعتبار أن ذلك سيظهر جديته في الاتهام .
د.هشام : إذاً أنت شجعته على ذلك .
القاضي : لا أخفيك ذلك .
د.هشام : لا بدّ أنك لمست حقائق جديّة في تشجيعك له على الشكوى .. أليس كذلك .
القاضي : نعم و لكن لا أريد أن أناقش في ذلك لأنني أريد الرأي العلمي و الطبي الشرعي في هذه القضية .
د.هشام : و ما هو المطلوب الآن .
القاضي : المهم أن غانم يقول أن أخته ماتت منذ 6 سنوات و أنها قبل موتها شكت من أعراض مبهمة على شكل مغص شديد و غثيان و إقياء و آلام عصبية في الأطراف .
د.هشام : و ماذا قال الأطباء لها ؟
القاضي : الحقيقة أنها راجعت عدة أطباء بدون فائدة و سرعان ما كانت تعود الأعراض لها بعد وقف الدواء .
د.هشام : و ماذا يقصد غانم من شكواه فهناك عدد لا بأس فيه من الحالات يعاني فيه المرضى من آلام مختلفة و يموتون أحياناً قبل تشخيص مرضهم .
القاضي : صحيح ما تقول يا دكتور هشام ... و لكن غانم قال خلال التحقيق أنه لاحظ أن زوجها عادل كان دائماً يحاول عدم اصطحابها للأطباء و يتأفف من ذلك و يقول لها بأنها مريضة نفسياً و ليست جسدياً ، و بأنها جعلته يصرف الكثير من المال على الأطباء و التحاليل و الصور بدون فائدة .
د.هشام : و لماذا لا يكون هذا صحيحاً ؟
القاضي : إن غانم يستغرب لماذا انزعاجه من ذهاب أخته إلى الطبيب على الرغم من أن معظم المصاريف كانت على نفقته و ليس على نفقة زوجها عادل .
د.هشام : و لماذا لم يشتك في حينها ؟
القاضي : قال بأنه خاف أن يؤثر ذلك على سمعة ابنة أخته عندما تصبح صبية في سن الزواج ، و لكن بعد موتها لم يعد هناك شيء يستحق الصمت .
هل هناك أمل ؟
د.هشام : يبدو أنك تريد أن تعرف إن كان نبش القبر بعد هذه الفترة الزمنية و فحص الجثة يمكن أن يقدم لنا فائدة .
أجاب القاضي : هذا بالضبط .
د.هشام : من الناحية الطبية الشرعية دوماً هناك فوائد من نبش القبر لأننا قد نفاجأ بأشياء لم نكن نتوقعها .. أما فيما يتعلق بهذه الحالة على اعتبار أن غانم يشك بأن أخته ماتت مسمومة فإننا يمكن أن نحصل على معلومات جيدة في الكثير من حالات التسمم مهما مضى على زمن الوفاة خاصة إذا حدث التسمم بأملاح المعادن الثقيلة مثل أملاح الزرنيخ والرصاص والزئبق والنحاس وغيرها ... لأنها لا تفنى و هنا يمكن أن نجدها في الشعر و الأظافر و العظام و التراب تحت الجثة .
اقاضي : و هل ذلك ممكن بالرغم من تفسخ الجثة ؟
د.هشام : نعم .. بل إن وجودها قد يلعب دوراً في تأخير عملية تعفن الجثة .
و هنا طلب القاضي من الكاتب فتح الملف المتعلق بوفاة أم روان و قال اكتب : لقد قررنا فتح القبر و استخراج الجثة للكشف عليها من قبل الطبيب الشرعي د.هشام و تم تكليف الجهة المدعية بدفع النفقات .
نظر القاضي إلى الدكتور هشام و قال أنت الآن مكلف رسمياً لهذا الأمر ، ما هو الزمن الأنسب لذلك كي نقوم بنبش القبر و تحضير أدواتك الخاصة ؟
د.هشام : فوراً .. غداً صباحاً .
نبش جريمة قديمة :
في صباح اليوم التالي انتقلت هيئة الكشف القضائي المؤلفة من القاضي و الطبيب الشرعي و الكاتب إلى مقبرة المدينة القديمة و برفقتهم دورية من شرطة القسم في الحي لتأمين المساعدة و عندما وصلوا إلى المقبرة استدعى القاضي حفار القبور و طلب منه أن يدلهم على قبر أم روان بعد أن أعطاه رقم القبر و اسمها الكامل و عندما وصلوا إلى القبر المطلوب قال حفار القبور هذا هو .
علق القاضي و لكن لا يوجد شاهدة موثوقة تؤكد ذلك .
الحفار : صدقني يا سيدي هذا هو .. هذا شغلي منذ عشرين عاماً و أنا أعرف القبور جميعها .
توجه القاضي إلى غانم قائلاً : هل هذا قبر أختك ؟
قال غانم : لم أعد أذكر فقد زرتها لمرتين أو ثلاثة و امتنعت عن ذلك لأن زيارة قبرها كانت دائماً تشعل حزني عليها و عرفت فيما بعد أن روان كانت تزور قبرها مؤخراً .
القاضي : ما العمل الآن يا دكتور هشام .
أجاب : بسيطة سوف نقوم بإرسال قطعة من عظامها إلى مخبر إدارة الأمن الجنائي لتحديد بصمتها الوراثية من خلال الحامض النووي (dna) ، و سنقوم بمقارنته مع الحامض النووي لأخوها غانم و في حال التطابق فإن هذا يعني بالضرورة أنه قبر أم روان .
أخذ العينات:
قام د.هشام بأخذ عينة من التراب بجانب قبر أم روان ثم طلب من حفار القبور أن يبدأ الحفر .
قال القاضي : و لماذا هذه العينة يا دكتور هشام ؟
د.هشام : إن هذه العينة تسمح لنا بالتعرف على المكونات الطبيعية لتراب القبر فهناك بعض الأتربة تحوي بشكل طبيعي على نسبة قليلة من المعادن الثقيلة كالزرنيخ والرصاص والنحاس .
القاضي : أحسنت يا دكتور هشام هذا ما يجعلني أثق بك دائماً .
و عندما انتهى الحفار من فتح القبر قام د.هشام بأخذ عينات من تراب جدار القبر و بعد ذلك قام بأخذ عينات من التراب تحت الجثة مباشرة بعد أن قام بإبعاد الرمة بشكل لطيف ثم بعد ذلك طلب من حفار القبور مساعدته لرفع الجثة إلى خارج القبر ، و بعد ذلك أخذ عينات من الأظافر و بقايا الشعر التي ما تزال ملتصقة على الرأس و أخذ عينات من عظام الفخذ و بعض العينات من الأنسجة في منطقة البطن التي بدت سوداء و يابسة و التقط بعض الصور للجثة ، ثم أخبر القاضي أنه انتهى من عمله و لا مانع من إعادة الجثة لمكانها .
أمر القاضي بإعادة دفن الجثة و سأل د.هشام عن موعد تسليم خبرته فأجاب :
سأرسل عينة من العظام إلى مخبر البصمة الوراثية مع عينة من لعاب أو دم غانم لتحديد البصمة الوراثية لكلا العينتين لنتأكد فيما إذا كان هذه الجثة تعود لأم روان و هذا يحتاج لأقل من يومين و بعد ذلك سنقرر إرسال العينات التي أخذناها إلى المخابر السمية المختصة ، و هذا قد يتطلب أسبوعين أحياناً نظراً لصعوبة الاستخلاص في بعض الحالات .
القاضي : حسناً و لكن أطلعني على الأمور أولاً فأول و لو هاتفياً .
د.هشام : طبعاً .
بعد يومين اتصل د.هشام مع القاضي قائلاً : إن نتيجة التحليل الوراثي تشير إلى أن هناك تشابهاً في النمط الوراثي بين عينة العظام المرسلة و البصمة الوراثية للعاب المأخوذ من غانم و هذا يعني أن القبر يعود و بشكل مؤكد لأم روان ، و بناء على ذلك قمت بإرسال بقية العينات إلى مخبر السموم في إدارة الأمن الجنائي و سأقدم لك تقريراً مفصلاً عند الحصول على نتيجة التحليل .
تقرير الطبيب الشرعي و د. هشام:
بعد أسبوعين حضر د.هشام إلى مكتب قاضي التحقيق و جلس بعد أن تنفس الصعداء و الابتسامة تعلو محياه و قال لقد كنت محقاً عندما شجعت غانم على الشكوى أما حان الوقت لتخبرني كيف ذلك؟
ابتسم القاضي و قال : لك و لكن هات ما عندك أولاً .
و ناوله د.هشام الملف الذي يحمله و بدأ بقراءته .
(( بعد التوجه إلى المقبرة تبين من عينة التراب أنه لا يوجد في تراب المقبرة أي نوع من السموم المعدنية و تبين بعد فتح القبر وجود رمّة بشرية تعود لامرأة في العقد الثالث من العمر عظامها كاملة منفصلة عن بعضها مع وجود بقايا نسيجية قليلة في منطقة البطن ملتصقة على الهيكل العظمي مع وجود بقايا شعر ملتصقة على الجمجمة و الأظافر بعضها ما يزال ملتصق على العظام و بعضها سقط بجانب الجثة و العظام كلها سليمة و تخلو من أي أثر لجبر أو شدة و خاصة الجمجمة و العظم اللامي ، و هذه الرمة تعود لأم روان حسب تقدير مخبر البصمة الوراثية المرفق طيّاً . و تحليل التراب من جدار القبر أظهر أيضاً عدم وجود أي نوع من السموم المعدنية في الطبقات العميقة من القبر و أظهر فحص الأظافر و العظام و الشعر و التراب تحت الجثة وجود آثار من أملاح الزرنيخ أكبر من الكمية المعتادة التي من الممكن أن تتواجد داخل الجسم البشري ))
ما يقوله الفحص المخبري :
إن الفحص المخبري السمي لتراب المقبرة السطحي و العميق و الفحص السمي للتراب من تحت الجثة و الفحص السمي للعظام و بقايا الشعر و الأظافر يعطي انطباعاً بأن أم روان ماتت بفعل التسمم بأملاح الزرنيخ و بالأخذ بعين الاعتبار الأعراض السريرية التي عانت منها لفترة طويلة قبل وفاتها من مغص شديد و إقياء و آلام عصبية فإنها ماتت بفعل التسمم المزمن بأملاح الزرنيخ الذي كانت تتناوله بكميات قليلة و على فترة زمنية طويلة .
نظر القاضي إلى د.هشام و قال : كل شيء أصبح واضح الآن .
علق د. هشام : كيف ؟؟ يبدو أنه حان دورك الآن لتجعلني متشوق لمعطيات التحقيق .
القاضي : أثناء التحقيق السابق مع غانم بادعاء قتل روان سألته عن عمل عادل بعد أن أخبرني بشكه أنه ربما قتل أخته أم روان ، فقال لي بأن عادل يعمل في صناعة و صباغة الأقمشة و دباغة الجلود .. و البقية أكيد بأنك تعرفها يا دكتور .
ابتسم د.هشام و قال : أنا شايف أنه بعد قليل لن تحتاجنا أبداً .
القاضي : و لو .. ما بنستغني أبدا يا دكتور ..
وصلت حياتنا إلى طريق مسدود :
استدعى قاضي التحقيق عادل (أبو روان) بموجب مذكرة إحضار موجوداً و عندما مثل بين يديه ، وجه إليه القاضي تهمة قتل أم روان عمداً بالسم بأملاح الزرنيخ ، و فجأة اصفر عادل و خطف لونه و تصبب عرقاً و جحظت عيناه و ابتلع ريقه فأصابه الخرس فلم يكن يتصور بأنه يمكن أن يكشف بعد هذه السنين .. و لكنه استجمع قواه و قال بتلعثم و لماذا لا تقول أنها انتحرت يا سيدي ..
قال القاضي : إن أم روان تناولت الزرنيخ بكميات قليلة و على فترات زمنية طويلة أي أنها تسممت به بشكل مزمن و الذي يريد أن ينتحر يتناول كميات كبيرة فيتسمم بشكل فوري و حاد .. و أنت أحضرت الزرنيخ من المعمل و قمت بإعطائه لها خفية في الطعام أو الشراب .. أليس كذلك؟!! .. لم يعد يفيدك الإنكار .
ما أوحاه شيطانه :
أحس عادل بأن القاضي كان معه و يعرف كل شيء فخارت قواه و اعترف قائلاً : لقد وصلت الحياة بيني وبينها إلى طريق مسدود و لا أعرف كيف فكرت بقتلها ، ففي أحد الأيام جُمعنا في المعمل و أعطونا محاضرة عن السلامة المهنية على اعتبار أننا نعمل في مصلحة تتطلب استخدام الزرنيخ و عرفت أنه يكفي مقدار 2ملغ لقتل الإنسان و أن الزرنيخ ليس له رائحة و أن طعمه حلو و يمكن دسه في الطعام بسهولة بدون أن يدري الشخص به خاصة و أنهم نبهونا إلى ضرورة عدم الأكل أو الشرب أثناء العمل لأن الزرنيخ يمكن أن يتجمع بشكل تدريجي و تراكمي في الجسم و يقتل الإنسان و يصعب أحياناً كشفة خاصة إذا كان الشخص المتسمم به لا يوجد تماس بينه و بين الزرنيخ .
فأوحى لي الشيطان أن أضع ذرات قليلة من أملاح الزرنيخ في كأس المتة لزوجتي أم روان على اعتبار أننا نشربها بشكل يومي .. و البقية تعرفونها .
قال القاضي : و تقول أوحى لك الشيطان .. ألا تخجل من ذلك لقد قتلت زوجتك عمداً و عن سبق الإصرار و الترصد و ساهمت إلى أبعد درجة في انتحار روان فكنت قاتل الروح و الجسد و لكن الله عزّ و جلّ يمهل و لا يهمل ...
مـنـقـــــول
مجلة عالم الصحة
بقلم الدكتور بسام يونس المحمد
اختصاصي طب شرعي - حمص