ملحمة جميلة لأسماء الله الحسنى ~

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10

[h=1]اسم الله ( الستار )


بِسْمِ الله الرَّ حمَنِ الرَّحِيمِ

[/h]



الستَّار : السِتر في اللغة ما يُستر به ، اسم .. وجمعه أسْتار ، وسَتَرَ الشيء أخفاه فانستر ، انستر مطاوع من سَتَرَ .. ينْسَتِرُ .. انْسَتَرَ ، قَبِل أن يُستر ، تستَّر أي تغطَّى ، السِتر هو الحياء ،



، فلان لا يسْتتر من الله بستر أي لا يستحيي من الله بنوعٍ من الحياء ، والسِتر هو العقل ، من كان عقله برأسه تصرَّف بحكمةٍ فحجب عن الناس مغيبته .. والسِتارة .. ما يُسْتتَر به من شيءٍ كائناً ما كان ، وفي الحديث الشريف : قال أبو حنيفة وأصحابه ، قالوا: إذا خلا بها خلوة صحيحة يجب كمال المهر والعدة ، دخل بها أو لم يدخل بها؛ لما رواه الدار قطني عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كشف خمار امرأة ونظر إليها وجب الصداق). وقال عمر: إذا أغلق بابا وأرخى سترا ورأى عورة فقد وجب الصداق وعليها العدة ولها الميراث. وعن علي: إذا أغلق بابا وأرخى سترا ورأى عورة فقد وجب الصداق.



فانتبهوا إلى ذلك .. إذا خطب أحدكم وقد كُتب العقد ، وزار خطيبته ، وأغلق الباب وأرخى الستار ، ثم أراد أن يتنصَّل من هذا الزواج وجب عليه المهر كاملاً ولو لم يدخل بها .. ولندقق في قول النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم : " أيُّما رجلٍ أغلق بابه على امرأةٍ ، وأرخى دونها أستاره فقد تمَّ صداقُها " .. أي وجب صداقها ..




إذا عقد إنسان على امرأةٍ ولم يدخل بها وجب عليه نصف المهر ، أما إذا دخل بها وجب عليه كلُّ المهر ، أما إذا عقد عقده عليها وزارها وأغلق الباب وأرخى السِتر ولو لم يدخل بها وجب المهر كاملاً ، هكذا قال عليه الصلاة والسلام .




** والستَّار في حقِّ الله تعالى كثير السَّتر لعيوب عباده ، الستَّار صيغة مبالغة ، سَتَرَ ، يَسْتُرُ ، ساتر ، ستَّار ، الستار صيغة مبالغة أي كثير الستر، أو شديد الستر ، أي مهما تكن الأعمال مشينة ..




إخواننا الكرام ... من أرقى صفات المرأة المؤمنة أنَّها سِتِّيرة ، فالإنسان في بيته أحياناً يغضب ، وأحياناً يفتقر فلا تجد بين يديه مالاً فيأكل أخشن الطعام ، وأحياناً ينضغط من الخارج فينفجر في الداخل ، والمرأة المؤمنة لا تفضح زوجها ، لا تنشر قصصه بين الناس ، لا تعطي الناس أسوأ صورة عن زوجها ، المرأة المؤمنة ستِّيرة ،




يقول عليه الصلاة والسلام : " إنّي أكره المرأة تخرج من بيتها تشتكي على زوجها " .. أكرهها .. " لا ينظر الله إلى إمرأةٍ لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه ". ** فالستَّار في حقِّ الله تعالى كثير الستر لعيوب عباده



وبعدُ ، أدبُ الإسلام يدعو المؤمن إلى أن يستتر ولا يجاهر بالمعصية ، كلُّكم يعلم أنَّ هناك عاصياً ، وأنَّ هناك فاجراً ، فالعاصي مثلاً كالذي يفطر في رمضان ، من هو الفاجر ؟ الذي يفطر في الطريق أمام الناس ، إذا جاهرت بالمعصية بالمعصية فالمجاهر فاجر ، والفاجر لا غيبة له ، لأنَّه لا يستحي من هذه المعصية فهو يذكرها للناس ، هو يُري الناس معصيته .. وقد ورد : " إذا بُليتم بالمعاصي فاستتروا ".




# ذكرت لكم سابقاً أنَّ امرأةً تعمل في الفن في بلدٍ غربيّ وهي امرأة فاسقة فاجرة لكنَّها تكلَّمت بصدق سُئِلت عن شعورها وهي على خشبة المسرح - وقد حفظت كلامها لدقته البالغة - قالت : إنَّ شعوري شعور الخزيِّ والعار ، وهو شعور كلٌ امرأةٍ تعرض مفاتنها على الناس ، إنَّ الحبَّ يجب أن يبقى بين الزوجين وفي غرفٍ مُغلَّقة . دققوا أيُّها الإخوة ... لو أنَّ إنساناً اقترف معصية ليس مكلَّفاً إطلاقاً أن يبلِّغ عن هذه المعصية أحداً ، فما دام لم يدر به أحد فمعنى ذلك أنَّ الله أسبل عليه ستره ، ويقترف معصيةً كبيرة حينما يفضح نفسه . * في عهد النبي سأل النبي أصحابه قائلاً : من له سُؤال ؟ قال أحدهم : إنني نؤوم يا رسول الله . فقال عمر : ويحك فضحت نفسك ! قال : دعه يا عمر فضوح الدنيا خيرٌ من فُضوح الآخرة ، اللهمَّ أذهب عنه النوم إذا شئت .




* فإذا اقترف الإنسان ذنباً فليس مكلّفاً شرعاً أن يُبلِّغ عن نفسه ، ما دام لم يدرِ به أحد معنى ذلك أنَّ الله أَسبل عليه ستره ، فإذا فضح نفسه كأنَّه ارتكب معصيةً جديده .. هذا حكم شرعي .. أنت لست مكلّفاً أن تفضح نفسك ما دام الله قد سترك .




شيء آخر .. لو لم تكن مِمَّن يُكلَّف بتنفيذ أمر الله ، فأنت إنسانٌ عاديٌ لست كالإمام فإذا اقترف إنسان آخر معصيةً أمامك لست مكلّفاً أن تُبلِّغ عنه ، أما الإمام إذا بلغه أحد أنَّه قد انتُهك حدٌ من حدود الله فلا عفا الله عنه إن عفا ، فالإمام شيء والمؤمن شيء ، فالمؤمن ليس مكلّفاً أن يفضح نفسه ولا أن يفضح غيره ، أما الإمام إذا بلغه عن أحد أنَّه قد اقترف حداً أو اقترف ما يوجب الحد فلا عفا الله عنه إن عفا .



لذلك ورد في البخاري : عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ *
(رواه البخاري)
وهذا الذي بلَّغ النبي عن إنسان يزني فقال عليه الصلاة والسلام : ألا سترته ولو بثوبك فكان خيراً لك .




** أيها الإخوة أعتقد أن المؤمن الصافي حينما يسمع قصةٍ ويكتمها يشعر بسعادةٍ لا يعلمها إلا الله ، فالنفس تميل للفضائح ، الإنسان يميل إلى أن يُضحك الناس فيقول : هل سمعتم فلاناً ماذا فعل ؟ هل عرفتم لماذا طلق زوجته ، هل عرفتم فلاناً عندما صاحب فلاناً كيف خانهُ مع زوجته، هذه قصص يراها مرضى القلوب ممتعة ويحب الناس أن يرووها ويتحدثوا بها في مجالسهم ، دائماً التكليف يتناقض مع طبع الإنسان ، لكنَّ الفطرة تتوافق مع التكليف ، عندما ينفذ الإنسان أمر الله عزَّ وجلَّ يشعر في البداية بمجاهدة ، أما حينما ينتصر على نفسه ترتاح نفسه .. فالتكاليف سمَّاها الله تكاليف لأنها ذات كُلفة ، أما الأعمال الكاملة والصالحة تتوافق مع الفطرة ، فالتكاليف تتناقض في البداية مع الطبع المتعلِّق بالجسم ، وتتوافق في النهاية مع الفطرة المتعلقة بالنفس ، لذلك المستقيم مرتاحةٌ نفسه لعل جسمه يتعب أما نفسه مرتاحة .





فأنت مؤمن بمعنى أنَّك ستَّار ، مؤمن تستُر على إخوتك أخطاءهم حتى النصيحة إن كانت أمام ملأ كانت فضيحة ، لا تكون النصيحة نصيحةً إلا إذا كانت بينك وبين أخيك ..



فإذا أحببت أن تنصح يجب أن تختار الوقت المناسب والمكان المناسب ، أما إذا نصح الناصح أمام ملأٍ فربما انقلبت النصيحة فضيحة وابتعد عن اسم الستَّار ، والنبي قال : " تخلَّقوا بأخلاق الله " .



** فكلَّما ارتقى الإنسان في مراقي الإيمان يظهر الحسن ويخفي القبيح ، وكلّما هبط يظهر القبيح ويُخفي الحسن ، ودائماً وأبداً أو دعو أذهانكم هذا القول :

" تخلَّقوا بأخلاق الله "



الله عزَّ وجلَّ ستَّار ، وستَّار صيغة مبالغة تعني أنَّه كثير الستر نوعاً وكماً ، وكلَّما كنت أقرب إلى الله كنت أكثر سِتراً على إخوانك .





والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الستار

 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
اسم الله ( المصطفى )



بسم الله الرحمن الرحيم





المصطفى:
الاصطفاء في اللغة تناوُل صَفْوِ الشيء كما أنّ الاخْتِيار تناول خيْرِه أنْ تأخذ أصْفى ما في الشيء اصطِفاء وأنْ تأْخذ أَخْيَر ما في الشيء اخْتِيار ، وصَفْوَة الشيء ما صفا وخلص وتقول : صَفا الجوّ لم تكُن فيه لطْخَة غَيْمٍ سماءٌ صافِيَةٌ زرقاء واصطفاه أخذَ منه صفْوَه أيْ خِيارَه .



والنبي عليه الصلاة والسلام كما تعلمون جميعاً صفْوَة الله من خلقِه ؛ من الذي اصْطفاه ؟ المصْطفي الله جل جلاله هو الذي اِصْطفى النبي صلى الله عليه وسلّم وجعَلَه صفْوة خلْقِه ، اصْطفى الله بعض عِباده قد يكون بِإيجادِه صافِياً وقد يكون باخْتِياره من بين عِبادِه المُتَفَوِّقين [FONT=Simplified Arabic]


[/FONT]

أذا :اصْطفى النبي عليه الصلاة والسلام لِيَكون سيِّد البشر وخاتم الأنبْياء ولِيَكون صَفْوة البشر لذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام حبيب الله وخليل الله وصَفِيُّ الله وخيرة الله من خلقه .



[FONT=Simplified Arabic][/FONT]

* أول اصْطِفاءٍ واضِح ولكن ما معنى الاصْطِفاء الثاني ؟ إن الله اصْطفاك وطهّرك واصْطفاك على نساء العالمين .



قال بعض المفسِّرين : " الاصطفاء الأول هو اِصْطِفاء القُرْب من الله والاصْطِفاء الثاني أن هذه السيِّدة اِخْتَصَّها الله بِأن تُنْجِب ابنها من دون زواج " أنى لكِ هذا ؟ قالت هو من عند الله .





قال عليه الصلاة والسلام: عن أنس : إن الله اختارني واختار لي أصحابا واختار لي منهم أصهارا وأنصارا فمن حفظني فيهم حفظة الله ومن آذاني فيهم آذاه الله # الاصْطِفاء فيه جانِب كسبي وآخر وهْبي فإذا أَلْغَيْنا الكسبي أبْطَلْنا معنى الاِصْطِفاء وإذا أَلْغَيْنا الوَهْبي أبْطَلْنا ميزات الاصْطِفاء



* *لو أردنا أن نُوَسِّع الدائرة ؛ فأنت حينما تريد أن تُخْلِص لله عز وجل وحينما تطلب العلم حثيثاً وحينما تعمل بِما علمت وتتقي الشبهات وتنطلِق إلى الله بِهِمَّةٍ عاليَة فلعلّ الله يصطفيك ويسمح لك أن تُعَرِّف به وهذا شرفٌ عظيم ،




فالإنسان الصادِق إذا دعا إلى الله لا يرى إلا أنّ الله تعالى تفضّل عليه وسَمَح له أن يَدْعُوَ إلى الله وأن يتحدّث عن الله وإلا كان في وضْعٍ آخر
هنا البشارة : ألَيْس بعد النبي علماء أجِلاء أليس هناك دعاة مُخْلِصون وفقهاء ومُحَدِّثون أليْسَ هناك من دعَوا إلى الله ، كل هؤلاء بِالمعنى الواسِع اِصْطَفاهم الله وأجْرى على أيْديهم الخير وأَنْطَق لِسانهم بِالحق وجعل قلوب الناس تهْفو إليهم ؛ هذا نوْعٌ من الاصْطِفاء .




لعلّ من أعظم طموحات المؤمن أن يَصْطَفِيَهُ الله عز وجل لِيَكون داعِيَةً إليه ؛ يا رب لقد شَرَّفْتني بِمَعْرِفَتِك والدعْوَة إليك فإن علِمْتَ صِدْق نِيَّتي فاحْفظْها لي واحْفَظْني لها وإن علِمْتَ خِلاف ذلك فعالِجْني قبل أن أموت ، فَعَلى الإنْسان أن يطْمَح ؛ ما هو دوْرُكَ في الحياة ؟ هل هو الأكل والشرب والنوم والراحة واللهوُ واللَّعِب ؟ أم هو معْرِفة الله ولنُشَمِّرُ من أجل أن نُطيعَهُ ونتقرَّب إليه ؛ هذه بِشارة :

" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " .




هؤلاء الذين عكفوا على العِلْم وتَرَكوا مؤَلَّفاتٍ قيِّمة تجدها في كل بيْتٍ ، الإمام النووي ألَّفَ كِتاباً بِالفِقْه يُعَدُّ فريداً في بابه وهو مُغْني المُحْتاج وأَلَّفَ كِتاب الأذْكار ورِياضِ الصالحين وهذا الإمام الشافِعي أوَّل من ألَّف في أصول الفِقْهِ وله كِتاب الأم وله المذهب الشافِعي هؤلاء الذين اصْطفاهم الله ومكَّنَهم من العِلم وجعَلَ لهم بَصَماتٍ واضِحَةٍ في الحياة فهؤلاء أيْضاً بِالمعنى المُوَسَّع ممن اصْطفاهم الله عز وجل .




* فإذا آتاك الله الكِتاب تِلاوةً وفَهْماً وتطبيقاً فقد أوتيت خيراً كثيراً ومن أوتِيَ القرآن وظن أن أحداً أوتِيَ خيْراً منه فقد حقَّر ما عظَّمَهُ الله فالقرآن غِنىً لا فقْر بعْده
## التطبيق العملي أو موْقِف المؤمن من هذا الاسم العظيم المُصْطَفي، فَمَوْقِف المؤمن أنه يطْمَح في اِصْطِفاء الله له لِخِدْمة خلْقِه ، [FONT=Simplified Arabic][/FONT]




حينما اصْطفى الله عبْده المؤمن فهذا المؤمن باع نفْسَه لله ،



* الأنبياء مُصْطَفَوْن والرسل مُصْطَفَوْن الرسل قِمَم البشر والرسل صفْوة البشر ولكن المؤمنين لهم قَدْرٌ يسير على قدْر إخلاصِهم وعلى قدْرِ طاعَتِهم لله فالله يُكَلِّف الإنسان أعْمالاً يُجْريها على يَدَيْهِ ويَرْفَعُهُ بِها فهذا نوْعٌ من الاصْطِفاء .



أيها القارئ الكريم : عليك ألاَّ تخشى إلا الله ، فهذا طريق الاصْطِفاء ؛ كُن طموحاً لقد قلت سابقا كلِمة : أحْياناً يتوَهَّم الإنسان أنّ الدعاة هم خطَباء المساجد دون غيرهم ! لا ... أنت لدَيْك أقْرِباء وأصْدِقاء وجيران وزملاء وأولاد وإخوة وأخوات ... ألا تسْتطيع أنْ تنْصَحهم وأن تجْلِس معهم وأن تُعَلِّمهم وبِهَدِيَّةٍ إليهم تكسب ودهم وقلوبهم وإصغاءهم لحديثك ، ولك أن تكون من المُصْطَفَيْن الأخْيار إذا كنت مُخْلِصاً لله ؛ إذاً طريق الاصْطِفاء يحْتاج إلى طاعة وإلى طلب عِلْمٍ وإلى إخْلاص وإلى حُبٍّ وإلى شجاعةٍ وإلى جُرْأة فلَعَلَّ الله تعالى يصْطَفيك [FONT=Simplified Arabic][/FONT]





وأخيرا : اسْم المصْطَفي من أسماء الله الحُسنى وهذا الاسْم مُرْتَبِط أشدّ الارْتِباط بِالمؤمنين وكلما جهِدوا بِطاعَتِه والفَوْز بِرِضاه اصْطفاهم وكرَّمهم وأجْرى على أيديهم الخير والغِنى الحقيقي أن يجْعَلك الله مِفْتاحاً للخير مِغْلاقاً للشرِّ ؛ عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



"إن في بعض ما أنزل الله في الكتب : إني أنا الله لا إله إلا أنا ، قدرت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير ويسرته له، وويل لمن قدرت على يده الشر ويسرته له..
إني أنا الله لا إله إلا أنا لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، فويل لمن قال وكيف".



والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله المصْطَفي
 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
اسم الله ( المؤمن )


بسم الله الرحمن الرحيم




المؤمن: اسم فاعل من فعل أمِنَ يأمن أمناً وأماناً ، فعل أمن له معنيان :
* المعنى الأول التصديق: فعندما يقرأ الإمام سورة الفاتحة وعند انتهائه يقول المصلين جميعاً آمين أي يا رب نحن نصدق ما قال هذا الإمام ونحن معه ،




** أما المعنى الآخر فمن الأمن قال تعالى :
(سورة قريش : الآية 4 )







فاسم الله تعالى المؤمن مأخوذ من التصديق أو من الأمن ؟ وكيف نفهم هذا الاسم بالمعنى الأول ؟




الحقيقة الإنسان قد يعرف ذاته وقد لا يعرف ذاته ، فإذا لم يعرف ذاته وخاض في شيءٍ ولم يكن من مستواه يخسر خسارة كبيرة، نقول : آه لو عرفت ما عندك لما دخلت في هذه الورطة ، فهذا الذي يقدم على شيء ليس في مستواه لا يعرف حقيقة ما عنده لا يعرف حقيقة إمكاناته، هذا لا يعرف ذاته
أما هناك من يعرف ذاته حق المعرفة فتأتي الأفعال كلها وفق ما عنده .




## هذا مثل ضربته لكم لتوضيح الحقائق

فمن أول معاني المؤمن أن الله سبحانه وتعالى يعرف ذاته ويعرف أسماءه ويعرف كل ما عنده .




المعنى الثاني : أن الله سبحانه وتعالى يصدق رسله ، بعث النبي محمداً رسولاً ، صدقه أي جعل الناس يصدقونه بالمعجزة ، بعث موسى نبياً وصدقه ، أي جعل الناس يصدقونه بالمعجزة ، أرسل سيدنا عيسى رسولاً فأعطاه معجزة كي يصدقه الناس بها ، إذاً المعنى الثاني صدق .

أي كل شيء وعد الله به المؤمنين يأتي فعله مصداقاً لوعده ، وعدك بالحياة الطيبة فإذا عشت الحياة الطيبة فقد َصَدَقك بمعنى أن فعله جاء مصداقاً لوعده ، أن يأتي فعل الله عز وجل مصداقاً لوعده يصدق أنبياءه أي يعطيهم الدلائل يجعل الناس يصدقونهم يعطي المؤمن دلائل ،



أيها الاخوة الفرق الجوهري بين حياة المؤمن وحياة غير المؤمن ، أن الصفة الأساسية الأمن
قال تعالى :

(سورة الأنعام : الآية 81)






تجد قلوبَ أهل الدنيا فارغة ، عرضة للمخاوف ، عرضة للمقلقات ، عرضة للذعر ، للخوف ، لتوقع المصيبة
، لكن ربنا عز وجل إذا آمنت به ملأ قلبك اطمئنانا ، ملأ قلبك استقراراً ، ملأ قلبك رضىً بقضائه ، ملأ قلبك معرفة بكماله ، هذا كله من أسماء المؤمن .


وهناك أمر آخر : كيف تأمن عذاب الله في الآخرة ؟ أعطاك الكون وأعطاك العقل وأعطاك الفطرة وأعطاك الشهوة وأعطاك الاختيار وأعطاك القوة وهذه كلها مقومات النجاة في الآخرة ، أحيانا تشعر أن الله عز وجل إذا أقبلت عليه تأمن القلق وتأمن المرض وتأمن الضيق وتأمن التعب وتأمن الخوف فالله سبحانه وتعالى مصدر أمنٍ وأمانٍ للبشر ، أي إذا سرت معه واتبعت أمره فأنت في أمن وسلام هذا المعنى الذي يليق بالله عز وجل فيما يتعلق بالمؤمن ، هو يعرف ذاته .



المؤمن ماذا ينبغي له أن يتخلق من أخلاق الله ؟ كما قال ورد في الحديث :



" تخلقوا بأخلاق الله " .



أنت كمؤمن: أول شيء يجب عليك أن تفعله أن تأتي أفعالك كلها مصداقا لأقوالك ، أنت كمؤمن حينما يكون هناك ازدواجٌ ، شيء داخلي وشيء خارجي ، شيء تعتقده وشيء تقوله موقف داخلي





ظاهرك : أنت مستقيم : صلاة ، صوم ، حج ، زكاة ، لكن باطنك أحياناً : الحسد ، الغيبة ، الكبر ، النميمة ، الكذب ، الحقد ، الضغينة هذه كلها من بواطن الإثم ، إذاً أنت كمؤمن يجب أن يأتي عملك مصداقا لقولك بالضبط ، يجب أن تكون موحداً ، فلا يوجد ظاهر وباطن ، ولا يوجد سريرة وعلانية ، ولا يوجد موقف غير معلن وموقف معلن ،



أنت مؤمن يجب أن تأتي أفعالك كلها مصداقا لأقوالك ،

إذا أردت أن تتخلق بأخلاق الله وإذا أردت أن تكون بالمستوى الراقي يجب أنت تكون أفعالك كلها مصداقا لأقوالك هذه واحدة ،

الشيء الثاني يجب أن يأمنك الناس :



عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ ، قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ .
(صحيح البخاري)





هناك أشخاص مخيفون إذا تكلمت كلمة مثلاً لن تنام الليل خوفاً من عاقبتها يقال لأحدهم مثلا ابن حرام ، والمؤمن مصدر أمن لا يمكن أن يأتيك من طرفه ضرر أو أذى أو مكيدة أو غدر أو قنص ... أبداً ، فهو مصدر أمان ، تنام ناعم البال مطمئن النفس مرتاح الضمير حتى ولو زلت قدمك أمامه ولو تكلمت بكلمة غير لائقة أمامه لا يتخذ منك موقفاً



مثلاً: زَوَّجْتَ ابنتك لمؤمنٍ لا تخاف أن يجيع ابنتك ولا تخاف أن يظلمها ولا تخاف أن يفضحها ولا تخاف أن يضربها ، المؤمن ما يأتي من جانبه كله خير ، إنْ شاركتَ مؤمناً مرتاح ، لا تخاف أن يلعب بالحسابات ، يعمل لنفسه حساب خاص يعقد صفقة من وراء ظهرك لا تخاف ، أصلحت جهازاً عند مؤمن لا تخاف أن يبدل هذه القطعة بقطعة أخرى وأنت لا تدري ، يأخذ القطعة الجيدة ويعطيك القطعة السيئة ، يكذب عليك ، المؤمن مأمون الجانب في صنعته ، في حديثه ، في عمله ، في مهنته ، في حرفته ، في زواجه ، في شراكته ، هكذا المؤمن يؤمن جانبه،


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمُ : مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ *

(سنن الترمذي)





سؤال مهم: كيف نوفق بين اسم المؤمن وأن الله سبحانه وتعالى يقذف الخوف في قلوب العباد ،
هو مصدر أمن للخلق وفي الوقت نفسه قد يملأ قلوبهم خوفا :
GetInline.aspx
(سورة القصص :الآية 21)






هنا السؤال دقيق جدا فالإنسان إذا أمن اطمأن للدنيا ونسي الله عز وجل وركن إليها ، أعجبه ماله أعجبته قوته أعجبته مكانته أعجبه بيته ، وشعر أن الدنيا مديدة وأنه في مركز قوي هذا أمن للدنيا ، ما علاجه ؟


أن يقذف الله في قلبه الخوف ، فإذا خاف هذا العبد والتجأ إلى الله عز وجل عندئذ يطمئن بالله ،

أي يخيفك كي يؤمنك ويفقرك كي يغنيك ويمنعك كي يعطيك ويضرك كي ينفعك ويُذِلك كي يعزك .





**الإيمان له ثلاث مظاهر : قناعة في القلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان ،

تجد المؤمن أخلاقاً ، المؤمن عفيفاً ، المؤمن صادقاً ، المؤمن أميناً ، المؤمن رحيماً ، والمؤمن عند وعده ، المؤمن نظيف ، المؤمن لا يبتغي رفعة . وصفات المؤمن صارخة ، هذا من ناحية السلوك ، أما لو شق على قلبه فتجد الطمأنينة والأمن والراحة النفسية والاستسلام لله والرضاء بقضاء الله والتوكل على الله عز وجل ، لسانه ينطق بذكر الله ولسانه يبعث الأمن بالناس ويطمئنهم ويبث فيهم الحقائق ويدلهم على الله عز وجل



فلذلك اسم المؤمن هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن ، ثلاثة معانٍ .



الخلاصة :


يعرف ذاته ، وأفعاله تأتي مصدقة لأقواله ، فأنت إذا آمنت بالله وقرأت كتابه لن تفاجأ بحوادث مخالفة لما في كتابه ، الشيء الثابت يهبك الأمن من خلال خلقه ومن خلال أفعاله فأنت كمؤمن ينبغي أن تكون على صفتين أولاً أن تكون أفعالك مصدقة لأقوالك وثانياً أن يأمن الناس جانبك وإذا رأيت نقيض الأمن وهو الخوف ، فهو من أجل أنْ يخيفك كي يؤمنك يأخذ منك كي يعطيك يخفضك كي يرفعك يذلك كي يعزك وهكذا ......


والحمد لله رب العالمين





محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله المؤمن
 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
اسم الله ( الملك )

بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ


تعريف الملك :

هو من أسماء الذات، و من أسماء الأفعال، فيمكن أن يكون من أسماء الذات ومعناه : القدرة على التصرف ، ويمكن أن يكون من أسماء الأفعال ومعناه المتصرف .


قال تعالى :
GetInline.aspx
(سورة الفاتحة)





قال تعالى :
GetInline.aspx
(سورة القمر)






وفي الحديث القدسي : "أنا ملك الملوك ، ومالك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة ، وإنِ العبادُ عصوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالسخط والنقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، وادعوا لهم بالصلاح ، فإنّ صلاحهم بصلاحكم" .



الله : ملك بل مالك الملوك ومعنى هذا أن أي شيء يُملَّك مالكه الله سبحانه وتعالى ،
وقال بعض العلماء : الملك هو الذي يحكم ولا يملك، والمالك هو الذي يملك ولا يحكم ، والله سبحانه وتعالى مالك وملك .



* أحياناً يملك الإنسان الشيء ولا ينتفع به وليس من حقه أن يتصرف فيه، وأحياناً ينتفع فيه ويتصرف فيه ولا يملكه ، وأحياناً يملك الشيء وينتفع به ويتصرف فيه وليس المصير له ،
مثال: بيت يملكه ملكاً حراً شرعياً يسكنه ، فإن صدر قرار استملاك يصبح مصيره ليس له ،



إذاً: إذا قلنا إن الله سبحانه وتعالى هو مالك الملك : يملك الشيء ويتصرف به ومصيره إليه ، فتكون أعلى درجات الملكية هي ملكية الله سبحانه وتعالى .



** سئل أعرابي يملك قطيعاً من الغنم ، لمن هذه ؟قال : لله في يدي ، فالمؤمن الصادق : بيته ومتجره ، سيارته ، خبرته ، مكانته ، شهاداته ، يراها بملك الله عز وجل .


* أعلى طبيب في اختصاصه، إذا تجمدت خثرة في دماغه ، يفقد ذاكرته فمصيره إلى مستشفى المجانين، إذاً مَن مالك الملك ؟ الله سبحانه وتعالى .




هذه العين التي ترى بها ، من مالكها ؟ الله سبحانه وتعالى ، هذه الأذن، هذا اللسان ، هذه الحركة ، هذه القوة ، أيْ مِن لوازم الأيمان : أن ترى أن كل شيء بحوزتك هو ملك لله عز وجل سمح لك أن تتصرف به . لمن هذا القطيع يا فلان ؟ لله في يدي ، وبيتك لله في يدك ، ومتجرك لله في يدك ، وسمعتك ومؤلفاتك وعقلك وذكاؤك لله في يدك .



الآن إذا قلنا : فلان ملك ، نقصد بها حقيقةً أم مجازاً ، العلماء قالوا : لا يمكن أن يملك حقيقةً إلا الله ، وأيُّ وصف للملكية لغير الله فهو وصف مجازي وعلى سبيل المجاز فقط ، لأن الملك هو الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ، فهل من ملك يستغني في ذاته عن كل موجود ؟ ألا يشرب ، ألا يستنشق الهواء ، ألا يأكل ، ألا يشعر بحاجة إلى النوم ، ألا يخاف ، ألا يحزن ، ألا يتمنى أن يكون له أعوان كثر ، إذاً أي إنسان مفتقر في وجوده وفي صفاته إلى إنسان آخر ، لا يمكن أن يكون ملكاً حقيقياً ،



الملك الحقيقي هو الله عز وجل ، وإذا سمينا فلاناً ملكاً فهو من باب المجاز .



أيها الاخوة الكرام:


* الملك الحقيقي الذي يملك هواه ولا يملكه هواه ، والذي أُعتِق من أَسْرِ نفسه وليس ملكاً لنفسه ،




في سورة يوسف سيدنا يوسف يصف بأنَّ الله قد آتاه الملك : أيُّ مُلْكٍ آتاه !

لعلكم ظننتم أنه كان أميناً على خزائن الأرض ، أغلب علماء التفسير قالوا : لا ، بل آتاه الملك الحقيقي فهذا الملك الذي يؤتيه الله لمن يشاء ملك زائل ، وليس فضيلة يفتخر بها ، فما هو الملك الحقيقي ؟

هو أنه ملك نفسه ، لمجرد أن قال: معاذ الله حينما دعته امرأة ذات منصب وجمال، حينما قالت هيت لك قال معاذ الله ، قال علماء التفسير :

هذا هو الملك الحقيقي ، الملك الذي لا يزول ، الملك الذي تسعد به إلى الأبد،
أن تملك نفسك ولا تملكك ، أن ينقاد لك هواك ولا تنقاد له ، إذا انقاد لك هواك وسيطرت عليه فأنت ملك ، إذا سيطرت على نفسك فأنت ملك ، إذا ملكت زمام نفسك فأنت ملك ، إذا سيطرت على شهواتك فأنت ملك ، إذا قدت نفسك إلى طريق الخير والسعادة فأنت ملكأما إذا قادتك نفسك إلى الضلال والشهوات والمعاصي والأثام أنت مملوك ، إذا قادك عقلك أنت ملك، إذا قادك هواك فأنت مملوك ،



وشتان بين أن تكون ملكاً وبين أن تكون مملوكاً .



*أحد أكبر زعماء أوروبا في الحقبة السابقة والذي حقق انتصاراً ساحقاً في الحرب العالمية الثانية له كلمة لا أنساها ، قال : ملكنا العالم ولم نملك أنفسنا ، نحن ضعاف أمام أنفسنا . شخصية كبيرة تغريه امرأة تعمل معه ، تنهار نفسه أمام فتنتها . إذاً أنت مملوك ،

كل أهل الدنيا عندهم نقطتا ضعف مدمرتان : المال والنساء ، أي يملك أشياء كثيرة وله اطلاع واسع ، له قدرات عجيبة ، ومع ذلك المرأة والدرهم والدينار تمتلكه ، إذاً هو مملوك. لذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام قال :


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ...*


(سنن ابن ماجة )




هناك سؤال : هل يملك العبد بالتمليك ، لو أنّ إنساناً ملَّكَك شيئاً هل تملكه، كيف نناقش هذه الفكرة ؟ مالك هذه الدار ، هذه المركبة ، تملَّكَ بالمكنيك كاملَ أربعٍ وعشرين قيراطاً ، هذا كلام نقوله نحن ، وليس هناك غلط كبير في هذا الكلام ، العلماء قالوا بالحرف الواحد : الأصح أن الإنسان لا يملك ! لماذا ؟ لأن استقلاله بالتصرف في الغير فرع من كونه مستقلاً في نفسه ، فإذا كان العبد لا استقلال له في نفسه وذاته البتة ، فكيف يكون مستقلاً في تصرفه بالغير .



إذا كان النبي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، أفيملك النفع والضر للآخرين ؟ الجواب لا . مِن باب أولى ، إذا كنتُ عاجزاً عن هداية ابني ! فهل بإمكاني أن أهدي ابنك ؟ مستحيل!


فلذلك فالكلام القطعي والثابت أن الله سبحانه وتعالى هو المَلِك الحقيقي وأن الإنسان إذا ملك فملكيَّةُ مجازية .


*مثال اخر : العبد مثلاً متى يكون مسافراً ؟ إذا سافر سيده ، متى يكون مقيماً ؟ إذا أقام سيده ، هل للعبد استقلال في حركته عن سيده ؟ لا ، إذاً كلام قطعي: يجب أن تشعر وأنت تملك أوراق الملكية للبيت أن هذا البيت ملك الله عز وجل . في أية لحظة يمكن أن تبيعه ، قد يتعطل جهاز بالجسم ، فيقال لك : هذه العملية تكلفتها 800 ألف ليرة ومصاريف سفر وإقامة ، والنتيجة بيتك ثمن للعملية ،

أيها الاخوة الكرام أختم ببعض سير الصالحين:
* بعض الصالحين قال : كنت أمر بعسفان فوقع بصري على امرأة جميلة ، فمال إليها قلبي فاستعنت بالله واتقيت ومررت ، فلما نمت تلك الليلة رأيت يوسف عليه السلام في المنام فقلت له : أأنت يوسف ؟ قال: نعم ، فقلت الحمد لله الذي عصمك من امرأة العزيز ، فقال لي: والحمد لله الذي عصمك من العسفانية ، هذا هو الملك الحقيقي عندما تطيع الله عز وجل .



* بشر الحافي رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم فقلت: يا أمير المؤمنين عظني فقال لي : "ما أحسن عطف الأغنياء على الفقراء طلباً للثواب وأحسن من ذلك تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بالله" ، وإذا وثقت بالله عز وجل الله لا يخيبك ، من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه.
ايها الاخوة الكرام:



من آداب الإيمان بأن الله هو الملك، أن يكون العبد بما في يَدَيِ الله أوثق منه مما في يديه إذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يديِ الله أوثق منك مما في يديك ، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله ، إذا أردت أن تكون أكرم الناس منزلةً فاتق الله .









والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الملك
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

جزاك الله الف خير ما قصرتي
غطيته بغيابي ولك فضل عليه كبير
وان شاء الله تكون من ثقل ميزان حسناتنا

:
/
:25:

تنوية / ياريت الادارة تعدل روابط صور الآيات لأنها مو مبينة
 
أعلى