ملحمة جميلة لأسماء الله الحسنى ~

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

اسم الله الواسع‎


بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ


الواسع: وهو الذي وَسِع غِناهُ كل فقير ورحمته كل شيء " أحياناً تطلب من إنسان مبلغاً يقول لك : هذا فوق طاقَتي إذْ أن دائرة مالِه لا تتَّسِع لهذا الإنفاق وأحياناً تطلب من إنسان أن يُعينَك فَيَقول لك هذا أمر لا أقدِر عليه فوق طاقتي ولا تتَّسِع له سُلطتي ووَجاهتي ، وأحياناً تسأله سؤالاً يقول لك لا أدري هذا لم يَبْلُغْه عِلمي فالإنسان محدود ؛ محدود في عِلمِه ، ومحدود في قدرتِه وماله وجاهِه وكل إنسان هناك من هو فوقَه .

# إلاّ أن الله سبحانه وتعالى هو الواسع فَرَحْمَتُه وسِعت كل شيء وغِناه وسِع كل فقير وإحسانه شمَل كل مخلوق فلا تضيق دائرة علمه عن كل شيء ولا تضيق دائرة إحسانِه عن أيِّ شيء

فمعْنى الواسع أن رحمته لا حدَّ لها وعلمه لا حد له وقدرته لا حد لها فهذا الاسم إذاً تعلّق بِكل أسماء الله كاسم الرحمن قال تعالى :


﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا )


(سورة الإسراء)

# اسم الواسع متعلق بكل أسمائه ، قال : واسِع المغفِرة وقيل الواسع الذي لا حدود لِمدلول أسمائه وصِفاته ؛ واسع العلم و واسع المغفرة و واسع الرحمة و واسع الملك .

# ولنا من بعد وقفة مع الآيات الكريمة التي ورد فيها اسم الواسع قال تعالى :


{وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}


(سورة البقرة)

عِلمه واسِع وقال تعالى :


{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ
وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ
وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}


(سورة البقرة)

# هنا معنى دقيق الدلالة ، ففي الحياة الاجتماعية والوظيفية هناك مناصِب ؛ فهناك مدير دائرة ، وهناك موظف بالدرجة العاشِرة وهذا المنصب يقال لك : شُغِل ولا سبيل للارتِقاء إليه حتى يُزاح الذي فوقك فليس من شواغر فالعطاء ليس واسٍعاً ، لكن الله تعالى يَسَع فضله الخلق كله ، فلا يحسد إلا الجاهِل:



قُل لِمن بات لي حاسِداً أتدري على من أسَأت الأدبا

أسأت على الله في فِعله إذْ لم ترض لِي ما وهبـا



فليتق المرء بعطاء ربه و ليطلب منه فهو سبحانه واسع عليم ، فالإنسان عطاؤه محدود لكن الله واسِع ولا حدود لِفَضْله فَبَدَلَ أن تحسد الناس اِسْعَ في طلب ما عند الله كما طلبوا من الله لذلك قال تعالى :

{وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَ
حَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ
يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ }



(سورة آل عمران)

لو أن العِباد كلهم كانوا كَمُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلّم لأَعْطاهم مِثل ما أعطى محمّداً طبعاً إلا النبوة ، والله واسِع عليم ، فاسم الواسع يتناقض مع الحسد لأن الحاسد لا يرى ما عند الله من خير عميم ؛ والحديث :

عن هُرَيْرَةَ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ اللَّهمّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا
فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلأَعْرَابِيِّ لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ *


(رواه البخاري)

اللهم ارحمني ومُحمَّدا ولا ترحم معنا أحداً ، فقال عليه الصلاة والسلام : لقد حجَّرْتَ واسِعاً ، لو أن الخلق جميعاً كانوا على أتقى قلب رجلٍ في البشر لَوَسِعهم فضل الله عز وجل ، كلمة واسع كلمة رائعة جداً ؛ والله واسع عليم قال تعالى : " قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " ، أي : يعطيه من يشاء من عِباده .

وسِع ربي كل شيء عِلماً : أيْ لا تخفى عليه خافِيَة ، فالله يسمع دبيب النملة السمراء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ، فهل تستطيع أنت أيها الإنسان أن تسمع دبيب النملة السمراء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ؟ لذلك وسِع ربي كل شيء عِلماً ، وهل تستطيع أن تقرأ خواطِر الحاضرين معك ؟ الله واسع عليم .

كل تلك الآيات تبيِّن سَعَة فضْلِه وسَعَة عِلْمِه ، أما هذه الآية فهي تبيِّن سَعَة رحمته قال تعالى :



{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ
عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ
يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}

(سورة الأعراف)

فهذه الآية مطمئنة ، تطمئن إليها النفوس حتى الجانحة منها فلعلها تئوب ، فالله قال وسِعت رحمتي كل شيء فأنت داخِل رحمة الله عز وجل قال تعالى :




﴿إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً )

(سورة طه)

وأخيرا قد يسأل المرء نفسه أحياناً كيف أن الله يستمع لِجميع المخلوقات ويُجيب جميع الخلائق ويعلم كل الضمائر ؟ والجواب إنه واسِعٌ عليم وكأن السعة و العلم متعلقان متعلِّق بِالمجيب وفي الحديث : " إنكم لن تسَعوا الناس بِأموالكم فسَعُوْهم بِأخلاقكم ، المال يضيق ولكن الخلق أوسع " .

# ويحلو لي أن أختم البحث بما يلي : ، من أدب التَّخلّق باسم الواسع : أن يتَّسِع خلُقُك ورحمتُك لجميع عباد الله ؛ فقد يكون عطْفك كله لأولادك ، وأحياناً لأقرِبائك وتضيق دائرة رحمته عن الغرباء ، وتحب أسرتك وعشيرتك وقبيلتك أما المؤمن فكلما إزداد إيمانه تتَّسِع دائرة رحمته لِكل الخلائق .

الإنسان الواسع يتّسع للحسود مثلاً ولغيره ، ولكل من أساء إليه.

لذلك قال عليه الصلاة والسلام :

قال سهل بن عبدالله: كلم الله موسى بطور سيناء. قيل له: بأي شيء أوصاك ؟ قال: بتسعة أشياء، الخشية في السر والعلانية، وكلمة الحق في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغني، وأمرني أن أصل من قطعني، وأعطي من حرمني، وأعفو عمن ظلمني، وأن يكون نطقي ذكرا، وصمتي فكرا، ونظري عبرة .



والحمد لله رب العالمين

محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الواسع
 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
رمضان كريم عليكم جميعا

وكل عام وانت بخيــــــــر

:24:


اليوم سوف نستكمل هذه الملحمة الجميلة لأسماء الله الحسنى

و الغالية صمت الورود رغبت في استكمالها في هذا الشهر المبارك

وانا سوف اكملها نيابة عنها

~أتمنى لكم الفائدة ولا تنسونا من صالح دعائكم ~




 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10

اسم الله ( الله )

قول الله عزّ وجل في القرآن الكريم:



GetInline.aspx



(سورة محمد)


" فاعلم أنه لا إله إلا الله " ، هذه الكلمة هي كلمة التوحيد فالإسلام كله والإيمان كله والإحسان كله جُمِعَ في هذه الكلمة ، والمسلمون يرددون هذه الكلمة ترداداً كثيرا في كل وقت ، وفي كل مناسبة إلى درجة أنهم غفلوا عن معناها ، وحينما نقول أنّ هذه الكلمة شعار الإسلام فمعنى ذلك أن الدين كله أساسه قائم على هذه الكلمات ،

ألَم يقل المولى عز وجل :



GetInline.aspx

(سورة الأنبياء)

لا إله إلا الله
فحوى رسالات الأنبياء جميعاً ، فالشيء الدقيق هو أنْ تضغط دينا بكامله ، وأنْ تجمع الأديان السماوية ، وأنْ تجمع رسالات الأنبياء جميعاً في كلمات معدودة وكلمة التوحيد هذه "لا إله إلا الله" نرددها كل يوم عشرات المرات بل مئات المرات ولو عرفنا حقيقتها لكنا في حال آخر غير هذا الحال ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول :

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ *

فمعنى
لا إله إلا الله لا معبود ولا عظيم ولا ملجأ إلا الله، طبعاً الإلههو الله لكن هذه اللام نافية للجنس ، ما الفرق بين اللام النافية للجنس واللام النافية نفياً عادياً ؟

قد تقول مثلاً : لا طالبَ في الصف بل طالبة ، فجنس الذكور ليس موجوداً أما إذا قلت لا طالبٌ في الصف بل طالبان ، في الحالة الثانيةماذا نفيت ؟ نفيت المُفرد ،

فاللام التي تنفي المفرد تُسمى اللام الحجازية ، أما اللام التي تنفي الجنس تُسمى اللام النافية للجنس ، فإذا قال لك أحدهم هل عندك خُبزٌ ؟ فقلت : لا خبزَ عندي ، فالمقصود لا خبز ولا قمح ولا طحين ولا أي شيء من أنواع القمح لا خبزَ عندي بل لحم أما لا خبزٌ عندي فقد نفيت المفرد وقد يكون عندك أجناس القمح أما الخبز نفيته وحده .

## إذاً (لا إلهَ)
تنفي أن يكون في الكون إله غير الله عزّ وجل بعض العلماء قال :

المعنى الأول: قاله ابن عباس رضي الله عنه لا إله إلا الله أيْ لا نافع ولاضار ولا مُعِزّ ولا مُذِلّ ولا مُعطيَ ومانعَ إلا الله ،

وبعضهم قال : " لا إله يرجى فضله ولا إله يُخاف عدله ولا إله يُؤمن جَوْرُه ولا إله يُؤكل رزقه ولا إله يترك أمره ولا إله يُسأل مغفرته ولا إله يرتكب نهيه ولا إله يحرم فضله

إلا الله الذي هو رب المؤمنين وغفار ذنوب المؤمنين وملجأ المؤمنين وستار المخطئين غاية رجاء الراجين ومنتهى مقصد العارفين ".

** سيدنا يونس حينما ابتلعَهُ بطنُ الحوت ودخل في ظلمات ثلاث قال تعالى :



GetInline.aspx

( سورة الأنبياء)

لماذا قُبِلَت هذه الكلمة من سيدنا يونس ولم تُقبل من فرعون ؟ كلاهما في المحنة قال : لا إله إلا الله ،

العلماء قالوا : " فرعون ما عَرَفَ الله قبل المحنة لذلك ما نفعته عند المحنة ،

سيدنا يونس عَرَفَ الله قبل المحنة فلما جاءت المحنة نفعته هذه الكلمة ، فرعون ماذا قال:



GetInline.aspx

(سورة النازعات)

أما يونس نادى وهو مكظوم :



GetInline.aspx

( سورة الصافات)

عزيزي القارئ
إني أدعوك لتلاحظ ، جميع الناس ، فحينما يقع أحدهم في مأزق ، أو يعاني من مرضٍ عُضال، أو يتعرض لمشكلةٍ كبيرة أو أمامه شبح مصيبة ، ينسى كُلَّ الشركاء ويتجه إلى الله وحده ، فليته عرف هذه الحقيقة وهو في الرخاء! أما حينما تداهمه المصيبة وحينما تحدق به مد لهمات الأمور وحينما يُسْقَط في يده فهو لا يرى إلا الله .

#- حدثني أخ صديق أنّ طائرة تُقِلُّ خبراء من بلاد ترفع شعار "لا إله" أي ؛ الله غير موجود ، مُلحِدون ، فهذه الطائرة مرت بسحابة مكهربة وفي أجواء هوائية عاصفة وفي طقس قاسٍ فصار بعضهم يقول يا الله،

والقرآن ذكر ذلك الإنسان الذي إذا ركب البحر وهاج البحر وماج وأصبحت السفينة العظيمة كأنها ريشة في مهب الرياح فعندئذٍ ما رأى إلا الله ،

إذاً فواقعياً أنَّ المؤمن يرى أن الله وحده بيده كل شيء هذا يؤكده قوله تعالى والآية دقيقة الدلالة جداً :



GetInline.aspx

(سورة الشورى)

#- أرقى أنواع الإيمان أن تؤمن بأن الله عزّ وجل
,هو الخالق ويستحق العبادة ،

هذا ما قالته رابعة العدوية : " إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكنني رأيتك أهلا للعبادة "

وما مقصودهم جنات عـدن ولا الحور الحسان ولا الخيام

سوى نظر الحبيب فذا مُناهم وهذا مطلَبُ القومُ الكـرام

قال بعضهم إن كل الطاعات يرفعها مَلَكٌ إلى رب العِزة
إلا كلمة لا إله إلا الله فتصعد وحدها وهذا معنى قوله تعالى :



GetInline.aspx
(سورة فاطر)


بقيت لدينا في البحث نقطة ذات بعد عملي تتلخص في السؤال التالي :

# # #- إذا رأيت المُستقيم قد أكرمه اللهورأيت المُرابي محَقَه الله ورأيت المُنحرف المُعتدي دمَّره اللهوإذا رأيت أن هناك أفعالاً مؤداها العدالة فهذا شيء يمكن أن يُرسّخ إيمانك( بلا إله إلا الله ) فإيماننا يزداد بهذه الكلمة عن طريق التفكُّر في الكون أولاً وعن طريق تدبُر آيات الله ثانياً وعن طريق النظر في أفعال الله ثالثاً .

إلا أن التحفُّظ في آخر هذا البحث هو : أن الله سبحانه وتعالى جعل الدنيا دار عمل وجعل الآخرة دار جزاء ، أما إذا جازى المسيء في الدنيا فهذا جزاء ردعي لبقية المسيئين وإذا أكرم المُحسن فهذا إكرام تشجيعي لبقية المُحسنين لكن الحساب الكامل نجده في قول الله تبارك وتعالى



GetInline.aspx
(سورة آل عمران)



محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله (الله)
 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
اسم الله ( الرحمن الرحيم )


أنت لن تكون رحيماً أي لن يرضى الله عنك ولن تكون عِندَ الله مقبولاً ، ولن تكون عند الله محظياً ، ولن يرفعك الله في درجات القُرب إلاّ إذا أردت وفعلت ،
أردت أن ترحم الناس وفعلت ما أردت
، لذلك قالوا : " المعروف بالتمام " .
أحياناً يأتي الابن لزيارة أمه يُقبّل يدها ويُقبّل قدمها وينصرف إلى بيته وإلى أولاده وإلى زوجته ولا يُقدّم لأُمِهِ شيئاً إلا هذه العبارات المعسولة ،
هذا العمل لا يُعتدُّ به لأنه مبني على موقف ذكي وليس موقفاً فيه تضحية مادية .
قال العلماء
: إنما الرحمة التامة أن تُفيض عطاءك على المُحتاج ، أن تريد وأن تفعل حتى تُسمى رحيماً ، ولا تنسوا أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : " تخلقوا بأخلاق الله " .


الله سبحانه وتعالى رحيم ، يعني إذا أمَّنت حاجات الناس ، مثلاً لك أقرباء أسبغت عليهم، أعطيتهم مما أعطاك الله عز وجل ، قدّمت لهم بعض الحاجات في أوقاتها المناسبة ، في أيام الشِدة كنت معهم ، فهذا الذي يرقى بك عند الله عز وجل .
فلذلك هذه المشاعر التي يُحِسُ بها الإنسان إن لم يتبَعْهَا عمل طيّب مع القدرة عليه لا قيمة لها ، فقيمتها بما يتبَعْهَا من عمل طيب ، هذه المشاعر لا قيمة لها ولا يُؤخذ بها يوم القيامة ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنِ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ فَأَجِيرُوهُ وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ * (سنن النسائي)


الآن : هُناك رحمةٌ عامة ، وهناك رحمةٌ تامة ، الرحمة التامة ما توافرت فيها الإرادة والعمل ، الرحمة العامة ما أصابت المُستحق وغير المُستحق ، يعني أحياناً تهطل أمطار غزيرة ، هذه الأمطار تُفيد الناس جميعاً ، فهذه الرحمة العامة ، لكن الرحمة الخاصّة لا ينالُها إلاّ المُستحق.
يعني أن تستمتع بالحياة ، وأن تأكل ألذَّ الطعام ، وأن تسكن في بيتٍ مريح ، وأن تكون لك زوجة تروق لك ، وأن يكون لك دخلٌ وفير وأن تشعر أنكَ متفوق على الناس ، فإيّاك أن تظن هذه رحمة ، لأنَّ الله يُعطي الدنيا لمن يُحب ولمن لا يُحب ، هذه رحمة عامة ينالُها كلُّ الناس :
"عبدي لي عليك فريضة ولك علي رزق ، فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك" .


تأكل وتشرب وتستمتع بالأهل والأولاد والطعام والشراب والبيت المريح والدفء والمكانة والسُمعة ، والتألُّق والنجاح ، والتفوق ، فليسَ هذا إيثاراً في الحقيقة ، الإيثار أن يَخُصَكَ الله برحمةٍ خاصّة :



GetInline.aspx


(سورة يوسف)


الرحمة الخاصّة أن يتجلّى الله على قلبك ، فتمر عليك ساعة لا تعدلها الدنيا وما فيها ،

يقول عليه الصلاة والسلام
: لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها نبي مرسل ولا ملك مقرب ، أبيت عند ربي يطعمني ويسقينِ .

أيها الأخ الكريم
: اسأل نفسك هذا السؤال ، عطاؤك من الله من أي نوع ، قد يكون العطاء من نوع عطاء قارون ، إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحة لتنوء بالعصبة أولي القوة ، وقد يكون عطاؤك من نوع عطاء فرعون ، ولكن البطولة أن يكون عطاؤك من نوع عطاء سيدنا موسى ، وسيدنا يوسف :



GetInline.aspx


(سورة يوسف)


إذاً : الرحمة الخاصّة مشروطة بالطاعة والمجاهدة وبذل المال ومعاونة الضعيف ورحمة اليتيم ، ومعاونة الأرملة ، وتفقّد الجيران وحضور مجالس العلم وغض البصر والذِكر والتلاوة ، هذه قنوات تصلك من خلالها الرحمة الخاصّة وتشعر أنك إنسان متميّز ، لك عند الله مكانة هذه المكانة تتبدى في اللُطف ، وفي الحِفظ وفي الرعاية ،

لذلك قالوا معية الله الخاصة
: النصر والتأييد والحفظ والتوفيق ، تشعر بها ، تلمسها بيديك.

#
فحينما يكون شخص أثيراً عند شخص ذي مكانة تراه يشعر بشعور عجيب كأنه فوق الناس جميعاً ، فهو قريب من شخص مهم، وإذا التقطتْ له صورة بصحبة تلك الشخصية ازدهى نفْساً وتعاظمَ ويقول مثلاً البارحة كنا معاً على العشاء ، فكيف إن كانت لك مع خالق الكون مودة ؟ قال تعالى :



GetInline.aspx


(سورة مريم)


محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الرحمن الرحيم

 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10

اسم الله ( الحكيم )

ولتأخذوا عني أيها القراء الكرام هذه الكلمات القليلة : إنَّ كلَّ شيٍء وقع أراده الله وإن كل شيءٍ أراده الله وقع ، وإن أفعاله تتعلق بالحِكمة المُطلقة ، وإن حِكمتَهُ المطلقة تتعلق بالخير المطلق ، واللهِ لو أنّا فهمنا هذه الكلمات واستوعبناها وعقَلناها وعشنا معانيها لتلاشت كل الأحزان في حياتنا .


لكل شيء حقيقية ، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، فالغلط مجاله بين البشر ، أما في حق خالق البشر فهو يستحيل . والذي يبدو لك غلطاً وخطأً وظُلماً هو عند الله حِكمة بالغة ، وإنني أضرب مثلاً :
1- فتاة نالت شهادة ثانوية وهي تبحث عن وظيفة ، هناك مسابقة لوظيفة معلمة فتقدمت إليها ، فطولبت بشهادة صحية فتوجهت إلى مستشفى حكومي لتفحص صدرها ، فجاءت النتيجة أنها مصابة بمرض السل ! بكت وبكت وبكى من حولها ، ومن حولها خافوا من العدوى فابتعدوا عنها وتركوها تأكل وحدها ، وأعطوها أدوات خاصة بها ، وتوجّسوا منها خيفة وازدادت بهذه العزلة ألماً إلى أن قررت أن تتوب إلى الله ، وأن تصلي وأن تتحجب ، ثم راجع أخوها المستشفى بعد حين، فإذا هم يعتذرون إذ هذه النتيجة ليست لها بل لغيرها ، فهي سليمة! خطأ الموظف إذاً وظفه الله عز وجل كي تتوب هذه الفتاة .


2- وهناك أخت كريمة تحضر معنا الدروس في جامع النابلسي ، هكذا سمعت وعلمت أنها كانت معارةً إلى بلد نفطي للتدريس ، واختصاصها رياضيات ، عُيّنت في مدرسة في أطراف المملكة ، والمديرة أمرتها أن تُدرّس تفسيراً وفقهاً ، فقالت لها معتذرةً : اختصاصي رياضيات ، فكيف تريدينني أن أدخل إلى صف ثالث ثانوي وأدرسهنَّ تفسيراً وفقهاً ؟ وأنا لا أفقه شيئاً من هذه الموضوعات ، قالت لها : إما أن تدخلي وتدرسي هذه المواد أو نلغي عقدك ، فدخلت هذه المدرسة ، وفتحت كتاب التفسير ، وأول آيات التفسير آيات الحجاب ، ولم تكن الفتاة تؤمن بالحجاب فقرأت الآيات و قرأت التفاسير ، فانهمرت عيناها بالدموع : اعتذرت من الطالبات ، وقالت لهن دعنني هذه الساعة مع نفسي واقرأن ما بدا لكن ، وكانت توبتها حينما أُجبرت أن تقرأ هذه الآيات وأن تُفسِّرها للطالبات ، إذاً حُمقُ هذه المديرة وظفه الله عز وجل لصالح هذه المُدرِّسة.


يعني كل شيء وقع أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع ، وإرادته متعلّقة بالحِكمة المطلقة ، وحِكمته متعلّقة بالخير المُطلق
، وهذه حادثةَ من حوادث ، ولتعلم من قبل ومن بعد لو أن ورقة سقطت من شجرة فذلك لحِكمة بالغة .. فما قولنا فيما فوق هذه الحادثة ، الظلم في النفوس فقط ، والظالم سوط الله ينتقم به ثم ينتقم منه ، ولذلك فكل قصة فيها عشرة فصول مثلاً ، فقد نعرف فصلاً واحداً فلا يكفي ، وقد نعرف فصلين أو ثلاثة أو أربعة وهذا لا يكفي ، فلسنا مؤهلين أن نحكُم على هذه القصة إلا إذا عرفنا كل الفصول .


محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الحكيم



 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
اسم الله ( الواحد )




بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ


ايها القارئ الكريم: هذا البحث ثمين في التوحيد ،


والتوحيد عِلمٍ جليل مُقتَبَسٌ من اسم الله الواحد ونحن ديننا دين توحيد ، ونبينا واحد ، وإلهنا واحد ، والحق واحد
" الواحد" ، في اللّغة الواحد هو المُتَوَحِّد الذي لا يخالط الناس و لا يجالسهم ، والتوحيد أن تؤمن بالله إلهاً واحداً لا شريك له وإحدى صفات الله جلّ جلاله "الواحد"،وقد خصّها بنفسه لا يَشْرَكُه فيها أحد ، هو الواحد.

لذلك التوحيد مأخوذ من اسم الله الواحد . لكن التوحيد توحيدان : توحيد ربوبية وتوحيد ألوهِيّة ،

فَتَوْحيد الربوبية أن تشهد أن الله سبحانه وتعالى واحد في ملكه ، وهو الذي خلق ورزق وأعطى ، وهو الذي منع والذي رفع ، وهو الذي خفض وهو الذي قبض و بسط وهو الذي أعزّ وأذلّ ، هذا توحيد الربوبية ، لا رازقَ ، ولا معطيَ ولا مُحْيِيَ ، ولا مُميتَ ، ولا مدبرَ لأمر الكون كله ظاهراً وباطِناً إلاّ هو، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ولا تتحرك ذرة إلا بِإذنه ولا يحدث حادث إلا بِعِلْمِه ، ولا تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا يعزب عنه مِثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، ولا أصغر ولا أكبر إلا أحصاها عِلمه وأحاطت بِها قدرته ونفذت فيها مشيئته واقْتَضَتْها حِكمتُه ، فتَوْحيد الربوبية أن تؤمن أنه الواحد في تدبيره وفي ملكه

.

أما توحيد الألوهية فَهُو أن تعبده ولا تعبد أحداً معه وألاَّ ترى له نِداً ولا مُدبِّراً ولا معطِياً ولا مانِعاً إلا هو ، توحيد الربوبية رُؤية ، لكن توحيد الألوهية أن تعبده وحده ، والدين رؤية وعِبادة ؛ عِلم وعمل ؛ عقيدة وسلوك .
أيها القراء الكرام أحد أكبر مصادر الشقاء في الحياة الدنيا ألاَّ تكون موَحِّداً قال تعالى :

GetInline.aspx
(سورة الشعراء)



## ما الذي يُعذّب الإنسان ؟ أن يرى أمره بِيَدِ عدوِّه وأنه ضعيف وخَصْمُه قويّ وهو حاقِدٌ عليك . وما الذي يُريحه ؟ أن يرى أمره بِيَد رحيم وبِيَد إلهٍ عادِل وبِيَد قدير وبِيَد غني وبِيَد رحيم وبِيَد رؤوف ، ما الذي يُريحك إذا كنت مُحِقاً ؟ يُريحك أن يكون القاضي عادِلاً ، تقول مثلاً : أنا لا أُبالي فالقاضي يحكم بِالحق وأنا معي الحق ، وما الذي يُريحك وأنت مُوَظَّفٌ في دائرة ؟ أن توقِن أنّ المدير العام مُنصِف لا يُلْقي بالاً للوِشاية يتحقق بِنَفْسه
والذي يُريح الإنسان أن يرى أنّ أمره بِيَد الله وأن الله لا يمكن أن يقول لك يا عبدي اُعْبُدني وأمرك بِيَد غيره وحينما يكون أمرك بِيد غير الله فأنت مضطر أن تعبد غير الله
أما حينما يقول الله لك :


GetInline.aspx
(سورة هود)



لم يأمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك بأن أمرك كله بِيَدِهِ .
## أيها القارىء الكريم : والله هذه الحقيقة لا أفْتَأ أُكرِّرُها إلى يوم القيامة لأنَّ القرآن الكريم كله يدور حولها قال تعالى :
GetInline.aspx
(سورة الكهف)



انظر إلى نفسك ما الذي يُقلِقك ؟ ضعف التوحيد والإشراك وما الذي يُخيفك ويقبض قلبك ؟ الإشراك ولا أقول الجليّ إنما الخفيّ ، وما الذي يُزْعِجك ؟ أن تعْتَقِد أن زيداً بِيَدِه أمرك وهو لا يحِبّك وأن تعتقد أن رِزقك بِهذه الجِهة وربما تغضب عليك ، لذلك حينما تُوَحِّد تسْتَرخي وترتاح أعصابك وتذهب عنك الشّدة النفسية وترى بِأنك بِيَد أرحم الراحمين ، لو كانت لك قضية عند شخصٍ عادل رحيم لا تُبالي.


أيها القارىء الكريم : إذا وقفت عند إنسان ولك عنده حاجة وهو أقوى منك يجب أن تؤمن أن خاطِره وقلبه وعينه وطريقة تفكيره وكل ما يُلْقى في روعه من إلهامات بِيَد الله فإذا أراد الله أن يرحمك ألْقى في قلبه العطف عليك وإذا أراد أن يُؤدّبك ألقى في قلبه قسوةً عليك :

GetInline.aspx
(سورة طه)



* لذلك أحد أسباب نجاح المؤمن بِحياته عدم التشتّت والتَّمَزّق والتَّبعْثر فكل قِواه مُجمَّعة لإرضاء إله واحد قال الشاعر :

فَلَيْتك تحلو والحياة مريـــرة وليتك ترضى والأنام غِضاب
وليت الذي بيني و بينك عامـر وبيني وبين العالمين خـراب
إذا صح منك الوصل فالكل هَيِّن وكل الذي فوق التراب تراب

# تجد بعض الأحيان إنساناً شديد الحِرص على سُمعته وكرامته ؛ لكنه قد يواجه مواقف مؤذية ففلان لابد أن يعتذِر منه والآخر لابد أن يَدْعُوَه وثالث ورابع الخ ، فهذا ذل وتمزّق ، إنما الإرضاء هو إرضاء الرب والباقون يحاول أن يرضِيَ من رضيَ تحت مظلة الشرع
لذلك قال سيدنا علي : من عرف نفسه ما ضره ما قاله الناس به ، هو يحرص على سمعته لكنه لا يتمزق حينما يُتَّهم ظلماً ، فأمُّنا عائشة رضي الله عنها اتهمت ظلماً والله برَّأها ،


والنبي الكريم اتّهم أنه ساحر وشاعر وكاهن ولكن الله نصره وأعلى مقامه


وأخيرا : كيف نتأدب بهذا الاسم ؟ ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِي اللَّه عَنْهم أَلا إِنَّ الْوَتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاتِكُمُ الْمَكْتُوبَةِ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَرَ ثُمَّ قَالَ أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ أَوْتِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ
(رواه مسلم والترمذي)



أي يحب القلب المنفرد بِمحبته تعالى فالله لا يقبل العمل المشترك ولا القلب المشترك فالعمل المشترك لا يقبله والقلب المشترك لا يُقْبِل عليه .
# لقد صار واضحا ومعلوما أنّ ربنا واحد ، وإلهنا واحد وكتابنا واحد ، والطريق المستقيم واحد ، والنور واحد ، والقِيَم واحدة والمبادىء واحدة ، والأهداف واحدة ،


ومما يجمعناكأُمة واحدة أنّ القِبلة واحدة
، ألا تعجب أن كل مسلم في الأرض يتجِه إلى مكانٍ واحد ألا ترى الكعبة وأنت في الحج ؟ وأن كل أقطار الأرض تتجِه إليها ؟ فينبغي علينا أن نتوحّد في تآخينا ولا نتدابر فإذا تفرَّقنا فنحن أشقى الناس وأهونهم .


وبعدُ فإنّ موضوع التوحيد هو الدين كله وأختِم البحث بهذه المقولة :
ما تعلَّمت العبيدأفضلمنالتوحيدوالتوحيد نهاية العلموالتقوى نهاية العمل .

والحمد لله رب العالمين


محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الواحد
 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
اسم الله ( القيوم )

بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ


عزيزي القارىء : أكبر مهام الإنسان في الحياة الدنيا أن يعرف الله ، ومن أبرز ما يقتضي أن تعرف الله به أن تعرف أسماءه الحسنى ، واسم القيوم من أسماء الله الحسنى ،

وإذا تعمقت في اسم القيوم ، تركت الخلق واتجهت إلى الحق ، وارتاحت نفسك من القلق ، ونجَوْتَ من الاضطراب .

القيوم
في اللغة : لها أصل ثلاثي مجرد "قوم" " و قيم " فالقيّم هو السيد المدبر للأمور ، القيم تقول قيم المكتبة ، أمينها ، سيدها، من بيده أمرها .
ويوم القيامة مشتق من قيم ، ومن قوم ، وهو يوم البعث الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين ، قال تعالى :

GetInline.aspx
(سورة الصافات)







هل رأيتم مذنباً يُستجوب وهو جالس ؟ .. أبداً ،لا بد أن يقف ، " وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ " ، فيوم القيامة لشدة هول هذا اليوم يقف فيه الناس لرب العالمين ، ليسألوا ليحاسبوا عن كل صغيرة وكبيرة .
والقيوم : مبالغة من القائم بالأمر ، إنسان مدير مستشفى مدير مؤسسة مدير معمل مثلا، دوامه من الساعة الثامنة إلى الثانية ظهراً ، ولكن هناك مدير امتزج حبّ هذا العمل مع دمه، يقتني سريراً بمكتبه وينام في مكتبه يسأل عن كل صغيرة وكبيرة ، ويتابع كل أمر ، ويضبط كل تصرف نقول هذا قيوم ؛ مبالغة من قائم ،
وذو المبالغة في تدبير الأمور وفي تسييرها وفي تنظيمها ؛ نصفه بأنّه قيوم .
فالقيوم ، والقائم والقيم ، هذه كلها من فعل ثلاثي ، إما أن نقول قوِّم أو قيِّم ، كلاهما صحيح ، تقول قوَّم الأمر وقيَّم .




هذه اللغة ، فما علاقة هذا الاسم بحقيقته ؟ القيوم، هو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره ، ما منا واحد على الإطلاق قائم بذاته ، لا يدري ماذا يحدث بعد ساعة ، ولا بعد دقيقة ،
لكن الله سبحانه وتعالى قائم بذاته وجودنا مفتقر إلى إمداد الله ، إلى أن يسمح الله لنا أن نعيش ساعة أخرى ، يوماً آخر ، أسبوعاً آخر .




وجودنا ليس ذاتياً ، الله جل جلاله ، هو القيوم ، أي قائم بنفسه مطلقاً لا بغيره هذا شطر المعنى .


الشطر الثاني يقوم به كل موجود ، كل شيء موجود في الكون قائم بالله ، " كن فيكون " " زل فيزول " ، إن رأيت الشمس طالعة فالله سمح لها بذلك ، وأن تبقى فهي طالعة ، وهي باقية بأمر الله.




أيها الاخوة الاعزاء:
فالإنسان المؤمن ، لا يليق به أن يقرأ القرآن هكذا دون تدبّر ، يقول قائل : اقرأ آية الكرسي فهي مفيدة ، " الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، ألا ينبغي أن تعرف من هو القيوم .. يقوم به كل شيء ، وكل شيء مفتقر في وجوده واستمراره إليه ، يحتاجه كل شيء في كل شيء، فإذا أيقنت بهذه الحقيقة ، هل تلتفت إلى القيوم أم إلى الذي يقوم وجوده بالقيوم ؟ قطعًا .. إلى القيوم ..




فالقيوم : القائم على كل نفس بما كسبت ، امرأة محبة لله عز وجل مستورة محجبة ، هذه لها زوج خاص ، لها زوج يكرمها ويحفظها ويرفع شأنها ، ويرحمها ،
وإمرأة فاسقة ، متفلتة ، لها زوج يهينها ويضربها ويضيّق عليها ،
هذه لها معاملة وهذه لها معاملة .
# أما ورود هذا الاسم في القران أولا قوله تعالى :

GetInline.aspx
(سورة البقرة 255)




وفي آل عمران :

GetInline.aspx
وفي سورة طه :

GetInline.aspx
لذلك :** من أدب المؤمن مع اسم القيوم ، أن يعوّد الإنسان نفسه انقطاع قلبه عن الخلق ، مادام يعرف أن الله سبحانه وتعالى ، هو القائم والقيوم.
لذلك قال بعض العارفين : " حسبك من التوكل ألا ترى لنفسك ناصراً غيره ".



*** أحياناً يقول الإنسان ، دبرتها ، أنجزتها ، عملت خطة محكمة وأفلحت بها ، أقسم بالله إنّي أشعر أن هذا الإنسان مُشرك ، الله سمح لك ، الله وفقك الله جعل الآخرين يغضون نظراً عنك، الله خلق في قلبهم عطفاً عليك الله حجبهم عن معرفة هذه المخالفة أحياناً ، لا تقل: دبرت حالي ، حتى لو أن واحداً عاونك . الله سمح له أن يعاونك ، ألهمه ، إما أنه خاف منك ، وإما أنه استحيى، وإما أنه عطف عليك ، لا تقل أنا دبرت أموري .




قال : " حسبك من التوكل ألا ترى لنفسك ناصراً غيره ، ولا لرزقك خازناً غيره ، ولا لعملك شاهداً غيره ".

أيها الاخوة: المُخلص لا يحتاج إلى ضجيج ، غير المُخلص إذا صنع وليمة يقول هل أعجبكم الطعام ؟ يريد أن يستجدي المديح ، إذا عمل حفلة دائماً يسأل ليمدحوه ،
أما المؤمن لا يطلب على عمله شاهداً غير الله ، ولا يرجو غير الله ، ولا يعرف أن أحداً ينصره غير الله .




* مرة أخرى من أدب المؤمن مع اسم القيوم ، أن من علم أن الله هو القيوم للأمور استراح من كد التدبير ، وتعب الاشتغال بغيره ، وعاش براحة النفس ، ولم يكن للدنيا عنده قيمة .


يعني ما هو لك لك ، وما هو ليس لك ليس لك ، والله عز وجل لا ينسى ، ولا يغفل ، وأمرك بيده ،فإذا تيسر فالحمد لله ، وإذا تعسر لا حول ولا قوة إلا بالله .





وأختم بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التهجد:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إذا قام من الليل يتهجد قال: (اللهم ربنا لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت مالك السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق , ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت ، وإليك أنبت , وبك خاصمت , وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أنت أعلم به منى ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت) أخرجه الستة وهذا لفظ الشيخين.

(صحيح البخاري)


والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله القيوم
 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10

اسم الله ( الحي )




بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الحيالقيوم : الحياة نقيض الموت ، وشتان بين الحياة والموت ، شتان بين إنسان ملء السمع والبصر ، يتكلم ، يتحدث ، يبتسم يسأل ، يجيب يفكر ، يحاكم ، ينتقل ، يمشي ، يعمل ، وبين إنسان جثة هامدة ملقى على الطريق ، شتان بين الحياة والموت ، كما أن هناك فرقاً كبيراً بين الحياة والموت ، فهناك فرق كبير بين قلب حي بذكر الله ، وبين قلب ميت، قال تعالى :


GetInline.aspx
(سورة النحل)


قال تعالى :


GetInline.aspx
(سورة الأنعام)










آيات كثيرة تؤكد أن الذي لم يعرف الله عز وجل ميت ، وأن القلب يحيا بذكر الله :



GetInline.aspx
(سورة الرعد)










# يحيا القلب بذكر الله ويطمئن بذكر الله ، والإنسان المعاصر يفقد شيئاً ثميناً جداً وهو الطمأنينة ، حوله كل شيء لكن يحيط به ألف خطر ، خطر السرطان ، ولا بد من فحْص ، وخطر بقيّة الأمراض ، وخطر الحوادث أيضًا ، لذلك تنمو شركات التأمين بنمو القلق في النفوس.وكلما ابتعد الإنسان عن ربه امتلأ قبله خوفًا .
سبعة وثمانون بالمائة من مواطني البلاد الغربية المتفوقة علمياً وحضارياً ، يخاف وهو في البيت ، ثمانون بالمائة لا يتجولون بعد غروب الشمس أبداً ، ثلاثة وثلاثون بالمائة يرون أن كل قوى السلطة لا تحميهم ، حياة القلق ، حياة العذاب ، قال تعالى :



GetInline.aspx
(سورة قريش)










أطعمك من جوع وآمنك من خوف ، والأمن نعمة لا تعدلها نعمة لا يحوزها إلا المؤمن حصراً ، والدليل :


GetInline.aspx
(سورة الأنعام)










للمؤمنين وحدهم ، لذلك إذا آمنت بالله ، وإستقمت على أمره ، ولُذتَ بحماه وأويت إلى جنابه فأول ثمرة من ثمرات الإيمان أن الله يدخلك في رحمته ، ويطمئن قلبك ..
لو سألتني عن قانون الخوف ، أقول لك إنه الشرك ، قال تعالى:



GetInline.aspx
(سورة آل عمران)









# فالله عز وجل حي ، والحي نقيض الميت ، الحياة نقيض الموت ، ورد في القرآن الكريم كلمة الحي وتعني جنس الحياة قال تعالى :



GetInline.aspx
(سورة العنكبوت)








أصل الحياة في القرآن يعني الحي وقوله تعالى : " وَمَا هَذِهِ الحياةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحيوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " ، أي هو دار الحياة الدائمة ، حياتنا في الدنيا حياة مؤقتة ، كل إنسان له عمر ، فكل هؤلاء الذين على الأرض بعد مئتي عام لا ترى منهم أحداً ، فالخمسة آلاف مليون إنسان لا تجد بعد مئتي عام منهم أحداً في كل القارات الخمس.




# أذا الحي في صفة الله أنه باقٍ حياً بذاته ، أما أنت وأنا وكل واحد منا حي لا بذاته ، بل بإمداد الله له ، فإذا قطع الله الإمداد صار جثةً هامدة ، والواحد منا ألف سبب يسلبه حياته ويجعله خلال لحظة ميتاً .. ساعة سكتةٌ دماغية ، ساعة سكتة قلبية ، ساعة اضطراب بكهرباء القلب اختلف النظم ومات الإنسان ،


إذا قلنا : إن الله حي أي متصف بالحياة الأبدية ، لا بداية لها ولا نهاية لها ، هو الباقي أزلاً وأبداً ، والحي الذي لا يموت ، لأن الذي يجوز عليه الموت حكم عليه بأنه ميِّت ،
دقق باللغة ، قال تعالى :
GetInline.aspx
(سورة الزمر)










الذي تنتهي حياته إلى الموت هو في حكم الميِّت ، أما إذا مات فعلاً يسمى مَيْت ، ميِّت أي سيموت وميْت مات فعلاً .
أيها الاخوة: أيّ إنسان بالتاريخ القريب والبعيد ربط مصيره بإنسان ، فلما وقع هذا الإنسان وقع معه ولما انهار انهارَ معه ، فمغامرة ومقامرة ، أن تربط مصيرك بمصير مخلوق يموت ، أما بطولتك وذكاؤك وتفوقك ونجاحك في الحياة أن تربط مصيرك بالحي الذي لا يموت ، فكل إنسان لو مات وكان مع الحي الذي لا يموت فهو لمْ يمُتْ . قال تعالى :



GetInline.aspx
(سورة آل عمران)






أنا لا أنسى في السيرة موقف النبي عليه الصلاة والسلام لما خاطب قتلى بدر من الكفار، خاطبهم بأسمائهم واحداً واحداً ، يا فلان يا فلان يا فلان : " هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً ، لقد كذبتموني وصدقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ، وخذلتموني ونصرني الناس ، قالوا أتخاطب قوماً جيفوا ؟ قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم



هم يسمعوني كما تسمعوني أنتم ، فالحياة دائمة ، والموت عبارة عن ثوب خلعته فقط ، أنت أنت ، مشاعرك ثقافتك ، ذكرياتك ، إقبالك معرفتك بالله هي هي ، إلا أن الثوب الذي تلبسه نزع عنك وصار هناك ثوب آخر ، لذلك خط المؤمن البياني صاعد حتى عند الموت يبقى صاعداً، وما الموت إلا نقطة على الخط الصاعد .




أيها الاخوة:فالموت لغير المؤمن مخيف جداً ، نهاية حتمية ، أما المؤمن مضي الزمن لصالحه ، فكلما امتد به العمر قربه من سعادته المطلقة ، كلما امتد به العمر قربه من لقاء الله عز وجل ، كلما امتد به العمر قربه من عرسه ، وكلما امتد به العمر قربه من تحفته التي هي الموت .
*** ما قولك في أنّ بعض الناس ينخلع قلبه ذكر الموت ؟ بينما بعضهم يتمنى لقاء الله عز وجل ؟!

روى الإمام الرازي أنه مات لبعضهم ابن فبكى عليه حتى عمي فقال بعضهم له : الذنب ذنبك ، لأنك أحببت حياً يموت ، ولو أحببت الحي الذي لا يموت لما وقعَت في هذا الحزن،

وبعد فالإنسان يحب من حوله ، يحب زوجته وأولاده وإخوانه ، ثم يأتيه ملك الموت ، سيبقى في القبر وحيداً ، أشد الناس حباً له يشيعه حتى شفير القبر ، طبعاً النساء يودعنه في المنزل ، أما أولاده فوداعهم إلى شفير القبر يلقون عليه النظرة الأخيرة ، ولكن بعد أن يضع الحفار تلك الرقاقة وبعد أن يهيل التراب ، وينصرف الناس ، من بقي مع هذا الإنسان.






" عبدي رجعوا وتركوك وفي التراب دفنوك ولم يبق لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت " .
وأخيرا: أليس من الذكاء أن تقيم علاقات طيبة مع الحي الذي لا يموت لأنك سوف تنفرد معه ولا أحد معك ، والأهل ينصرفون إلى طعامهم إلى شرابهم بعد حين إلى نزههم ثم إلى متعهم ، بعد حين كأنك لم تكن ، الأولى أن تحب الله .


بقي التخلّق باسم الحي ، فاحذر أن تكون مع إنسان كالميت بين يدي غاسله ، فالحذر الحذر أن تركن كلية لإنسان ما ،
ولكن قال العلماء" لتكن بين يدي ربك كالميت بين يدي مُغسِّله".



والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الحي

 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10

اسم الله ( الأول و الآخر )




بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ





الأول والآخر:أجاز بعض العلماء ذكرهما معاً الأول والآخر .فالمعنى الأول للأول : هو الذي يترتب عليه غيره ، شيء يُبنى على شيء ونتيجة تؤسس على مقدمة ،هذا المعنى الجامع. الأول هو الذي يأتي أولاً زماناً يعني التقدم زماناً .



) شعبان ثم رمضان ثم شوال ، محرم ثم ذو القعدة(.المعنى الثاني ؛ التقدم رتبةً ، فلان الأول على طلاب الصف ، فلان الأول في التجارة ، فلان الأول في الصناعة ، الأول في العلم ، هذا التقدم تقدم رتبي ومنه قوله تعالى :
GetInline.aspx
(سورة الرحمن)




لا يُعقل أن يُعلم الإنسان القرآن قبل أن يُخلق ، هذا التقديم تقديم رتبي وليس تقديماً زمنياً .



المعنى الثالث ، المتقدم مكاناً ، أنت في الطريق إلى رأس الخيمة ، عجمان قبل أم القوين ،و أم القوين قبل رأس الخيمة، فعجمان أولاً وأم القوين ثانياً ورأس الخيمة ثالثاً ، إذاً هناك تقدم زمني وتقدم رتبي وتقدم مكاني.




المعنى الرابع التقدم في الترتيب ، وهذا يُستخدم في الصناعة ترتيب المحرك أولاً ، ربطه بالعجلات ثانياً ، ربطه بالكهرباء ثالثاً ، هذه المعاني الأربع مستفادة من معنى الأول .## أما إذا قلنا ؛ الله هو الأول فلهذا معنى آخر ،



# معناه أن الله سبحانه وتعالى لم يسبقه في الوجود شيء ، لكن لا ينبغي أن تقول : زماناً ، لأن الزمن من خلق الله ، لم يسبقه في الوجود شيء هذا هو الذي ينبغي أن نقوله في شرح معنى اسم الله الأول



# #هناك معنى آخر متعلّق بالله عز وجل ؛ الأول هو الذي لا يحتاج إلى غيره.كل شيء يحتاج إلى غيره ليس أولاً ، المنضدة تحتاج إلى خشب ، إذاً ليست هي الأول ، الخشب يحتاج إلى أن ينبت ، إذا ليس هو الأول ، النبات يحتاج إلى بذر ، ليس هو الأول ، البذر يحتاج إلى نبات يخرج منه ، النبات ليس هو الأول ، فكل شيء يحتاج إلى غيره ليس أولاً .



### الشيء المستغني بنفسه في وجوده.لو أن شيئاً يفتقر في استمرار وجوده إلى شيء آخر ليس أولاً ، المادة الأولية سبب استمراره ، مادام هناك شيء يعين على استمرار الوجود فهذا الشيء ليس أولاً المادة الأولية هي الأول


فثلاث معانٍ مستفادة من اسم الله العظيم الأول هو أنه لم يسبق وجوده شيء ، والثاني لا يحتاج إلى غيره ، والثالث المستغني بنفسه ، فهذه الثلاثة تشكّل معنى الأول .*** أعرابي التقى النبي عليه الصلاة والسلام ، قال أين كان الله قبل الخلق ؟ فأجاب النبي عليه الصلاة والسلام : كان الله ولم يكن معه شيء" . (وقفة لغوية) كان هنا فعل ماض تام ، كان الجو صاحياً ، ناقص ، كان الجليد ماءً ، ناقص ،، إذاً كان الناقصة لا تعني حدوث عمل . أما كان الله تام ، إذاً هذه كان التامة الكاملة إذا دلت على حدوث عمل أصبحت كان التامة إعرابها فعل ماض تام ، تحتاج إلى فاعل مرفوع ، كان الله ، وجد الله الله لفظ الجلالة نائب فاعل ، طبعاً في أدلة كثيرة في كتاب الله .
GetInline.aspx
(سورة الأنفال)





فأجاب النبي عليه الصلاة والسلام كان الله ولا شيء معه ، فسأله الأعرابي والآن ؟ فرد النبي عليه الصلاة والسلام بقوله ، هو الآن على ما كان عليه .أيها الاخوة:الإنسان أحياناً ، يُصاب بمصيبة ؛ فمن ضعف توحيده ، أو لضيق أفقه ، يصبّ جام غضبه على من جاءته هذه المصيبة على يديه ، لو تعقّل ، لو كان توحيده أقوى لرأى يد الله هي التي عملت في الخفاء ، لرأى يد الله فوق أيديهم . لذلك ربنا عز وجل قال :
GetInline.aspx
(سورة لقمان)







أن تصبر على ما أصابك ، فإن ذلك من عزم الأمور ## الخلاصة :أنّك إذا آمنت أن الله بيده كل شيء ، هو الأول ، لا تحقد على أحد ، كما لو أن إنساناً تلقى ضربةً بعصا ، فهل يحقد على العصا ؟ أم على الذي ضربه ؟ العصا لا تقدم ولا تؤخر ، وينبغي أن تعلم أن الناس جميعاً ، حتى الأقوياء ، وحتى الأشرار إنما هم عصي بيد الله عز وجل ، ألم يقل الله عز وجل :
GetInline.aspx
(سورة هود)






وهذه الآية لها معنى دقيق جداً ، يعني إذا كانت مجموعة وحوش وحوش كاسرة مربوطة بأزِمّةٍ بيد إنسان عظيم رحيم عادل منصف حكيم فأنت ينبغي أن تخاف من هذه الوحوش أم من الذي يملك ناصيتها ؟



المشكلة كلها في هذا المثل ، فالكافر المشرك ضعيف الإيمان يخاف من الوحوش ، والمؤمن يخاف من الذي يملك أزِمَّتها ، فإذا اصطلح معه أبعدها عنه ، أما إذا عصاه ، أرخى لها أزمتها فوصلت إليه ، هذا الاسم العظيم ورد في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى :
GetInline.aspx
(سورة الحديد)






أما أدب المؤمن مع الأول ، أن يكون أول الناس سبقاً بالخير ، كن أول الناس بمعرفة الله ، كن أولهم بطاعته ، كن أولهم بخدمة عباده وآخرهم تعلقاً بهم .*** أما الآخر فهو الباقي سبحانه ، معنى الآخر أي الباقي بعد فناء خلقه ، كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام .




الإنسان العاقل يربط مصيره بمصير الأزلي الأبدي ، الباقي الآخر أما لو ربط مصيره بأي شيء آخر هذا الشيء الآخر سيفنى . قال العلماء : الآخر هو الباقي بعد فناء خلقه ، يعني الإنسان يعيش ويتعلم يكسب المال، يسكن ويأكل ويتحرك ويسافر ووو... ثم تُكتب نعوته ، ثم يُوضع في القبر وهو صندوق العمل .





قال العلماء : من أدب المؤمن مع هذا الاسم الآخر ، أن يُكثر من ذكر هذا الاسم حتى يتجلى لقلبه نور الظاهر ، وأن يفر من دار الفناء إلى دار البقاء . وقف أحد الشعراء أمام إيوان كسرى ، وله قصيدة في وصف هذا الإيواء ، فأين مصير هذا الإنسان ؟ فاعلم إذًا :




لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان

وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شان




إذ هو آخر ما يرتقي إليه العارفون ، وكل معرفة تحصل قبل معرفته فهي مرقاة إلى معرفته ، لذلك قالوا نهاية العلم التوحيد ، مهما تعلمت مهما درست ، نهاية النهاية التوحيد ، وأعلى مرتبة علمية أن تعرف الله فهو آخر بالإضافة إلى السلوك ، بالإضافة إلى الموجودات فهو أول منه المبدأ أولاً وإليه المرجع والمصير آخراً . **هذا المعنى له علاقة بحياتنا ، الإنسان سافر وتاجر وجمع مالاً ، أسس أعمالاً، ونجح ، وتألق مصيره إلى الله :
GetInline.aspx
(سورة الغاشية)
إذهب أين شئت :



GetInline.aspx
(سورة البقرة)







هو الآخر ، يجوز أن تركن لإنسان ، تركن لجهة ، تركن لجماعة تركن لمالك تركن لقوتك ، في النهاية أنت مع الله ، مصيرك إليه .




أيها الإخوة القراء الكرام ، عود على بدء ، ينبغي أن نذكر بعض أسماء الله الحُسنى مثنى مثنى ، الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، والمعز والمذل ، والمعطي والمانع ، والرافع والخافض ، والنافع والضار والقابض والباسط ، لأن الاسم السلبي ، هو من أجل الإيجابي . أحياناً الله عز وجل يفقر ليغني ، يُذِلُّ ليتوب المرء من ذنوبه ثم يعزه أعلى أنواع العز، ، يحجبه ليقربه ، أحياناً يهينه ليعلي مقامه الإنسان المؤمن صابر على قضاء الله وقدره ، وهو يعتقد اعتقاداً جازماً أن كل شيء في الحقيقة خير ، لذلك قال تعالى :



GetInline.aspx

(سورة الأنعام)






دققوا في كلمتي ، إن يمسسك وإن يردْك ، ما الفرق بينهما ، " وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍلماذا جاء مع الخير الإرادة ، ومع الشر الإمساس ، ، لأن الله عز وجل لا يريد إلا الخير ، فإذا أنزل ضراً بإنسان فهذا الضر ليس مراده ولكنه لا بد منه أحياناً الابن غال جداً على والده ، لكن في بعض الحالات النادرة يجد أنه لابد من تأديب هذا الغلام فيضربه وربما يتألم الأب أشد من تألم الابن بالضرب ، لكن لا بد منه ، فالضرب ليس مقصوداً ، المقصود التربية ، الضر ليس مراداً ، لكنه لا بد منه .




وأخيرا: لو أدرك الإنسان أن كل شيء يبدو له شراً هو خير مبطن وأن وراءه هدف كبير لذابت نفسه محبةً لله عز وجل ، لذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا جاءت الأمور على ما يريد ، قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وإذا جاءت على خلاف ما يريد قال الحمد لله على كل حال،
ودائماً نحسن الظن بالله ، وحسن الظن بالله ثمنه الجنة .




والحمد لله رب العالمين

محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الأول والأخر


 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10


اسم الله ( البصير )

بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ



البصير:اسمٌ من أسماء الله الحُسنى ، ومعنى هذا الاسم في اللغة
البصر : هو العين ، أو حاسة الرؤية ، وقيل البصر : هو النور الذي تدرك به المبصرات، وكلكم يعلم أن العين مهما تكن حادة النظر ومهما يكن الشيء واضحاً لا بد من وسيط من النور يتيح للعين أن ترى هذا الشيء ، ويمكن أن تُسحب هذه الحقيقة على العقل ، فالعقل مهما كان حاد الذكاء ، ومهما كانت الأمور واضحة وضوح الشمس ، لابد من نور إلهي يكشف لهذا العقل حقيقة الأشياء ، لذلك قال تعالى :


GetInline.aspx

(سورة الحديد)



والعقل من دون هداية الله ، من دون وحي السماء ، من دون خطاب الله للبشر ، العقل يَضل ويُضل ، وينحرف ويُحرف ، فالبصير من البصر ، والبصر هي العين ، والبصر حاسة الرؤية ، والبصر النور الذي تُدرك به المبصَرات ، هذه المعاني وردت في معاجم اللغة .


# أيها الإخوة من عادتي أنني إذا رأيت شاباً مؤمناً مستقيماً ، أقول له دائماً أعظم نعمة أنت فيها هي نعمة الهدى ، نعمة أن رؤيتك صحيحة نعمة أن في قلبك نوراً يريك الحق حقاً والباطل باطلاً ، الإنسان إذا اتصل بالله ولاذ بالله ، وانطلق لتنفيذ أمر الله ، الله يلقي في قلبه النور.


# إنسان راقِ جداً عنده يتيم اقترف معصية كبيرة ، أراد أن يؤدبه ، لو أن إنساناً نظر إليه وهو يضربه لاحتقره .. هذا يتيم كيف تضربه ؟ لكن الله إذا نظر إلى نيته العالية لتأديب هذا في تأديب هذا اليتيم معناها أن الله مبصر . الله بصير ، بمعنى أن الله تنكشف له بهذه الصفة كمال صفات هذا الضارب ، هو يضربه لله ، يضربه ليؤدبه ، يضربه ليحمله على الاستقامة ، الفكرة دقيقة ، ينكشف بهذه الصفة كمال صفات الأشياء .


البصير إذاً هو المبصر لجميع المبصرات ، والبصير هو الذي يشاهد الأشياء كلها ظاهرها وخفيها من دون جارحة ولا أداة ولا تغير في ذات الله ، والبصر في حقه تعالى عبارة عن الصفة التي تنكشف فيها كمالات نعوت الأشياء .أيها الاخوة: يجب أن تعلم أن الله يعلم ، وحينما تعلم أن الله يعلم ترتاح نفسك .


النبي عليه الصلاة والسلام يقول أفضل إيمان المرء أن تعلم أن الله معك ، وأرقى حالات المؤمن أن يشعر أنه تحت مراقبة الله عز وجل .** أحياناً الإنسان الموظف ، يجلس وراء الطاولة سبع ساعات يخرج ليقف على شرفة دقيقة واحدة ، يراه المدير العام يقف على النافذة ، فيغضب ويثور .

حالة غريبة ، سبع ساعات وراء الطاولة يعمل ، وقف دقيقة واحدة على النافذة فدخل المدير العام فرآه يتنزه فعنّفه ، لأنه لا يعلم ماذا فعل ، رآه على النافذة فعنّفه .
فالإنسان علمه ناقص ، لكنك مع الله ، لماذا أنت مرتاح مع الله ,لأنه يعلم سلامة صدرك ، يعلم أنك ما أردت هذا الذي حصل ، يعلم أنك تُكِنُّ لهذا الإنسان كل خير ، يعلم أنك بريء من هذه التهمة .


البصير : ورد في كتاب الله في أربعين موضعاً منها قوله تعالى :




GetInline.aspx
(سورة البقرة)
وقوله تعالى:
GetInline.aspx
( سورة الأنعام)


وقوله تعالى:

GetInline.aspx
(سورة الإسراء)




يعني أنت لا تعلم ، وقد يسكن إنسان في مدينة وهو لا يعلم ما فيها, هو مؤمن يرتاد بيوت الله عز وجل ، له إخوة كرام ، يحسن الظن في جميع الناس ، لكن حجم المعاصي في أي بلدة ، حجم الموبقات ، الذين يشربون الخمر ، الذين يقترفون جريمة الزنا ، من يعلم ذلك ؟

أفضل حالات المؤن أن يعبد الله كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه فإن الله يراهيعني أن تشعر أن الله يراك ، هذه درجة في الإيمان عالية جداً أن تشعر دائماً أن الله معك ، أن الله معك في خلوتك وفي جلوتك وفي مجلسك ، ومع ذكرك ومع نطقك ، وفي سفرك وفي حضرك ، هذا الشعور المستمر من نِعَم الله العظمى وهو درجة من درجات الإيمان العالية .



# أيها الاخوة هذه العين سُميت كريمة الإنسان لأن الله كرَّمه بها ، لماذا خلقها الله له ؟ ليرى بها العورات ؟! ليرى بها الموبقات ؟! ليرى بها المحرمات ؟! ليرى بها النساء الكاسيات العاريات ؟!



أم ليرى بها آيات الله الدالة على عظمته ، فالعين التي تغض عن محارم الله ، والعين التي تحرس في سبيل الله ، والعين التي ينهمر منها دموع من خشية الله هذه عين شريفة طاهرة مقدسة ، الله سبحانه وتعالى في الأعم الأغلب لا يُفجعك بها " ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا " .



## إذاً من أدبنا مع اسم البصير: الذي منحنا نعمة البصر أن نستخدم العين في أن نبصر بها آيات الله الدالة على عظمته .قال أحد الأنبياء : من كان نظره عبرة ، ويقظته فكرة ، وكلامه ذكراً فهو مؤمن ، لذلك قال النبي الكريم : " أمرني ربي بتسع (من هذه التسع) أن يكون صمتي فكراً ونطقي ذكراً ونظري عبرةً " .هذا أول شيء ، يجب أن تستخدمها في رؤية آيات الله الدالة على عظمته ، الشيء الثاني : يجب أن تعلم أن الله يبصرك ، الذي خلق نعمة البصر ألا يبصر ؟ ..


قال تعالى :


GetInline.aspx
(سورة البلد)




وأخيرا: نقطة دقيقة جداً ، المؤمن الكامل لا يستهين بنظر الله إليه واطّلاعه عليه ،قال بعضهم : لا تجعل الله أهون الناظرين إليك الإنسان أحياناً أمام شخص يحسّن نفسه ، يرجّل شعره ، يتعطر ، إذا دخل إلى بيته يرتّبُه ، لأنه يستحي منه ،
فلماذا الإنسان يقارف معصية وهو يعلم أن الله يراه ، فكأنه جعل الله أهون الناظرين إليه .




والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله البصير
 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
اسم الله ( الظاهر والباطن )

بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الظاهر والباطن: اسمان من أسماء الله الحسنى ، والظاهر في اللغة من الظهور ، وهو بدوُّ الشيء الخفي ، شيء خفي ظهر يُقال له ظاهر والظاهر أيضًا هو الغالب . المعنى الأول: من فعل بدا أي ظهر ، والمعنى الثاني الغالب من فعل غَلَب يغلب ، قال تعالى :


GetInline.aspx
(سورة الصف)




أي أصبحوا غالبين والظاهر كذلك هو : الشيء الخارجي خلاف الباطن : الشيء الداخلي ، نحن في مجال المعاني اللغوية الآن ، والظهر : الركاب التي تحمل الأثقال على ظهورها ، فلان عنده ظهر ؛ أي عنده دابة يحمل عليها ، والظهير هو القوي



، وفي الحديث : "ما نزل من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن "
الظهر لفظ الآية ، والبطن تأويلها ، هذه هي المعاني المتعددة التي يمكن أن تُستفاد من كلمة الظاهر لكنّ الظاهر : اسم من أسماء الله الحُسنى ، فيقول العلماء أن يكون غالباً لخَلْقه ، الله جل جلاله هو الغالب ، هو القاهر ، هو الفعّال لما يُريد ، أمره هو النافذ ، مشيئته هي المتحكمة ، هو المهيمن ، هو المسيطر ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، كل هذه المعاني مستفادة من كلمة ظاهر ، ظهر على خلقه أي غلبهم ، أمره هو النافذ بالقرآن الكريم آيات تؤكد هذا المعنى :



GetInline.aspx
(سورة العنكبوت)



فإذا قلنا الله ظاهر بمعنى أنه غالب ، مهيمن ، مسيطر ، أمره نافذ ، فعال لما يريد ، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وقد ورد هذا المعنى في قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، حينما وردت آية تشير إلى مغزى القصة ، قال سبحانه :



GetInline.aspx
(سورة يوسف)



المعنى الثاني للظاهر :
هو العالم بما ظهر ، ظهرتُ على سره أي اطلعت على سره ، الله عز وجل إضافة إلى قوته ، وسيطرته وقدرته ، وهيمنته ، هو عليم بكل شيء ، يتعلق علمه بكل ممكن ، لذلك هو عالم بما ظهر .





الحقيقة أن الإنسان إن لم تكن لديه معلومات فهو ضعيف ، يعني أحد أسباب القوة هي المعلومات الصحيحة ، فلذلك الله عز وجل غالب بقوته مطلع بعلمه ، ظاهر .
والمعنى الثالث لكلمة الظاهر : هو أن الله لكثرة البراهين الدالة عليه ولكثرة الدلائل التي تشير إليه ظاهر .. قيل يا إمام متى كان الله ؟ فقال الإمام علي ، ومتى لم يكن ؟ .. يعني الله عز وجل كل شيء يدل عليه ، فأنتم أيها الإخوة القراء تلاحظون أن الهواء الذي نتنفسه لو قطع عنا لفقدنا حياتنا ، ومع ذلك لا نراه ، هو معنا نعيش بسببه ، ومع ذلك لا نشعر بوجوده ،



فلذلك قالوا شدة القرب حجاب ، وقال بعض العلماء : " الظاهر هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه ، وقيل عُرف بطريق الاستدلال العقلي " .
أيها الاخوة: أحياناً الإنسان يشعر أن فعل الله ظاهر ، وأحياناً لحِكمة يريدها الله عز وجل يبدو فعل البشر أنه هو الحقيقة وأن الإنسان هو الفعّال ،



لكن الله سبحانه وتعالى هو الفعّال دائماً هذا ما يراه المؤمن ، لكن ضعاف الإيمان إذا بدت قدرة الله صارخة يكتفون بأن يقولوا سبحان الله ، وإذا بدت قدرة البشر خارقة يتزلزلون وينكمشون ويضعفون ،



لكن الحقيقة أنّ الظاهر هو الله جل جلاله الغالب على أمر الخلق .
صدقوني أيها الاخوة القراء الناس جميعاً وفي حالات كثيرة يرون أفعال الله صارخةً كالشمس في رابعة النهار ، لأنه ظاهر .



## فمثلا مرة هبَّت رياح عاتية على منطقة زراعية فدمرت ما يزيد عن مائة بيت زراعي، الناس جميعاً فيها على اختلاف مللهم ونحلهم ومشاربهم بفطرتهم ، فالسيئ هو الذي دُمر بيته ، والمستقيم هو الذي حفظه الله عز وجل ، وكأن هذه الرياح مسيّرة ، من أغرب الصدف أن بيتين متلاصقين ، يعني جسم البيتين متصل ، لأخوين من أم وأب ، الأول صالح والثاني طالح ، جاءت الرياح العاتية فقلعت بيت الطالح ، وقلعت معه النباتات المحيطة به ، والبيت الملاصق له نجا من الدمار .. فعل الله ظاهر . *** أما الباطن : فهو المحتجب عن عيون خلقه ، عن هذه العين فقط لشدة ظهوره قال تعالى :




GetInline.aspx
(سورة الأعراف)




الباطن محجوب عن عين الرأس ، ظاهر لعين القلب . بعض العلماء يقول : " إنه باطن من حيث إن كُنْه حقيقته غير معلوم للخلق "، يعني لا يستطيع الخلق مجتمعين أن يصلوا إلى كُنه حقيقته ، هو باطن ، لذلك قال بعض علماء التوحيد : " عين العلم به عين الجهل به وعين الجهل به عين العلم به " . يعني إذا سُئلت عن ذات الله ، فإذا قلت لا أدري فأنت العالم ، وإن قلت أدري فأنت لا تعلم ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول :
GetInline.aspx
(سورة البقرة255) هذا معنى الباطن ، كنه حقيقته محجوبة عن الخلق . معنى آخر : باطن أي أن الأبصار لا تحيط به ، كما قال تعالى: لا تدركه الأبصار . المعنى الاخر: ؛



باطن بأنه يعلم ما بطن
، أنت كإنسان لك ما ظهر والله عز وجل يعلم ما ظهر وما بطن ، والإنسان أحياناً يكون ممثلاً بارعاً ، وقد ينطلي تمثيله على الأذكياء ، هؤلاء الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه سبعين داعية وعالماً ليُعَلّموا قومهم في بئر معونة ، وأرسل النبي معهم سبعين صحابيًّا ليُعلموهم ،



وفي الطريق ذبحوهم ، بقي النبي شهراً أو شهرين يدعو عليهم في الصلاة ، النبي لا يعلم الغيب ، والنبي له الظاهر ، لكن الله يعلم الظاهر والباطن.
قيل : ظاهر بآياته باطن بذاته ، كلام لطيف ، جميل جداً ، لهذا النبي قال : " تفكروا في مخلوقات الله ولا تَتَفكَّروا في ذاته فتهلكوا " . # هناك معنى لطيف جداً قال عنه العلماء ، وهو أن قوله تعالى :




GetInline.aspx
(سورة لقمان 20)



** الإنسان كثيرًا ما يتألم من المصيبة ، وقد تكون المصيبة نعمة باطنة ، النعمة الظاهرة ؛ المال ، الصحة ، الوجاهة ، راحة البال ، الأمن الطمأنينة ، الزوجة الأولاد ، هذه كلها نعم ظاهرة، ولكن هذه النعم الظاهرة لا ترقى بالإنسان ، الحُزن خلاَّق ، كلمة رائعة جداً " الحزن خلاق " العبقريات أحياناً تتفجر بالأحزان ، والهموم ، فالله عز وجل له نعمتان .. ترى شخص في بحبوحة ، كسول ، بارد ، مشاعره باردة ، صلاته جوفاء ، معرفته سطحية ، اتصاله بالله شبه معدوم ، صفاته غير مقبولة ، تأتيه مصيبة مخيفة ، يدعو الله ، يلجأ إليه ، يصلي قيام الليل يتوسل إليه ، يبالغ في طاعته ، يقدم صدقات ،



لولا هذه المصيبة ما تألق هذا التألق ، لولا هذه المصيبة ما سعى إلى الله هذا السعي ، لولا هذه المصيبة ما جدَّ إلى الله هذا الجد، فهذه المصيبة نعمة باطنة وكن مطمئنًا أيها القارىء الكريم ، وأنا لا أبالغ إن شاء الله ، أعتقد أن ثلثي رواد المساجد المصطلحين مع الله الذين أحبهم الله وأحبوه كان انطلاقهم إلى الله بسبب مصيبة ألمّت بهم فحملتهم على التوبة ، فهذه نعم أم ليست نعماً؟ بل نعم باطنة ، قال تعالى : " أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً " احفظوا هذه الكلمة ؛ " الحزن خلاق "



أحياناً ينشأ طفل يتيم ، لا أب ولا مال ، وله أخ قاس وضعه بعمل مرهق ، وطالبه بدراسة متعبة والأستاذ من جهة يطالبه ، وصاحب العمل من جهة أخرى والأب غير موجود والأخ يمنُّ بعطائه ، فهذا الطفل قد يصبح عبقرياً


.. وبالمقابل اُنظر إلى ولد آخر ، كل شيء موفر له ، الأكل الشرب ، ترى صفاته النفسية خسيسة جداً ، لأنه ما ذاق طعم الفقر ، ذاق طعم الغنى وحده ، فلذلك أيها القراء الكرام ؛ الله جل جلاله قال : " أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً "
هذه الآية من أدق الآيات ،

وهي تبث الفرحة في قلب المؤمن يعني عليك ألا تتألم من المصيبة ،
لعل الفقر هو المنطلق إلى الله ، لعل المرض هو سبب التوبة ، لعل شبح هذه المصيبة سبب إقبالك على الله هذه نعمة باطنة ، والله عز وجل إذا أراد أن يعالج الإنسان يعرف كيف يعالجه ، يأتيه من مأمنه ، يأتيه من مكان طمأنينته ، من مكان قوته بل يأتيه من حيث لا يحتسب، لذلك : " أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً "
فالظاهرة ما نقف عليها ، والباطنة لا نعرفها ، من هنا أشار قوله تعالى :




GetInline.aspx
(سورة النحل)



النعم الظاهرة والباطنة لا تحصى . وأخيرا من أدعية النبي عليه الصلاة والسلام : عن سُهَيْلٍ قَالَ كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ (صحيح مسلم)



والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الظاهر الباطن
 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
اسم الله ( الرؤوف )


بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ






الرؤوف :في اللغة شديد الرحمة ، والرأفة أشد من الرحمة ، أو شدة الرحمة ، ورأف به أي أشفق عليه من مكروه يحل به ، والرأفة في اللغة نهاية الرحمة ، والرأفة من الله دفع السوء .


# إن حلّت المصيبة فإن الله سبحانه وتعالى رحيم بهذا الإنسان ، أما رأفتهفتقتضي أن يبعد عنه كل سوء قبل أن تحل به المصيبة ، والله سبحانه وتعالى لشدة رحمته رؤوف ، ومن لوازم رأفته أنه يحمل العبد على التوبة قبل أن يقع في المعصية ، وحينما يقع في المعصية يستوجب العقاب ، والآن تقتضي رحمته أن يرفع عنه العقاب .



وقد يسأل سائل : فيقول من أسماء الله الحُسنى الرحيم ، ومن أسماء الله الحُسنى الرؤوف فما الفرق بينهما ؟
# أضرب لكم مثلاً يقرب هذين المعنيين : الأب حريص على أولاده ولاسيما في أيام الشتاء من أن يصيبهم البرد ، من ألا يخرجوا من بارد إلى حار أو من حار إلى بارد لئلا يصابوا بأمراض الشتاء ، فالحرص البالغ من الأب على ألا يصاب ابنه بمرض هذا من الرأفة ، أما حينما يصاب الابن بمرض ويتفطر قلب الأب له رحمة فهذا من باب الرحمة ، فالرحمة تخفيف الألم عن مصاب واقع ، بينما الرأفة هي الحيلولة بين المتعطف عليه وبين الوقوع في الشدة ، فالرأفة متعلقة بالوقاية ، بينما الرحمة فمتعلقة بالعلاج





## هناك طبيب ينصحك ، ويبين لك مضار التدخين ، ويعطيك الأدلة ، ويطلعك على أحدث الأبحاث ، ويبين لك آلية ضرر التدخين مثلاً ، فإذا أصر المريض على متابعة هذه العادة السيئة وأصيب بمرض عضال فالطبيب نفسه جراح ، يجري عملية جراحية ، فإذا سمعت نصيحته فقد اتبعت اسم الرؤوف ، وإن لم تستجب إلى نصيحته فأنت أمام اسم الرحيم





### وأحياناً يحمّل الإنسان ما لا طاقة له به ، فقد ذكر لي رجل : أنه أصيب بمرضين ، مرض عضال في الجهاز الهضمي ، ومثله في القلب ، والشيء الذي لا يُحتمل أن أدوية القلب تؤذي جهاز الهضم وأن أدوية جهاز الهضم تؤذي القلب ، ولذلك اجتمع الأطباء وقالوا : لا تأخذ أي دواء :



GetInline.aspx






(سورة البقرة)



و أحياناً فقر وقهر ومرض وجوع معاً ، فكلما كان الانحراف أشد كان العلاج مراً أكثر ، والمؤمن يفهم على الله بالإشارة .



** ورجل أساء إساءة ، وهو يتوقع من الله العقاب فانتظر أياماً ما حدث شيء ، فصحته وبيته و أولاده ، كلها على ما يرام ، ففي الصلاة ناجى ربه ، وقال يا رب قد عصيتك فلم تعاقبني ، ووقع في قلبه أن يا عبدي قد عاقبتك ولم تدر ألم أحرمك لذة مناجاتي .



هذه الصلة هي روحية ، يحرص عليها حرصه على روحه ، فإذا انقطعت يُعد هذا أكبر عقاب له ، الإنسان المستقيم المصطلح مع الله التائب إليه له منه مدد ، وله سكينة ، له ونور يقذفه في قلبه ، وطمأنينة ، إنه متوازن ، في ظل الله ورحمته ، وحفظه ، وتوفيقه ، وتأييده ، و دعمه في الدفاع عنه ، فإذا خرق الاستقامة خرج من مظلة الله ، وحفظه فيُعامل كما يُعامل عامة الناس ، أما وأنت مستقيم فلك معاملة خاصة ، قال تعالى :


GetInline.aspx







(سورة الحج)



والرأفة والرحمة وردت في كتاب الله في أربعين موضعاً منها قوله تعالى:




GetInline.aspx


وقوله تعالى:






(سورة البقرة الآية207)



GetInline.aspx






(سورة الحديد)



وقوله تعالى:

GetInline.aspx


(سورة الحشر)


والملاحظ أن هذين الاسمين وردا معاً لأنهما من طبيعة واحدة ، فواحد وقائي وواحد علاجي ، والأول أشد والثاني أقل .




والآن ما الأدب الذي ينبغي أن نتأدب به مع اسم الرؤوف ؟ :

أولا : ينبغي أن نكثر من ذكر هذا الاسم كي نحب الله عز وجل لأن الله أسماؤه حُسنى ، وصفاته فُضلى ، وكلما ذكرنا أسماءه الحُسنى مال القلب إليه واشتاق العبد إلى لقياه فمن الأدب أن نكثر من ذكر هذا الاسم .والشيء الثاني : أن نتخلّق بأخلاق الله فنحول بين الناس وبين أن يعصوا ربهم ، ونستخدم الأسلوب الوقائي لا العلاجي ،



وأقرب شيء الأولاد ، فقبل أن يقع الابن في مشكلة ويمد الأب يده لينقذه هناك شيء أهم من ذلك ، أن تحول بينه وبين أن يقع في هذه المشكلة ، فالتربية الوقائية هي التخلق بأخلاق الله عز وجل ، فبين أن تربي ابنك تربية علاجية وبين أن تربيه تربية وقائية ، هناك فرق بين الرأفة والرحمة ، لذلك تخلّق بأخلاق الرؤوف وحل بين الناس وبين أن يقعوا في مشكلة .




# فمثلا:هناك إنسان يهمل زوجته و لا يقوم بواجبه تجاهها ، إذ يغيب عن البيت عشرين ساعة ، ثم يكتشف أنها خانته ، و أنها منحرفة الأخلاق ، وعندئذ يريد أن يفعل بها الأفاعيل ، لا ..


أنت لم تكن رؤوفاً بها ، بل سيبت الأمور وأهملت تربيتها حتى وقعت فيما وقعت به ، فحطمتها ، والتطبيق العملي .. أن تتخلق بأخلاق الله ، حُلْ بين الناس وبين أن يقعوا في المعصية ، وأن يفسدوا وهذا من أدب الإنسان مع اسم الرؤوف ، والله عز وجل ، جعلك خليفته في الأرض ، لتتخلق بأخلاقه .

أيها الإخوة : هذه الدروس دروس أسماء الله الحُسنى لها هدفان كبيران ، الأول أن تعرف الله ، والثاني أن تتخلق بأخلاقه ، الأول أن تعظمه ، والثاني أن تسمو إليه ، الأول أن تعرفه والثاني أن تكون كاملاً ، متخلقاً بهذه الأسماء حتى تستحق جنة الله عز وجل .




والحمد لله رب العالمين


محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الرؤوف
 

ČốηťĕṨṩก

♥*.¸المحاربين القدماء¸.*♥

إنضم
Sep 26, 2008
المشاركات
11,461
مستوى التفاعل
106
المطرح
بالدنيا
رسايل :

الحمـــــد للـــــــه .....♥

جزاكي الله كل خير اختي الفاضلةوردة*
 

Bilal Mohammad

رجُل الياسمين

إنضم
Apr 7, 2009
المشاركات
9,884
مستوى التفاعل
105
المطرح
في الســـــماء {..
الله يعطيكم الف الف عافية
بالفعل موضوع رااائع
ومجهوود ارووع ...

كل الشكر لكل من ساهم فيه


متابع معكم بأذن الله


وردة*
 

أيلول

نبض السعادة من رحم الألم

إنضم
May 31, 2009
المشاركات
3,932
مستوى التفاعل
109
المطرح
أرض الله الواسعة
رسايل :

مــا أبعد الصباح في هذا العالم

جوزيتم خيرا وافرا
 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10


اسم الله ( السلام )


بسم الله الرحمن الرحيم




السلام: يقول العلماء : هذا الاسم معناه أنه جل جلاله ذو السلامة ، كأن تقول الرضاع من الرضاعة ، هذا الاسم أساسه اللغوي السلامة
ومعنى السلامة أي أن ذاته جل جلاله سلمت من كل عيب وسلمت صفاته من كل نقص وسلمت أفعاله عن الشر.



أليس في الأرض شرور ؟ فكيف يقول العلماء في شرح هذا الاسم العظيم من أسماء الله تعالى : سلمت أفعاله من الشر ؟ .


في الإجابة على هذا السؤال ، وأنا أعلق أهمية كبرى على هذه النقطة ، لأنك إذا فهمتها فهماً صحيحاً أحسنت الظن بالله عز وجل وحسن الظن بالله ثمن الجنة ،

سلمت أفعاله عن الشر المطلق ؟ ما هو الشرالمطلق الذي نفعله لذاته ؟ أي إذا كان في الإنسان التهاب حاد في الزائدة الدودية ألا يمسك الطبيب الجراح المشرط الذي نرجوه أن يجري لنا هذه العملية !! ألا يمسك هذا الطبيب المشرط ويشق اللحم وينفر الدم ويخدر هذا الإنسان فبعد أن ينتهي مفعول التخدير ألا يتألم هذا الإنسان ، هل أردنا أن نجرحه حباً بجراحته ؟ هل أردنا أن نقطع هذا اللحم حباً بإيقاع الأذى ؟

أم أن هذا الطبيب الرحيم البارع أمسك المشرط وفتح البطن ليستأصِل هذه الزائدة الملتهبة وفي استئصالها يكون الشفاء والراحة، فإذا جاء إنسان ليطعن إنساناً آخر بالسكين بلا سبب وبلا ذنب نقول: هذا فعل الشر المطلق أي أوقع فيه الأذى لذات الأذى ، أما حينما يفتح جدار البطن ليستأصل هذه الزائدة الملتهبة فهذا ليس شراً مطلقاً ؛ هذا هو الشر الذي من أجل الخير، هذا هو الألم الذي من أجل الراحة ، هذا هو فتح الجلد الذي هو من أجل راحة النفس ،



فلذلك حينما نقول : من معنى اسم الله السلام أنه ذو السلام .


# إنّ كل شر تراه أعينكم هو شر موظف لمصلحة الإنسان البعيدة لا القريبة ، مثال للمصلحة القريبة : قد يُفقِد الإنسان ماله كله وقد أصيب بمرض عضال ، فذهب المال في العلاج فهذا الفقد للمال وهذا المرض العضال في نظر صاحبه شر خطير . ولكن حينما يخلق الإنسان لسعادة أبدية ويكون هذا العلاج في خدمة عودته إلى الله عز وجل وأنفق المال لهذه الغاية النبيلة فهذا هو الخير البعيد .
إذاً الشر المطلق لا وجود له في الكون ، وما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم . وكلما كان الانحراف أشد كان العلاج أقصى .
يا أيها الأخوة الأكارم :
دعوة الله كلها ملخصة بدار السلام و ورد في قوله تعالى :



GetInline.aspx

(سورة الواقعة : الآية 90-91)






وورد في قوله تعالى :





GetInline.aspx
(سورة مريم : الآية 15)









## أيها الاخوة لتوضيح معنى اسم الله السلام هناك الكثير من الامثلة أتمنى عليكم أن تفهموا أسماء الله الحسنى لا من خلال التعريفات النظرية التي أوردها بعض العلماء ولكن من خلال التفكرات اليومية لعل الله سبحانه وتعالى يفتح عليكم بهذا المجال :



* الله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان ، في عظامه ، من الداخل أعصاباً حسية بالغة الحساسية لماذا ؟ لماذا في نِقْيِ العظام أعصاب حس ليس لها معنى ، فإذا كسر العظم تُبقي العظم على حالته لأن إبقاؤه على حالته هو ثلاثة أرباع العلاج ، فجعل الله في نقي العظام ذلك العصب الحسي البالغ الحساسية من أجل سلامتك لأن اسمه السلام .




** أعصاب الحس في الأسنان من أجل أن تبادر إلى طبيب الأسنان فتعالج أسنانك قبل أن تفقدها كلها ، فهذا العصب الحسي البالغ الحساسية في أسنان الإنسان من أجل سلامة الأسنان وهو تجسيد لاسم الله السلام .


*** وأنت نائم هذا الريق هذا اللعاب في الفم إذا ازداد أعطى تنبيها إلى الدماغ والدماغ أمر البلعوم فتجعل هذا اللعاب في المعدة وأنت نائم ، هذا من اسم الله السلام .
* أين جعل النخاع الشوكي ؟ في العمود الفقري أخطر شيء في الإنسان .
أين جعل القلب ؟ في القفص الصدري .
أين جعل الرحم ؟ في الحوض



GetInline.aspx

(سورة المؤمنون : الآية 13)





الرحم يقع في الوسط الهندسي تماما من جسم المرأة .
* أين جعل معامل كريات الدم الحمراء وهي أخطر معامل في جسم الإنسان ؟ في نِقْيِ العظام، أترون كيف هي السلامة .



من معاني هذا الإسم أن ذكر الله عز وجل يورث الأمن والطمأنينة والسلامة والدليل قوله تعالى :
ألا بذكر الله تطمئن القلوب




(سورة الرعد : الآية 28)






في القلب وحشة ، في القلب خوف ، في القلب قلق لا يسكن هذا القلق ولا تسكن هذه الوحشة ولا يأنس إلا بذكر الله ، وأنا أقول لكم هذه الكلمة: إبحثوا عن كل شيء ، ليس في الأرض كلها شيء يمنحكم سعادة إلا أن تذكروا الله .
إن القلوب لتصدأ صدأ الحديد ، قيل : وما جلاؤها ؟ قال : ذكر الله وتلاوة القرآن .




## إذاً من أسماء الله السلام إنك إذا ذكرته شعرت بالسلام ، إنك إذا ذكرته زال عنك الخوف ، إنك إذا ذكرته زالت عنك الوحشة ، إنك إذا ذكرته أنست به، إنك إذا ذكرته اطمأننت .




من معاني إسم السلام أنك إذا إتصلت بالله عز وجل طهرت نفسك من العيوب وهنا ندخل في معانٍ دقيقة ، # أول معنى أنّ ذاته جل جلاله تنزهت عن كل عيب وصفاته تنزهت عن كل نقص وأفعاله تنزهت عن كل شر ، أي شر ؟ هذا الشر المطلق أما الشر الهادف ؟ فهذا علاج والعلاج دائما مر ،
فليس في الوجود كله سلامة إلا وهي معزوة إليه أو سَلِمَ المؤمنون من عذابه أو هو ذو سلامة على أوليائه .




GetInline.aspx
(سورة النمل : الآية 59)






سلمت ذاته وسلم خلقه من كل أذى ومن كل ضرر .





وأخيرا أختم بهذه القصة التي وقعت في دمشق قبل مدة:
## تزوج إنسان إمرأة شريرة رآها في الملهى فأعجبته ، بعد أن تزوجها نشب خلاف بينه وبينها ليست منضبطة ، أنت من أين أخذتها ؟ من أين تزوجتها ؟ فذهبت إلى بيت أهلها ، استرضاها فلما استرضاها أبت إلا أن تسجل عليه مبلغ مائة ألف ليرة لترجع إليه ، رجعت إليه شكلا وأقامت عليه دعوى واتفقت مع المُبَلِّغ ، وأخذت التبليغ من مبلغ المحكمة ولم تبلغه لزوجها ومضت مدة الدعوى وأصبح الحكم قطعيا ، ثم سيق الزوج إلى السجن بتهمة التخلف عن دفع المهر المقدم .هكذا مجريات القضاء ، فلما علم ذلك حاول قتلها وقتل أمها وأختها في ليلة واحدة وقتل نفسه ، إصابتهم لم تكن قاتلة أخذوا للمستشفى ونَجَوّنَ الثلاث من الموت الأم وابنتها وأختها وهو أصبح تحت الثرى ، ليس للإنسان سلام إذا تزوج إمرأة أعجبته من مكان ساقط فدمرته .



أما إذا التزم أحدنا شرع الله عز وجل فإنه سبحانه يبارك له في زواجه وفي عمله وفي رزقه وفي صحته وفي أولاده يهديهم سبل السلام
GetInline.aspx






(سورة الإسراء: الآية 9)








والله أيها الأخوة الأكارم لو بقينا ساعات طويلة أياما عديدة وأشهراً مديدة وسنوات لا تنتهي ما انتهينا من إسم الله " السلام " إذا أردنا أن نأخذه من خلق الإنسان ومن خلق الحيوان




أيها الأخوة :
وبعد ، فما واجب المؤمن بالنسبة لهذا الإسم ؟ المؤمن الحق من سلم من المخالفات الشرعية سرا وعلنا ، وبرئ من العيوب ظاهرا وباطنا ، قال الله عز وجل :





GetInline.aspx
(سورة الأنعام : الآية 120)







ومن كان سليما من الذنوب بريء من العيوب ولتكن على هذا النحو علاقتنا بأسم السلام ، ليتحقق لنا معنى الآية الكريمة :




GetInline.aspx






(سورة الشعراء : الآية 88ـ89)






والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله السلام

 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10



اسم الله ( الفتاح )

بسم الله الرحمن الرحيم




الفتّاح :على وزن فعَّال ، وصيغة فعّال من صيغ مبالغة اسم الفاعل وحينما يصاغ اسم الله عز وجل الفتاح أو أي اسم آخر ، حينما يصاغ صياغة مبالغة فالمعنى أن الله عز وجل يفتح كل الأبواب أو يفتح ما استعصى من الأبواب ، إما مبالغة تكثير أو مبالغة نوع.





* المعنى البسيط إما أنه يفتح كل باب ، يفتح لك باب الرزق يفتح لك باب العمل ، يفتح لك باب الزواج ، يفتح لك باب الراحة النفسية ، يفتح لك باب التوفيق ، يفتح لك باب الطمأنينة ، يفتح لك باب العمل الصالح ، يفتح لك باب الدعوة إلى الله ..




** إذاً فتاح صيغة مبالغة اسم الفاعل الفاتح ، الفاتح والفتاح ، يفتح ما أغلق من الأبواب أو ما استعصى من الأبواب ، أو يفتح كل باب، قال الله تعالى :





GetInline.aspx




(سورة فاطر)





# ما علاقتك بهذا المعنى من هذا الاسم ، يعني إن كنت على حق لا تخف لأن الله هو الفتاح، قد يقول الناس عنك الأقاويل ، قد يتهمونك بتهم لا أساس لها من الصحة ، إذا كنت على حق لا تخف ، ولا تنس قوله تعالى :






GetInline.aspx
(سورة النمل)





*" مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ " الأبواب المغلقة كثيرة ، يقال لك ، الأبواب كلها مغلقة ، الطرق كلها غير سالكة، كلما اتجهتُ إلى جهة أُغلق الباب في وجهي ، هذا تعبير يستعمله عامة الناس ، من هو الفتاح هو الذي يفتح لك الأبواب المغلقة أو الأبواب المستعصية ، أو الأبواب الكثيرة ، وحينما يَطْهُر الإنسان حينما تصبح سريرته سليمة ، حينما يستحق الإكرام تأتيه الدنيا وهي راغمة ، " أوحى ربك إلى الدنيا أنه من خدمني فاخدميه ومن خدمك فاستخدميه ،


الحديث القدسي معروف " خلقت لك السماوت والأرض ولم أعيَ بخلقهن أفيعييني رغيف أسوقه لك كل حين ، لي عليك فريضة ولك عليَّ رزق ، فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك ، وعزتي وجلالي إن لم ترض بما قسمته لك فلأسلّطنَّ عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ، ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ولا أبالي وكنت عندي مذموماً ".







قال تعالى:
GetInline.aspx




(سورة الأنعام)



" هذا موقف الإنسان المؤمن ، هذه الآية خطيرة جداً
، فلو قرأت مقالة تتحدث عن تنبؤات عام كذا ، أو الأعوام الميلادية يخرج الصحفيون وبعض المفكرين يتنبؤون بما سيكون في المستقبل ، مثل هذه المقالات لا تقرأ لأنه " وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ " إلا إذا كان تنبوء لا من باب الجزم بل من باب التكهن ، إنه احتمال أن العالم مقبل على أزمة معينة مقبل على كذا ، ولكن عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ، هذه الآية إذا فهمتها استرحت .




قالوا " ما مضى فات ، والمؤمل غيب ، ولك الساعة التي أنت فيها " أنت لا تملك إلا وقتك الحاضر ، في هذا الوقت بالذات بإمكانك أن تتوب .
**كان يحضر عندنا في الجامع أخت كريمة ، في جامع النابلسي ، منذ ستة عشر عاماً ، ولها صهر بعيد عن الدين بُعداً شديداً ، بل إنه ينكر وجود الله عز وجل ، فكانت تدعو ابنتها أن تدعوَ زوجها لهذا الدرس فسمعت أنها دعته أكثر من عامين ، أن يحضر ولو درساً واحداً ، قال مرة دخلت ابنتها على الدرس ففرحت فرحاً شديداً ، قالت لها زوجك معك قالت نعم ، كادت لا تصدق ، هذا الرجل حضر درسين وبعدها أصابته أزمة قلبية ، ونقل إلى المستشفى على شكل إسعاف ، وهو على الحمالة ، قال لأولاده ، كل شيء قلته لكم في الماضي باطل ، الحق هو ما جاء في القرآن ... لا أنسى هذه الكلمات ، ربّى أولاده على شاكلته على أنه لا إله، حضر درسين ووافته المنية ، وهو على فراش الموت قال لأولاده ، وله ولد مهندس ، قال كل شيء قلته لكم باطل ، الحق ما جاء في القرآن، نرجو الله أن يقبله .




" وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ يَعْنِي الْفَرِيضَةَ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ *
من مرض من مشكلة ، من موت مفاجئ . قال الله تعالى :





GetInline.aspx






(سورة سبأ)





* أذا :
كلمة فتح باللغة تعني أن هناك شيء مغلق ، فهل تقول لإنسان افتح هذا الباب وهو مفتوح، كلمة ليس لها معنى ، فأنت لا تقول افتح إلا لما هو مغلق ، كل شيء أُغلق في وجهك يجب أن تذكر اسم الفتاح ، حتى لو ضاعت مفاتيحك ، لو ضاعت محفظتك ، لو ضاع شيء ثمين.

## عندنا شيء آخر ، هناك فتح لكبار المؤمنين ، أي أن المؤمن أحياناً يفتح الله عليه يلقي في قلبه نوراً ، يلقي في قلبه معرفة ، يسميها بعض العلماء الكشف ، يكشف الله عن بصيرته ، يرى الحق حقاً والباطل باطلاً ، يسميها علماء آخرون الإراءة ، قال الله تعالى :






GetInline.aspx




(سورة الأنعام)





أحياناً تشعر أنك لم تكن ترى فأصبحت ترى ، رؤيا قلبية ، أحياناً يرى الإنسان أن الكذب يربِّحه هذا أعمى البصيرة ، إلى أن يرى أن الصدق وحده هو الذي ينجيه ، هذه رؤيا قلبية ، يرى أن الاستقامة في الحياة هي سبب الكرامة ، هذه رؤيا ، بعض الناس يكذب ويغش ويخدع ، ويظن نفسه ذكياً ، لأنه أعمى القلب ،




فما هو الفتح بالمعنى الجديد ؟ الفتح أن يفتح الله على بصيرتك ، أن يكشف الله على بصيرتك ، أن يجعل بصيرتك صافيةً ترى بها الخير خيراً والشر شراً .







أيها الاخ الكريم :

فإذا فتحتَ محلاً تجارياً ، إن أسست معملاً ، إن أسست مدرسة ، إن أزمعت الزواج ، قُل يا فتاح ، ولا تقل أنا خبير سأستخدم كل خبرتي سأستشير ، سأسأل محامياً .




وأختم بهذه القصة: أعرف رجلاً ، متبرماً دائماً ، مشمئزاً دائماً ، جمع وطرح وضرب وجد أنه إذا باع معمله، وبيته ، ومحله التجاري في مكان راقٍ بكذا مليون القصة قديمة ، ويضعها في بنك في أوربا بالمائة ثمانية عشر ، يعيش ملكاً في أوروبا ، ثم نفّذ الخطة ، باع المحل وباع المعمل وباع البيت وباع السيارة ، ثم أخذ تأشيرة خروج ، وذهب إلى أرقى بلد في العالم بالسويد ، في باله أن يضع الأموال بالبنك ويشتري بجزء منها بيت وسيارة فخمة ، ثم يعيش على فوائد المبلغ في بحبوحة ،
كيف ؟ إن وضع المبلغ في البنك يحتاج إلى وثيقة معينة ، والمبلغ كبير جداً فوضعه باسم آخر ، إما قريب أو صديق هناك ، وفي اليوم التالي سأله تأدية المبلغ قال له مَن أنت؟ لا أعرفك ، كل ثروته ضاعت بساعات ، لتأمين وثيقة معينة ، وفي اليوم التالي أنكره ، فأين الذكاء ؟!
هذه أبقَها في بالك ، مع الله لا ينفع ذكاء " لا ينفع حذر من قدر " ولكن ينفع الدعاء مما نزل ومما لم ينزل ، " وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ " لن يقع شيء إلا بأمر الله .





علاقتك بهذا الدرس أن تسعى أن جاهداً كي يفتح الله على قلبك باب العلم ،

والشيء الثاني أن تفتح أنت على العباد باب خيراتك ، لا تكن قابضاً ، فكن باسطاً .





والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الفتاح

 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
اسم الله ( الغفار )


بسم الله الرحمن الرحيم




المغفرة : في اشتقاقها اللغوي تعني الستر ، فمثلا الغفر وبر الثوب ، وبر الثوب يستر اللحمة ومغفر الرأس الشعر يستر جلد الرأس ، فباللغة معنى الستر
ولكن ربنا عز وجل كما يتضح لكم ذكر بعض المعاصي





# فلا يستقيم معنى المغفرة بمعنى الستر لكن يستقيم بمعنى الصفح والعفو فالمعنى الأول المغفرة الصفح والعفو أي عدم إيقاع العقوبة ، أي الله عز وجل غفور يمكن أن يعفو عنك فلا يوقع عليك العقاب .





أيها الاخوة الكرام:
المشكلة الأساسية هو أننا إذا قرأنا القرآن نقرأ بعضه وننسى بعضه الآخر،






لا ينبغي أن تقف عند هذا المكان في الآية قال تعالى الاية التي بعدها




أي غفور لمن أقبل ، غفور لمن تاب ، غفور لمن رجع ، غفور لمن أناب ، غفور لمن أصلح ، غفور لمن استغفر ، أما أن يقيم الإنسان على معصية وينوي أن يبقى عليها ويقول الله غفور رحيم هذا من السذاجة والجهل وعدم الفهم



اسم الغفور: ورد في القرآن الكريم في صيغ ثلاث:



الصيغة الأولى ورد هذا الاسم على صيغة غافر قال تعالى

وورد أيضا على صيغة ثانية وهي الغفور ، غافر وغفور قال تعالى


الصيغة الثالثة وردت غفار على وزن فعال قال تعالى


إذاً كيف جاء هذا الاسم على هذه الصيغ ؟ هنا السؤال .
الإنسان كان في مستوى وارتقى إلى مستوى أعلى ثم ارتقى إلى مستوى أعلى ، كان ظالماً فعل ظلماً أشد أصبح ظلوماً فعل ظلما أشد صار ظلاماً ،
أما هذا المعنى لا يليق بحضرة الله عز وجل أبدا . لو أن فلاناً ارتكب سيئة غفرها الله له فهو غافر ، فلان آخر غفر الله له فلان ثالث غفر الله له فلان عاشر غفر الله له



العباد كلهم لو أذنبوا غفر الله لهم ، جاءت صيغة غفار لا من حيث النوع ولكن من حيث العدد ،



أيها الاخوة:
إذا تاب الإنسان في سن مبكرة هذا رائع جداً ، ولكن إذا عرف الله في سن متأخرة فلا مانع فضل الله كبير ، وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل للعبد إذا تقدم سنه :


" عبدي كبرت سنك وانحنى ظهرك وضعف بصرك وشاب شعرك فستحي مني فأنا أستحِ منك ".



## والقصة التي أتلوها عليكم كثيراً: رجل عمره خمسة وخمسون عاما رجل من صعيد مصر أمي لا يقرأ ولا يكتب لكن لا تنسوا أن مراتب الله العليا لا لمن سبق ولكن لمن صدق ، فساق دابته إلى القاهرة وسأل عن الأزعر وهو يقصد الأزهر ، فالذي سأله رجل صالح قال له : ياأخي إسمه جامع الأزهر وليس جامع الأزعر فتح الله عليك فتوح العارفين ، القصة سمعتها من أحد العلماء ثم قرأتها في كتاب والقصة ثابته وتكاد لا تصدق ، هذا الإنسان الأمي الصعيدي الجاهل الذي تمنى على الله أن يكون عالماً وشيخاً جليلاً وساق حماره إلى الأزعر وصوبه له هذا البائع توجه إلى هذا المسجد وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن وما زال يتقلب في مراتب العلم حتى عاش ستة وتسعين عاماً ولم يمت إلا وهو شيخ الأزهر ، قصة ثابته لعل اسمه زكريا الأنصاري أحد شيوخ الأزهر السابقين ، في الخامسة والخمسين فهذا العبد الرجل تاب إلى الله في سن الشيخوخة
فإذا ناجى ربه يقول : يا رب لقد أبطأت في المجيء إليك تأخرت كثيراً .....



وإذا تاب المرء وذاق طعم التوبة يقول لك : قلبي محروق ، كيف أمضيت هذا العمر في معصية الله عز وجل ، بعد أن ذاق طعم الطهر طعم القرب طعم الإقبال على الله طعم العمل الصالح طعم العلم طعم الشرف يقول : ياليتني عرفت الله قبل هذه السن ، في المناجاة يقول : يا رب لقد أبطأت في المجيء إليك ، فوقع في قلبه أن يا عبدي لا تقل هكذا إنما أبطأ في المجيء إلي من مات ولم يتب ، مادام قد بقي يوم واحد فإنك تستطيع التوبة ، مادام القلب ينبض الأمل كبير ، كلما بكّرت كلما كان أفضل لكن إنما أبطأ في المجيء إلي من مات ولم يتب .


## حظ المؤمن من اسم الغفار أن يستر من غيره ما يستره الله منه ، أدق حق يعنيك من اسم الغفار أن تستر من إخوانك المؤمنين وغير المؤمنين ما ستره الله منك .



فأنت كمؤمن لك أخ صديق زلّت قدمه وقع في معصية علمتها أنت لا ينبغي أن تذكرها لأحد إذا كنت مؤمناً وعرفت اسم الغفار ، كما أن الله غفر لك وتاب عليك يجب أن تغفر لإخوانك وأن تستر ذنوبهم ، والحديث الذي تعرفونه جميعا : " الذنب شؤم على غير صاحبه ، إن ذكره فقد اغتابه " .
فأنت كمؤمن عليك أن تتخلق بأخلاق الله عز وجل ، يوجد قصة رائعة جدا عندما جاء عكرمة مسلماً بالله ماذا قال النبي الكريم ، قال : " جاءكم عكرمة مسلما ، فإياكم أن تذموا أباه . من أبوه ؟ أبوه أبو جهل أعدى أعداء النبي قال : " فإن ذم الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت".



أنت كمؤمن يجب أن تظهر الجميل وأن تستر القبيح ، أما تصيّد الأخطاء وتصيُّد العيوب ليس هذا من أخلاق المؤمن هذا من أخلاق أهل الدنيا .
وأختم بهذه القصة:


يروى أن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام مر بجيفة ولا أعتقد أنه يوجد في الأرض أبشع لا في المنظر ولا في الرائحة من الجيفة ،
فقال أصحابه : ما أنتن ريحها، فقال عليه الصلاة والسلام : بل ما أشد بياض أسنانها أنظروا ما أجمل أسنانها ،


لعل مغزى هذه القصة ، لن تكون أباً ناجحاً ولا معلماً ناجحاً ولا داعياً ناجحاً ولا تاجراً ناجحاً ولا مدير معمل ناجحاً ولا مدير مستشفى ناجحاً

إلا إذا عرفت ميزات الذين حولك
، ذكرتها وقدرتها بعدئذ وجه لهم ما شئت من النصائح فيقبلونها منك ، أما إذا غفلت عن ميزاتهم وتتبعت أخطاءهم فهذا مما يبعدهم عنك .
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم ، هذا الدعاء كان من أحب الأدعية إلى النبي عليه الصلاة والسلام




والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الغفار

 

نور السما

بيلساني متقدم

إنضم
Jun 22, 2011
المشاركات
316
مستوى التفاعل
10
اسم الله ( الجبار )


بسم الله الرحمن الرحيم






الجبار :المعنى الأول : هو العالي الذي لايُنال ، نقول نخلة جبارة لشدة ارتفاعها لانستطيع قطف ثمرها ، نقول ناقة جبارة يصعب ركوبها ، والله سبحانه
أي عظماء أقوياء أشداء ، أما إذا قلنا فلان جبار يعني لا يتواضع متعاظم متكبر لاينقاد إلى أحد ، مثل هذا الإنسان لابد من أن يقصمه الله عزوجل قصماً ، لذلك ترون وتسمعون كل وقت وكل حين عن جبار من جبابرة الأرض قصمه الله عزوجل وجعله في أسفل سافلين لأن الكبرياء من صفات الله عزوجل و العظمة من صفات الله عز وجل فلا يحق لإنسان ضعيف منازعة الله هذه الصفات .



المعنى الثاني : العوام يعرفونه فلان جبر خاطر فلان ، ياجبار الخواطر جابر عثرات الكرام ، قول مشهور : ما عُبِدَ الله في الأرض بأفضل من جبر الخواطر ، جبرت العظم ، المجبر جبر العظم ، الجبار بهذا المعنى هو المصلح للأمور ، كلما حصل أمر حصلت مشكلة إن سلم شيء، تهدم شيء ، افتقر إنسان تضعضع إنسان ، يأتي خالق الكون وهو الجبار فيرأب الصدع ويلم الشمل ويغني الفقير ويجبر الكسير ويعطي المحروم ويرفع الذليل ، لذلك كلما جئت الله عز وجل خاضعاً منكسراً جبرك ، كلما جئته من باب الخضوع والتذلل والإنكسار جبر كسرك ولمَّ شعثك ورأب صدعك وقوى ضعفك وأغنى فقرك .
وإذا كنت في خصومة وكنت أنت القوي واستعملت قوتك في الظلم فلست رابحا ولست منتصرا لأن هناك جبارا أعلى سوف يقصمك ، أما إذا كنت الجانب الأضعف هناك الجبار الذي سيرحمك .




** أب غني ترك أرثاً كبيراً وترك أولاداً أحد أولاده قوي والآخرون صغار في السن دون السن القانونية ، بذكاء أو بحيلة أو باحتيال الكبير استطاع أن يأخذ معظم الثروة له وحده وأن يخص إخوته الصغار بشيء قليل ، الله جبار ، فمازال أحد إخوته الصغار يوفقه الله عز وجل ويمده ومازال الله عز وجل يضعف هذا الأخ الكبير ويفقره ويسد الطرق في وجهه إلا أن اضطر الكبير أن يبيع الصغير كل ما أخذه من أبيه غصبا ، ثم اضطر الكبير أن يعمل عند الصغير ومثل هذه القصص كثيرة جدا في كل الأسر ، فالله جبار على الظالمين جبار للمظلومين ، جبار على الأقوياء جبار للضعفاء ، جبار على المتكبرين جبار للمتذللين .



المعنى الثالث للجبار : الجبار بمعنى أنه جبره على كذا أي أكرهه على ما أراد بمعنى أجبره ، الله عز وجل جبار مشيئته هي النافذة ، أنت تريد وأنا أريد هكذا يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: " أنت تريد وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد ".



أذا: أول معنى الجبار الشيء العالي الذي لايدرك من أسماء التنزيه فمن المستحيل أن تحيط بالله عزوجل حتى الأنبياء لم يعرفوا الله ، عرفوا جانباً من الله عزوجل عرفوا طرفاً من كمالات الله ، لكن لا يعرف الله إلا الله . هذا أول معنى المعنى الثاني الجبار المصلح الضعيف يجبره الكسير يجبره المظلوم يجبره الفقير يجبره هذا المعنى الثاني ، أما المعنى الثالث هو الذي يجبر جميع الخلق على مشيئته إرادته أبداً .



** والله لقد سمعت قصة من أخ كريم في المسجد قال لي : إن رجلاً معروفاً بالغنى الفاحش خطب ابنته مهندس ، شاب أخلاقه عالية ذكي دخله دخل مهندس ، فهذا العم يعمل في تجارة ناجحة جداً ورائجة جداً ويحصل منها مئات الملايين ، تباحث الغني مع زوجته قائلاً : هذا المهندس فقير ليس في إمكانه أن يعيش مع ابنتنا رفض لفقره ، لكن رفض باستعلاء ورفض بكبر ، بقدرة قادر هذه التجارة الرائجة أساسها قانون هذا القانون أوقف العمل به ، فجأة توقفت تجارته ، فجأة أصبح تحت طائلة المطاليب هذا العم الغني تراجعت تجارته شيئاً فشيئاً إلى أن أصبح بحاجة إلى مصروف يومه ، وأن يكون وسيطاً في أن يطلب ابنته مرة ثانية هذا المهندس الذي وفقه الله عزوجل ففتح مكتباً ، ثم كان أن وافق هذا العم على تزويج ابنته من هذا المهندس، ثم عمل هذا العم الغني المتعجرف المتكبر اضطر أن يعمل موظفاً عند صهره المهندس ، الله جبار .



**إمرأة قالت لضرتها التي لا تنجب موتي غيظاً في بطني جنين وعلى يدي طفل وأمامي ولد، من يصدق أن هؤلاء الأولاد الثلاثة ماتوا تباعاً ، وأن التي لا تنجب رزقها الله خمسة أطفال ذكور ؟ !
الله جبار ،



أيها الاخوة الكرام :
إذا كان الإنسان جباراً بالمعنى المذموم لا بد من أن يقصمه الله عز وجل ،
**ويمكن للإنسان أن يتخلق بهذا الخلق من زاوية واحدة فقال : من لم يكن أسيراً لحب المال والجاه ، فكل إنسان يحب المال هذه نقطة ضعف فيه أصبح ضعيفاً مفتاحه المال ، وآخر تعظّمه فيلين معك هذا يحب الجاه ، فكل إنسان أسير للمال أو الجاه ضعيف ، فإذا تنزه الإنسان عن حب المال وحب الجاه أصبح جباراً بالمعنى الذي يليق بالإنسان ، لم يعد إنساناً تستطيع أن تملك مفتاحه ، فتصل إلى ما تريد عن طريق نقطة ضعفه .
فالمؤمن الجبار لا يوصل إليه لا بالمال ولا بالمديح ، لا تصل إليه إلا بالحق .




في كل شخص مهما كان قوياً نقطتا ضعف المال والنساء ولا يوجد إنسان يتآمر على إنسان إلا بهاتين النقطتين ، إما بامرأة تغريه فيسقط وإما بمال يأخذه حراًما فيسقط ،



فإذا كان الإنسان محصناً من المال والنساء لا يستطيع أعداؤه النيل منه .
** فالجبار من الناس الذي يجبر الخلق بهيئته وصورته على أن يقتدوا به ، يفيد ولا يستفيد ويؤثر ولا يتأثرهذا هو النبي عليه الصلاة والسلام ، أي بلغ من الكمال درجة يفيد الخلق كلهم ولا يستفيد يؤثر فيهم ولا يتأثر غني عن المال .



قال له : لمن هذا الوادي ؟ ، فقال له : هو لك . قال : عجبت لك أتهزأ بي !! ، قال : هو لك ، قال : أشهد أنك رسول الله تعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، قال : لو كان موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي .




وختاماً:
الجبار: إذا أمكن لإنسان أن يكون كريما فعليه أن يتنزه عن حب المال وعن حب المديح والجاه .





والحمد لله رب العالمين
محمد راتب النابلسي تفسير اسم الله الجبار
 
أعلى